التلمذة المالية - ما يقولة الكتاب المقدس عن الأزمة؟عينة
الله له مقصد من الشدائد.
لا تخرج الفراشة Cecropia)) من شرنقتها إلا بعد صراع طويل ومرهق لتحرير نفسها. يأتي صبي صغير، يرغب في مساعدة الفراشة، فيقطع الجزء الخارجي من الشرنقة بعناية. فسرعان ما تخرج، لكنَّ اجنحتها تبدأ في الانكماش ولم يعد بإمكانهما الطيران. فما لم يدركه الصبي الصغير هو أن كفاح الفراشة لتحرير نفسها من الشرنقة كان ضروريًا لنمو جناحيها وقدرتها على الطيران.
ومثل خروج الفراشة من الشرنقة، هكذا تكون الشدائد في حياتنا. فيستخدم الله تلك الأوقات الصعبة، وأحيانًا المفجعة لكي تنضج علاقتنا في المسيح. تقول (رسالة يعقوب 1: 2-4) في هذا الشأن: "اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ."
يصمم الله الظروف الصعبة والتحديات لمصلحتنا في النهاية. تخبرنا (رسالة رومية 8: 28-29)، "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ...". إن الخير الأساسي الذي يصنعه الله في حياتنا هو جعلنا أكثر شبهًا بالمسيح.
ونرى نفس هذه الفكرة في (عبرانيين 12: 6-11)، "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ. . . لأَنَّ أُولئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّامًا قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ، وَأَمَّا هذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ.". الله لا يخطئ أبدًا. فهو يعرف بالضبط ما يريدنا أن نصبح عليه، كما أنه يعرف بالضبط ما هو ضروري لتحقيق هذه النتيجة في حياتنا.
لقد تحملت أنا وبيف - واستفدنا - من العديد من العواصف: من ولادة ووفاة طفلنا الغالي من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى تغيير مهني غير مرغوب فيه، إلى استئصال للثدي لبيف لتخليصها من سرطان الثدي الذي انتشر لاحقًا إلى عظامها وكبدها. ومن خلال بوتقة ألمنا ودموعنا، نضجت العديد من حقائق الكتاب المقدس من مجرد نظريات ضعيفة إلى حقائق صلبة. وعلى الرغم من أننا لا نرغب أبدًا في تكرار هذه التجارب ثانيةً، إلا أننا ممتنون للغاية لكيفية استخدام الرب لها في حياتنا.
لاحظ المؤلف رون دان انة: "إذا خَصَمَ الله ألمًا واحدًا، وجع قلب واحد، وخيبة أمل واحدة من حياتي، فسأكون أقل من الشخص الذي أنا عليه الآن، وأقل من الشخص الذي يريدني الله أن أكونه، وستكون خدمتي أقل مما يقصده."
من فضلك لا تفوِّت هذه النقطة. أنا وأنت بحاجة إلى إدراك أن الصعوبات هي فرصة للنمو لنصبح الأشخاص الذين يريد الله أن نكون. ففي الشدائد، نتعلم أشياءً لا يمكننا نتعلمها بأية طريقة أخرى.
فيمكنك أن تطمئن عندما تعلم أن أبيك السماوي المحبّ يتحكم بشكل مطلق في كل موقف قد تواجهه في أي وقت. وينوي استخدام كل الظروف لخيرك. (رسالة تسالونيكي الأولى 5:18) تقول هذا بشكل واضح، "اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ.".
في بعض الأحيان، حتى عندما نطيع الرب بالكامل، سنواجه ازمة كبيرة لأن الرب ينوي استخدامها لتحقيق مقاصده. يكتب (لوقا 8: 22-25) مثالًا على هذا: "وَفِي أَحَدِ الأَيَّامِ دَخَلَ سَفِينَةً هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ، فَقَالَ لَهُمْ: «لِنَعْبُرْ إِلَى عَبْرِ الْبُحَيْرَةِ». فَأَقْلَعُوا. وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ نَامَ. فَنَزَلَ نَوْءُ رِيحٍ فِي الْبُحَيْرَةِ، وَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مَاءً وَصَارُوا فِي خَطَرٍ. فَتَقَدَّمُوا وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، يَا مُعَلِّمُ، إِنَّنَا نَهْلِكُ!». فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ وَتَمَوُّجَ الْمَاءِ، فَانْتَهَيَا وَصَارَ هُدُوّءُ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَيْنَ إِيمَانُكُمْ؟»".
تأمَّل في هذا: فعل التلاميذ بالضبط ما طلبه منهم يسوع. كان العديد من التلاميذ من الصيادين المتمرسين الذين أمضوا بالتأكيد آلاف الساعات في الصيد في البحيرة في جميع أنواع الطقس. وعندما اجتاحت العاصفة غير المتوقعة البحيرة، أصيبوا بالذعر لأنهم كانوا يعلمون جيدًا أن حياتهم في خطر.
بعد أن هدّأ يسوع العاصفة، عاتب التلاميذ على عدم إيمانهم. في الواقع، كانت خطته بالكامل هي زيادة إيمانهم من خلال وضعهم في موقف يهدد حياتهم ولا يستطيع أحد غيره أن يحله. وقد حلَّه ببساطة عندما أمر العاصفة بالهدوء.
(مأخوذة من Building Your Finances God's Way Study، هوارد دايتون، 2021)
الكلمة
عن هذه الخطة
لدى الكتاب المقدس الكثير ليقوله عن المرور بأزمة. كثيرٌ منا يعلَم أنه لا نجب أن نقلق وأن علينا أن نثق في الله، لكن تعاليم الكتاب المقدس في الواقع أعمق من ذلك بكثير. ستساعد هذه الخطة والتي مدتها 5 أيام القراء على اكتساب منظور كتابي عن المرور بأزمة، وتطبيقه على حياتهم، وإعدادهم لمشاركة هذا التعليم مع الآخرين.
More
نود أن نشكر Compass - تمول طريق الله لتوفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://www.nabla-initiative.org/Home/Index/ar