ليأتِ ملكوتكعينة

ليأتِ ملكوتك

يوم 14 من إجمالي 14

اليوم 14 – أورشليم الجديدة (الرؤيا 21: 24-27)

يصفُ سفرُ الرؤيا 21 و22 أورشليمَ الجديدةَ بأنها عاصمةُ الخليقةِ الجديدةِ ومركزُها. فإنها ستَسطعُ بمجدِ اللهِ، وتتزيَّنُ بكلِّ الجواهرِ الثمينةِ. وتؤكِّدُ حقيقةُ نزولِ هذه المدينةِ من السماءِ ما ذكرْناه عن كونِ السماواتِ الجديدةِ والأرضِ الجديدةِ ملكوتًا متَّحدًا فيه يسكنُ اللهُ مع شعبِه.

فعلَ اللهُ هذا في الماضي في جنةِ عدن. كما فعلَ ذلك في أيامِ موسى حين قادَ شعبَه عبرَ البريةِ وفي دخولِهم إلى أرضِ الموعدِ. كذلك فعلَ هذا في أيامِ سليمانَ حين بُنِيَ هيكلُه. وهو يسكنُ دائمًا في شعبِه الأمينِ بواسطةِ روحِه القدوسِ. لكنَّ السماواتِ الجديدةَ والأرضَ الجديدةَ ستفوقُ كلَّ هذا، لأن اللهَ سيَستعلِنُ مجدَه في وسطِنا جميعًا، وسنسكنُ في محضرِه المجيدِ إلى الأبدِ.

من المثيرِ للاهتمامِ أنَّ أورشليمَ الجديدةَ ستكونُ مكعَّبًا مثاليًّا تامًّا من 12,000 غَلْوَةٍ عرضًا وطولًا وارتفاعًا. يعادلُ هذا تقريبًا 2,220 كيلومترًا طولًا وعرضًا وارتفاعًا. بما أن رؤى يوحنا الواردةَ في سفرِ الرؤيا هي رؤىً رمزيةٌ بشكلٍ كبيرٍ، لا يمكنُنا إذًا أن نتيقنَ من كونِ أوصافِه للمدينةِ ستَتَحقَّقُ بحرفيّةٍ شديدةٍ. ومع ذلك، تشيرُ هذه الرموزُ إلى أنَّ أورشليمَ الجديدةَ ستكونُ ضخمةً جدًا، وكافيةً لاستقبالِ جميعِ البشرِ المفتدين للدخولِ إلى محضرِ الله.

بالإضافةِ إلى هذا، يؤكدُ هذا الشكلُ المكعَّبُ لأورشليمَ الجديدةِ أيضًا حضورَ اللهِ الثابتَ والمستمر. ففي العهدِ القديمِ، كان قدسُ الأقداسِ في خيمةِ الاجتماعِ وفي الهيكلِ في شكلٍ مكعَّبٍ أيضًا. وبالتالي، كما استعلنَ اللهُ حضورَه المقدسَ المجيدَ في قدسِ الأقداس، سيَستعلنُ أيضًا مجدَه لشعبِه في أورشليمَ الجديدةِ. في حقيقةِ الأمرِ، يقولُ سفرُ الرؤيا 21: 23 إنَّ مجدَ اللهِ سيكونُ برَّاقًا للغايةِ حتى أنَّ أورشليمَ الجديدةَ لن تحتاجَ إلى الشمسِ.

لا بدَّ أن نشيرَ أيضًا إلى أن أبعادَ وأوصافَ أورشليمَ الجديدةِ تذكرُ كثيرًا الرقمَ اثني عشرَ. في العهدِ القديمِ، ارتبطَ هذا العددُ بالأسباطِ الإثني عشرَ لإسرائيلَ، التي كانت تمثِّلُ شعبَ اللهِ في ذلك الوقتِ. وفي العهدِ الجديدِ، يرتبطُ العددُ إثنا عشرَ بالإثني عشرَ رسولًا، الذين يمثلون شعبَ اللهِ في الوقتِ الحالي. يشيرُ هذا إلى أنه في أورشليمَ الجديدةِ سيتواجد شعبُ اللهِ معًا، بكلِ تنوعِه واختلافِه، بل وربما بكلِّ ثقافاتِه المختلفةِ. كما نقرأُ في سفرِ الرؤيا 21: 24-27:

سَتَسِيرُ الأُمَمُ بِنُورِ مِصباحِها، وَمُلُوكَ الأرْضِ سَيأتونَ بِمَجدِهِمْ إلَيها... وَسَيُؤتَى بِمَجدِ وَكَرامَةِ الأُمَمِ إلَيها، لَكِن لَنْ يَدخُلَها شَيءٌ نَجِسٌ، وَلا إنسانٌ يُمارِسُ النَّجاسَةَ أوِ الكَذِبَ. لَنْ يَدخُلَها إلّا مَنْ كانَ اسْمُهُ مَكتُوباً فِي كِتابِ الحَياةِ، كِتابِ الحَمَلِ. (الترجمة العربية المبسطة)

في السماواتِ الجديدةِ والأرضِ الجديدةِ، سيتمُ إصلاحُ وتجديدُ خليقةِ اللهِ بالكاملِ. فهو سيبيدُ الخطيةَ وكلَّ نتائجِها من العالمِ. وسيمُدُّ ملكوتَه السماويَّ حتى يملأَ العالمَ أجمع. ونتيجةً لهذا، لن نواجهَ ثانيةً تهديدَ الموتِ، أو المرضِ، أو الحزنِ، أو الصراخِ، أو الوجعِ. لكن لن يكونَ مجدُ السماواتِ الجديدةِ والأرضِ الجديدةِ مجردَ مجدٍ لعالمٍ مثاليٍّ. لكنَّ أعظمَ بركاتِها هي أننا سنحيا في محضرِ اللهِ إلى الأبدِ، في سلامٍ وشركةٍ كاملين.

يوم 13

عن هذه الخطة

ليأتِ ملكوتك

لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.

More

ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/