ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 13 – الملكوت المتحد (متى 6: 9-10)
قبل أن يخلقَ اللهُ الكونَ الماديَّ، الذي عادةً ما يُطلِقُ عليه علماءُ اللاهوتِ العالمَ الطبيعيَ، خُلقَ العالمُ فوقَ الطبيعيِّ للسماواتِ وتسلّطَ عليه. هذا العالمُ فوقَ الطبيعيِ هو العالمُ الروحيُ للملائكةِ والشياطين. وهو موجودٌ جنبًا إلى جنبٍ مع العالمِ الطبيعيّ، ويمكنُ للمخلوقاتِ العبورُ بين العالمين بحسبِ سماحِ اللهِ لهم. على سبيلِ المثالِ، تدخلُ أرواحُنا العالمَ فوقَ الطبيعيِّ حين نَموتُ، كما تؤثرُ الملائكةُ والشياطينُ على العالمِ الطبيعيِّ من نواحٍ مختلفةٍ. لكنْ كما ذكرْنا في هذه الدروسِ، لطالما كان غرضُ اللهِ من العالمِ الطبيعيِّ هو أن يصيرَ امتدادًا لملكوتِه السماويِ فوقَ الطبيعيّ. استمعْ إلى الصلاةِ الربانيةِ في إنجيلِ متى 6: 9-10:
أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ (متى 6: 9-10).
علَّمَ يسوعُ تلاميذَه أن يُصلُّوا إلى اللهِ كي يأتيَ بملكوتِه السماويِّ إلى الأرضِ، وكي يجعلَ الأرضَ في طاعةٍ تامةٍ له كما أن السماءَ هي كذلك بالفعلِ. ببساطةٍ، علينا أن نطلبَ من اللهِ أن يمُدَّ ملكوتَه السماويَّ فوقَ الطبيعيِّ ليشملَ الملكوتَ الطبيعيَّ للأرض. في الماضي، سمحَ اللهُ أن تتقاطعَ السماءُ والأرضُ معًا فقطْ في مواضعَ خاصة، مثلِ قدسِ الأقداسِ في خيمةِ الاجتماعِ، ولاحقًا في الهيكلِ.كما نقرأُ في رسالةِ العبرانيين 8: 5:
هَؤُلاءِ [أي رؤساء الكهنة] يَخدُمونَ صُورَةً وظِلاًّ لِمَا في السَّماواتِ. فحينَ أرادَ موسى أنْ يَنصِبَ الخَيمةَ أوحى إلَيهِ اللهُ قالَ: «أُنظُرْ واعمَلْ كُلَّ شيءٍ على المِثالِ الّذي أريتُكَ إيّاهُ على الجبَلِ». (الترجمة العربية المشتركة)
كان قدسُ الأقداسِ في خيمةِ الاجتماعِ والهيكلِ نُسَخةً مطابقةً لبهوِ عرشِ اللهِ في السماءِ لأنَّ فيه تقاطعتْ السماءُ والارضُ معًا. كان قدسُ الأقداسِ موجودًا في السماءِ وعلى الأرضِ في الآنِ ذاتِه. وبحسبِ سفرِ اللاويين 16: 2، كان قدسُ الأقداسِ يتيحُ وسيلةَ دخولٍ إلى محضرِ اللهِ المباشر. ولهذا السببِ كان من الآمنِ فقط دخولُه وفقًا لما أوصى به اللهُ. كما أن هذا يفسرُ رؤيا إشعياءَ في سفرِ إشعياءَ 6: 1، حيث رأى الربُ جالسًا على عرشِه السماويِّ، بينما كانت أذيالُ ثوبِه تجري إلى الأسفلِ وتملأُ الهيكلَ الأرضيَ.
لكن في السماواتِ الجديدةِ والأرضِ الجديدةِ، سيؤسِّسُ اللهُ عرشَه السماويَّ على الأرضِ. يتضحُ هذا من سفرِ الرؤيا 21: 1-5، و22: 1-3. وبشكلٍ ملحوظٍ وهامٍ، يقولُ سفرُ الرؤيا 21: 22 إنه لن يوجدَ هيكلٌ، أو قدسُ أقداسٍ، لأنَّ اللهَ سيَستعلِنُ حضورَه مع شعبِه في كلِّ مكانٍ. فلن نحتاجَ إلى البحثِ عن موضعٍ خاصٍ حيث تتقاطعُ السماءُ والأرضُ معًا. ولن يقتصرَ الاقترابُ والدخولُ فقط على رئيسِ الكهنةِ مرةً واحدةً سنويًّا. ولكن، سيتمكنُ شعبُ اللهِ جميعُهم من الدخولِ إلى محضرِه طَوالَ الوقت.
الكلمة
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/