الملكوت المعكوس / الجزء الأوّل - الإنجيل بحسب ما رواه لوقاعينة

الملكوت المعكوس / الجزء الأوّل - الإنجيل بحسب ما رواه لوقا

يوم 12 من إجمالي 20

ملكوت الربّ يسوع هو بشارة للمهمّشين، وهو مجّانيّ لكلّ الذين يدركون أنّهم بحاجة إلى الله. لتوضيح ذلك، يخبرنا لوقا البشير عن حضور الربّ يسوع لحفلات العشاء مع المرضى والفقراء الذين يستقبلون مغفرته وشفائه وكرمه. في المقابل، حضر الربّ يسوع أيضًا حفلات عشاء مع القادة الدينيّين الذين يرفضون رسالته، وعارضوا أساليبه. إنّهم لا يفهمون جوهر ملكوت الله، لذلك، يتلو عليهم مثلًا تسير أحداثه على النحو الآتي.

كان لأب ابنان. الابن الأكبر جدير بالثقة ويحترم والده، لكنّ الابن الأصغر في حالة مضطربة. انتزع ميراثه مبكّرًا وسافر بعيدًا وأنفق كلّ شيء على الملذّات بتصرّفاته الغبيّة. ثم ضربت مجاعة البلاد، ونفد ماله، لذلك حصل على عمل عند شخص آخر للاهتمام بخنازيره. في أحد الأيّام، ضربه الجوع الشديد حتّى أنّه كان مستعدًّا لتناول طعام الخنازير، وأدرك أنّه كان أحسن حالًا عندما كان يعمل لدى والده. لذلك انطلق عائدًا إلى منزله يتدرّب على الاعتذار. وبينما كان لا يزال بعيدًا، رآه أبوه وكان سعيدًا جدًّا. فابنه حيّ! لقد نجى من المجاعة! ركض الأب إليه، ولم يستطع التوقّف عن تقبيله واحتضانه. بدأ الابن خطابه، "أبي، لا أستحقّ أن أكون ابنك...". ربما يمكنني أن آتي وأعمل عندك...". لكن، قبل أن ينتهي من كلامه، نادى الأب خدمه وأوصاهم بجلب أفضل رداء لابنه، وصندل جديد، وخاتم ثمين. كما أمرهم بإعداد أفضل مأدبة لأنّه وقت الاحتفال بعودة ابنه إلى البيت. مع بداية الحفل، آتى الابن الأكبر عائدًا من يوم عمل طويل وشاقّ، فاكتشف أنّ كلّ هذه الموسيقى والطعام هي للاحتفال بأخيه الفاشل. فثار غضبه ورفض الانضمام إلى الاحتفال. فالتقى الأب ابنه الأكبر في الخارج، وقال له: "بنيّ، أنت ضمن العائلة بالفعل، وكلّ ما أملك هو لك. لكن، علينا الاحتفال بأخيك. لقد كان ضالًّا فوجد، وكان ميّتًا فعاش".

في هذه القصّة، يشبّه الربّ يسوع الزعماء الدينيّين بالابن الأكبر. لقد رأى مدى استيائهم لتقبّله المهمّشين، لكنّه يريدهم أن ينظروا إليهم بطريقته. فالمنبوذون في المجتمع يعودون إلى أبيهم، إنّهم على قيد الحياة! وصلاح الله كافٍ للجميع. كلّ ما يملكه متاح لأولئك الذين يدعوهم أبناءه، والمطلب الوحيد للعيش في ملكوته هو قبوله بتواضع.

اقرأ وتأمّل ثمّ أجِبْ:

• هل ترى نفسك في شخصيّة الابن الأكبر أم الابن الأصغر في مَثَل الربّ يسوع؟

• لاحظ كيف ترك الابن الأصغر والده لكنّه غيّر رأيه عندما أصبحت الأمور صعبة. هل ساعدتك المعاناة في السابق على العودة إلى الله الآب؟ كيف أثّر فيك ترحيب الأب بعودة ابنه الأصغر (راجع ١٥: ٢٠-٢٤)؟

• فكّر في غضب الابن الأكبر في القصّة (راجع ١٥: ٢٨-٣٠). هل شعرت بالاستياء سابقًا لتلقّي شخص ما شيئًا لا يستحقّه؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف تنطبق عليك إجابة الأب لابنه الأكبر (راجع ١٥: ٣١-٣٢)؟

• ترجم قراءتك وتأمّلاتك إلى صلاة. تحدّث إلى الله عن دهشتك من رحمته المعطاءة، كن صادقًا بشأن معاناتك في قبول الآخرين بكرم، واطلب ما تحتاج إليه لملء قلبك بالرحمة.

يوم 11يوم 13

عن هذه الخطة

الملكوت المعكوس / الجزء الأوّل - الإنجيل بحسب ما رواه لوقا

لقد صمّمت مؤسّسة BibleProject الجزء الأوّل من الملكوت المعكوس كي تُلهم الأفراد والمجموعات الصغيرة والعائلات على قراءة إنجيل بحسب ما رواه لوقا البشير في فترة ٢٠ يومًا. وتتضمّن هذه الخطّة مقاطع فيديو متحرّكة، وملخّصات ذات رؤية، وتساؤلات تبعث على التأمّل لمساعدة المشاركين على اللقاء الربّ يسوع، والتفاعل مع تصميم الإنجيل بحسب ما رواه لوقا الأدبيّ الرائع وتسلسل أفكاره.

More

نود أن نشكر مشروع BibleProject لتوفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: https://bibleproject.com/