الملكوت المعكوس / الجزء الأوّل - الإنجيل بحسب ما رواه لوقاعينة

بالتزامن مع استعداده للخروج من أورشليم، أرسل الربّ يسوع مجموعة من أتباعه لتهيئة كلّ مدينة خطّطَ للتوقّف فيها على طريقه. وقد رحلوا بما خفّ حمله، فلا الأمتعة ولا الأموال كانت ضروريّة، حيث انطلقوا مجهَّزين بقوّة الشفاء وبرسالة ملكوت الله. يُظهر لنا هذا الأمر مرّة أُخرى أنّ أتباع الربّ يسوع شركاء فاعلون في إرساليّة الله في هذا العالم. يُعلن الربّ يسوع أخبار الملكوت السارّة، وأولئك الذين آمنوا بها لم يستقبلوها وحسب، بل انضموا إليه لإيصالها إلى آخرين. هذه هي طريقة الملكوت. لا يتعلّق الأمر بتحصيل السلطة والثروة من هذا العالم، بل بتلقّي العون من السماء لمباركة العالم. لذلك سيروي لنا لوقا البشير في القسم التالي، تعاليم الربّ يسوع بما يخصّ الثقة في العناية الإلهيّة. يعلّم الربّ يسوع الصلاة، وإدارة الموارد، والكرم غير المحدود. فاحتفل الفقراء والمحزونون تجاوبًا مع تعاليمه، لكنّ الزعماء الدينيّين غضبوا لسماع الربّ يسوع يصحّح طريقة عيشهم الجشعة، فشرعوا يتآمرون ضدّه.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• كان الرجل الذي تعرّض للسرقة في مثل الربّ يسوع، مسافرًا من أورشليم إلى أريحا، لذلك افترض المستمعون أنّه كان من العاصمة اليهوديّة وأنّه يهوديّ. قام القادة الدينيّون اليهود بتجنّب الرجل، في حين أنّك تتوقّع منهم مساعدته. الشخص الوحيد الذي ساعد اليهوديّ المصاب كان سامريًّا. (١٠: ٢٥-٣١)

• لماذا، برأيك، أضاف الرب يسوع هذا العنصر في القصّة رغم كون اليهود يكرهون السامريّين؟ كيف يمكن لهذا أن يوسّع فهمك لوصيّة الربّ يسوع "أحبب قريبك"؟

•هل ثمّة شخص محتاج ويكرهك؟ ما الأمر الّذي سبق أن تلقّيته ويمكنك مشاركته؟ ما الخطوة العمليّة التي يمكنك القيام بها هذا الأسبوع لتقديم المساعدة وإظهار الرحمة لقريبك؟

يقوم ملكوت الله على استقبال العون السماويّ السخيّ، كي تستطيع أن تشاركه الآخرين بكرم. لذلك يُدعى أتباع الربّ يسوع إلى التخلّي عما يُشتّتهم والثقة بالعناية الإلهيّة (١٠: ٤٢)، وفي كون الله هو المعين الفضيل، الذي يعرف كيف يهب النِعم الصالحة لأولاده (١١: ١-١٣). لاحظ كيف أنّ الربّ يسوع يوضّح أنّ هبة الله هي الروح القدس (١١: ١٣) وهي هبة من المفترض مشاركتها مع الآخرين (١١: ٥-٦).

•هل سبق أن طلبت من الله شيئًا محدّدًا، ولكنك تلقّيت شيئًا آخر بدلًا منه؟ كيف جلب ردُّ الله مساعدة الروح القدس وتعزيته وتعليمه في حياتك؟ كيف مكّنك عونه من مساعدة الآخرين من حولك بطرائق غير متوقّعة؟

• ترجم قراءتك وتأمّلاتك إلى صلاة. تأمّل في خطّة الله المدهشة، كن صادقًا بشأن أوقات المعاناة وأماكنها، والتمس مساعدة الربّ يسوع لمشاركة رحمة الله هذا الأسبوع.