النضال والانتصار: من أنا في عيني اللهعينة

أنا بلا لوم

«قد صالحكم [اللّـه] الآن في جِسمِ بَشَريَّتِهِ [بشرية ابنه] بالموتِ، ليُحضِرَكُمْ قِدّيسينَ وبلا لومٍ ولا شَكوَى أمامَهُ.» كولوسي 21:1 و22

كانت عيون الملايين حول العالم نحو نهائي دوري الأبطال في الصّيف الماضي، حين أخطأ حارس مرمى فريق ليفربول في التّعامل مع الكرة للمرّة الثّانية، مما أدَّى إلى دخول هدف في مرماه. وهكذا، فاز فريق ريال مدريد في المباراة بنتيجة 3 إلى 1. وبعد إدخال الهدف الثّالث، صرخ المعلِّق: «إنّها ليلة مأساوية للوريس كاريوس،» الذي كان حارس مرمى ليفربول.

هل من أمرٍ عملتَه أو قلتَه يجعلك تشعر بوخز الندم في كلِّ مرّةٍ يأتي إلى ذهنك؟

ربما غششتَ في لعبةٍ أو مباراة، أو آذيتَ زميلك في الفريق، أو كذّبت لتتقدَّم على آخرين. وربما ضيّعتَ فرصة تسديد هدف في شباكٍ مكشوفة كان يمكن أن تحقِّق الفوز قبل ثوانٍ من إنهاء المباراة، أو لم توجِّه تسديدةً كانت ستمنح فريقك ثلاث نقاط في المباراة، وتشعر أنّ كلّ فريقك، بل كلّ بلدك، يلومك على الخسارة.

قد تشعر أنّك أينما ذهبتَ لا يمكنك أن تتخلَّص من ثقل الشّعور بالنّدم والحزن والإحباط الذي يُثقِل كاهلك.

ولكنْ ماذا سيكون رأيك إن أتى أحدهم إليك وقال لك إنَّك ستُمنَح بدايةً جديدة، كما لو أنّ كلّ تلك الأخطاء لم تحصل قطّ، وأنّه لن يُنظَر إليك في ما بعد كمذنب أو معيب.

فبدلاً من ذلك، سيُنظَر إليك بصفتك بريئاً تماماً وبلا لوم. فبسبب محبّة هذا الشّخص لك سيحمل وزن كلّ ما عملته وما ستعمله. إنّه يعرض عليك أن يكون مَن يُلام بدلاً منك لتنعم أنتَ بالحُرّيّة.

هذا ما عمله يسوع لأجلك ولأجلي على الصّليب حين تحمَّل عواقب أخطائنا. فقد مات وحمل وزن خطايانا على نفسه ليتمّ استعادة علاقتنا باللّـه حين نؤمن ونثق به.

كُنّا أعداء للـه، ولكنّه الآن يقدِّم لنا مكاناً للجلوس معه إلى مائدته طيلة الأبديّة.

كان يسوع المسيح هو الوحيد الذي يستطيع حمل خطايانا في نفسه، لأنّه ابن اللّـه الذي صار إنساناً وعاش حياةً كاملةً ومُقدَّسةً وخاليةً تماماً من أيّ عيب.

بسبب يسوع المسيح، لم يعد علينا أن نثبِت استحقاقنا ولا أن نحاول أن نصير مستحقّين. فبالعلاقة بيسوع المسيح نُعطى حياة جديدة بالكامل، بحيث لا يعود اللّـه يتذكَّر أخطاءنا وعيوبنا مهما بدا ماضينا أو حاضرنا أو مستقبلنا سيّئاً.