فداء أبديعينة
سمعان القيرواني
في تفاصيل أو ناس في أحداث الصلب ممكن مانخدش بالنا منها، لكن البشيرين كانوا حريصين يدونوا لينا التفاصيل دي، مش مجرد علشان يحكوا اللي حصل، لكن دايمًا بيكون عندهم هدف منها. والشخصية اللي قُدامنا النهاردة ماتذكرتش كتير في الكتاب المقدس، لكن اسمه إتذكر في ٣ أناجيل على إنه الشخص اللي ساعد المسيح في حمل الصليب وهو رايح الجلجثة...
يمكن وإنت بتقرأ القصة تقول الشخص ده جه في المكان الغلط في الوقت الغلط، لما البشير مرقس وصف اللي حصل قال كده: "فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ ٱلْحَقْلِ،…" (مرقس ١٥: ٢١)، يعني كان الرجل مِعدي والرومان خلّوه يشيل صليب المسيح بالعافية، غالبًا المسيح مكانش قادر يمشي بالصليب من كُتر الضرب والجلد! ولا كان في بال سمعان ولا كان قاصده إنه يساعد المسيح، لقي نفسه فجأة مِتسخَّر وبيشيل صليب واحد من ثلاثة رايحين يتصلبوا ويمشي بيه، بس ده مكانش أي واحد، ده كان صليب ابن الله المُتأنِّس، يسوع المسيح!
يمكن الناس اللي كانت واقفة تتفرج قالت: إيه الحظ الوحش ده؟ شوف يا عيني الرجل المسكين اللي إتدبس، إيه اللي خلاه يعدي من هنا دلوقتي بس! ويمكن كان ده نفس اللي بيدور في دماغ سمعان لما لقي نفسه شايل الصليب وماشي ورا يسوع.
الجميل في المشهد ده إنه بيجسد الصورة اللي المسيح وصفها وهو بيشرح حياة التلمذة، يعني إيه تكون تلميذ للمسيح؟ المسيح قال: "... إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي." (لوقا ٩: ٢٣)، وييجي لوقا يوصف لينا مشهد سمعان وهو شايل الصليب ويقول، "وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ أَمْسَكُوا سِمْعَانَ، رَجُلًا قَيْرَوَانِيًّا كَانَ آتِيًا مِنَ ٱلْحَقْلِ، وَوَضَعُوا عَلَيْهِ ٱلصَّلِيبَ لِيَحْمِلَهُ خَلْفَ يَسُوعَ." (لوقا ٢٣: ٢٦).
لكن مرقس بيزود حاجة في رواية سمعان، ويقول إنه "... أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ،…"، إيه اللي يخلي مرقس وهو بيدون الإنجيل يقول التفصيلة دي بالتحديد؟ غالبًا لإن ولاد سمعان دول هيؤمنوا وهيبقوا معروفين للكنيسة بعد كده، للدرجة إنه يقول اسمهم علشان يعرف الناس إنهم ولاد سمعان القيرواني. ويمكن يكون روفس ده هو نفس الشخص اللي بولس حكى عنه في رومية ١٦: ١٣ لما قال: "سَلِّمُوا عَلَى رُوفُسَ ٱلْمُخْتَارِ فِي ٱلرَّبِّ، وَعَلَى أُمِّهِ أُمِّي."، شايفين الأوصاف بتاعة روفس؟ مختار من الرب، واللي أمه كانت بالنسبة للرسول بولس زي أمه. لو روفس بتاع رومية هو ابن سمعان القيرواني، فده معناه إن مرات سمعان وولاده بقيوا مسيحيين، يبدو إن سمعان اللي شال الصليب غصب عنه يوم موت الرب يسوع المسيح، بقي تلميذ شايل الصليب وماشي ورا المسيح بقية حياته لكن بإختياره.
الرب له طُرق غريبة جدًا وهو بيبنى كنيسته، مين ممكن يتخيل إن موقف زي ده يحصل لواحد كان معدي في نفس التوقيت اللي المسيح شايل فيه الصليب علشان يتصلب، ممكن يكون سبب خلاص له ولأهل بيته؟
القصة بدأت بسمعان والموضوع وصل لبيته، ويا عالِم مين تاني آمن بالمسيح بسبب المقابلة دي، اللي ممكن نشوفها إنها حصلت صدفة أو لإن سمعان كان معدي من مكان غلط في توقيت غلط، لكن ربنا معندوش صدفة، كل تفصيلة بتحصل في الحياة هي جزء من مقاصده الأزلية.
الكلمة
عن هذه الخطة
لما بنقرا قصة الخروج في العهد القديم بنشوف قصة فداء عظيم حصل لشعب الله من العبودية بهدف الشركة مع الله. لكن كل القصة دي كانت بتشاور على فداء أعظم ... فداء يسوع المسيح لشعبه من عبودية الخطية والشيطان والموت. هدف التأملات دي إنها توجه قلبك وفكرك وقت الاحتفال بعيد القيامة ناحية المخلص العظيم اللي جِه وضمن فداء أبدي لشعبه.
More
نود أن نشكر وزارات الصورة لتقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع: http://elsoora.org/