ليأتِ ملكوتكعينة
اليوم 10 – عودة يسوع المسيح الشخصية (أعمال الرسل 1: 11 / أعمال الرسل 3: 21)
من الحتميِّ أن يعودَ المسيحُ شخصيًّا إلى الأرضِ حتى يتممَ الوعودَ التي قُطِعتْ لإبراهيمَ وداودَ. فهو ببساطةٍ لن يكتفيَ بإرسالِ روحِه القدوسِ للتأثيرِ في المرحلةِ التاليةِ من الملكوت، مع أنَّ الروحَ القدسَ بالتأكيدِ سيكونُ مشاركًا في الأمر. وهو لن يكتفيَ بمجردِ العملِ بواسطةِ كنيستِه، مع أننا قطعًا سنشاركُ في الأحداثِ التي ستُكمِلُ ملكوتَه. فعودةُ المسيحِ ليست صورةً مجازيةً يستخدمُها العهدُ الجديدُ لوصفِ خلاصِ الخطاةِ على نطاقٍ واسع، أو امتدادِ السلامِ إلى جميعِ الأممِ، أو نصرةِ الكنيسةِ في كلِّ أنحاءِ العالم. بل في حقيقةِ الأمرِ، ليست عودتُه صورةً مجازيةً على الإطلاق. فإن يسوعَ آتٍ حقًا ثانيةً – شخصيًّا – لكي ينهيَ عملَه.
بعدَ قيامةِ يسوعَ من الأموات، وقبلَ صعودِه إلى السماءِ، أمضى أربعينَ يومًا يعلِّمُ رسلَه الأمناءَ عن ملكوتِ الله. ثم، في سفرِ أعمالِ الرسل 1: 4-5، أوضحَ لهم أنه سيرسلُ الروحَ القدسَ كي يمدَّ الكنيسةَ بالقوةِ للخدمة. ردًا على هذا، في سفرِ أعمالِ الرسلِ 1: 6، سألَه الرسلُ:
يَا رَبُّ، هَلْ فِي هذَا الْوَقْتِ تَرُدُّ الْمُلْكَ إِلَى إِسْرَائِيلَ؟ (أعمال الرسل 1: 6).
يكشفُ هذا السؤالُ عن افتراضٍ مهم، وهو تحديدًا أن يسوعَ سيرُدُّ المُلكَ بنفسِه إلى إسرائيلَ.
تساءلَ الرسلُ بطبيعةِ الحالِ عما إذا كانت أعمالُ يسوعَ الإسخاتولوجيةُ الأخرى ستلي سريعًا نوالَهم الروحَ القدس. لكن أوصاهم يسوعُ بألا يخمِّنوا هذا التوقيت، وطمأنَهم فقط بأن الروحَ القدسَ سيؤيِّدُ خدماتِهم بالقوة. ثم بعدَ هذا مباشرةً، صعِدَ إلى السماء.
إذًا فيمَ كان يفكرُ الرسلُ في هذه اللحظة؟ ربما من الجائزِ أن نقولَ إنهم كانوا يتساءَلون كيف يمكنُ أن يُرَدَ الملكُ بينما مَن كانَ ينبغي أن يَرُدَّهُ قد صعِدَ لتوِّه إلى السماء. وفي حقيقةِ الأمر، تشيرُ الأعدادُ التاليةُ مباشرةً إلى صحةِ هذا. ففي بقيةِ القصة، ظهرَ ملاكان وأخبرا الرسلَ بأن يسوعَ سيعودُ شخصيًّا في المستقبل، على الأرجحِ كي يُنهيَ عملَه المختصَّ باستكمالِ ملكوتِ اللهِ على الأرض.
كما قرأْنا فيما سبقَ في سفرِ أعمالِ الرسلِ 1: 11، سألَ الملاكان الرسلَ هذا السؤال:
أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ(أعمال الرسل 1: 11).
لم يكنْ رحيلُ يسوعَ يعني أنه قد نسي أمرَ رَدِّ المُلكِ والمملكة. بل على النقيضِ، كان يسوعُ عتيدًا أن يعودَ – شخصيًّا – كي يكملَ ملكوتَه على الأرض. كان الرسولُ بطرسُ على قناعةٍ شديدةٍ بهذه الحقيقةِ حتى أنها صارت جزءًا من تقديمِه لرسالةِ الإنجيل. استمعْ إلى ما قاله بطرسُ للجموعِ في سفرِ أعمالِ الرسلِ 3: 21:
الَّذِي [أي يسوع] يَنْبَغِي أَنَّ السَّمَاءَ تَقْبَلُهُ، إِلَى أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ (أعمال الرسل 3: 21).
تحدَّثَ كثيرون آخرون أيضًا من كُتّابِ وشخصياتِ العهدِ الجديدِ عن كونِ يسوعَ سيعودُ شخصيًّا كي يُكمِلَ ملكوتَ اللهِ المسيانيَّ على الأرض. لكنَّ هذه الفكرةَ أكثرُ شيوعًا في كتاباتِ بولس. على سبيلِ المثالِ، في مواضعَ مثلِ رسالةِ 1 كورنثوسَ 15: 23، ورسالةِ فيلبي 3: 20-21، ربطَ بولسُ عودةَ المسيحِ الشخصيّةَ بقيامةِ المؤمنين. وفي رسالةِ 2 تيموثاوسَ 4: 8، قالَ إن اللهَ سيكافئُ مَن ينتظرون بشغفٍ عودةَ المسيح. وفي رسالةِ 2: 12-14، ربطَ عودةَ المسيحِ الشخصيّةَ بأهميةِ حياةِ التقوى.
عن هذه الخطة
لقد فتن الناس لقرون بموضوع دراسة الأمور الأخيرة، أو نهاية الأيام. ولكن ما الذي يقوله الكتاب المقدس عن هذا الموضوع الرائع؟ أيُّ مستقبلٍ قد خططه الله لخليقته وشعبه؟ في هذه السلسلة، ندرس ما تعلّمه الأسفار المقدسة عن الأيام الأخيرة، بالإضافة للعديد من الموضوعات الصعبة، مثل الحياة بعد الموت، والقيامة العامة، واكتمال ملكوت المسيح المِسيانيّ في السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
More
ود أن نشكر Third Millennium Ministries على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/