إنجيل مرقس 1:14-42

إنجيل مرقس 1:14-42 الكتاب المقدس (AVD)

وَكَانَ ٱلْفِصْحُ وَأَيَّامُ ٱلْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ، وَلَكِنَّهُمْ قَالُوا: «لَيْسَ فِي ٱلْعِيدِ، لِئَلَّا يَكُونَ شَغَبٌ فِي ٱلشَّعْبِ». وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ ٱلْأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ ٱمْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ ٱلثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ ٱلْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ ٱلطِّيبِ هَذَا؟ لِأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «ٱتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلًا حَسَنًا! لِأَنَّ ٱلْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِٱلطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهَذَا ٱلْإِنْجِيلِ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ، تَذْكَارًا لَهَا». ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا ٱلْإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَوَّلِ مِنَ ٱلْفَطِيرِ. حِينَ كَانُوا يَذْبَحُونَ ٱلْفِصْحَ، قَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَمْضِيَ وَنُعِدَّ لِتَأْكُلَ ٱلْفِصْحَ؟». فَأَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «ٱذْهَبَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، فَيُلَاقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ. وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولَا لِرَبِّ ٱلْبَيْتِ: إِنَّ ٱلْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ ٱلْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ ٱلْفِصْحَ مَعَ تَلَامِيذِي؟ فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا». فَخَرَجَ تِلْمِيذَاهُ وَأَتَيَا إِلَى ٱلْمَدِينَةِ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. فَأَعَدَّا ٱلْفِصْحَ. وَلَمَّا كَانَ ٱلْمَسَاءُ جَاءَ مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ، قَالَ يَسُوعُ: «ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلْآكِلُ مَعِي!». فَٱبْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ، وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِدًا فَوَاحِدًا: «هَلْ أَنَا؟». وَآخَرُ: «هَلْ أَنَا؟». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «هُوَ وَاحِدٌ مِنَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، ٱلَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي ٱلصَّحْفَةِ. إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ. كَانَ خَيْرًا لِذَلِكَ ٱلرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!». وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا، هَذَا هُوَ جَسَدِي». ثُمَّ أَخَذَ ٱلْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي ٱلَّذِي لِلْعَهْدِ ٱلْجَدِيدِ، ٱلَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْكَرْمَةِ إِلَى ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ». ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ. وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هَذِهِ ٱللَّيْلَةِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ ٱلرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ ٱلْخِرَافُ. وَلَكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى ٱلْجَلِيلِ». فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «وَإِنْ شَكَّ ٱلْجَمِيعُ فَأَنَا لَا أَشُكُّ!». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ ٱلْيَوْمَ فِي هَذِهِ ٱللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ ٱلدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ». فَقَالَ بِأَكْثَرِ تَشْدِيدٍ: «وَلَوِ ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ لَا أُنْكِرُكَ!». وَهَكَذَا قَالَ أَيْضًا ٱلْجَمِيعُ. وَجَاءُوا إِلَى ضَيْعَةٍ ٱسْمُهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «ٱجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَٱبْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ. فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدًّا حَتَّى ٱلْمَوْتِ! اُمْكُثُوا هُنَا وَٱسْهَرُوا». ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلًا وَخَرَّ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ ٱلسَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. وَقَالَ: «يَا أَبَا ٱلْآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لَا مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». ثُمَّ جَاءَ وَوَجَدَهُمْ نِيَامًا، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «يَا سِمْعَانُ، أَنْتَ نَائِمٌ! أَمَا قَدَرْتَ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ، وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى قَائِلًا ذَلِكَ ٱلْكَلَامَ بِعَيْنِهِ. ثُمَّ رَجَعَ وَوَجَدَهُمْ أَيْضًا نِيَامًا، إِذْ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ ثَقِيلَةً، فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا ٱلْآنَ وَٱسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ! هُوَذَا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلْخُطَاةِ. قُومُوا لِنَذْهَبَ! هُوَذَا ٱلَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ ٱقْتَرَبَ!».

إنجيل مرقس 1:14-42 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

وقَبلَ الفِصحِ وعيدِ الفَطيرِ بِيَومَينِ، كانَ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعةِ يَبحَثونَ كيفَ يُمسِكونَ يَسوعَ بِحيلَةٍ ليَقتُلوهُ. إلاّ أنّهُم قالوا: «لا نَفعَلُ هذا في العيدِ، لِئلاّ يَقَعَ اَضطِرابٌ في الشّعبِ». وبَينَما يَسوعُ في بَيتِ عَنيا، عِندَ سِمعانَ الأبرصِ، يتَناولُ الطّعامَ، جاءَتِ اَمرأةٌ بِيَدِها قارورَةُ طِيبٍ غالي الثَمَنِ مِنَ النارِدينِ النّقيّ، فكسَرَتِ القارورَةَ وسكَبَتْهُ على رأسِهِ. فاَستاءَ بَعضُ الحاضِرينَ وقالوا في ما بَينَهُم: «ما هذا الإسرافُ في الطّيبِ؟ كانَ يُمكِنُ بَيعُهُ بأكثرَ من ثلاثِ مئَةِ دينارٍ تُوزّعُ على الفُقراءِ!» وأخذوا يَلومونَ المرأةَ. فقالَ يَسوعُ: «اَترُكوها، لماذا تُزعِجونَها؟ هذا عمَلٌ صالِحٌ عَمِلَتهُ لي. فالفُقراءُ عِندَكُم في كُلّ حينٍ، ومتى أرَدتُم تَقْدِرونَ أنْ تُحسِنوا إليهِم. وأمّا أنا، فلا أكونُ في كُلّ حينٍ عِندَكُم. وهذِهِ المرأةُ عَمِلَت ما تَقدِرُ علَيهِ، فسكَبَتِ الطّيبَ على جَسَدي لِتُهَيّئَهُ للدّفنِ. الحقّ أقولُ لكُم: أينَما تُعلَنُ البِشارَةُ في العالَمِ كُلّهِ، يُحدّثُ أيضًا بِعَمَلِها هذا، إِحياءً لذِكرِها». وذهَبَ يَهوذا أسخريوط، أحَدُ التلاميذِ الاثنَي عشَرَ، إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ ليُسلِمَ إليهِم يَسوعَ. ففَرِحوا لكلامِهِ، ووَعَدوهُ بأنْ يُعطوهُ مالاً. فأخَذَ يَتَرقّبُ الفُرصَةَ ليُسْلِمَهُ. وفي أوّلِ يومٍ مِنْ عيدِ الفَطيرِ، حينَ تُذبَحُ الخِرافُ لِعَشاءِ الفِصحِ سألَهُ تلاميذُهُ: «إلى أينَ تُريدُ أنْ نَذهَبَ لِنُهَيّئَ لكَ عَشاءَ الفِصحِ لِتأكُلَهُ؟» فأرسَلَ اَثنينِ مِنْ تلاميذِهِ وقالَ لهُما: «اَذهَبا إلى المدينةِ، فيُلاقِيكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرّةَ ماءٍ فاَتبَعاهُ. وعِندَما يَدخُلُ بَيتًا قولا لِربّ البَيتِ: يقولُ المُعَلّمُ: أينَ غُرفَتي التي آكُلُ فيها عَشاءَ الفِصحِ معَ تلاميذي؟ فيُريكُما في أعلى البَيتِ غُرفَةً واسِعةً مَفروشَةً مُجهّزةً، فهيّئاهُ لنا هُناكَ». فذَهبَ التّلميذانِ ودَخلا المدينةَ، فوَجدا كما قالَ لهُما وهَيّأا عَشاءَ الفِصحِ. ولمّا كانَ المساءُ، جاءَ معَ تلاميذِهِ الاثنَي عشَرَ. وبَينَما هُم جالِسونَ لِلطعامِ، قالَ يَسوعُ: «الحقّ أقولُ لكُم: واحدٌ مِنكُم سيُسلِمُني، وهوَ يأكُلُ مَعي». فحَزِنَ التلاميذُ وأخَذوا يَسألونَهُ، واحدًا فواحدًا: «هل أنا هوَ؟» فقالَ لهُم: «هوَ واحدٌ مِنَ الاثنَي عشَرَ، وهوَ الذي يَغمِسُ يدَهُ في الصّحنِ مَعي. واَبنُ الإنسانِ سيَموتُ كما جاءَ عَنهُ في الكُتُبِ المُقَدّسَةِ، ولكِنّ الويلَ لِمنْ يُسلمُ اَبنَ الإنسانِ! كانَ خيرًا لَهُ أنْ لا يولَدَ». وبَينَما هُم يأكُلونَ، أخَذَ خُبزًا وبارَكَ وكَسَرهُ وناوَلَهُم وقالَ: «خُذوا، هذا هوَ جَسَدي». وأخذَ كأسًا وشكَرَ وناوَلَهُم، فشَرِبوا مِنها كُلّهُم، وقالَ لهُم: «هذا هوَ دَمي، دمُ العَهدِ الذي يُسفَكُ مِنْ أجلِ أُناسٍ كَثيرينَ. الحقّ أقولُ لكُم: لا أشرَبُ بَعدَ الآنَ مِنْ عَصيرِ الكرمَةِ، حتى يَجيءَ يومٌ فيهِ أشرَبُهُ جديدًا في مَلكوتِ اللهِ». ثُمّ سَبّحوا وخرَجوا إلى جبَلِ الزّيتُونِ. فقالَ لهُم يَسوعُ: «ستَترُكوني كُلّكُم، لأنّ الكِتابَ يقولُ: سأَضرِبُ الرّاعي، فتَتَبدّدُ الخِرافُ. ولكِنْ بَعدَ قيامتي أسبُقُكُم إلى الجَليلِ». فقالَ لَهُ بُطرُسُ: «لَو تَركوك كُلّهُم، فأنا لَنْ أترُكَكَ!» فأجابَهُ يَسوعُ: «الحقّ أقولُ لكَ يا بُطرُسُ: اليومَ، في هذِهِ الليلةِ، قَبلَ أنْ يَصيحَ الدّيكُ مرّتَينِ، تُنكِرُني ثلاثَ مرّاتٍ». فأصرّ بُطرُسُ على قولِهِ: «لا أُنكِرُكَ وإنْ كانَ علَيّ أنْ أموتَ مَعكَ!» وهكذا قالَ التلاميذُ كُلّهُم. وجاؤُوا إلى مكانٍ اَسمُهُ جَتْسِيماني، فقالَ لِتلاميذِهِ: «اَقعُدوا هُنا، بَينَما أنا أُصَلّي». وأخَذَ مَعهُ بُطرُسَ ويَعقوبَ ويوحنّا، وبَدأَ يشعُرُ بالرّهبَةِ والكآبَةِ. فقالَ لهُم: «نَفسي حَزينةٌ حتى الموتِ. اَنتَظِروا هُنا واَسهَروا!» واَبتَعدَ قليلاً ووقَعَ إلى الأرضِ يُصلّي حتى تَعبُرَ عَنهُ ساعَةُ الألَمِ، إنْ كانَ مُمكِنًا. فقالَ: «أبي، يا أبي! أنتَ قادِرٌ على كُلّ شيءٍ، فأبْعِدْ عَنّي هذِهِ الكأسَ. ولكِنْ لا كما أنا أُريدُ، بَلْ كما أنتَ تُريدُ». ورَجَعَ فوَجدَهُم نِيامًا، فقالَ لبُطرُسَ: «أنائمٌ أنتَ يا سِمْعانُ؟ أما قَدِرتَ أنْ تَسهَرَ ساعةً واحدةً؟ اَسهَروا وصَلّوا، لِئَلاّ تقَعوا في التّجربَةِ. الروحُ راغبةٌ ولكِنّ الجسَدَ ضَعيفٌ». واَبتَعَدَ ثانيةً وصَلّى، فرَدّدَ الكلامَ ذاتَهُ. ورَجَعَ أيضًا فوجَدَهُم نيامًا، لأنّ النّعاسَ أثقَلَ جُفونَهُم وحاروا بِماذا يُجيبونَهُ. ورجَعَ في المرّةِ الثالثةِ وقالَ لهُم: «أنيامٌ بَعدُ ومُستريحونَ؟ يكفي! جاءَتِ السّاعةُ. ها هوَ اَبنُ الإنسانِ يُسلّمُ إلى أيدي الخاطِئينَ. قوموا نَنْصرِف! اَقترَبَ الذي يُسَلّمُني!»

إنجيل مرقس 1:14-42 كتاب الحياة (KEH)

وَكَانَ الْفِصْحُ وَعِيدُ الْفَطِيرِ سَيَحُلّانِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ، وَمَازَالَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَسْعَوْنَ كَيْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُوهُ. فَإِنَّهُمْ قَدْ قَالُوا: «لا يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْعِيدِ، لِئَلّا يَحْدُثَ اضْطِرَابٌ بَيْنَ الشَّعْبِ!» وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا، مُتَّكِئاً فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ تَحْمِلُ قَارُورَةَ عِطْرٍ مِنَ النَّارِدِينِ الْخَالِصِ الْغَالِي الثَّمَنِ، فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتِ الْعِطْرَ عَلَى رَأْسِهِ. فَاسْتَاءَ بَعْضُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ وَقَالُوا: «لِمَاذَا هَذَا التَّبْذِيرُ لِلْعِطْرِ؟ فَقَدْ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هَذَا الْعِطْرُ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ مِئَةِ دِينَارٍ، وَيُوهَبَ الثَّمَنُ لِلْفُقَرَاءِ». وَأَخَذُوا يُؤَنِّبُونَ الْمَرْأَةَ. غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ: «اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُضَايِقُونَهَا؟ إِنَّهَا عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً. فَإِنَّ الْفُقَرَاءَ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى شِئْتُمْ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِمْ. أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَكُونَ عِنْدَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. إِنَّهَا عَمِلَتْ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ. فَقَدْ سَبَقَتْ فَعَطَّرَتْ جَسَدِي إِعْدَاداً لِلدَّفْنِ. وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ حَيْثُ يُبَشَّرُ بِالإِنْجِيلِ فِي الْعَالَمِ أَجْمَعَ، يُحَدَّثُ أَيْضاً بِمَا عَمِلَتْهُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ، إِحْيَاءً لِذِكْرِهَا!» ثُمَّ ذَهَبَ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ، أَحَدُ الاِثْنَيْ عَشَرَ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَ يَسُوعَ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا سَمِعُوا بِذلِكَ، فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ مَالاً. فَأَخَذَ يَتَحَيَّنُ تَسْلِيمَهُ فِي فُرْصَةٍ مُنَاسِبَةٍ. وَفِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مِنْ أَيَّامِ الْفَطِيرِ، وَفِيهِ كَانَ يُذْبَحُ (حَمَلُ) الْفِصْحِ، سَأَلَهُ تَلامِيذُهُ: «أَيْنَ تُرِيدُ أَنْ نَذْهَبَ وَنُجَهِّزَ لَكَ الْفِصْحَ لِتَأْكُلَ؟» فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلامِيذِهِ، قَائِلاً لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَسَيُلاقِيكُمَا هُنَاكَ رَجُلٌ يَحْمِلُ جَرَّةَ مَاءٍ، فَاتْبَعَاهُ. وَحَيْثُ يَدْخُلُ، قُولا لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ غُرْفَتِي الَّتِي فِيهَا سَآكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلامِيذِي؟ فَيُرِيَكُمَا غُرْفَةً كَبِيرَةً فِي الطَّبَقَةِ الْعُلْيَا، مَفْرُوشَةً مُجَهَّزَةً. هُنَاكَ جَهِّزَا لَنَا!» فَانْطَلَقَ التِّلْمِيذَانِ وَدَخَلا الْمَدِينَةَ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. وَهُنَاكَ جَهَّزَا لِلْفِصْحِ. وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، جَاءَ يَسُوعُ مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وَبَيْنَمَا كَانُوا مُتَّكِئِينَ يَأْكُلُونَ، قَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي، وَهُوَ يَأْكُلُ الآنَ مَعِي». فَأَخَذَ الْحُزْنُ يَسْتَوْلِي عَلَيْهِمْ، وَبَدَأُوا يَسْأَلُونَهُ وَاحِداً بَعْدَ الآخَرِ: «هَلْ أَنَا؟» وَلكِنَّهُ أَجَابَهُمْ قَائِلاً: «إِنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ الاِثْنَيْ عَشَرَ، وَهُوَ الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لابُدَّ أَنْ يَمْضِيَ كَمَا قَدْ كُتِبَ عَنْهُ، وَلكِنِ الْوَيْلُ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي عَلَى يَدِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ. كَانَ خَيْراً لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!» وَبَيْنَمَا كَانُوا يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ رَغِيفاً، وَبَارَكَ، وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «خُذُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي». ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ، وَشَكَرَ، وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَا أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ أَبَداً، إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي أَشْرَبُهُ فِيهِ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ اللهِ». ثُمَّ رَتَّلُوا، وَانْطَلَقُوا خَارِجاً إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «كُلُّكُمْ سَتَشُكُّونَ، لأَنَّهُ قَدْ كُتِبَ: سَأَضْرِبُ الرَّاعِي، فَتَتَشَتَّتُ الْخِرَافُ. وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامَتِي، سَأَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». وَلكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ لَهُ: «وَلَوْ شَكَّ الْجَمِيعُ، فَأَنَا لَنْ أَشُكَّ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ، فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تَكُونُ قَدْ أَنْكَرْتَنِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ». إِلّا أَنَّ بُطْرُسَ قَالَ بِأَكْثَرِ تَأْكِيدٍ: «وَلَوْ كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَمُوتَ مَعَكَ، لَا أُنْكِرُكَ أَبَداً!» وَقَالَ التَّلامِيذُ كُلُّهُمْ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ. وَوَصَلُوا إِلَى بُسْتَانٍ اسْمُهُ جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ لِتَلامِيذِهِ: «اجْلِسُوا هُنَا حَتَّى أُصَلِّيَ». وَقَدْ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالرَّهْبَةِ وَالْكَآبَةِ. وَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. اِبْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا». ثُمَّ ابْتَعَدَ قَلِيلاً، وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَأَخَذَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ كَانَ مُمْكِناً. وَقَالَ «أَبَّا، يَا أَبِي، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لَا مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ!» ثُمَّ رَجَعَ فَوَجَدَ تَلامِيذَهُ نَائِمِينَ، فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «هَلْ أَنْتَ نَائِمٌ يَا سِمْعَانُ؟ أَلَمْ تَقْدِرْ أَنْ تَسْهَرَ سَاعَةً وَاحِدَةً؟ اسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. إِنَّ الرُّوحَ نَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». ثُمَّ ذَهَبَ وَصَلَّى ثَانِيَةً، فَرَدَّدَ الْكَلامَ نَفْسَهُ. وَلَمَّا رَجَعَ، وَجَدَهُمْ أَيْضاً نَائِمِينَ لأَنَّ النُّعَاسَ أَثْقَلَ أَعْيُنَهُمْ، وَلَمْ يَدْرُوا بِمَاذَا يُجِيبُونَهُ. ثُمَّ رَجَعَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَقَالَ لَهُمْ: «نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا. يَكْفِي! أَقْبَلَتِ السَّاعَةُ. هَا إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخَاطِئِينَ. قُومُوا لِنَذْهَبَ. هَا قَدِ اقْتَرَبَ الَّذِي يُسَلِّمُنِي!»

إنجيل مرقس 1:14-42 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

وكانَ الفِصحُ والفَطيرُ بَعدَ يَومَين. وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ يَبحَثونَ كيف يُمسِكونَه بِحيلَةٍ فيَقتُلونَه، لأَنَّهُم قالوا: «لا في حَفلَةِ العيد، لِئَلاَّ يَحدُثَ ٱضطِرابٌ في الشَّعْب». وبَينما هو في بَيتَ عَنْيا عِندَ سِمْعانَ الأَبرص، وقَد جَلَسَ لِلطَّعام، جاءَتِ ٱمرَأَةٌ ومَعَها قارورَةٌ من طِيبِ النَّارَدينِ الخالِصِ الثَّمين، فكَسَرتِ القارورةَ وأَفاضَتهُ على رأسِه. فٱستاءَ بَعضُهم وقالوا فيما بَينَهم: «لِمَ هٰذا الإِسْرافُ في الطِّيب؟ فقَد كانَ يُمكِنُ أَن يُباعَ هٰذا الطِّيبُ بِأَكثَرَ مِن ثَلاثِمائةِ دينار فتُعطى لِلفُقَراء». وأَخذوا يُدَمدِمونَ علَيها. فقال يسوع: «دَعوها، لِماذا تُزعِجونَها؟ فقَد عَمِلَت لي عَمَلاً صالِحًا. أَمَّا الفُقَراء فهُم عِندَكم دائمًا أَبدًا، ومَتَى شِئتُم، أَمكَنَكم أَن تُحسِنوا إِلَيهم. وأَمَّا أَنا فَلستُ عِندَكم دائمًا أَبدًا. وقد عَمِلَت ما في وُسعِها، فَطَيَّبَت جَسَدي سالِفًا لِلدَّفْن. الحَقَّ أَقولُ لكم: حَيثُما تُعلَنِ البِشارَةُ في العالَمِ كُلِّه، يُحَدَّثْ أَيضًا بِما صَنَعت هٰذه، إِحْياءً لِذِكرِها». وذَهَبَ يَهوذا الإِسخَرْيوطيّ، أَحَدُ الِٱثنَيْ عَشَر، إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ لِيُسلِمَه إِلَيهم. ففَرِحوا لِسَماعِ ذٰلك، ووَعَدوه بِأَن يُعطوه شَيئًا مِنَ الفِضَّة، فَأَخَذَ يَطلُبُ كيفَ يُسلِمُه في الوَقتِ المُوافِق. وفي أَوَّلِ يَومٍ مِن الفَطير، وفيه يُذبَحُ حَمَلُ الفِصْح، قالَ له تَلاميذُه: «إِلى أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟» فأَرسَلَ ٱثنَينِ مِن تَلاميذِه وقالَ لَهما: «إِذهَبا إِلى المَدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فٱتبَعاه، وحَيثُما دَخَلَ فَقولا لِرَبِّ البَيت: يَقولُ المُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟ فيُريكُما عُلِّيَّةً كَبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَة، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك». فذهَبَ التِّلميذانِ وأَتَيا المَدينة، فوجَدا كما قالَ لَهما وأَعدَّا الفِصْح. ولمَّا كانَ المساء، جاءَ مع الِٱثنَي عَشَر. وبينَما هم جالِسونَ إِلى المائِدةِ يأكُلون، قالَ يسوع: «الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ واحِدًا مِنكُم سَيُسلِمُني، وهو يَأكُلُ معي». فأَخذوا يَشعُرونَ بِالحُزْنِ ويسأَلونَه الواحِدُ بَعدَ الآخَر: «أَأَنا هو؟» فقالَ لَهم: «إِنَّه واحِدٌ مِنَ الٱثنَيْ عَشَر، وَهو يَغمِسُ يَدَه في الصَّحفَةِ معي. فٱبنُ الإِنسانِ ماضٍ كما كُتِبَ في شَأنِه، ولٰكِنِ الوَيلُ لِذٰلِكَ الإِنسانِ الَّذي يُسلَمُ ٱبنُ الإِنسانِ عن يَدِه. فلَو لم يولَدْ ذٰلكَ الإِنسانُ لَكانَ خَيرًا له». وبَينما هم يَأكُلون، أَخذَ خُبزًا وبارَكَ، ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَهم وقال: «خُذوا، هٰذا هُوَ جَسَدي». ثُمَّ أَخَذَ كَأسًا وشَكَرَ وناوَلَهم، فشَرِبوا مِنها كُلُّهم، وقالَ لَهم: «هٰذا هو دَمي، دَمُ العَهد، يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لن أَشرَبَ بَعدَ الآنِ مِن عَصيرِ الكَرمَة، حتَّى ذٰلك اليَومِ الَّذي فيه أَشرَبُه جديدًا في مَلَكوتِ الله». ثُمَّ سَبَّحوا وخَرَجوا إِلى جَبَلِ الزَّيتون. وقالَ لَهم يسوع: ستَعثُرونَ بِأَجمَعِكم، لأَنَّه كُتِبَ: «سَأَضرِبُ الرَّاعي فَتَتَبَدَّدُ الخِراف» ولٰكِن، بَعدَ قِيامَتي، أَتَقَدَّمُكُم إِلى الجَليل». فقالَ لَه بُطرس: «لو عَثَروا بِأَجمَعِهم، فأَنا لَن أَعثُر». فقالَ له يسوع: «الحَقَّ أَقولُ لَكَ إِنَّكَ اليومَ في هٰذِه اللَّيلَة، قَبلَ أَن يَصيحَ الدِّيكُ مَرَّتَين، تُنكِرُني ثَلاثَ مَرَّات». فقالَ مُؤَكِّدًا: «لَستُ بِناكِرِكَ وإِن وَجَبَ علَيَّ أَن أَموتَ معَكَ». وهٰكذا قالوا كُلُّهم. ووصَلوا إِلى ضَيعَةٍ ٱسمُها جَتْسمَانِيَّة، فقالَ لِتَلاميذِه: «أُقعُدوا هُنا بَينما أُصَلِّي». ثُمَّ مضى بِبُطرُسَ ويَعقوبَ ويوحَنَّا، وجعَلَ يَشعُرُ بالرَّهبَةِ والكآبة. فقالَ لهم: «نَفْسي حَزينَةٌ حتَّى المَوت. أُمكُثوا هُنا وٱسهَروا». ثُمَّ أَبعَدَ قليلاً ووَقَعَ إِلى الأَرضِ يُصَلِّي لِتَبتَعِدَ عنهُ السَّاعة، إِن أَمكَنَ الأَمْر، قال: «أَبَّا، يا أَبَتِ، إِنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَدير، فَٱصرِفْ عَنِّي هٰذِه الكَأس. ولٰكِن لا ما أَنا أَشاء، بل ما أَنتَ تَشاء». ثُمَّ رَجَعَ فَوَجَدَهُم نائمين، فقالَ لِبُطرس: «يا سِمْعان، أَتَنام؟ أَلَم تَقْوَ على السَّهَرِ ساعَةً واحِدَة؟ إِسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبة. الرُّوحُ مُندَفِع، وأَمَّا الجَسدُ فَضَعيف». ثُمَّ مَضى ثانِيَةً يُصَلِّي فيُرَدِّدُ الكلامَ نَفْسَه. وَرَجَعَ أَيضًا فوَجَدهم نائمين لأَنَّ النُّعاسَ أَثقَلَ أَعيُنَهم، ولَم يَدْرُوا بِمَاذا يُجيبونَه. ورَجَعَ ثالِثَةً فقالَ لَهم: «ناموا الآنَ وٱستَريحوا! قُضيَ الأَمرُ وأَتَتِ السَّاعة. ها إِنَّ ٱبنَ الإِنسانِ يُسلَمُ إِلى أَيدي الخاطئين. قوموا نَنطَلِقْ، ها إِنَّ الَّذي يُسلِمُني قدِ ٱقتَرَب».