إنجيل لوقا 1:20-47

إنجيل لوقا 1:20-47 الكتاب المقدس (AVD)

وَفِي أَحَدِ تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ إِذْ كَانَ يُعَلِّمُ ٱلشَّعْبَ فِي ٱلْهَيْكَلِ وَيُبَشِّرُ، وَقَفَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ مَعَ ٱلشُّيُوخِ، وَكَلَّمُوُه قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا: بِأَيِّ سُلْطَانٍ تَفْعَلُ هَذَا؟ أَوْ مَنْ هُوَ ٱلَّذِي أَعْطَاكَ هَذَا ٱلسُّلْطَانَ؟». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «وَأَنَا أَيْضًا أَسْأَلُكُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً، فَقُولُوا لِي: مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ كَانَتْ أَمْ مِنَ ٱلنَّاسِ؟». فَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلسَّمَاءِ، يَقُولُ: فَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ ٱلنَّاسِ، فَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَرْجُمُونَنَا، لِأَنَّهُمْ وَاثِقُونَ بِأَنَّ يُوحَنَّا نَبِيٌّ». فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَلَا أَنَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيِّ سُلْطَانٍ أَفْعَلُ هَذَا». وَٱبْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هَذَا ٱلْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلًا. وَفِي ٱلْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى ٱلْكَرَّامِينَ عَبْدًا لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ ٱلْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ ٱلْكَرَّامُونَ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْدًا آخَرَ، فَجَلَدُوا ذَلِكَ أَيْضًا وَأَهَانُوهُ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هَذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. فَقَالَ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! فَلَمَّا رَآهُ ٱلْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ ٱلْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا ٱلْمِيرَاثُ! فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ ٱلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ؟ يَأْتِي وَيُهْلِكُ هَؤُلَاءِ ٱلْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي ٱلْكَرْمَ لِآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «حَاشَا!». فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذًا مَا هُوَ هَذَا ٱلْمَكْتُوبُ: ٱلْحَجَرُ ٱلَّذِي رَفَضَهُ ٱلْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ ٱلزَّاوِيَةِ؟ كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذَلِكَ ٱلْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!». فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا ٱلْأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ، وَلَكِنَّهُمْ خَافُوا ٱلشَّعْبَ، لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هَذَا ٱلْمَثَلَ عَلَيْهِمْ. فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ، حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ ٱلْوَالِي وَسُلْطَانِهِ. فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ، وَلَا تَقْبَلُ ٱلْوُجُوهَ، بَلْ بِٱلْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ ٱللهِ. أَيَجُوزُ لَنَا أَنْ نُعْطِيَ جِزْيَةً لِقَيْصَرَ أَمْ لَا؟». فَشَعَرَ بِمَكْرِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي؟ أَرُونِي دِينَارًا. لِمَنِ ٱلصُّورَةُ وَٱلْكِتَابَةُ؟». فَأَجَابُوا وَقَالوُا: «لِقَيْصَرَ». فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلهِ للهِ». فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ قُدَّامَ ٱلشَّعْبِ، وَتَعَجَّبُوا مِنْ جَوَابِهِ وَسَكَتُوا. وَحَضَرَ قَوْمٌ مِنَ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ، ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ أَمْرَ ٱلْقِيَامَةِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِيِنَ: «يَا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لِأَحَدٍ أَخٌ وَلَهُ ٱمْرَأَةٌ، وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، يَأْخُذُ أَخُوهُ ٱلْمَرْأَةَ وَيُقِيمُ نَسْلًا لِأَخِيهِ. فَكَانَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ. وَأَخَذَ ٱلْأَوَّلُ ٱمْرَأَةً وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، فَأَخَذَ ٱلثَّانِي ٱلْمَرْأَةَ وَمَاتَ بِغَيْرِ وَلَدٍ، ثُمَّ أَخَذَهَا ٱلثَّالِثُ، وَهَكَذَا ٱلسَّبْعَةُ. وَلَمْ يَتْرُكُوا وَلَدًا وَمَاتُوا. وَآخِرَ ٱلْكُلِّ مَاتَتِ ٱلْمَرْأَةُ أَيْضًا. فَفِي ٱلْقِيَامَةِ، لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ زَوْجَةً؟ لِأَنَّهَا كَانَتْ زَوْجَةً لِلسَّبْعَةِ!». فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَبْنَاءُ هَذَا ٱلدَّهْرِ يُزَوِّجُونَ وَيُزَوَّجُونَ، وَلَكِنَّ ٱلَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلًا لِلْحُصُولِ عَلَى ذَلِكَ ٱلدَّهْرِ وَٱلْقِيَامَةِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، لَا يُزَوِّجُونَ وَلَا يُزَوَّجُونَ، إِذْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضًا، لِأَنَّهُمْ مِثْلُ ٱلْمَلَائِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ ٱللهِ، إِذْ هُمْ أَبْنَاءُ ٱلْقِيَامَةِ. وَأَمَّا أَنَّ ٱلْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَقَدْ دَلَّ عَلَيْهِ مُوسَى أَيْضًا فِي أَمْرِ ٱلْعُلَّيْقَةِ كَمَا يَقُولُ: اَلرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. وَلَيْسَ هُوَ إِلَهَ أَمْوَاتٍ بَلْ إِلَهُ أَحْيَاءٍ، لِأَنَّ ٱلْجَمِيعَ عِنْدَهُ أَحْيَاءٌ». فَأجَابَ قَوْمٌ مِنَ ٱلْكَتَبَةِ وَقَالوا: «يَا مُعَلِّمُ، حَسَنًا قُلْتَ!». وَلَمْ يَتَجَاسَرُوا أَيْضًا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ. وَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ يَقُولُونَ إِنَّ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنُ دَاوُدَ؟ وَدَاوُدُ نَفْسُهُ يَقُولُ فِي كِتَابِ ٱلْمَزَامِيرِ: قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. فَإِذًا دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا. فَكَيْفَ يَكُونُ ٱبْنَهُ؟». وَفِيمَا كَانَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَسْمَعُونَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «ٱحْذَرُوا مِنَ ٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ ٱلْمَشْيَ بِٱلطَّيَالِسَةِ، وَيُحِبُّونَ ٱلتَّحِيَّاتِ فِي ٱلْأَسْوَاقِ، وَٱلْمَجَالِسَ ٱلْأُولَى فِي ٱلْمَجَامِعِ، وَٱلْمُتَّكَآتِ ٱلْأُولَى فِي ٱلْوَلَائِمِ. اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ ٱلْأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ ٱلصَّلَوَاتِ. هَؤُلَاءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!».

إنجيل لوقا 1:20-47 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

وكانَ في أحَدِ الأيّامِ يُعَلّمُ الشّعبَ في الهَيكَلِ ويُبَشّرُه، فَجاءَ إليهِ رُؤساءُ الكَهنَةِ ومُعَلّمو الشّريعةِ وشُيوخُ الشّعبِ وقالوا لَهُ: «قُلْ لنا: بأيّ سُلطَةٍ تَعمَلُ هذِهِ الأعمالَ؟ بل مَنْ أعطاكَ هذِهِ السّلطَةَ؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «وأنا أسأَلُكُم سُؤالاً واحدًا، قولوا لي: مِنْ أينَ ليوحنّا سُلطةُ المَعمودِيّةِ؟ أمِنَ السّماءِ أم مِنَ النّاسِ؟» فقالوا في أنفُسِهِم: «إنْ قُلنا: مِنَ السّماءِ، يقولُ: فلماذا ما آمنتُم بِه؟ وإنْ قُلنا مِنَ النّاسِ، فالشّعبُ كُلّهُ يَرجُمُنا، لأنّهُ مُقتَنِعٌ بأنّ يوحنّا نَبِيّ». فأجابوا أنّهُم لا يَعرِفونَ مِنْ أينَ هيَ. فقالَ لهُم يَسوعُ: «وأنا لا أقولُ لكُم بأيّ سُلطَةٍ أعمَلُ هذِهِ الأعمالَ!» وأخَذَ يَقولُ للشَعبِ هذا المثَلَ: «غَرَسَ رَجُلٌ كَرْمًا وسَلّمَه إلى بَعضِ الكرّامينَ وسافَرَ مُدّةً طويلةً. فلمّا جاءَ يومُ القِطافِ أرسَلَ إليهِم خادِمًا ليُعطوهُ حِصّتَهُ مِنْ ثمَرِ الكَرمِ، فضَرَبوهُ وأرجعوهُ فارغَ اليَدَينِ. فأرسَلَ خادِمًا آخَرَ، وهذا أيضًا ضَربوهُ وشَتَموهُ وأرجَعوهُ فارِغَ اليَدَينِ. فأرسَلَ خادِمًا ثالثًا، وهذا أيضًا جَرّحوهُ ورَمَوه في خارِجِ الكَرمِ. فقالَ صاحِبُ الكرمِ: ما العمَلُ؟ سأُرسِلُ إليهِم اَبني الحبيبَ لَعلّهُم يَهابونَهُ إذا رأوهُ. ولكنّهُم لمّا رأوهُ، قالوا فيما بينَهُم: ها هوَ وارِثُ الكَرمِ! تعالوا نَقتُلُهُ ليَعودَ المِيراثُ إلينا! فرمَوهُ في خارِجِ الكَرمِ وقَتلوهُ. فماذا يَفعَلُ بِهِم صاحِبُ الكَرمِ؟ سيَجيءُ ويَقتُلُ هَؤلاءِ الكرّامينَ ويُسَلّمُ الكرمَ إلى غيرِهِم». فقالَ لَه السّامِعونَ: «لا سمَحَ اللهُ!» فنظَرَ إلَيهِم وقالَ: «إذًا، ما مَعنى هذِهِ الآيةِ: الحجَرُ الذي رَفَضَهُ البنّاؤونَ صارَ رأسَ الزّاويةِ؟ مَنْ وقَعَ على هذا الحجَرِ تَهشّمَ، ومَنْ وقَعَ الحجَرُ علَيهِ سحَقَهُ!» فأرادَ مُعَلّمو الشّريعةِ ورُؤساءُ الكَهنَةِ أنْ يَعتَقِلوهُ في تِلكَ السّاعَةِ، لأنّهُم عَرَفوا أنّهُ قالَ هذا المثَلَ علَيهِم، لكنّهُم خافوا مِنَ الشّعبِ. فَراقَبوهُ وأرسلوا جَواسيسَ يُظهِرونَ أنّهُم أبرارٌ ليُمسِكوهُ بِكلِمةٍ فيُسلّموهُ إلى يدِ الحاكِمِ وقضائِهِ. فسألوهُ: «يا مُعَلّمُ، نَحنُ نَعرِفُ أنّكَ صادقٌ في كلامِكَ وتَعليمِكَ، لا تُحابي أحدًا، بل بالحقّ تُعَلّمُ طريقَ اللهِ. أيَحِلّ لنا أنْ نَدفَعَ الجِزيةَ إلى القَيصرِ أم لا؟ فأدرَكَ يَسوعُ مَكرَهُم، فقالَ لهُم: «لماذا تُجرّبوني؟ أرُوني دينارًا! لِمَنْ هذِهِ الصورَةُ وهذا الاسمُ؟» قالوا: «للقَيصَرِ». فقالَ يَسوعُ: «اَدفَعوا إذًا إلى القَيصَرِ ما لِلقَيصَرِ، وإلى اللهِ ما للهِ!» فما قَدِروا أن يُمْسِكوهُ بِكلِمَةٍ أمامَ الشّعبِ، وتَعجّبوا مِنْ جوابِهِ فسكتوا. وجاءَ بَعضُ الصّدّوقيّينَ إلى يَسوعَ، وهُمُ الذينَ يُنكِرونَ القيامَةَ، فسألوهُ: «يا مُعَلّمُ، كَتبَ لنا موسى: إذا ماتَ لِرَجُلٍ أخٌ، لَهُ اَمرأةٌ ولا ولَدَ لَهُ، فَلْيأخُذْ أخوهُ المرأةَ ليُقيمَ نَسلاً لأخيهِ. وكانَ هُناكَ سَبعَةُ إخوةٍ، فأخَذَ الأوّلُ اَمرأةً وماتَ مِنْ غَيرِ ولَدٍ. والثّاني. ومِثلُهُ الثّالثُ حتى أخذَها السّبعةُ وماتوا وما خَلّفوا نَسلاً. ثُمّ ماتَتِ المرأةُ. فلأيّ واحدٍ مِنهُم تكونُ زَوجةً في القيامةِ، لأنّ السّبعةَ تَزَوّجوها؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «أبناءُ هذِهِ الدّنيا يَتَزاوجونَ. أمّا الذينَ هُم أهلٌ لِلحياةِ الأبدِيّةِ والقيامَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، فلا يَتَزاوجونَ. هُم مِثلُ الملائِكَةِ لا يَموتونَ، وهُم أبناءُ اللهِ، لأنّهُم أبناءُ القيامةِ. وموسى نَفسُهُ أشارَ في الكلامِ على العُلّيقَةِ إلى أنّ الأمواتَ يَقومونَ، لمّا دَعا الرّبّ إلهَ إبراهيمَ وإلهَ إسحقَ وإلهَ يَعقوبَ. وما كانَ إلهَ أمواتٍ بل إلهَ أحياءٍ، فهُم جميعًا عِندَهُ يَحيَونَ». فقالَ بَعضُ مُعَلّمي الشّريعةِ: «أحسَنْتَ، يا مُعَلّمُ!» وما تَجاسَروا بَعدَ ذلِكَ أنْ يَسألوهُ عَنْ شيءٍ. وقالَ لهُم: «كيفَ يُقالُ إنّ المَسيحَ اَبنُ داودَ، وداودُ نَفسُهُ يَقولُ في كِتابِ المزاميرِ: «قالَ الرّبّ لِرَبّي: إجلِسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَميكَ». فداودُ نَفسُهُ يَدعو المَسيحَ رَبّا، فكيفَ يكونُ المَسيحُ اَبنَهُ؟» وقالَ لتلاميذِهِ بِمَسْمَعٍ مِنَ الشّعبِ كُلّهِ: «إيّاكُم ومُعَلّمي الشّريعةِ، يَرغَبونَ في المَشيِ بالثّيابِ الطّويلةِ، ويُحبّونَ التّحيّاتِ في السّاحاتِ ومكانَ الصّدارَةِ في المَجامِعِ ومَقاعِدَ الشّرَفِ في الوَلائِمِ. يأكلونَ بُيوتَ الأراملِ وهُمْ يُظهِرونَ أنّهُم يُطيلونَ الصّلاةَ. هَؤلاءِ يَنالُهُم أشَدّ العِقابِ!»

إنجيل لوقا 1:20-47 كتاب الحياة (KEH)

وَفِيمَا كَانَ يُعَلِّمُ الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ ذَاتَ يَوْمٍ، وَيُبَشِّرُ، تَصَدَّى لَهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ مَعَ الشُّيُوخِ، وَخَاطَبُوهُ قَائِلِينَ: «قُلْ لَنَا بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ تَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ؟ أَوْ مَنْ مَنَحَكَ هذِهِ السُّلْطَةَ؟» فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «وَأَنَا أَيْضاً أَسْأَلُكُمْ أَمْراً وَاحِداً، فَأَجِيبُونِي عَنْهُ: أَمِنَ السَّمَاءِ كَانَتْ مَعْمُودِيَّةُ يُوحَنَّا أَمْ مِنَ النَّاسِ؟» فَتَشَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: «إِنْ قُلْنَا: مِنَ السَّمَاءِ، يَقُولُ: وَلِمَاذَا لَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ؟ وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، يَرْجُمُنَا الشَّعْبُ كُلُّهُ، لأَنَّهُمْ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ يُوحَنَّا كَانَ نَبِيًّا». فَأَجَابُوا أَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ هِيَ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «وَأَنَا لَا أَقُولُ لَكُمْ بِأَيَّةِ سُلْطَةٍ أَفْعَلُ مَا فَعَلْتُ!» وَأَخَذَ يُكَلِّمُ الشَّعْبَ بِهَذَا الْمَثَلِ: «غَرَسَ إِنْسَانٌ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى مُزَارِعِينَ، وَسَافَرَ مُدَّةً طَوِيلَةً. وَفِي مَوْسِمِ الْحَصَادِ أَرْسَلَ إِلَى الْمُزَارِعِينَ عَبْداً، لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ. وَلكِنَّ الْمُزَارِعِينَ ضَرَبُوهُ وَرَدُّوهُ فَارِغَ الْيَدَيْنِ. فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. إِلّا أَنَّهُمْ ضَرَبُوهُ أَيْضاً وَأَهَانُوهُ وَرَدُّوهُ فَارِغَ الْيَدَيْنِ. ثُمَّ عَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً ثَالِثاً، فَجَرَّحُوهُ وَطَرَحُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ. فَقَالَ رَبُّ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ سَأُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ يَهَابُونَهُ! وَلكِنْ مَا إِنْ رَآهُ الْمُزَارِعُونَ، حَتَّى تَشَاوَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هَذَا هُوَ الْوَرِيثُ، فَلْنَقْتُلْهُ لِيَصِيرَ الْمِيرَاثُ لَنَا. فَطَرَحُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا إِذَنْ يَفْعَلُ رَبُّ الْكَرْمِ بِهِمْ؟ إِنَّهُ يَأْتِي وَيُهْلِكُ أُولئِكَ الْمُزَارِعِينَ، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى غَيْرِهِمْ». فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ، قَالُوا «حَاشَا!» وَلكِنَّهُ نَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذَنْ مَا مَعْنَى هذِهِ الآيَةِ الْمَكْتُوبَةِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبُنَاةُ، هُوَ نَفْسُهُ صَارَ حَجَرَ الزَّاوِيَةِ؟ مَنْ يَقَعُ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَكَسَّرُ، وَمَنْ يَقَعُ الْحَجَرُ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ سَحْقاً؟» فَسَعَى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ إِلَى إلْقَاءِ الْقَبْضِ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ، فَقَدْ أَدْرَكُوا أَنَّهُ عَنَاهُمْ بِهَذَا الْمَثَلِ. فَجَعَلُوا يُرَاقِبُونَهُ، وَبَثُّوا حَوْلَهُ جَوَاسِيسَ يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ، لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ يَقُولُهَا، فَيُسَلِّمُوهُ إِلَى قَضَاءِ الْحَاكِمِ وَسُلْطَتِهِ. فَقَالُوا يَسْأَلُونَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ تَتَكَلَّمُ وَتُعَلِّمُ بِالصِّدْقِ، فَلا تُرَاعِي مَقَامَاتِ النَّاسِ، بَلْ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ بِالْحَقِّ: أَفَيَحِلُّ لَنَا أَنْ نَدْفَعَ الْجِزْيَةَ لِلْقَيْصَرِ، أَمْ لا؟» فَأَدْرَكَ مَكْرَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «أَرُونِي دِينَاراً: لِمَنِ الصُّورَةُ وَالنَّقْشُ عَلَيْهِ؟» فَأَجَابُوا: «لِلْقَيْصَرِ!» فَقَالَ لَهُمْ: «إِذَنْ، أَعْطُوا مَا لِلْقَيْصَرِ لِلْقَيْصَرِ، وَمَا لِلهِ لِلهِ». فَلَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ الإِيقَاعِ بِهِ أَمَامَ الشَّعْبِ بِكَلِمَةٍ يَقُولُهَا، فَسَكَتُوا مَدْهُوشِينَ مِمَّا سَمِعُوا. وَتَصَدَّى لَهُ بَعْضُ الصَّدُّوقِيِّينَ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ أَمْرَ الْقِيَامَةِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: «يَا مُعَلِّمُ، كَتَبَ لَنَا مُوسَى: إِنْ مَاتَ لأَحَدٍ أَخٌ مُتَزَوِّجٌ وَلَيْسَ لَهُ وَلَدٌ، فَعَلَى أَخِيهِ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِأَرْمَلَتِهِ وَيُقِيمَ نَسْلاً عَلَى اسْمِ أَخِيهِ. فَقَدْ كَانَ هُنَاكَ سَبْعَةُ إِخْوَةٍ، اتَّخَذَ أَوَّلُهُمْ زَوْجَةً ثُمَّ مَاتَ دُونَ وَلَدٍ، فَتَزَوَّجَ الثَّانِي بِالأَرْمَلَةِ، ثُمَّ اتَّخَذَهَا الثَّالِثُ، حَتَّى تَزَوَّجَ بِها السَّبْعَةُ وَمَاتُوا دُونَ أَنْ يُخَلِّفُوا وَلَداً. وَمِنْ بَعْدِهِمْ جَمِيعاً مَاتَتِ الْمَرْأَةُ أَيْضاً. فَفِي الْقِيَامَةِ لِمَنْ مِنْهُمْ تَكُونُ الْمَرْأَةُ زَوْجَةً، فَقَدْ كَانَتْ زَوْجَةً لِكُلٍّ مِنَ السَّبْعَةِ». فَرَدَّ عَلَيْهِمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «أَبْنَاءُ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ يُزَوِّجُونَ وَيَتَزَوَّجُونَ. أَمَّا الَّذِينَ حُسِبُوا أَهْلاً لِلْمُشَارَكَةِ فِي الزَّمَانِ الآتِي وَالْقِيَامَةِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، فَلا يُزَوِّجُونَ وَلا يَتَزَوَّجُونَ. إِذْ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتُوا أَيْضاً بَعْدَ ذَلِكَ، لأَنَّهُمْ يَكُونُونَ مِثْلَ الْمَلائِكَةِ، وَهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ لِكَوْنِهِمْ أَبْنَاءَ الْقِيَامَةِ. وَأَمَّا أَنَّ الْمَوْتَى يَقُومُونَ، فَحَتَّى مُوسَى أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ الْعُلَّيْقَةِ، حَيْثُ يَدْعُو الرَّبَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهَ إِسْحَاقَ وَإِلَهَ يَعْقُوبَ. وَلكِنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ أَمْوَاتٍ بَلْ هُوَ إِلهُ أَحْيَاءَ، فَإِنَّ الْجَمِيعَ يَحْيَوْنَ لَدَيْهِ!» فَقَالَ بَعْضُ الْكَتَبَةِ: «يَا مُعَلِّمُ، أَحْسَنْتَ الْكَلامَ!» وَلَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ شَيْئاً. وَقَالَ لَهُمْ: «كَيْفَ يُقَالُ إِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ دَاوُدَ، فِيمَا يَقُولُ دَاوُدُ نَفْسُهُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ إِذَنْ، دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» وَفِيمَا كَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ يُصْغُونَ، قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ التَّجَوُّلَ بِالأَثْوَابِ الْفَضْفَاضَةِ، وَيُحِبُّونَ تَلَقِّي التَّحِيَّاتِ فِي السَّاحَاتِ الْعَامَّةِ، وَصُدُورَ الْمَجَالِسِ فِي الْمَجَامِعِ، وَأَمَاكِنَ الصَّدَارَةِ فِي الْوَلائِمِ؛ يَلْتَهِمُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ وَيَتَبَاهُونَ بِإِطَالَةِ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاءِ سَتَنْزِلُ بِهِمْ دَيْنُونَةٌ أَقْسَى!»

إنجيل لوقا 1:20-47 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

وكانَ ذاتَ يَومٍ يُعَلِّمُ الشَّعبَ في الهَيكَلِ ويُبَشِّرُه، فأَقبَلَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَةُ والشُّيوخُ وقالوا لَه: «قُلْ لَنا: بِأَيِّ سُلْطانٍ تَعمَلُ هٰذه الأَعمال؟ بل مَن أَولاكَ هٰذا السُّلْطان؟» فأَجابَهم يسوع: «وأَنا أَسأَلُكم سُؤَالاً واحِدًا، فقولوا لي: أَمِنَ السَّماءِ جاءَت مَعمودِيَّةُ يوحنَّا أَم مِنَ النَّاس؟» فتباحثوا في ما بَينَهم قائلين: «إِن قُلْنا: مِنَ السَّماء، يَقول: فلِماذا لم تؤمِنوا بِه؟ وإِن قُلنا: مِنَ النَّاس، فالشَّعبُ كُلُّه يَرجُمُنا، لأَنَّه مَوقِنٌ أَنَّ يوحَنَّا نَبِيّ». فأَجابوا أَنَّهم لا يَعلَمونَ مِن أَينَ جاءَت. فقالَ لَهم يسوع: «وأَنا لا أَقولُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هٰذه الأَعمال». وأَخَذَ يَضرِبُ لِلشَّعبِ هٰذا المَثَلَ قال: «غَرَسَ رَجُلٌ كَرْمًا فآجَرَه بَعضَ الكَرَّامين وسافَرَ مُدَّةً طَويلة. فلمَّا حانَ وَقتُ الثَّمَر، أَرسَلَ خادِمًا إِلى الكَرَّامين، لِيُؤَدُّوا إِلَيهِ نَصيبَه مِن ثَمَرِ الكَرْم، فضَرَبَه الكَرَّامون وصَرَفوهُ فارِغَ اليَدَيْن. فأَرسَلَ خادِمًا آخَر، وذاكَ أَيضًا ضَرَبوه وأَهانوه وصَرَفوه فارِغَ اليَدَيْنِ. فأَرسَلَ خادِمًا ثالِثًا، وذاكَ أَيضًا جرَّحوه وطَرَدوه. فقالَ رَبُّ الكَرْم: «ماذا أَصنَع؟ سَأُرسِلُ ٱبنِيَ الحَبيب لَعَلَّهُم يَهابونَه». فلمَّا رآهُ الكَرَّامونَ تَشاوَروا فيما بَينَهم قائِلين: هُوَذا الوارِث! فَلْنَقْتُلْهُ لِيَعودَ الميراثُ إِلَينا». فأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرمِ وقَتلوه. فماذا يَفعَلُ بِهِم رَبُّ الكَرْم؟ سَيَأتي ويُهلِكُ هٰؤلاءِ الكَرَّامينَ ويُعْطي الكَرْمَ لِآخَرين». فلمَّا سَمِعوا ذٰلكَ قالوا: «حاشَ!» فحَدَّقَ إِلَيهِم وقال: «فما مَعْنى هٰذِه الآية: الحَجَرُ الَّذي رَذَلَه البَنَّاؤون هو الَّذي صارَ رَأسَ الزَّاوِيَة. كُلُّ مَن وَقَعَ على ذٰلك الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَن وَقَعَ علَيهِ هٰذا الحَجَرُ حطَّمَه»؟ فحاوَلَ الكَتَبَةُ وعُظَماءُ الكَهَنَةِ أَن يَبسُطوا أَيدِيَهُم إِلَيهِ في تِلكَ السَّاعَة، لٰكِنَّهم خافوا الشَّعب، فقَد أَدرَكوا أَنَّه بِهِم عَرَّضَ في هٰذا المَثَل. فتَرصَّدوهُ وأَرسَلوا جَواسيسَ يُظهِرونَ أَنَّهم مِن أَهلِ الوَرَع، لِيَأخُذوه بِكَلِمَة فيُسلِموهُ إِلى قَضاءِ الحاكِمِ وسُلطَتِه. فسأَلوه: «يا مُعَلِّم، نَحنُ نَعلَمُ أَنَّكَ على صَوابٍ في كَلامِكَ وتَعليمِكَ، لا تُحابي أَحدًا، بل تُعَلِّمُ سَبيلَ اللهِ بِالحقّ. أَيَحِلُّ لَنا أَن نَدفَعَ الجِزيَةَ إِلى قَيصَرَ أَم لا؟» ففَطِنَ لِمَكرِهم فقالَ لَهم: «أَرُوني دينارًا! لِمَنِ الصُّورَةُ الَّتي علَيه والكِتابَة؟» فقالوا: «لِقَيصَر». فقالَ لَهم: «أَدُّوا إِذًا لِقَيصَرَ ما لِقَيصَر، وللهِ ما للهٍ». فلَم يستَطيعوا أن يَأخُذُوهُ بِكَلِمَةٍ أَمامَ الشَّعْب، وتَعَجَّبوا مِن جَوابِه فسَكَتوا. ودَنا بَعضُ الصَّدُّوقِيِّين، وهُمُ الَّذينَ يَقولونَ بِأَنَّه لا قِيامَة، فسأَلوه: «يا مُعَلِّم، إِنَّ مُوسى كَتَبَ علَينا: إِذا ماتَ لِٱمرِئٍ أَخٌ لَه ٱمرَأَةٌ ولَيسَ له وَلَد، فَلْيَأخُذْ أَخوهُ المَرْأَةَ ويُقِمْ نَسْلاً لأَخيه. وكانَ هُناكَ سَبعَةُ إِخوَة، فأَخَذَ الأَوَّلُ ٱمْرَأَةً ثُمَّ ماتَ ولَيسَ له ولَد. فأَخذَها الثَّاني ثُمَّ الثَّالِث، وهٰكذا أَخذَها السَّبعَةُ وماتوا ولَم يُخَلِّفوا نَسْلاً. وآخِرَ الأَمْرِ ماتَتِ المَرأَةُ أَيضًا. فَهٰذِه المَرأَةُ في القِيامة لأَيِّهم تَكونُ زَوجَة، لأَنَّ السَّبْعَةَ ٱتَّخَذوها ٱمرَأَةً»؟ فقالَ لَهم يسوع: «إِنَّ الرِّجالَ مِن أَبناءِ هٰذهِ الدُّنْيا يَتَزَوَّجون والنِّساءَ يُزَوَّجْنَ. أَمَّا الَّذينَ وُجِدوا أَهْلاً لأَن يَكونَ لَهم نَصيبٌ في الآخِرَةِ والقِيامةِ مِن بَينِ الأَموات، فَلا الرِّجالُ مِنهُم يَتَزوَّجون، ولا النِّساءُ يُزَوَّجنَ. فلا يُمكِنُ بَعدَ ذٰلك أَن يَموتوا، لأَنَّهُم أَمثالُ المَلائِكَة، وهُم أَبناءُ اللهِ لِكَونِهِم أَبناءَ القِيامَة. وأَمَّا أَنَّ الأَمواتَ يَقومون، فقَد أَشارَ موسى نَفْسُه إِلى ذٰلك في الكَلامِ على العُلَّيقَة، إِذ دعا الرَّبَّ إِلٰهَ إِبراهيم وإِلٰهَ إِسحٰق وإِلٰهَ يَعقوب. فما كانَ إِلٰهَ أَموات، بل إِلٰهُ أَحياء، فهُم جَميعًا عِندَهُ أَحْياء». فأَجابَ بَعضُ الكَتَبَة: «أَحسَنتَ يا مُعَلِّم!» ولَم يَجتَرِئوا بَعدَ ذٰلك أَن يَسأَلوهُ عن شَيء. وقالَ لَهم: «كيفَ يَقولُ النَّاسُ إِنَّ المسيحَ هو ٱبنُ داود؟ فداودُ نَفْسُه يَقولُ في سِفْرِ المَزامير: «قالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: إِجلِسْ عن يَميني حتَّى أَجعَلَ أَعداءَكَ مَوطِئًا لِقَدَمَيكَ». فَداودُ يَدعوهُ رَبًّا، فكيفَ يكونُ ٱبنَه؟». وقالَ لِتَلاميذِه بِمَسمَعٍ مِنَ الشَّعْبِ كُلِّه: «إِيَّاكُم والكَتَبَة، فإِنَّهم يَرغَبونَ في المَشْيِ بِالجُبَب، ويُحِبُّونَ تَلَقِّيَ التَّحِيَّاتِ في السَّاحات، وصُدورَ المَجالِسِ في المَجامِع، والمقاعِدَ الأُولى في المآدِب. يأكُلونَ بُيوتَ الأَرامِل وهُم يُظهِرونَ أَنَّهم يُطيلونَ الصَّلاة. هٰؤلاء سيَنالُهُمُ العِقابُ الأَشَدّ».