التلمذة المالية - ما يقول الكتاب المقدس عن القناعةعينة
هل لاحظت مدى سهولة الشعور بعدم الرضا؟ كمسيحيين نواجه كل يوم معركةً داخلية بين الاكتفاء بالمُعطي وبين أن نصبح عبيدًا للخطية.
لقد هاجمتنا رسائل مصمَّمة لكي تُشعِرنا بعدم الرضا عما لدينا بالفعل، ثم تعرض منتجًا أو خدمة أو حلًا وتقول إنه سيُرضي رغباتنا. المشكلة هي أن أيًّا من تلك الأشياء لن يرضينا حقًّا.
عندما نظنُّ بسذاجة أنه يمكننا العثور على الرضا في الأشياء التي أوجدها البشر والتي لسنا مُصممين لها، سرعان ما يصبح قلبنا مضطربًا مرةً أخرى. ونذهب باحثينَ عن الشيء التالي الكبير الذي يقول العالم أنه سيجعلنا راضين... لكن المشكلة أنه لا يفعل ذلك.
ففي بعض الأحيان، يكون من الأسهل اكتشاف قِلَّة الرضا في حياة الآخرين أكثر منه في حياتنا.
لنرى مثالًا، رجلًا اسمه جو... يبيع العديد من أصدقائه منازلهم لشراء منازل أكبر، وهو يشعر بالضغط لفعل الشيء ذاته، على الرغم من أن هذا قد يعني الدخول في ديون أكبر. مثالٌ آخرٌ، امرأةٌ تدعى كيري... كان حلم طفولتها دائمًا استضافة حفلات عشاء، لكن منزلها صغيرٌ جدًا. ستحتاج إلى بناء غرفة طعام بتكلفة باهظة لتتمكن من القيام بذلك.
في محاولة "لمواكبة الجيران" واتباع رغباتهم الخاصة، يتعرض كلٌّ من جو وكيري لخطر المعاناة المالية. ولكن شكرًا لله، فقد صلَّى كلٌّ منهما طالبًا مشورة الله قبل اتخاذ القرار، واختار كلاهما البقاء مع ما هما عليه بالفعل.
تقول رسالة (العبرانيين 13: 5)، "لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»"، (تيموثاوس الأولى 6: 6-8) تقول، "وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ، فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا".
كيف نجد القناعة الحقيقية؟ حسنًا، بولس الرسول يخبرنا بسرٍّ. بعد أن واجه كل أنواع الظروف في حياته، كتب بولس، "أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."(فيلبي 4: 12-13).
لقد تعلَّم بولس سرَّ القناعة. إنه ليس ما يقدمه لنا العالم ويقول إنه يؤدي إلى السعادة. لكنه هو الشعور بالفرح بغض النظر عن الظروف التي نجد أنفسنا فيها. قال بولس إن سرَّ القناعة يكمن في الثبات المستمر في المسيح والثقة الكاملة في الله لتسديد احتياجاتنا.
عندما نختار أن نظل متصلين بالكرمة ونخضع لله يوميًا، سرعان ما نكتشف أن قلبنا لن يكون متجهًا إلى رغبات لم تنجح يومًا في إرضائنا. بدلًا من ذلك، سنبدأ في اختبار القناعة الحقيقية التي يتوق الله أن يمنحنا إياها.
هل تشعر بالرضا؟ أم أنك تشعر بعدم الرضا؟ هل قلبك مرتاح؟ أم أنك تقع في فخ المقارنة؟
إن ما قاله الرئيس الراحل روزفلت ذات مرةٍ كان صحيحاً: "المقارنة هي سارق الفرح". فإذا كنت تفتقر إلى القناعة وبدأت تتمنى أن يكون لديك المزيد، توقف قليلًا. وستدرك أن عدم الرضا جزءٌ من ترسانة العدو "للسرقة، القتل والتدمير" وإبعادك عن طلب الله وخدمته.
بدلا من ذلك، عندما يتحرك هذا القلق الداخلي في قلبك مرةً أخرى، ضع تلك الرغبات أمام الله، واطلب بتواضع مشيئتة وتوجيهه، واسعي الي أن تبتهج بالشخص الوحيد الذي يستطيع أن يمنحك القناعة الحقيقية والراحة لروحك - رئيس السلام، يسوع المسيح.
المخلِّصة في خدمته،
جويندا جاياواردانا، عضو مؤسس، هيئة Compass بأستراليا.
الكلمة
عن هذه الخطة
لدى الكتاب المقدس الكثير ليقوله عن القناعة. فنحن غالبًا نخلط بين القناعة والرضا عن النفس في مجتمعنا ، إلا أنهما مختلفان تمامًا. ستساعد هذه الخطة التي مدتها 5 أيام القراء على على اكتساب منظور كتابي عن القناعة، وتطبيقة على حياتهم، وإعدادهم لمشاركة هذا التعليم مع الآخرين.
More
نود أن نشكر Compass - تمول طريق الله لتوفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://www.nabla-initiative.org/Home/Index/ar