النضال والانتصار: من أنا في عيني اللهعينة

ينظر اللّـه إليّ بصفتي كاملاً

«لأنَّهُ بقُربانٍ واحِدٍ قد أكمَلَ إلَى الأبدِ المُقَدَّسينَ.» العبرانيين 10 : 14

قال ديريك جيتر (Derek Jeter)، لاعب البسيبول في فريق اليانكيز في الفترة 1995-2014: «قد يكون هناك أشخاصٌ لهم موهبة أفضل منك، ولكن ليس هناك عذرٌ لأحد بأن يتدرَّب ويبذل جهداً أكثر منك، وأنا أومن بهذا.»

علينا في الحياة والرّياضة أن نسعى نحو الكمال، ولكنّنا لن نصل إليه. وحتّى أصحاب المواهب العظيمة وأخلاقيّات العمل السّامية لا يمكنهم أن يصلوا إلى الكمال. فهم يتقدَّمون كثيراً، ولكنّهم لا يصلون إلى الكمال.

قد نتدرَّب بصورة جادّة وممتازة في رياضتنا، ولكن يظهر نقصنا حين نقارِن أنفسنا بالآخرين أو بالمعايير التي وضعها الآخرون لنا أو وضعناها لأنفسنا. ومع هذا، فإننا علينا في الرياضة أن نستمرّ في محاولة الوصول إلى الكمال حتّى نتفوّق كرياضيّين.

ولكنّنا في بعض الأحيان ننقل ذلك التفكير إلى ناحيةٍ أخرى في حياتنا، فنصدِّق مثلاً أنّ علينا أن نعمل جاهدين للوصول إلى السّماء. المشكلة هي أنّ اللّـه يقول إنّه ينبغي لنا أن نكون كاملين لنصل السّماء، ولهذا فإنّنا لا نستطيع الوصول إلى هناك بجهدنا.

بسبب هذا الواقع، تمَّم اللّـه هذا الأمر لنا: يجعلنا كاملين حين نقبل ذبيحته لنا على الصليب. ولأنه الكامل الوحيد، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يجعلنا كاملين.

حين نؤمن بيسوع المسيح رباً ومخلِّصاً لنا، نصير كاملين في عينَي اللّـه. ليس علينا أن نعمل شيئاً. كلّ ما علينا عمله هو أن نثق به. والأمر المدهش حقاً هو أنّه حتّى قدرتنا على أن نثق به وأن نؤمن به، تأتي منه. هو عَمِل كلّ شيء.

بنموّنا في الإيمان يجعلنا اللّـه أكثر شبهاً بيسوع المسيح، ويسير بنا نحو الكمال. ومع أنّنا لن نصل إلى الكمال على الأرض أبداً، فإنّنا سنصل السماء مكمَّلين. وحين سنقف أمام اللّـه، فإنّه سيرانا كاملين لأنّنا وثقنا بذبيحة يسوع المسيح الكاملة القادرة أن ترفع وتزيل خطايانا.

يُخبِرنا الرّسول بطرس في تيطس 3 : 5: «لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ - خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتَجديدِ الرّوحِ القُدُسِ.»