إنجيل يوحنا 7:7-53

إنجيل يوحنا 7:7-53 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

أنتُم لا يُبغِضُكُمُ العالَمُ، ولكنّهُ يُبغِضُني لأنّي أشهَدُ على فسادِ أعمالِهِ. اَصْعَدوا أنتُم إلى العيدِ، فأنا لا أصعَدُ إلى هذا العيدِ، لأنّ وَقتي ما جاءَ بَعدُ». قالَ لهُم هذا وبَقِـيَ في الجليلِ. ولمّا صَعِدَ إخوتُهُ إلى العيدِ، صَعِدَ بَعدَهُم في الخِفيَةِ لا في العَلانيَةِ. فكانَ اليَهودُ يَبحثونَ عَنهُ في العيدِ ويسألونَ: «أينَ هوَ؟» وتَهامَسَ النّاسُ علَيهِ، فقالَ بَعضُهُم: «هوَ رَجُلٌ صالِـحٌ». وقالَ آخرونَ: «لا، هوَ يُضلّلُ الشّعبَ». وما تَحدّثَ عَنهُ أحدٌ جَهارًا خَوفًا مِنْ رُؤساءِ اليَهودِ. وفي مُنتَصَفِ أيّامِ العيدِ، صَعِدَ يَسوعُ إلى الهَيكَلِ وأخَذَ يُعَلّمُ. فتَعجّبَ اليَهودُ وقالوا: «كيفَ يَعرِفُ الكُتُبَ المُقَدّسَةَ، وما تَعَلّمَ؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «ما تَعليمي مِنْ عِندي، بل مِنْ عِندِ الذي أرسَلَني. إذا أرادَ أحدٌ أنْ يَعمَلَ بِمَشيئةِ اللهِ، عرَفَ هَلْ هذا التّعليمُ مِنْ عِندِ اللهِ أو أنّي أتكَلّمُ مِنْ عِندي. فالذي يتكَلّمُ مِنْ عندِهِ يَطلبُ المجدَ لنَفسِهِ، ولكِنْ مَنْ يَطلبُ المَجدَ لِلذي أرسَلَهُ، فهوَ صادِقٌ لا غُشّ فيهِ. أما أعطاكُم موسى الشّريعةَ؟ ولا أحَدَ مِنكُم يَعمَلُ بِها. لماذا تُريدونَ أنْ تَقتُلوني؟» فأجابَتِ الجُموعُ: «أنتَ فيكَ شَيطانٌ، فمَنْ يُريدُ أنْ يَقتُلَكَ؟» فقالَ يَسوعُ: «ما عَمِلتُ إلاّ عَملاً واحدًا، فتَعَجّبتُم كُلّكُم. أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السّبتِ. فإذا كُنتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السّبتِ لِئَلاّ تُخالفوا شريعةَ موسى، فكيفَ تَغضبونَ علَيّ لأنّي شَفيتُ إنسانًا بأكمَلِهِ يومَ السّبتِ؟ لا تَحكُموا على الظّاهِرِ، بلِ اَحكُمُوا بالعَدلِ». فقالَ بَعضُ أهالي أُورُشليمَ: «أما هذا هوَ الذي يُريدونَ أنْ يَقتُلوهُ؟ ها هوَ يتكَلّمُ جَهارًا ولا يَقولونَ لَه شَيئًا. فهلِ اَقتَنَعَ الرُؤساءُ أنّهُ المَسيحُ؟ لكِنّنا نَعرِفُ مِنْ أينَ جاءَ هذا الرّجُلُ. وأمّا المَسيحُ، فلا يَعرِفُ أحَدٌ حينَ يَجيءُ مِنْ أينَ جاءَ». فقالَ يَسوعُ بأعلى صوتِهِ وهوَ يُعَلّمُ في الهَيكَلِ: «أنتُم تَعرِفوني وتَعرِفونَ مِنْ أينَ أنا، لكنّي ما جِئتُ مِنْ عِندي. ذاكَ الذي أرسَلَني هوَ حقّ، وأنتُم لا تَعرِفونَهُ. وأمّا أنا فأعرِفُهُ، لأنّي مِنْ عِندِهِ جِئتُ، وهوَ الذي أرسَلَني». غأرادوا أن يمسكوه، فما هَدّ أَحدٌ يدًا علَيهِ، لأَنّ ساعَتَهُ ما جاءَتْ بَعدُ. ولكنّ كثيرينَ مِنَ الجَمعِ آمنوا بِه وقالوا: «أيَعمَلُ المَسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يَجيءُ أكثرَ مِمّا عَمِلَ هذا الرّجُلُ؟» وسَمِعَ الفَرّيسيّونَ أنّ النّاسَ يَتَهامَسونَ بِهذِهِ الأُمورِ على يَسوعَ، فأرسلوا هُم ورُؤساءُ الكَهنَةِ حَرَسًا ليُمسِكوهُ. فقالَ يَسوعُ: «سأبقى مَعكُم وَقتًا قليلاً، ثُمّ أمضي إلى الذي أرسَلَني. سَتَطلُبوني فَلا تَجدوني، وحَيثُ أكونُ أنا لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا». فقالَ اليَهودُ في ما بَينَهُم: «إلى أينَ يذهَبُ هذا، فلا نَقدِرُ أنْ نَجِدَهُ؟ أيذهَبُ إلى اليَهودِ المُشتّتينَ بَينَ اليونانيّـينَ لِـيُعَلّمَ اليونانيّـينَ؟ ما مَعنى قولِهِ: ستَطلُبوني ولا تَجدُوني، وحيثُ أكونُ أنا لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا؟» ووقَفَ يَسوعُ في آخرِ يومٍ مِنَ العيدِ وهوَ أعظَمُ أيّامِهِ، فقالَ بأعلى صوتِهِ: «إنْ عَطِشَ أحَدٌ، فليَجئْ إليّ ليَشرَبَ. ومَنْ آمنَ بـي، كما قالَ الكِتابُ، تَفيضُ مِنْ صَدرِهِ أنهارُ ماءٍ حيّ». وعَنى بِكلامِهِ الرّوحَ الذي سَينالُهُ المُؤمِنونَ بِه، فما كانَ الرّوحُ أُعطِـيَ حتى الآنَ، لأنّ يَسوعَ ما تَمجّدَ بَعدُ. فقالَ كَثيرونَ مِمّنْ سَمِعوا كلامَ يَسوعَ: «بالحقيقةِ هذا هوَ النّبـيّ». وقالَ غيرُهُم: «هذا هوَ المَسيحُ!» وقالَ آخرونَ: «أمِنَ الجليلِ يَجيءُ المَسيحُ؟ أما قالَ الكِتابُ إنّ المَسيحَ يَجيءُ مِنْ نَسلِ داودَ، ومِنْ بَيتَ لحمَ مدينةِ داودَ؟» فاَنقَسَمَ رأيُ النّاسِ فيهِ. وأرادَ بَعضُهُم أنْ يُمسكوهُ، فما مَدّ أحَدٌ يَدًا علَيهِ. ورجَعَ الحرَسُ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والفَرّيسيّـينَ، فقالَ لهُم هَؤُلاءِ: «لماذا ما جِئتُمْ بِه؟» فأجابَ الحرَسُ: «ما تكَلّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرّجُلِ!» فقالَ لهُمُ الفَرّيسيّونَ: «أخَدَعكُم أنتُم أيضًا؟ أرأيتُم واحدًا مِنَ الرُؤساءِ أوِ الفَرّيسيّـينَ آمنَ بِه؟ أمّا هَؤُلاءِ العامةُ مِنَ النّاسِ الذينَ يَجهَلونَ الشّريعةَ، فهُم مَلعونونَ». فقالَ نيقوديموسُ، وكانَ مِنَ الفَرّيسيّينَ، وهوَ الذي جاءَ قَبْلاً إلى يَسوعَ: «أتحكُمُ شَريعتُنا على أحَدٍ قَبلَ أنْ تَسمَعَهُ وتَعرِفَ ما فَعَلَ؟» فأجابوهُ: «أتكونُ أنتَ أيضًا مِنَ الجليلِ؟ فَتّشْ تَجِدْ أنّ لا نَبِـيّ يَظهَرُ مِنَ الجليلِ». [ ثُمّ اَنصَرَفَ كُلّ واحدٍ مِنهُم إلى بَيتِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

أنتُم لا يُبغِضُكُمُ العالَمُ، ولكنّهُ يُبغِضُني لأنّي أشهَدُ على فسادِ أعمالِهِ. اَصْعَدوا أنتُم إلى العيدِ، فأنا لا أصعَدُ إلى هذا العيدِ، لأنّ وَقتي ما جاءَ بَعدُ». قالَ لهُم هذا وبَقِـيَ في الجليلِ. ولمّا صَعِدَ إخوتُهُ إلى العيدِ، صَعِدَ بَعدَهُم في الخِفيَةِ لا في العَلانيَةِ. فكانَ اليَهودُ يَبحثونَ عَنهُ في العيدِ ويسألونَ: «أينَ هوَ؟» وتَهامَسَ النّاسُ علَيهِ، فقالَ بَعضُهُم: «هوَ رَجُلٌ صالِـحٌ». وقالَ آخرونَ: «لا، هوَ يُضلّلُ الشّعبَ». وما تَحدّثَ عَنهُ أحدٌ جَهارًا خَوفًا مِنْ رُؤساءِ اليَهودِ. وفي مُنتَصَفِ أيّامِ العيدِ، صَعِدَ يَسوعُ إلى الهَيكَلِ وأخَذَ يُعَلّمُ. فتَعجّبَ اليَهودُ وقالوا: «كيفَ يَعرِفُ الكُتُبَ المُقَدّسَةَ، وما تَعَلّمَ؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «ما تَعليمي مِنْ عِندي، بل مِنْ عِندِ الذي أرسَلَني. إذا أرادَ أحدٌ أنْ يَعمَلَ بِمَشيئةِ اللهِ، عرَفَ هَلْ هذا التّعليمُ مِنْ عِندِ اللهِ أو أنّي أتكَلّمُ مِنْ عِندي. فالذي يتكَلّمُ مِنْ عندِهِ يَطلبُ المجدَ لنَفسِهِ، ولكِنْ مَنْ يَطلبُ المَجدَ لِلذي أرسَلَهُ، فهوَ صادِقٌ لا غُشّ فيهِ. أما أعطاكُم موسى الشّريعةَ؟ ولا أحَدَ مِنكُم يَعمَلُ بِها. لماذا تُريدونَ أنْ تَقتُلوني؟» فأجابَتِ الجُموعُ: «أنتَ فيكَ شَيطانٌ، فمَنْ يُريدُ أنْ يَقتُلَكَ؟» فقالَ يَسوعُ: «ما عَمِلتُ إلاّ عَملاً واحدًا، فتَعَجّبتُم كُلّكُم. أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السّبتِ. فإذا كُنتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السّبتِ لِئَلاّ تُخالفوا شريعةَ موسى، فكيفَ تَغضبونَ علَيّ لأنّي شَفيتُ إنسانًا بأكمَلِهِ يومَ السّبتِ؟ لا تَحكُموا على الظّاهِرِ، بلِ اَحكُمُوا بالعَدلِ». فقالَ بَعضُ أهالي أُورُشليمَ: «أما هذا هوَ الذي يُريدونَ أنْ يَقتُلوهُ؟ ها هوَ يتكَلّمُ جَهارًا ولا يَقولونَ لَه شَيئًا. فهلِ اَقتَنَعَ الرُؤساءُ أنّهُ المَسيحُ؟ لكِنّنا نَعرِفُ مِنْ أينَ جاءَ هذا الرّجُلُ. وأمّا المَسيحُ، فلا يَعرِفُ أحَدٌ حينَ يَجيءُ مِنْ أينَ جاءَ». فقالَ يَسوعُ بأعلى صوتِهِ وهوَ يُعَلّمُ في الهَيكَلِ: «أنتُم تَعرِفوني وتَعرِفونَ مِنْ أينَ أنا، لكنّي ما جِئتُ مِنْ عِندي. ذاكَ الذي أرسَلَني هوَ حقّ، وأنتُم لا تَعرِفونَهُ. وأمّا أنا فأعرِفُهُ، لأنّي مِنْ عِندِهِ جِئتُ، وهوَ الذي أرسَلَني». غأرادوا أن يمسكوه، فما هَدّ أَحدٌ يدًا علَيهِ، لأَنّ ساعَتَهُ ما جاءَتْ بَعدُ. ولكنّ كثيرينَ مِنَ الجَمعِ آمنوا بِه وقالوا: «أيَعمَلُ المَسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يَجيءُ أكثرَ مِمّا عَمِلَ هذا الرّجُلُ؟» وسَمِعَ الفَرّيسيّونَ أنّ النّاسَ يَتَهامَسونَ بِهذِهِ الأُمورِ على يَسوعَ، فأرسلوا هُم ورُؤساءُ الكَهنَةِ حَرَسًا ليُمسِكوهُ. فقالَ يَسوعُ: «سأبقى مَعكُم وَقتًا قليلاً، ثُمّ أمضي إلى الذي أرسَلَني. سَتَطلُبوني فَلا تَجدوني، وحَيثُ أكونُ أنا لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا». فقالَ اليَهودُ في ما بَينَهُم: «إلى أينَ يذهَبُ هذا، فلا نَقدِرُ أنْ نَجِدَهُ؟ أيذهَبُ إلى اليَهودِ المُشتّتينَ بَينَ اليونانيّـينَ لِـيُعَلّمَ اليونانيّـينَ؟ ما مَعنى قولِهِ: ستَطلُبوني ولا تَجدُوني، وحيثُ أكونُ أنا لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا؟» ووقَفَ يَسوعُ في آخرِ يومٍ مِنَ العيدِ وهوَ أعظَمُ أيّامِهِ، فقالَ بأعلى صوتِهِ: «إنْ عَطِشَ أحَدٌ، فليَجئْ إليّ ليَشرَبَ. ومَنْ آمنَ بـي، كما قالَ الكِتابُ، تَفيضُ مِنْ صَدرِهِ أنهارُ ماءٍ حيّ». وعَنى بِكلامِهِ الرّوحَ الذي سَينالُهُ المُؤمِنونَ بِه، فما كانَ الرّوحُ أُعطِـيَ حتى الآنَ، لأنّ يَسوعَ ما تَمجّدَ بَعدُ. فقالَ كَثيرونَ مِمّنْ سَمِعوا كلامَ يَسوعَ: «بالحقيقةِ هذا هوَ النّبـيّ». وقالَ غيرُهُم: «هذا هوَ المَسيحُ!» وقالَ آخرونَ: «أمِنَ الجليلِ يَجيءُ المَسيحُ؟ أما قالَ الكِتابُ إنّ المَسيحَ يَجيءُ مِنْ نَسلِ داودَ، ومِنْ بَيتَ لحمَ مدينةِ داودَ؟» فاَنقَسَمَ رأيُ النّاسِ فيهِ. وأرادَ بَعضُهُم أنْ يُمسكوهُ، فما مَدّ أحَدٌ يَدًا علَيهِ. ورجَعَ الحرَسُ إلى رُؤساءِ الكَهنَةِ والفَرّيسيّـينَ، فقالَ لهُم هَؤُلاءِ: «لماذا ما جِئتُمْ بِه؟» فأجابَ الحرَسُ: «ما تكَلّمَ إنسانٌ مِنْ قَبلُ مِثلَ هذا الرّجُلِ!» فقالَ لهُمُ الفَرّيسيّونَ: «أخَدَعكُم أنتُم أيضًا؟ أرأيتُم واحدًا مِنَ الرُؤساءِ أوِ الفَرّيسيّـينَ آمنَ بِه؟ أمّا هَؤُلاءِ العامةُ مِنَ النّاسِ الذينَ يَجهَلونَ الشّريعةَ، فهُم مَلعونونَ». فقالَ نيقوديموسُ، وكانَ مِنَ الفَرّيسيّينَ، وهوَ الذي جاءَ قَبْلاً إلى يَسوعَ: «أتحكُمُ شَريعتُنا على أحَدٍ قَبلَ أنْ تَسمَعَهُ وتَعرِفَ ما فَعَلَ؟» فأجابوهُ: «أتكونُ أنتَ أيضًا مِنَ الجليلِ؟ فَتّشْ تَجِدْ أنّ لا نَبِـيّ يَظهَرُ مِنَ الجليلِ». [ ثُمّ اَنصَرَفَ كُلّ واحدٍ مِنهُم إلى بَيتِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

لَا يَسْتَطِيعُ العَالَمُ أنْ يُبْغِضَكُمْ، لَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي لِأنِّي أقُولُ إنَّ أعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. اذْهَبُوا أنْتُمْ إلَى العِيدِ، أمَّا أنَا فَلَنْ أذهَبَ إلَى هَذَا العِيدِ الآنَ، لِأنَّ وَقْتِي لِمْ يَحِنْ بَعْدُ.» وَبَعْدَ أنْ قَالَ هَذَا بَقِيَ فِي الجَلِيلِ. وَعِنْدَمَا ذَهَبَ إخْوَتُهُ إلَى العِيدِ، ذَهَبَ هُوَ أيْضًا. غَيْرَ أنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ عَلَنًا بَلْ فِي الخَفَاءِ. فَكَانَ اليَهُودُ يَبْحَثُونَ عَنْهُ فِي العِيدِ وَيَسْألُونَ: «أيْنَ ذَلِكَ الرَّجُلُ؟» وَكَانَ هُنَاكَ هَمْسٌ كَثِيرٌ عَنْهُ بَيْنَ النَّاسِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: «هُوَ إنْسَانٌ صَالِحٌ.» بَيْنَمَا قَالَ آخَرُونَ: «لَا بَلْ هُوَ يَخْدَعُ النَّاسَ.» غَيْرَ أنَّ أحَدًا لَمْ يَتَحَدَّثْ عَنْهُ عَلَنًا. فَقَدْ كَانُوا يَخَافُونَ مِنْ قَادَةِ اليَهُودِ. وَلَمَّا كَانَ مُنْتَصَفُ العِيدِ تَقْرِيبًا، ذَهَبَ يَسُوعُ إلَى سَاحَةِ الهَيْكَلِ وَبَدَأ يُعَلِّمُ. فَدُهِشَ اليَهُودُ وَقَالُوا: «كَيْفَ لِهَذَا الرَّجُلِ أنْ يَعْرِفَ كُلَّ هَذِهِ المَعْرِفَةِ دُونَ أنْ يَتَعَلَّمَ؟» فَأجَابَهُمْ يَسُوعُ: «مَا أُعَلِّمُهُ لَيْسَ مِنِّي، بَلْ مِنَ الَّذِي أرْسَلَنِي. فَإنْ أرَادَ أحَدٌ مِنْكُمْ أنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ اللهُ، فَسَيَعْرِفُ إنْ كَانَ تَعْلِيمِي مِنَ اللهِ أمْ مِنْ ذَاتِي. مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ ذَاتِهِ يَسْعَى إلَى تَمْجِيدِ ذَاتِهِ، أمَّا الَّذِي يَسْعَى إلَى تَمْجِيدِ مَنْ أرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ زِيفٌ. ألَمْ يُعْطِكُمْ مُوسَى الشَّرِيعَةَ؟ لَكِنْ لَا أحَدَ مِنْكُمْ يُطَبِّقُ تِلْكَ الشَّرِيعَةَ. لِمَاذَا تَسْعَوْنَ إلَى قَتلِي؟» فَأجَابَ النَّاسُ: «فِيكَ رُوحٌ شِرِّيرٌ! فَمَنِ الَّذِي يَسْعَى إلَى قَتلِكَ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «صَنَعْتُ مُعْجِزَةً وَاحِدَةً يَوْمَ السَّبْتِ فَانْدَهَشْتُمْ جَمِيعًا! لَكِنَّ مُوسَى أعطَاكُمْ وَصِيَّةَ الخِتَانِ، مَعَ أنَّ الخِتَانَ جَاءَ مِنْ آبَائِكُمْ لَا مِنْ مُوسَى. وَهَا أنْتُمْ تَخْتِنُونَ الأطْفَالَ حَتَّى فِي يَوْمِ السَّبْتِ! إذًا يُمْكِنُ لِلإنْسَانِ أنْ يُخْتَنَ يَوْمَ السَّبْتِ لِئَلَّا تُكْسَرَ شَرِيعَةُ مُوسَى. فَلِمَاذَا تَغْضَبُونَ مِنِّي لِأنِّي شَفَيتُ إنْسَانًا بِكَامِلِهِ يَوْمَ السَّبْتِ؟ كُفُّوا عَنِ الحُكْمِ حَسَبَ المَظَاهِرِ، وَاحْكُمُوا حَسَبَ مَا هُوَ صَوَابٌ حَقًّا.» فَقَالَ بَعْضُ أهْلِ القُدْسِ: «ألَيْسَ هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَسْعَوْنَ إلَى قَتلِهِ؟ لَكِنْ هَا هُوَ يَتَحَدَّثُ عَلَنًا، وَهُمْ لَا يَعْمَلُونَ شَيْئًا لَهُ! ألَعَلَّ القَادَةَ اقْتَنَعُوا بِأنَّهُ هُوَ المَسِيحُ؟ لَكِنَّنَا نَعْرِفُ أصْلَ هَذَا الإنْسَانِ، أمَّا حِينَ يَأتِي المَسِيحُ الحَقِيقِيُّ، فَلَنْ يَعْرِفَ أحَدٌ مِنْ أيْنَ يَأتِي.» وَبَيْنَمَا كَانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ فِي سَاحَةِ الهَيْكَلِ، رَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ: «أنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أيْنَ أنَا. فَأنَا لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، لَكِنَّ الَّذِي أرْسَلَنِي هُوَ الحَقُّ وَأنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ. أمَّا أنَا فَأعْرِفُهُ لِأنِّي مِنْهُ أتَيْتُ، وَهُوَ الَّذِي أرْسَلَنِي.» حِينَئِذٍ حَاوَلُوا أنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أحَدٌ أنْ يُمْسِكَهُ لِأنَّ وَقْتَهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَانَ بَعْدُ. فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ وَقَالُوا: «عِنْدَمَا يَأتِي المَسِيحُ، لَا يُمْكِنُ أنْ يَصْنَعَ مُعْجِزَاتٍ أكْثَرَ مِمَّا صَنَعَ هَذَا الرَّجُلُ.» وَسَمِعَ الفِرِّيسِيُّونَ مَا كَانَ يَتَهَامَسُ بِهِ النَّاسُ عَنْ يَسُوعَ، فَأرْسَلَ كِبَارُ الكَهَنَةِ وَالفِرِّيسِيُّونَ حُرَّاسًا لِلقَبْضِ عَلَيْهِ. فَقَالَ يَسُوعُ: «سَأبْقَى مَعَكُمْ أيُّهَا النَّاسُ وَقْتًا قَلِيلًا بَعْدُ، وَبَعْدَ ذَلِكَ سَأعُودُ إلَى الَّذِي أرْسَلَنِي. سَتَبْحَثُونَ عَنِّي، وَلَكِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُونِي لِأنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أنْ تَذْهَبُوا إلَى حَيْثُ سَأكُونُ.» فَقَالَ قَادَةُ اليَهُودِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «إلَى أيْنَ يَنْوِي الذَّهَابَ فَلَا نَقْدِرَ أنْ نَجِدَهُ؟ ألَعَلَّهُ ذَاهِبٌ لِيُعَلِّمَ المُشَتَّتِينَ مِنْ شَعْبِنَا فِي المُدُنِ اليُونَانِيَّةِ، وَلِيُعَلِّمَ اليُونَانِيِّينَ مِنْ أهْلِ تِلْكَ المَدُنِ؟ فَمَا مَعْنَى قَولُهُ هَذَا: ‹سَتَبْحَثُونَ عَنِّي، لَكِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُونِي لِأنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أنْ تَذْهَبُوا إلَى حَيْثُ سَأكُونُ›؟» وَفِي اليَوْمِ الأخِيرِ وَالأهَمِّ مِنَ العِيدِ، وَقَفَ يَسُوعُ وَقَالَ بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ: «إنْ عَطِشَ أحَدٌ مِنْكُمْ، فَلْيَأْتِ إلَيَّ وَيَشْرَبْ. وَمَنْ آمَنَ بِي، سَتَفِيضُ مِنْ أعمَاقِهِ أنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ، كَمَا يَقُولُ الكِتَابُ.» قَالَ يَسُوعُ هَذَا عَنِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي سَيَنَالُهُ المُؤْمِنُونَ بِهِ. لَكِنْ لِأنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَجَّدَ بَعْدُ، فَإنَّ الرُّوحَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُرْسِلَ بَعْدُ. فَلَمَّا سَمِعَ بَعْضُ النَّاسِ هَذَا الكَلَامَ بَدَأُوا يَقُولُونَ: «هَذَا الرَّجُلُ هُوَ النَّبِيُّ حَقًّا.» وَكَانَ آخَرُونَ يَقُولُونَ: «هَذَا الرَّجُلُ هُوَ المَسِيحُ.» غَيْرَ أنَّ آخَرِينَ كَانُوا يَقُولُونَ: «أيُعْقَلُ أنْ يَأْتِيَ المَسِيحُ مِنَ الجَلِيلِ؟ ألَا يَقُولُ الكِتَابُ إنَّ المَسِيحَ سَيَكُونُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَإنَّهُ يَأتِي مِنْ بَلْدَةِ بَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ عَاشَ دَاوُدُ؟» فَحَدَثَ انقِسَامٌ بَيْنَ النَّاسِ بِسَبَبِهِ. وَأرَادَ بَعْضُهُمْ أنْ يَقْبِضَ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أحَدٌ أنْ يُمْسِكَهُ. فَرَجِعَ حُرَّاسُ الهَيْكَلِ إلَى الفِرِّيسِيِّينَ وَكِبَارِ الكَهَنَةِ. فَسَألَ هَؤُلَاءِ الحُرَّاسَ: «لِمَاذَا لَمْ تُحْضِرُوهُ؟» فَأجَابَ الحُرَّاسُ: «لَمْ يَتَحَدَّثْ إنْسَانٌ بِمِثْلِ هَذَا الكَلَامِ قَطُّ!» فَقَالَ الفِرِّيسِيُّونَ: «هَلْ خُدِعْتُمْ أنْتُمْ أيْضًا؟ هَلْ تَعْرِفُونَ أحَدًا مِنَ القَادَةِ أوِ الفِرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ لَكِنَّ أُولَئِكَ النَّاسَ فِي الخَارِجِ لَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا عَنِ الشَّرِيعَةِ، وَهُمْ تَحْتَ لَعْنَةِ اللهِ!» وَكَانَ نِيقُودِيمُوسُ وَاحِدًا مِنَ الفِرِّيسِيِّينَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ ذَهَبَ إلَى يَسُوعَ سَابِقًا. فَسَألَهُمْ: «هَلْ تَحْكُمُ شَرِيعَتُنَا عَلَى أحَدٍ قَبْلَ الاسْتِمَاعِ إلَيْهِ أوَّلَا وَمَعْرِفَةِ مَا فَعَلَهُ؟» فَأجَابُوهُ: «يَبْدُو أنَّكَ أنْتَ أيْضًا مِنْ أهْلِ الجَلِيلِ؟ ابْحَثْ فِي الكُتُبِ وَلَنْ تَجِدَ شَيْئًا عَنْ نَبِيٍّ يَأتِي مِنَ الجَلِيلِ.» فَذَهَبُوا جَمِيعًا كُلُّ وَاحِدٍ إلَى بَيْتِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 كتاب الحياة (KEH)

لَا يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. اصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى الْعِيدِ، أَمَّا أَنَا فَلَنْ أَصْعَدَ الآنَ إلى هَذَا العِيدِ لأَنَّ وَقْتِي مَا جَاءَ بَعْدُ». قَالَ لَهُمْ هَذَا وَبَقِيَ فِي الْجَلِيلِ. وَبَعْدَمَا ذَهَبَ إِخْوَتُهُ إِلَى الْعِيدِ، ذَهَبَ هُوَ أَيْضاً كَمَا لَوْ كَانَ مُتَخَفِّياً، لَا ظَاهِراً. فَأَخَذَ الْيَهُودُ يَبْحَثُونَ عَنْهُ فِي الْعِيدِ، وَيَسْأَلُونَ: «أَيْنَ ذَاكَ الرَّجُلُ؟» وَثَارَتْ بَيْنَ الْجُمُوعِ مُنَاقَشَاتٌ كَثِيرَةٌ حَوْلَهُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: «إِنَّهُ صَالِحٌ» وَقَالَ آخَرُونَ: «لا! بَلْ إِنَّهُ يُضَلِّلُ الشَّعْبَ» وَلكِنْ لَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ عَنْهُ عَلَناً، خَوْفاً مِنَ الْيَهُودِ. وَلَمَّا مَضَى مِنَ الْعِيدِ نِصْفُهُ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْهَيْكَلِ وَبَدَأَ يُعَلِّمُ النَّاسَ. فَدُهِشَ الْيَهُودُ وَتَسَاءَلُوا: «كَيْفَ يَعْرِفُ هَذَا الْكُتُبَ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟» فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِي، بَلْ مِنْ عِنْدِ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ اللهِ يَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ تَعْلِيمِي مِنْ عِنْدِ اللهِ، أَوْ أَنَّنِي أَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِي. مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ عِنْدِهِ يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِنَفْسِهِ؛ أَمَّا الَّذِي يَطْلُبُ الْمَجْدَ لِمَنْ أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ لَا إِثْمَ فِيهِ. أَمَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى الشَّرِيعَةَ؟ وَلكِنْ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ يَعْمَلُ بِالشَّرِيعَةِ! لِمَاذَا تَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِي؟» أَجَابَهُ الْجَمْعُ: «بِكَ شَيْطَانٌ! مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «عَمِلْتُ يَوْمَ السَّبْتِ عَمَلاً وَاحِداً فَاسْتَغْرَبْتُمْ جَمِيعاً. إِنَّ مُوسَى أَوْصَاكُمْ بِالْخِتَانِ وَهَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ الْخِتَانَ يَرْجِعُ إِلَى مُوسَى بَلْ إِلَى الآبَاءِ وَلِذلِكَ تَخْتِنُونَ الإِنْسَانَ وَلَوْ يَوْمَ السَّبْتِ. فَإِنْ كُنْتُمْ تُجْرُونَ الْخِتَانَ لِلإِنْسَانِ يَوْمَ السَّبْتِ لِكَيْ لَا تُخَالِفُوا شَرِيعَةَ مُوسَى، فَهَلْ تَغْضَبُونَ عَلَيَّ لأَنِّي شَفَيْتُ إِنْسَاناً بِكَامِلِهِ فِي السَّبْتِ؟ لَا تَحْكُمُوا بِحَسَبِ الظَّاهِرِ، بَلِ احْكُمُوا حُكْماً عَادِلاً». عِنْدَ ذلِكَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يُرِيدُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ هَا هُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَناً وَلا أَحَدَ يَعْتَرِضُهُ بِشَيْءٍ. تُرَى، هَلْ تَأَكَّدَ رُؤَسَاؤُنَا أَنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ حَقّاً؟ إِنَّ الْمَسِيحَ عِنْدَمَا يَأْتِي لَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ جَاءَ، أَمَّا هَذَا فَإِنَّنَا نَعْرِفُ أَصْلَهُ!» فَرَفَعَ يَسُوعُ صَوْتَهُ، وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ، قَائِلاً: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا! وَأَنَا لَمْ آتِ مِنْ عِنْدِ ذَاتِي، وَلكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ وَأَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ. أَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ، لأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَنَي». فَسَعَى الْيَهُودُ لِلْقَبْضِ عَلَيْهِ، وَلكِنَّ أَحَداً لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَداً، لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ حَانَتْ. عَلَى أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ الْجَمْعِ آمَنُوا بِهِ، وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ، عِنْدَمَا يَأْتِي، يُجْرِي آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الَّتِي يُجْرِيهَا هَذَا الرَّجُلُ؟» وَسَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ مَا يَتَهَامَسُ بِهِ الْجَمْعُ عَنْهُ، فَأَرْسَلُوا هُمْ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ بَعْضَ الْحُرَّاسِ لِيُلْقُوا الْقَبْضَ عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا بَاقٍ مَعَكُمْ وَقْتاً قَلِيلاً، ثُمَّ أَعُودُ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. عِنْدَئِذٍ تَسْعَوْنَ فِي طَلَبِي وَلا تَجِدُونَنِي، وَلا تَقْدِرُونَ أَنْ تَذْهَبُوا إِلَى حَيْثُ أَكُونُ». فَتَسَاءَلَ الْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ يَنْوِي أَنْ يَذْهَبَ فَلا نَجِدَهُ؟ أَيَذْهَبُ إِلَى الْمُدُنِ الْيُونَانِيَّةِ الَّتِي تَشَتَّتَ فِيهَا الْيَهُودُ، وَيُعَلِّمُ الْيُونَانِيِّينَ؟ وَمَاذَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: تَسْعَوْنَ فِي طَلَبِي فَلا تَجِدُونَنِي، وَلا تَقْدِرُونَ أَنْ تَذْهَبُوا إِلَى حَيْثُ أَكُونُ؟» وَفِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الْعِيدِ، وَهُوَ أَعْظَمُ أَيَّامِهِ، وَقَفَ يَسُوعُ وَقَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. وَكَمَا قَالَ الْكِتَابُ، مَنْ آمَنَ بِي تَجْرِ مِنْ دَاخِلِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ يَسُوعُ هَذَا عَنِ الرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ سَيَقْبَلُونَهُ. وَلَمْ يَكُنِ الرُّوحُ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَجَّدَ بَعْدُ. وَلَمَّا سَمِعَ الْحَاضِرُونَ هَذَا الْكَلامَ قَالَ بَعْضُهُمْ: «هَذَا هُوَ النَّبِيُّ حَقّاً». وَقَالَ آخَرُونَ: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَالُوا: «وَهَلْ يَطْلُعُ الْمَسِيحُ مِنَ الْجَلِيلِ؟ أَمَا قَالَ الْكِتَابُ إِنَّ الْمَسِيحَ سَيَأْتِي مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ قَرْيَةِ بَيْتِ لَحْمٍ حَيْثُ كَانَ دَاوُدُ؟» وَهكَذَا حَصَلَ بِسَبَبِهِ بَيْنَ الْجَمْعِ انْقِسَامٌ فِي الرَّأْيِ. وَأَرَادَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُلْقُوا الْقَبْضَ عَلَيْهِ؛ وَلكِنَّ أَحَداً لَمْ يُلْقِ عَلَيْهِ يَداً. وَرَجَعَ حُرَّاسُ الْهَيْكَلِ إِلَى الْفَرِّيسِيِّينَ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ، فَسَأَلُوهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تُحْضِرُوهُ؟» فَأَجَابُوا: «لَمْ نَسْمَعْ قَطُّ إِنْسَاناً يَتَكَلَّمُ بِمِثْلِ كَلامِهِ!» فَرَدُّوا غَاضِبِينَ: «وَهَلْ ضَلَلْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً؟ أَرَأَيْتُمْ أَحَداً مِنَ الرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ أَمَّا عَامَّةُ الشَّعْبِ الَّذِينَ يَجْهَلُونَ الشَّرِيعَةَ، فَاللَّعْنَةُ عَلَيْهِمْ!» وَلَكِنَّ وَاحِداً مِنْهُمْ، وَهُوَ نِيقُودِيمُوسُ الَّذِي كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، قَالَ لَهُمْ: «أَتَسْمَحُ شَرِيعَتُنَا بِأَنْ يُحْكَمَ عَلَى أَحَدٍ دُونَ سَمَاعِ دِفَاعِهِ أَوَّلاً لِمَعْرِفَةِ ذَنْبِهِ؟» فَأَجَابُوهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ؟ ادْرُسِ الْكِتَابَ تَعْلَمْ أَنَّه لَمْ يَطْلُعْ قَطُّ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ!» ثُمَّ انْصَرَفَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 الكتاب المقدس (AVD)

لَا يَقْدِرُ ٱلْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ، وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا، لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا ٱلْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا ٱلْعِيدِ، لِأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي ٱلْجَلِيلِ. وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا، حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضًا إِلَى ٱلْعِيدِ، لَا ظَاهِرًا بَلْ كَأَنَّهُ فِي ٱلْخَفَاءِ. فَكَانَ ٱلْيَهُودُ يَطْلُبُونَهُ فِي ٱلْعِيدِ، وَيَقُولُونَ: «أَيْنَ ذَاكَ؟». وَكَانَ فِي ٱلْجُمُوعِ مُنَاجَاةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ نَحْوِهِ. بَعْضُهُمْ يَقُولُونَ: «إِنَّهُ صَالِحٌ». وَآخَرُونَ يَقُولُونَ: «لَا، بَلْ يُضِلُّ ٱلشَّعْبَ». وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ جِهَارًا لِسَبَبِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلْيَهُودِ. وَلَمَّا كَانَ ٱلْعِيدُ قَدِ ٱنْتَصَفَ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ، وَكَانَ يُعَلِّمُ. فَتَعَجَّبَ ٱلْيَهُودُ قَائِلِينَ: «كَيْفَ هَذَا يَعْرِفُ ٱلْكُتُبَ، وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟». أَجَابَهُمْ يَسُوعُ وَقَالَ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ ٱلتَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ ٱللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي. مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ. أَلَيْسَ مُوسَى قَدْ أَعْطَاكُمُ ٱلنَّامُوسَ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْمَلُ ٱلنَّامُوسَ! لِمَاذَا تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي؟». أَجَابَ ٱلْجَمْعُ وَقَالُوا: «بِكَ شَيْطَانٌ. مَنْ يَطْلُبُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟». أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «عَمَلًا وَاحِدًا عَمِلْتُ فَتَتَعَجَّبُونَ جَمِيعًا. لِهَذَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى ٱلْخِتَانَ، لَيْسَ أَنَّهُ مِنْ مُوسَى، بَلْ مِنَ ٱلْآبَاءِ. فَفِي ٱلسَّبْتِ تَخْتِنُونَ ٱلْإِنْسَانَ. فَإِنْ كَانَ ٱلْإِنْسَانُ يَقْبَلُ ٱلْخِتَانَ فِي ٱلسَّبْتِ، لِئَلَّا يُنْقَضَ نَامُوسُ مُوسَى، أَفَتَسْخَطُونَ عَلَيَّ لِأَنِّي شَفَيْتُ إِنْسَانًا كُلَّهُ فِي ٱلسَّبْتِ؟ لَا تَحْكُمُوا حَسَبَ ٱلظَّاهِرِ بَلِ ٱحْكُمُوا حُكْمًا عَادِلًا». فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ: «أَلَيْسَ هَذَا هُوَ ٱلَّذِي يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ وَهَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جِهَارًا وَلَا يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! أَلَعَلَّ ٱلرُّؤَسَاءَ عَرَفُوا يَقِينًا أَنَّ هَذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ حَقًّا؟ وَلَكِنَّ هَذَا نَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، وَأَمَّا ٱلْمَسِيحُ فَمَتَى جَاءَ لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ». فَنَادَى يَسُوعُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي ٱلْهَيْكَلِ قَائِلًا: «تَعْرِفُونَنِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا، وَمِنْ نَفْسِي لَمْ آتِ، بَلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ، ٱلَّذِي أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. أَنَا أَعْرِفُهُ لِأَنِّي مِنْهُ، وَهُوَ أَرْسَلَنِي». فَطَلَبُوا أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَدًا عَلَيْهِ، لِأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ. فَآمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْجَمْعِ، وَقَالُوا: «أَلَعَلَّ ٱلْمَسِيحَ مَتَى جَاءَ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟». سَمِعَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهَذَا مِنْ نَحْوِهِ، فَأَرْسَلَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ خُدَّامًا لِيُمْسِكُوهُ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا يَسِيرًا بَعْدُ، ثُمَّ أَمْضِي إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي. سَتَطْلُبُونَنِي وَلَا تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا». فَقَالَ ٱلْيَهُودُ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «إِلَى أَيْنَ هَذَا مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ حَتَّى لَا نَجِدَهُ نَحْنُ؟ أَلَعَلَّهُ مُزْمِعٌ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى شَتَاتِ ٱلْيُونَانِيِّينَ وَيُعَلِّمَ ٱلْيُونَانِيِّينَ؟ مَا هَذَا ٱلْقَوْلُ ٱلَّذِي قَالَ: سَتَطْلُبُونَنِي وَلَا تَجِدُونَنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لَا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟». وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ ٱلْعَظِيمِ مِنَ ٱلْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قَائِلًا: «إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ ٱلْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ». قَالَ هَذَا عَنِ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لِأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لِأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ. فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هَذَا ٱلْكَلَامَ قَالُوا: «هَذَا بِٱلْحَقِيقَةِ هُوَ ٱلنَّبِيُّ». آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ ٱلْمَسِيحُ!». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ ٱلْمَسِيحَ مِنَ ٱلْجَلِيلِ يَأْتِي؟ أَلَمْ يَقُلِ ٱلْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ، ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا، يَأْتِي ٱلْمَسِيحُ؟». فَحَدَثَ ٱنْشِقَاقٌ فِي ٱلْجَمْعِ لِسَبَبِهِ. وَكَانَ قَوْمٌ مِنْهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، وَلَكِنْ لَمْ يُلْقِ أَحَدٌ عَلَيْهِ ٱلْأَيَادِيَ. فَجَاءَ ٱلْخُدَّامُ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ. فَقَالَ هَؤُلَاءِ لَهُمْ: «لِمَاذَا لَمْ تَأْتُوا بِهِ؟». أَجَابَ ٱلْخُدَّامُ: «لَمْ يَتَكَلَّمْ قَطُّ إِنْسَانٌ هَكَذَا مِثْلَ هَذَا ٱلْإِنْسَانِ!». فَأَجَابَهُمُ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ: «أَلَعَلَّكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا قَدْ ضَلَلْتُمْ؟ أَلَعَلَّ أَحَدًا مِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ أَوْ مِنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ آمَنَ بِهِ؟ وَلَكِنَّ هَذَا ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي لَا يَفْهَمُ ٱلنَّامُوسَ هُوَ مَلْعُونٌ». قَالَ لَهُمْ نِيقُودِيمُوسُ، ٱلَّذِي جَاءَ إِلَيْهِ لَيْلًا، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلًا وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟». أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ ٱلْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَٱنْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ ٱلْجَلِيلِ». فَمَضَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 الكتاب الشريف (SAB)

لَا يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يَكْرَهَكُمْ، لَكِنَّهُ يَكْرَهُنِي أَنَا لِأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ بِأَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. اِذْهَبُوا أَنْتُمْ إِلَى الْعِيدِ، أَنَا لَا أَذْهَبُ الْآنَ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لِأَنَّ وَقْتِي لَمْ يَأْتِ بَعْدُ.“ قَالَ هَذَا وَانْتَظَرَ فِي الْجَلِيلِ. لَكِنْ بَعْدَمَا ذَهَبَ إِخْوَتُهُ إِلَى الْعِيدِ، ذَهَبَ هُوَ أَيْضًا، لَا ظَاهِرًا بَلْ فِي السِّرِّ. وَكَانَ قَادَةُ الْيَهُودِ يَبْحَثُونَ عَنْهُ فِي الْعِيدِ وَيَقُولُونَ: ”أَيْنَ هُوَ؟“ وَكَانَ النَّاسُ يَتَهَامَسُونَ كَثِيرًا فِي شَأْنِهِ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: ”إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ.“ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: ”لَا. بَلْ إِنَّهُ يُضِلُّ الشَّعْبَ.“ لَكِنْ لَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنْ قَادَتِهِمْ. وَلَمَّا مَضَى مِنَ الْعِيدِ نِصْفُهُ، رَاحَ عِيسَى إِلَى مُجَمَّعِ بَيْتِ اللهِ وَبَدَأَ يُعَلِّمُ. فَتَعَجَّبَ قَادَةُ الْيَهُودِ وَقَالُوا: ”كَيْفَ يُمْكِنُ لِهَذَا أَنْ يَعْرِفَ الْكِتَابَ وَهُوَ لَمْ يَتَعَلَّمْ؟“ أَجَابَهُمْ عِيسَى: ”تَعْلِيمِي لَيْسَ مِنِّي، بَلْ مِنَ الَّذِي أَرْسَلَنِي. مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ اللهِ سَيَعْرِفُ إِنْ كَانَ تَعْلِيمِي مِنَ اللهِ أَوْ مِنْ عِنْدِي. مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ الْمَدِيحَ لِنَفْسِهِ، أَمَّا مَنْ يَطْلُبُ الْمَدِيحَ لِمَنْ أَرْسَلَهُ، فَهُوَ صَادِقٌ لَا شَرَّ فِيهِ. مُوسَى أَعْطَاكُمُ الشَّرِيعَةَ، لَكِنْ وَلَا وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَعْمَلُ بِالشَّرِيعَةِ. لِمَاذَا تُحَاوِلُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي؟“ أَجَابَهُ الشَّعْبُ: ”فِيكَ شَيْطَانٌ! مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟“ أَجَابَ عِيسَى: ”عَمِلْتُ عَمَلًا وَاحِدًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ فَانْزَعَجْتُمْ كُلُّكُمْ. مُوسَى أَمَرَكُمْ بِالْخِتَانِ، وَلِذَلِكَ تُمَارِسُونَ الْخِتَانَ حَتَّى فِي يَوْمِ السَّبْتِ! لَاحِظُوا أَنَّ هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ الْخِتَانَ بَدَأَ مِنْ مُوسَى بَلْ مِنَ الْآبَاءِ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَخْتِنُونَ الْإِنْسَانَ يَوْمَ السَّبْتِ لِئَلَّا تُخَالِفُوا شَرِيعَةَ مُوسَى، فَهَلْ تَغْضَبُونَ عَلَيَّ لِأَنِّي شَفَيْتُ إِنْسَانًا بِكَامِلِهِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ؟ لَا تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ، بَلِ احْكُمُوا بِالْعَدْلِ.“ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْقُدْسِ: ”أَلَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يُرِيدُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَلَنًا وَلَا يَقُولُونَ لَهُ شَيْئًا! فَهَلْ يَا تُرَى اقْتَنَعَ قَادَتُنَا فِعْلًا بِأَنَّهُ الْمَسِيحُ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ أَيْنَ هُوَ، لَكِنْ عِنْدَمَا يَجِيءُ الْمَسِيحُ، لَا يَعْرِفُ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ هُوَ.“ فَرَفَعَ عِيسَى صَوْتَهُ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي مُجَمَّعِ بَيْتِ اللهِ وَقَالَ: ”هَلْ صَحِيحٌ تَعْرِفُونِي وَتَعْرِفُونَ مِنْ أَيْنَ أَنَا! أَنَا لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي، الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ صَادِقٌ، وَأَنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَهُ. أَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ، لِأَنِّي مِنْهُ وَهُوَ أَرْسَلَنِي.“ فَحَاوَلُوا أَنْ يَقْبِضُوا عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، لِأَنَّ وَقْتَهُ لَمْ يَكُنْ حَانَ بَعْدُ. فَآمَنَ بِهِ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَقَالُوا: ”عِنْدَمَا يَجِيءُ الْمَسِيحُ، هَلْ يَعْمَلُ آيَاتٍ أَكْثَرَ مِنَ الَّتِي عَمِلَهَا هَذَا؟“ وَسَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الشَّعْبَ يَتَهَامَسُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَنْهُ، فَأَرْسَلَ رُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ حَرَسَ بَيْتِ اللهِ لِيَقْبِضُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ عِيسَى: ”أَنَا مَعَكُمْ وَقْتًا قَصِيرًا ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. سَتَبْحَثُونَ عَنِّي وَلَا تَجِدُونِي، وَلَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَكُونُ فِيهِ.“ فَقَالَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: ”إِلَى أَيْنَ يَنْوِي أَنْ يَذْهَبَ فَلَا نَجِدَهُ؟ هَلْ يَنْوِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بِلَادِ الْأَجَانِبِ حَيْثُ شَعْبُنَا مُشَتَّتٌ وَيُعَلِّمَ الْأَجَانِبَ؟ مَاذَا يَعْنِي بِقَوْلِهِ: ’سَتَبْحَثُونَ عَنِّي وَلَا تَجِدُونِي، وَلَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَكُونُ فِيهِ‘؟“ وَفِي آخِرِ يَوْمٍ مِنَ الْعِيدِ، وَهُوَ أَهَمُّ يَوْمٍ، وَقَفَ عِيسَى وَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ: ”إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ، فَلْيَأْتِ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ. وَكَمَا قَالَ الْكِتَابُ، مَنْ آمَنَ بِي تَجْرِي مِنْ دَاخِلِهِ أَنْهَارٌ مِنَ الْمَاءِ الْحَيِّ.“ قَالَ هَذَا عَنْ رُوحِ اللهِ الَّذِي يَنَالُهُ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ. فَإِنَّهُ حَتَّى ذَلِكَ الْوَقْتِ لَمْ يَكُنِ الرُّوحُ قَدْ أُعْطِيَ لِلنَّاسِ، لِأَنَّ عِيسَى لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَجَّدَ بَعْدُ. وَلَمَّا سَمِعُوا هَذَا الْكَلَامَ، قَالَ بَعْضُهُمْ: ”حَقًّا هَذَا هُوَ النَّبِيُّ.“ وَقَالَ غَيْرُهُمْ: ”هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ.“ لَكِنَّ الْبَعْضَ الْآخَرَ قَالَ: ”لَا يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنَ الْجَلِيلِ. لِأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ إِنَّ الْمَسِيحَ يَكُونُ مِنْ ذُرِّيَّةِ دَاوُدَ، وَمِنْ بَيْتَ لَحْمَ، الْقَرْيَةِ الَّتِي جَاءَ مِنْهَا دَاوُدُ.“ فَانْقَسَمَ رَأْيُ النَّاسِ فِي شَأْنِهِ. وَأَرَادَ الْبَعْضُ أَنْ يَقْبِضَ عَلَيْهِ، لَكِنْ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ. وَلَمَّا رَجَعَ حَرَسُ بَيْتِ اللهِ، سَأَلَهُمْ رُؤَسَاءُ الْأَحْبَارِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ: ”لِمَاذَا لَمْ تُحْضِرُوهُ؟“ أَجَابَ الْحَرَسُ: ”لَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ أَبَدًا مِثْلَ هَذَا الرَّجُلِ.“ فَقَالَ الْفَرِّيسِيُّونَ: ”هَلْ أَنْتُمْ أَيْضًا ضَلَلْتُمْ؟ هَلْ آمَنَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ قَادَتِنَا أَوْ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ؟ أَمَّا هَؤُلَاءِ الرَّعَاعُ الَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَةَ، فَعَلَيْهِمِ اللَّعْنَةُ!“ لَكِنَّ نِقِدِيمُوسَ، وَهُوَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَكَانَ قَدْ جَاءَ مِنْ قَبْلُ إِلَى عِيسَى، قَالَ لَهُمْ: ”هَلْ تَحْكُمُ شَرِيعَتُنَا عَلَى أَحَدٍ دُونَ أَنْ نَسْمَعَ مِنْهُ أَوَّلًا وَنَعْرِفَ مَا فَعَلَ؟“ أَجَابُوهُ: ”هَلْ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ؟ اِبْحَثْ فَتَجِدَ أَنَّهُ لَا يَأْتِي نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ أَبَدًا.“ وَذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى دَارِهِ.

إنجيل يوحنا 7:7-53 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

لا يَستَطيعُ العالَمُ أَن يُبغِضَكم، وأَمَّا أَنا فيُبغِضُني لأَنِّي أَشهَدُ علَيه بِأَنَّ أَعمالَه سَيِّئَة. إِصعَدوا أَنتُم إِلى العيد، فأَنا لا أَصعَدُ إِلى هٰذا العيد، لأَنَّ وَقْتي لَم يَحِنْ بَعْد». قالَ هٰذا ولَبِثَ في الجَليل. ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِد هو أَيضًا خُفيَةً لا عَلانِيَةً. فكانَ اليَهودُ يَطلُبونَه في العيد ويَقولون: «أَينَ هو؟» والجُموعُ تَتَهامَسُ في شَأنِه، فبَعضُهم يَقول: «إِنَّه رَجُلٌ صالِح»، وبَعضُهُم الآخَرُ يَقول: «كَلاَّ، بل يُضَلِّلُ الشَّعْب». ولٰكِن لم يَتَحَدَّثْ بِه أَحَدٌ جِهارًا خَوفًا مِنَ اليَهود. وصَعِدَ يَسوعُ إِلى الهَيكَل وكانَ العيدُ قد بَلَغَ إِلى أَوسَطِه فأَخَذَ يُعَلِّم. فتَعَجَّبَ اليَهودُ وقالوا: «كَيفَ يَعرِفُ هٰذا الكُتُبَ ولَم يَتَعَلَّم؟» فأَجابَهم يسوع: «لَيسَ تَعليمي مِن عِندي، بل مِن عِندِ الَّذي أَرسَلَني. فَإِذا أَرادَ أَحَدٌ أَن يَعمَلَ بِمَشيئَتِه، عَرفَ هل ذَاكَ التَّعليمُ مِن عِندِ الله، أَو أَنِّي أَتَكَلَّمُ مِن عِندِ نَفْسي. فَالَّذي يَتَكَلَّمُ مِن عِندِ نَفْسِه يَطلُبُ المَجدَ لِنَفْسِه، أَمَّا مَن يَطلُبُ المَجدَ لِلَّذي أَرسَلَه، فهوُ صادِقٌ لا نِفاقَ فيه. أَلَم يُعطِكُم موسى الشَّريعة؟ وما مِن أَحَدٍ مِنكُم يَعمَلُ بِأَحْكام الشَّريعة. لِمَاذا تُريدونَ قَتْلي؟» أَجابَ الجَمْع: «بِكَ مَسٌّ مِنَ الشَّيطان، فمَن يُريدُ قَتْلَكَ؟» أَجابَ يسوع: «ما عَمِلتُ إِلاَّ عَمَلاً واحِدًا، فتعَجَّبتُم كُلُّكم. سَنَّ موسى فيكُمُ الخِتان (ولَم يَكُنِ الخِتانُ مِن موسى، بل مِنَ الآباء) فتَختِنونَ الإِنسانَ يَومَ السَّبْت. فإِذا كانَ الإِنسانُ يَتَلَقَّى الخِتانَ يَومَ السَّبْتِ لِئَلاَّ تُخالَفَ شَريعةُ مُوسى، أَفتَحنَقونَ عَلَيَّ لأَنِّي أَبرَأْتُ يَومَ السَّبْتِ إِنسانًا بِكُلِّ ما فيه؟ لا تَحكُموا على الظَّاهِر، بلِ ٱحكُموا بِالعَدْل». فقالَ أُناسٌ مِن أَهلِ أُورَشَليم: «أَليسَ هٰذا الَّذي يُريدونَ قَتْلَه؟ فها إِنَّه يَتَكلَّمُ جِهارًا ولا يَقولونَ له شَيئًا. تُرى هل تَبَيَّنَ لِلرُّوساءِ أَنَّه المسيح؟ على أَنَّ هٰذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو». فرَفَعَ يسوعُ صَوتَه وهُو يُعَلِّمُ في الهَيكَلِ قال: «أَجَل، إِنَّكُم تَعرِفونَني وتعرفونَ مِن أَينَ أَنا. على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي، فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم، وأَمَّا أَنا فَأَعرِفُه، لأَنِّي مِن عِندِه، وهوَ الَّذي أَرسَلَني». فأَرادوا أَن يُمسِكوه، ولٰكِن لم يَبسُطْ إِليه أَحَدٌ يَدًا، لأَنَّ ساعتَه لم تَكُن قد جاءَت. فآمنَ بِه مِنَ الجَمْعِ خَلْقٌ كَثيرٌ وقالوا: «أَيُجري المسيحُ مِنَ الآياتِ حينَ يأتي أَكثَر مِمَّا أَجْرى هٰذا الرَّجُل؟» فسَمِعَ الفِرِّيسيُّونَ الجَمْعَ يَتَهامَسونَ بِذٰلِكَ في شَأنِه، فأَرسَلَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ بَعضَ الحَرَسِ لِيُمسِكوه. فقالَ يسوع: «أَنا باقٍ مَعَكم وَقْتًا قليلاً، ثُمَّ أَذهَبُ إِلى الَّذي أَرسَلَني. ستَطلُبوني فلا تَجِدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا». فقالَ اليَهودُ بَعضُهم لِبَعضٍ: «إِلى أَينَ يَذهَبُ هٰذا فلا نَجِدَه؟ أَيَذهَبُ إِلى المُشَتِّتينَ مِنَ اليَهودِ بَينَ اليونانِيِّين، فيُعَلِّمَ اليونانِيِّين؟ ما مَعْنى هٰذه الكَلِمَةِ الَّتي قالَها: ستَطلُبوني فلا تَجِدوني، وحَيثُ أَكونُ أَنا لا تَستَطيعونَ أَنتُم أَن تَأتوا»؟ وفي آخِرِ يَومٍ مِنَ العيد، وهُو أَعظَمُ أَيَّامِه، وقَفَ يسوع ورفَعَ صَوتَه قال: «إِن عَطِشَ أَحَدٌ فليُقْبِلْ إِلَيَّ، ومَن آمَنَ بي فَلْيَشْرَبْ، كما وَرَدَ في الكِتاب: ستَجْري مِن جوفِه أَنهارٌ مِنَ الماءِ الحَيّ». وأَرادَ بِقَولِه الرُّوحَ الَّذي سيَنالُه المؤمِنونَ بِه، فلَم يَكُنْ هُناكَ بَعدُ مِن رُوح، لأَنَّ يسوعَ لم يَكُنْ قد مُجِّد. فقالَ أَناسٌ مِنَ الجَمعِ وقَد سَمِعوا ذٰلك الكَلام: «هٰذا هو النَّبِيُّ حَقًّا!» وقالَ غَيرُهُم: «هٰذا هو المَسيح!» ولٰكِنَّ آخَرينَ قالوا: «أَفتُرى مِنَ الجَليلِ يَأتي المَسيح؟ أَلَم يَقُلِ الكِتابُ إِنَّ المَسيحَ هُوَ مِن نَسلِ داود وإِنَّه يَأتي مِنَ بَيتَ لَحْمَ، القَريَةِ الَّتي مِنها خَرَجَ داود؟» فوقَعَ بَينَ الجَمعِ خَلافٌ في شأنِه. وأَرادَ بَعضُهم أَن يُمسِكوه، ولٰكِن لم يَبسُطْ إِلَيه أَحَدٌ يَدًا. ورَجَعَ الحَرَسُ إِلى عُظَماءِ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيِّين فقالَ لَهم هٰؤلاء: «لِماذا لم تَأتوا بِه؟» أَجابَ الحَرَس: «ما تَكَلَّمَ إِنسانٌ قَطّ مِثلَ هٰذا الرَّجُل». فأَجابَهُمُ الفِرِّيسيُّون: «أَخُدِعْتُم أَنتُم أَيضًا؟ هل آمنَ بِه أَحَدٌ مِنَ الرُّؤَساءِ أَوِ الفِرِّيسيِّين؟ أَمَّا هٰؤُلاءِ الرَّعاعُ الَّذينَ لا يَعرِفونَ الشَّريعَة، فهُم مَلعونون». فقالَ لَهم نيقوديمُس وكانَ مِنهم، وهُو ذاكَ الَّذي جاءَ قَبْلاً إِلى يَسوع: «أَتَحكُمُ شَريعَتُنا على أَحَدٍ قَبلَ أَن يُستَمعَ إِلَيه ويُعرَفَ ما فَعَل؟» أَجابوه: «أَوأَنتَ أَيضًا مِنَ الجَليل؟ إِبْحَثْ تَرَ أَنَّه لا يَقومُ مِنَ الجَليلِ نَبِيّ». ثُمَّ ٱنصَرَفَ كُلٌّ مِنهُم إِلى بَيتِه.