إنجيل مرقس 1:11-33

إنجيل مرقس 1:11-33 الكتاب المقدس (AVD)

وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «ٱذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلَانِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَحُلَّاهُ وَأْتِيَا بِهِ. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلَانِ هَذَا؟ فَقُولَا: ٱلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». فَمَضَيَا وَوَجَدَا ٱلْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ ٱلْبَابِ خَارِجًا عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَحَلَّاهُ. فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْقِيَامِ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلَانِ، تَحُلَّانِ ٱلْجَحْشَ؟». فَقَالَا لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. فَأَتَيَا بِٱلْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ ٱلشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ. وَٱلَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَٱلَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ ٱلْآتِيَةُ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي ٱلْأَعَالِي!». فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَٱلْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ ٱلْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. وَفِي ٱلْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلَّا وَرَقًا، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ ٱلتِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ!». وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَسْمَعُونَ. وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ ٱبْتَدَأَ يُخْرِجُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ ٱلْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلًا لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا: بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ». وَسَمِعَ ٱلْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ، لِأَنَّهُمْ خَافُوهُ، إِذْ بُهِتَ ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ، خَرَجَ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ. وَفِي ٱلصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا ٱلتِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ ٱلْأُصُولِ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، ٱنْظُرْ! اَلتِّينَةُ ٱلَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللهِ. لِأَنِّي ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ! وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ. وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَٱغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ زَلَّاتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لَا يَغْفِرْ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَلَّاتِكُمْ». وَجَاءُوا أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي ٱلْهَيْكَلِ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ، وَقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا ٱلسُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلنَّاسِ». فَخَافُوا ٱلشَّعْبَ. لِأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ ٱلْجَمِيعِ أَنَّهُ بِٱلْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ. فَأَجَابُوا وَقَالوا لِيَسوعَ: «لَا نَعْلَمُ». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».

إنجيل مرقس 1:11-33 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي وبَيتِ عَنيا، عِندَ جبَلِ الزّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنينِ مِنْ تلاميذِهِ وقالَ لهُما: «اَذهَبا إلى القريَةِ التي أمامَكُما، وحالَما تَدخُلانِها تَجِدانِ جَحشًا مَربوطًا ما ركِبَ علَيهِ أحدٌ، فَحُلاّ رِباطَهُ وجيئا بِه. وإنْ سألَكُما أحدٌ: لِماذا تَفعَلانِ هذا، فَقولا: الرّبّ مُحتاجٌ إليهِ، وسيُعيدُهُ إلى هُنا في الحالِ». فذَهَبَ التِلميذانِ فوجَدا جَحشًا مَربوطًا عِندَ بابٍ على الطّريقِ، فحَلاّ رباطَهُ. فسألَهُما بَعضُ الذينَ كانوا هناكَ: «ما بالُكُما تَحُلاّنِ رِباطَ الجحشِ؟» فَقالا لهُم كما أوصاهُما يَسوعُ، فتَركوهُما. فجاءَ التلميذانِ بالجحشِ إلى يَسوعَ، ووضَعا ثوبَيهِما علَيهِ فركِبَه. وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطّريقِ، وقطَعَ آخرونَ أغصانًا مِنَ الحُقولِ. وكانَ الذينَ يتَقَدّمونَ يَسوعَ والذينَ يَتْبعونَهُ يَهتِفُونَ: «المَجدُ للهِ! تبارَكَ الآتي باَسمِ الرّبّ. تباركَتِ المَملكةُ الآتِيَةُ، مَملكةُ أبينا داودَ. المَجدُ في العُلى!» ودخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ والهَيكَلَ، ونَظرَ كُلّ شيءٍ فيهِ. وكانَ الوَقتُ فاتَ، فخَرَجَ إلى بَيتِ عَنيا معَ التلاميذِ الاثنَي عشَرَ. ولمّا خَرَجوا في الغَدِ مِنْ بَيتِ عَنيا أحسّ بالجوعِ. ورأى عَنْ بُعدٍ شجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، فقَصَدها راجيًا أنْ يَجِدَ علَيها بَعضَ الثّمَرِ. فلمّا وصَلَ إليها، ما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرَقِ، لأنّ وَقتَ التِينِ ما حانَ بَعدُ. فقالَ لها: «لا يأكُلْ أحَدٌ ثَمرًا مِنكِ إلى الأبدِ». وسَمِعَ تلاميذُهُ ما قالَ. وجاؤُوا إلى أُورُشليمَ، فدخَلَ الهَيكَلَ وأخَذَ يَطرُدُ الذينَ يَبيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ. وقَلَبَ مناضِدَ الصَيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، ومنَعَ كُلّ مَنْ يَحمِلُ بِضاعَةً أن يمُرّ مِنْ داخِلِ الهَيكَلِ. وأخَذَ يُعلّمُهُم فيَقولُ: «أما جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بيتُ صلاةٍ لِجَميعِ الأُمَمِ، وأنتُم جَعلتُموهُ مَغارةَ لُصوصٍ؟» وسَمِعَ رُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعَةِ هذا الكلامَ، فتَشاوروا كيفَ يَقتُلونَهُ، وكانوا يَخافونَهُ لأنّ الشّعبَ كُلّهُ كانَ مُعجَبًا بِتَعليمِهِ. وعِندَ المساءِ خَرَجوا مِنَ المدينةِ. وبَينَما هُمْ راجِعونَ في الصّباحِ، رأَوا شجَرَة التّينِ يابِسَةً مِنْ أصولِها. وتَذكّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ فقالَ لَهُ: «اَنظُرْ، يا مُعَلّمُ! التّينةُ التي لعَنْتَها يَبِسَت». فقالَ لهُم يَسوعُ: «آمِنوا بِاللهِ. الحقّ أقولُ لكُم: مَنْ قالَ لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، وهوَ لا يَشُكّ في قَلبِه، بَلْ يُؤمِنُ بِأنّ ما يقولُهُ سيكونُ، تَمّ لَهُ ذلِكَ. ولِهذا أقولُ لكُم: كُلّ ما تَطلُبونَهُ في صَلواتِكُم، آمِنوا بأنّكُم نِلتُموهُ يَتِمّ لكُم. وإذا قُمتُم لِلصلاةِ وكانَ لكُم شيءٌ على أحَدٍ فاَغفِروا لَهُ، حتى يغفِرَ لكُم أبوكُمُ الذي في السّماواتِ زلاّتِكُم. [وإنْ كُنتُم لا تَغفِرونَ للآخرينَ، لا يَغفِرُ لكُم أبوكُمُ الذي في السّماواتِ زلاّتِكُم»]. ورجَعوا إلى أُورُشليمَ. وبَينَما هوَ يتمشّى في الهَيكَلِ، جاءَ إليهِ رُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعةِ وشُيوخُ الشّعبِ. فقالوا لَهُ: «بأيّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ بل مَنْ أعطاكَ السّلطَةَ لِتَعمَلَها؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا. أجيبوني، فأقول لكُم بأيّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعموديّةِ؟ أمِنَ السّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ؟» فقالوا في أنفُسِهِم: «إنْ قُلنا مِنَ اللهِ يَقولُ: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ فهَلْ نَقولُ مِنَ النّاسِ؟» لكِنّهم كانوا يَخافونَ الشّعبَ، لأنّ الشّعبَ كُلّهُ كانَ مُقتَنِعًا بأنّ يوحنّا نَبيّ. فأجابوا يَسوعَ: «لا نَعرِفُ!» فقالَ لهُم يَسوعُ: «وأنا لا أقولُ لكُم بأيّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ».

إنجيل مرقس 1:11-33 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

ولمّا قَرُبوا مِنْ أُورُشليمَ ووَصَلوا إلى بَيتِ فاجي وبَيتِ عَنيا، عِندَ جبَلِ الزّيتونِ، أرسَلَ يَسوعُ اَثنينِ مِنْ تلاميذِهِ وقالَ لهُما: «اَذهَبا إلى القريَةِ التي أمامَكُما، وحالَما تَدخُلانِها تَجِدانِ جَحشًا مَربوطًا ما ركِبَ علَيهِ أحدٌ، فَحُلاّ رِباطَهُ وجيئا بِه. وإنْ سألَكُما أحدٌ: لِماذا تَفعَلانِ هذا، فَقولا: الرّبّ مُحتاجٌ إليهِ، وسيُعيدُهُ إلى هُنا في الحالِ». فذَهَبَ التِلميذانِ فوجَدا جَحشًا مَربوطًا عِندَ بابٍ على الطّريقِ، فحَلاّ رباطَهُ. فسألَهُما بَعضُ الذينَ كانوا هناكَ: «ما بالُكُما تَحُلاّنِ رِباطَ الجحشِ؟» فَقالا لهُم كما أوصاهُما يَسوعُ، فتَركوهُما. فجاءَ التلميذانِ بالجحشِ إلى يَسوعَ، ووضَعا ثوبَيهِما علَيهِ فركِبَه. وبَسَطَ كثيرٌ مِنَ النّاسِ ثيابَهُم على الطّريقِ، وقطَعَ آخرونَ أغصانًا مِنَ الحُقولِ. وكانَ الذينَ يتَقَدّمونَ يَسوعَ والذينَ يَتْبعونَهُ يَهتِفُونَ: «المَجدُ للهِ! تبارَكَ الآتي باَسمِ الرّبّ. تباركَتِ المَملكةُ الآتِيَةُ، مَملكةُ أبينا داودَ. المَجدُ في العُلى!» ودخَلَ يَسوعُ أُورُشليمَ والهَيكَلَ، ونَظرَ كُلّ شيءٍ فيهِ. وكانَ الوَقتُ فاتَ، فخَرَجَ إلى بَيتِ عَنيا معَ التلاميذِ الاثنَي عشَرَ. ولمّا خَرَجوا في الغَدِ مِنْ بَيتِ عَنيا أحسّ بالجوعِ. ورأى عَنْ بُعدٍ شجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، فقَصَدها راجيًا أنْ يَجِدَ علَيها بَعضَ الثّمَرِ. فلمّا وصَلَ إليها، ما وجَدَ علَيها غَيرَ الوَرَقِ، لأنّ وَقتَ التِينِ ما حانَ بَعدُ. فقالَ لها: «لا يأكُلْ أحَدٌ ثَمرًا مِنكِ إلى الأبدِ». وسَمِعَ تلاميذُهُ ما قالَ. وجاؤُوا إلى أُورُشليمَ، فدخَلَ الهَيكَلَ وأخَذَ يَطرُدُ الذينَ يَبيعونَ ويَشتَرونَ فيهِ. وقَلَبَ مناضِدَ الصَيارِفَةِ ومَقاعِدَ باعَةِ الحَمامِ، ومنَعَ كُلّ مَنْ يَحمِلُ بِضاعَةً أن يمُرّ مِنْ داخِلِ الهَيكَلِ. وأخَذَ يُعلّمُهُم فيَقولُ: «أما جاءَ في الكِتابِ: بَيتي بيتُ صلاةٍ لِجَميعِ الأُمَمِ، وأنتُم جَعلتُموهُ مَغارةَ لُصوصٍ؟» وسَمِعَ رُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعَةِ هذا الكلامَ، فتَشاوروا كيفَ يَقتُلونَهُ، وكانوا يَخافونَهُ لأنّ الشّعبَ كُلّهُ كانَ مُعجَبًا بِتَعليمِهِ. وعِندَ المساءِ خَرَجوا مِنَ المدينةِ. وبَينَما هُمْ راجِعونَ في الصّباحِ، رأَوا شجَرَة التّينِ يابِسَةً مِنْ أصولِها. وتَذكّرَ بُطرُسُ كلامَ يَسوعَ فقالَ لَهُ: «اَنظُرْ، يا مُعَلّمُ! التّينةُ التي لعَنْتَها يَبِسَت». فقالَ لهُم يَسوعُ: «آمِنوا بِاللهِ. الحقّ أقولُ لكُم: مَنْ قالَ لِهذا الجبَلِ: قُمْ واَنطَرِحْ في البحرِ، وهوَ لا يَشُكّ في قَلبِه، بَلْ يُؤمِنُ بِأنّ ما يقولُهُ سيكونُ، تَمّ لَهُ ذلِكَ. ولِهذا أقولُ لكُم: كُلّ ما تَطلُبونَهُ في صَلواتِكُم، آمِنوا بأنّكُم نِلتُموهُ يَتِمّ لكُم. وإذا قُمتُم لِلصلاةِ وكانَ لكُم شيءٌ على أحَدٍ فاَغفِروا لَهُ، حتى يغفِرَ لكُم أبوكُمُ الذي في السّماواتِ زلاّتِكُم. [وإنْ كُنتُم لا تَغفِرونَ للآخرينَ، لا يَغفِرُ لكُم أبوكُمُ الذي في السّماواتِ زلاّتِكُم»]. ورجَعوا إلى أُورُشليمَ. وبَينَما هوَ يتمشّى في الهَيكَلِ، جاءَ إليهِ رُؤَساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعةِ وشُيوخُ الشّعبِ. فقالوا لَهُ: «بأيّةِ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ بل مَنْ أعطاكَ السّلطَةَ لِتَعمَلَها؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «وأنا أسألُكُم سُؤالاً واحدًا. أجيبوني، فأقول لكُم بأيّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ: مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعموديّةِ؟ أمِنَ السّماءِ أمْ مِنَ النّاسِ؟» فقالوا في أنفُسِهِم: «إنْ قُلنا مِنَ اللهِ يَقولُ: فلِماذا ما آمنتُم بِه؟ فهَلْ نَقولُ مِنَ النّاسِ؟» لكِنّهم كانوا يَخافونَ الشّعبَ، لأنّ الشّعبَ كُلّهُ كانَ مُقتَنِعًا بأنّ يوحنّا نَبيّ. فأجابوا يَسوعَ: «لا نَعرِفُ!» فقالَ لهُم يَسوعُ: «وأنا لا أقولُ لكُم بأيّةِ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ».

إنجيل مرقس 1:11-33 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

وَإذِ اقْتَرَبُوا مِنَ مَدِينَةِ القُدْسِ، عِنْدَ بَلْدَةِ بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا قُرْبَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أرْسَلَ يَسُوعُ اثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «اذهَبَا إلَى القَريَةِ الَّتِي أمَامَكُمَا. وَعِنْدَمَا تَدْخُلَانِهَا، سَتَجِدَانِ حِمَارًا صَغِيرًا مَربُوطًا لَمْ يَرْكَبْهُ أحَدٌ مِنْ قَبْلُ، فَحُلَّاهُ وَأحضِرَاهُ. فَإذَا سَألَكُمَا أحَدٌ لِمَاذَا تَفْعَلَانِ ذَلكَ، قُولَا: ‹الرَّبُّ يَحتَاجُ إلَيْهِ. وَسَيُعِيدُهُ قَرِيبًا.›» فَذَهَبَ التِّلميذَانِ وَوَجَدَا الحِمَارَ مَربُوطًا عِنْدَ أحَدِ الأبوَابِ فِي الطَّرِيقِ، فَحَلَّاهُ. وَكَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَقِفُونَ هُنَاكَ فَقَالُوا لَهُمَا: «لِمَاذَا تَحُلَّانِ الحِمَارَ؟» فَقَالَا لَهُمْ كَمَا أوصَاهُمَا يَسوعُ، فَسَمَحُوا لَهُمَا. وَأحضَرَ التِّلمِيذَانِ الحِمَارَ الصَّغِيرَ إلَى يَسُوعَ، وَوَضَعَا ثِيَابَهُمَا عَلَىْ الحِمَارِ، فَجَلَسَ يَسوعُ عَلَيْهِ. وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ النَّاسِ يَفْرِشُونَ أردِيَتَهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ فَرَشُوا أغْصَانًا قَطَعُوهَا مِنَ الحُقُولِ. وَكَانَ النَّاسُ مَنْ أمَامِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَهْتِفُونَ: «يَعِيشُ المَلِكُ! مُبَارَكٌ هُوَ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ.» «مُبَارَكَةٌ مَملَكَةُ أبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ، يَعِيشُ المَلكُ فِي عُلَاه.» ثُمَّ دَخَلَ يَسُوعُ إلَى القُدْسِ وَاتَّجَهَ إلَى سَاحَةِ الهَيْكَلِ، وَكَانَ المَسَاءُ قَدْ حَلَّ، فألقَى يَسوعُ نَظْرَةً عَلَىْ كُلِّ شَيءٍ حَوْلَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ مَعَ الِاثنَيْ عَشَرَ إلَى بَيْتِ عَنْيَا. وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، بَيْنَمَا هُمْ يُغَادِرُونَ بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ يَسُوعُ، وَشَاهَدَ مِنْ بَعيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً. فَتَوَجَّهَ إلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثِّمَارِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ سِوَى الأورَاقِ، وَذَلِكَ لِأنَّ المَوسِمَ لَمْ يَكُنْ مَوسِمَ إثمَارِ التِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لِلشَّجَرَةِ: «لَا يَأْكُلْ مِنْكِ أحَدٌ بَعْدَ الآنَ!» وَسَمِعَ تَلَامِيذُهُ مَا قَالَهُ. ثُمَّ دَخَلُوا إلَى القُدْسِ. فَلَمَّا دَخَلُوا سَاحَةَ الهَيْكَلِ، طَرَدَ يَسُوعُ تُجَّارًا كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ هُنَاكَ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَرَّافينَ، وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ الحَمَامِ. وَلَمْ يَسْمَحْ لِأحَدٍ بِعُبورِ السَّاحَةِ وَهُوَ يَحْمِلُ أيَّ غَرَضٍ. وَابْتَدَأ يُعَلِّمُ النَّاسَ وَيَقُولُ: «ألَيْسَ مَكْتُوبًا: ‹بَيْتِي يُدْعَى بَيْتَ صَلَاةٍ لِجَمِيعِ الأُمَمِ›؟ لَكِنَّكُمْ حَوَّلتُمُوهُ إلَى ‹وَكْرِ لُصُوصٍ!›» وَسَمِعَ كِبَارُ الكَهَنَةِ وَمُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ بِمَا حَدَثَ، فَبَدَأُوا يَبْحَثُونَ عَنْ طَرِيقَةٍ يَقْتُلُونَهُ بِهَا. لَكِنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ مِنْهُ لِأنَّ تَعْلِيمَهُ كَانَ يُدهِشُ الجَمِيعَ. وَلَمَّا حَلَّ المَسَاءُ، خَرَجَ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ مِنَ المَدِينَةِ. وَفِي صَبَاحِ اليَوْمِ التَّالِي، وَبَيْنَمَا هُمْ سَائِرُونَ، رَأوْا شَجَرَةَ التِّينِ وَقَدْ يَبِسَتْ مِنْ جُذُورِهَا. فَتَذَكَّرَ بُطرُسُ الأمْرَ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «انْظُرْ يَا مُعَلِّمُ! الشَّجَرَةُ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبُسَتْ.» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «آمِنُوا بِاللهِ، فَأقُولُ لَكُمُ الحَقَّ، مَنْ قَالَ لِهَذَا الجَبَلِ: ‹لِتُقلَعْ مِنْ مَكَانِكَ وَتُلْقَ فِي البَحْرِ،› وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤمِنُ بِأنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحْدُثُ، فَإنَّ كَلَامَهُ سَيَتَحَقَّقُ لَهُ. لِهَذَا أقُولُ لَكُمْ، كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَأنْتُمْ تُصَلُّونَ، آمِنُوا بِأنَّهُ لَكُمْ، فَيَكُونَ لَكُمْ. وَإذَا هَمَمْتُمْ بِالصَلَاةِ، فَاغْفِرُوا أوَّلًا إنْ كَانَ فيكُمْ أيُّ شَيءٍ ضِدَّ شَخْصٍ آخَرِ، حَتَّى يَغْفِرَ أبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ زَلَّاتِكُمْ. فَإنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلآخَرِينَ، لَا يَغْفِرُ لَكُمْ أبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ زَلَّاتِكُمْ.» بَعْدَ ذَلِكَ، عَادُوا إلَى القُدْسِ. وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ يَسِيرُ فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ، جَاءَ إلَيْهِ كِبَارُ الكَهَنَةِ، وَمُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالشُّيُوخُ. وَسَألَوهُ: «أخبِرنَا بِأيِّ سُلطَانٍ تَفْعَلُ هَذِهِ الأشْيَاءَ، وَمَنِ الَّذِي أعطَاكَ هَذَا السُّلطَانَ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «وَسَأسألُكُمْ أنَا أيْضًا، فَأجِيبُونِي أُخبِرْكُمْ بِأيِّ سُلطَانٍ أفْعَلُ هَذِاَ: هَلْ كَانَتْ مَعمُودِيَّةُ يُوحَنَّا مِنَ اللهِ أمْ مِنَ النَّاسِ؟ أجِيبُونِي.» فَتَشَاورُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَقَالُوا: «إنْ قُلْنَا إنَّهَا مِنَ اللهِ، فَسَيَقُولُ لَنَا: ‹لِمَاذَا إذًا لَمْ تَقْبَلُوهَا؟› وَإنْ قُلْنَا إنَّهَا مِنَ النَّاسِ، فَإنَّ الشَّعْبَ سَيَثورُ عَلَيْنَا.» وَكَانَ القَادَةُ يَخَافُونَ مِنَ الشَّعْبِ، لِأنَّ الجَمِيعَ كَانُوا يَعْتَبِرُونَ يُوحَنَّا نَبِيًّا بِالفِعِلِ. فَأجَابُوا يَسُوعَ وَقَالُوا: «لَا نَعْلَمُ.» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلَا أنَا أُخبِرُكُمْ بِأيِّ سُلطَانٍ أفْعَلُ هَذِهِ الأُمُورَ.»

إنجيل مرقس 1:11-33 كتاب الحياة (KEH)

وَلَمَّا اقْتَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ، إِذْ وَصَلُوا إِلَى قَرْيَةِ بَيْتِ فَاجِي وَقَرْيَةِ بَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ يَسُوعُ اثْنَيْنِ مِنْ تَلامِيذِهِ، قَائِلاً لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الْمُقَابِلَةِ لَكُمَا، وَإذْ تَدْخُلانِ إِلَيْهَا، تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَرْكَبْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدُ: فَحُلّا رِبَاطَهُ وَأَحْضِرَاهُ إِلَى هُنَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلانِ هَذَا؟ فَقُولا: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ، وَفِي الْحَالِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». وَانْطَلَقَا، فَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطاً عِنْدَ الْبَابِ خَارِجاً عَلَى الطَّرِيقِ، فَحَلّا رِبَاطَهُ. فَقَالَ لَهُمَا بَعْضُ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلانِ؟ لِمَاذَا تَحُلّانِ رِبَاطَ الْجَحْشِ؟» فَأَجَابَاهُمْ كَمَا أَوْصَاهُمَا يَسُوعُ فَتَرَكُوهُمَا. فَأَحْضَرَا الْجَحْشَ إِلَى يَسُوعَ، وَوَضَعَا ثِيَابَهُمَا عَلَيْهِ، فَرَكِبَ عَلَيْهِ. وَفَرَشَ كَثِيرُونَ الطَّرِيقَ بِثِيَابِهِمْ وَآخَرُونَ بِأَغْصَانٍ قَطَعُوهَا مِنَ الْحُقُولِ. وَأَخَذَ السَّائِرُونَ أَمَامَهُ وَالسَّائِرُونَ خَلْفَهُ يَهْتِفُونَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!» ثُمَّ دَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْهَيْكَلِ، وَرَاقَبَ كُلَّ مَا كَانَ يَجْرِي فِيهِ. وَإِذْ كَانَ الْمَسَاءُ قَدْ أَقْبَلَ، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. وَفِي الْغَدِ، بَعْدَمَا غَادَرُوا بَيْتَ عَنْيَا، جَاعَ. وَإِذْ رَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ مُورِقَةً، تَوَجَّهَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ الثَّمَرِ. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلّا الْوَرَقَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَوَانُ التِّينِ. فَتَكَلَّمَ وَقَالَ لَهَا: «لا يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ ثَمَراً مِنْكِ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!» وَسَمِعَ تَلامِيذُهُ ذلِكَ. وَوَصَلُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَدَخَلَ يَسُوعُ الْهَيْكَلَ وَأَخَذَ يَطْرُدُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَالَّذِينَ كَانُوا يَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَمَقَاعِدَ بَاعَةِ الْحَمَامِ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَداً يَمُرُّ عَبْرَ الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَحْمِلُ مَتَاعاً. وَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «أَمَا كُتِبَ: إِنَّ بَيْتِي بَيْتاً لِلصَّلاةِ يُدْعَى عِنْدَ جَمِيعِ الأُمَمِ؟ أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» وَسَمِعَ بِذلِكَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْكَتَبَةُ، فَأَخَذُوا يَبْحَثُونَ كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ: فَإِنَّهُمْ خَافُوهُ، لأَنَّ الْجَمْعَ كُلَّهُ كَانَ مَذْهُولاً مِنْ تَعْلِيمِهِ. وَلَمَّا حَلَّ الْمَسَاءُ، انْطَلَقُوا إِلَى خَارِجِ الْمَدِينَةِ. وَبَيْنَمَا كَانُوا عَابِرِينَ فِي صَبَاحِ الْغَدِ بَاكِراً، رَأَوْا شَجَرَةَ التِّينِ وَقَدْ يَبِسَتْ مِنْ أَصْلِهَا. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، انْظُرْ! إِنَّ التِّينَةَ الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» فَرَدَّ يَسُوعُ قَائِلاً لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيْمَانٌ بِاللهِ! فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَيَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْقَلِعْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ! وَلا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ سَيَحْدُثُ، فَمَا يَقُولُهُ يَتِمُّ لَهُ. لِهذَا السَّبَبِ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَا تَطْلُبُونَهُ وَتُصَلُّونَ لأَجْلِهِ، فَآمِنُوا أَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمُوهُ، فَيَتِمَّ لَكُمْ. وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، وَكَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، فَاغْفِرُوا لَهُ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاتِكُمْ أَيْضاً. وَلكِنْ، إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا، لَا يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ زَلاتِكُمْ». ثُمَّ عَادُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَرَّةً أُخْرَى. وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَجَوَّلُ فِي الْهَيْكَلِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ، وَالْكَتَبَةُ، وَالشُّيُوخُ، وَسَأَلُوهُ: «بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ؟ وَمَنْ مَنَحَكَ هذِهِ السُّلْطَةَ لِتَفْعَلَ ذلِكَ؟» فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ أَمْراً وَاحِداً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ: أَمِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا أَمْ مِنَ النَّاسِ؟ أَجِيبُونِي!» فَتَشَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: إِذَنْ لِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ فَهَلْ نَقُولُ: مِنَ النَّاسِ؟» فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَخَافُونَ الشَّعْبَ لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً يَعْتَبِرُونَ أَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ حَقّاً. فَأَجَابُوا يَسُوعَ قَائِلِينَ: «لا نَدْرِي!» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ!»

إنجيل مرقس 1:11-33 الكتاب المقدس (AVD)

وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَيْتِ فَاجِي وَبَيْتِ عَنْيَا، عِنْدَ جَبَلِ ٱلزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ ٱثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: «ٱذْهَبَا إِلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلَانِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَحُلَّاهُ وَأْتِيَا بِهِ. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلَانِ هَذَا؟ فَقُولَا: ٱلرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا». فَمَضَيَا وَوَجَدَا ٱلْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ ٱلْبَابِ خَارِجًا عَلَى ٱلطَّرِيقِ، فَحَلَّاهُ. فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ ٱلْقِيَامِ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلَانِ، تَحُلَّانِ ٱلْجَحْشَ؟». فَقَالَا لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا. فَأَتَيَا بِٱلْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَكَثِيرُونَ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ ٱلشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي ٱلطَّرِيقِ. وَٱلَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَٱلَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ ٱلْآتِي بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ ٱلْآتِيَةُ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي ٱلْأَعَالِي!». فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَٱلْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ ٱلْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. وَفِي ٱلْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إِلَّا وَرَقًا، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ ٱلتِّينِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ!». وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَسْمَعُونَ. وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ ٱلْهَيْكَلَ ٱبْتَدَأَ يُخْرِجُ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَقَلَّبَ مَوَائِدَ ٱلصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ ٱلْحَمَامِ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَازُ ٱلْهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلًا لَهُمْ: «أَلَيْسَ مَكْتُوبًا: بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ». وَسَمِعَ ٱلْكَتَبَةُ وَرُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ، لِأَنَّهُمْ خَافُوهُ، إِذْ بُهِتَ ٱلْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. وَلَمَّا صَارَ ٱلْمَسَاءُ، خَرَجَ إِلَى خَارِجِ ٱلْمَدِينَةِ. وَفِي ٱلصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا ٱلتِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ ٱلْأُصُولِ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي، ٱنْظُرْ! اَلتِّينَةُ ٱلَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللهِ. لِأَنِّي ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ! وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ. وَمَتَى وَقَفْتُمْ تُصَلُّونَ، فَٱغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ زَلَّاتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لَا يَغْفِرْ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَلَّاتِكُمْ». وَجَاءُوا أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَمْشِي فِي ٱلْهَيْكَلِ، أَقْبَلَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ وَٱلشُّيُوخُ، وَقَالُوا لَهُ: «بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ وَمَنْ أَعْطَاكَ هَذَا ٱلسُّلْطَانَ حَتَّى تَفْعَلَ هَذَا؟». فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً. أَجِيبُونِي، فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا. مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟ أَجِيبُونِي». فَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلنَّاسِ». فَخَافُوا ٱلشَّعْبَ. لِأَنَّ يُوحَنَّا كَانَ عِنْدَ ٱلْجَمِيعِ أَنَّهُ بِٱلْحَقِيقَةِ نَبِيٌّ. فَأَجَابُوا وَقَالوا لِيَسوعَ: «لَا نَعْلَمُ». فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا».

إنجيل مرقس 1:11-33 الكتاب الشريف (SAB)

وَلَمَّا اقْتَرَبُوا مِنْ مَدِينَةِ الْقُدْسِ، وَوَصَلُوا إِلَى بَيْتَ فَجَّ وَبَيْتَ عَنْيَا عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، أَرْسَلَ عِيسَى اثْنَيْنِ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: ”اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، وَأَوَّلَ مَا تَدْخُلَانِهَا، تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَرْكَبْهُ أَحَدٌ أَبَدًا، حِلَّاهُ وَأَحْضِرَاهُ إِلَى هُنَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: ’لِمَاذَا تَفْعَلَانِ هَذَا؟‘ قُولَا لَهُ: ’السَّيِّدُ مُحْتَاجٌ لَهُ، وَسَيُرْجِعُهُ إِلَى هُنَا عَلَى الْفَوْرِ.‘“ فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ، وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ أَحَدِ الْأَبْوَابِ فِي الْخَارِجِ عَلَى الطَّرِيقِ فَحَلَّاهُ. فَقَالَ لَهُمَا بَعْضُ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ: ”مَاذَا تَفْعَلَانِ، تَحِلَّانِ الْجَحْشَ؟“ فَقَالَا لَهُمْ كَمَا أَوْصَى عِيسَى، فَتَرَكُوهُمَا. فَأَحْضَرَا الْجَحْشَ إِلَى عِيسَى، وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَيْهِ، فَرَكِبَ عَلَيْهِ. وَفَرَشَ كَثِيرُونَ ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَآخَرُونَ فَرَشُوا أَغْصَانًا قَطَعُوهَا مِنَ الْحُقُولِ. وَكَانَ الَّذِينَ أَمَامَهُ وَالَّذِينَ وَرَاءَهُ يَهْتِفُونَ: ”الْجَلَالُ! تَبَارَكَ الْآتِي بِاسْمِ اللهِ. تَبَارَكَتْ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الَّتِي نَنْتَظِرُهَا. الْجَلَالُ فِي الْأَعَالِي!“ وَدَخَلَ عِيسَى الْقُدْسَ، وَجَاءَ إِلَى سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ، وَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَكَانَ الْوَقْتُ قَدْ تَأَخَّرَ، فَخَرَجَ مَعَ الـ12 إِلَى بَيْتَ عَنْيَا. وَفِي الْغَدِ، لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، أَحَسَّ بِالْجُوعِ. فَرَأَى مِنْ بَعِيدٍ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهَا لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا بَعْضَ التِّينِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ فِيهَا إِلَّا الْوَرَقَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَوْسِمُ التِّينِ. فَقَالَ لَهَا: ”لَنْ يَأْكُلَ أَحَدٌ ثَمَرًا مِنْكِ أَبَدًا.“ وَسَمِعَ تَلَامِيذُهُ هَذَا الْكَلَامَ. ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى الْقُدْسِ، وَذَهَبَ عِيسَى إِلَى سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ، وَأَخَذَ يَطْرُدُ الَّذِينَ يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ هُنَاكَ. وَقَلَبَ مَنَاضِدَ الصَّيَارِفِ وَمَقَاعِدَ تُجَّارِ الْحَمَامِ، وَلَمْ يَسْمَحْ لِأَحَدٍ بِأَنْ يَمُرَّ فِي سَاحَةِ الْبَيْتِ وَهُوَ يَحْمِلُ سِلْعَةً. وَعَلَّمَهُمْ وَقَالَ: ”يَقُولُ كِتَابُ اللهِ: ’بَيْتِي يُسَمَّى بَيْتَ الصَّلَاةِ لِكُلِّ الشُّعُوبِ‘، لَكِنْ أَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ.“ وَسَمِعَ رُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ وَالْفُقَهَاءُ، فَأَخَذُوا يَبْحَثُونَ عَنْ طَرِيقَةٍ لِيَقْتُلُوهُ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا خَائِفِينَ مِنْهُ لِأَنَّ الشَّعْبَ كُلَّهُ كَانَ مُعْجَبًا جِدًّا بِتَعْلِيمِهِ. وَلَمَّا أَقْبَلَ الْمَسَاءُ، خَرَجَ عِيسَى وَتَلَامِيذُهُ مِنَ الْمَدِينَةِ. وَلَمَّا كَانُوا رَاجِعِينَ فِي الصُّبْحِ، رَأَوْا أَنَّ شَجَرَةَ التِّينِ ذَبُلَتْ مِنَ الْجُذُورِ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: ”يَا سَيِّدِي انْظُرْ! شَجَرَةُ التِّينِ الَّتِي أَنْتَ لَعَنْتَهَا ذَبُلَتْ.“ أَجَابَهُمْ عِيسَى: ”آمِنُوا بِاللّٰهِ. أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ، أَيُّ وَاحِدٍ يَقُولُ لِهَذَا الْجَبَلِ: ’اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ‘، وَلَا يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَتِمُّ، فَهُوَ فِعْلًا يَتِمُّ لَهُ. لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ، كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلَاةِ، آمِنُوا أَنَّكُمْ حَصَلْتُمْ عَلَيْهِ فِعْلًا، فَيُعْطَى لَكُمْ. وَمَتَى قُمْتُمْ لِلصَّلَاةِ، فَسَامِحُوا مَنْ أَخْطَأَ فِي حَقِّكُمْ، لِكَيْ يَغْفِرَ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ أَخْطَاءَكُمْ أَيْضًا. وَإِنْ لَمْ تُسَامِحُوا، لَا يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ أَخْطَاءَكُمْ.“ وَرَجَعُوا إِلَى الْقُدْسِ مَرَّةً أُخْرَى. وَبَيْنَمَا كَانَ عِيسَى يَتَمَشَّى فِي سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ، جَاءَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ وَالْفُقَهَاءُ وَالشُّيُوخُ، وَقَالُوا لَهُ: ”بِأَيِّ سُلْطَةٍ تَعْمَلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ، وَمَنْ أَعْطَاكَ السُّلْطَةَ لِتَعْمَلَهَا؟“ فَقَالَ لَهُمْ: ”وَأَنَا أَسْأَلُكُمْ سُؤَالًا، أَجِيبُونِي عَنْهُ فَأَقُولَ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَةٍ أَعْمَلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ: مَنْ أَعْطَى يَحْيَى السُّلْطَةَ لِيُغَطِّسَ؟ هَلِ اللهُ أَمِ النَّاسُ؟ أَجِيبُونِي.“ فَتَشَاوَرُوا وَقَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: ”إِنْ قُلْنَا: ’اللهُ‘، يَقُولُ لَنَا: ’إِذَنْ لِمَاذَا لَمْ تُصَدِّقُوهُ؟‘ فَهَلْ نَقُولُ: ’النَّاسُ‘؟“ وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا مِنَ الشَّعْبِ، لِأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يَعْتَبِرُونَ أَنَّ يَحْيَى نَبِيٌّ بِالْحَقِّ. فَأَجَابُوا وَقَالُوا لِعِيسَى: ”لَا نَعْرِفُ.“ فَقَالَ لَهُمْ عِيسَى: ”وَأَنَا لَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَةٍ أَعْمَلُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ.“