إرميا 1:2-37

إرميا 1:2-37 كتاب الحياة (KEH)

وَقَالَ لِي الرَّبُّ: «امْضِ وَأَعْلِنْ فِي مَسَامِعِ أَهْلِ أُورُشَلِيمَ هَاتِفاً: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ وَلاءَ صِبَاكِ، وَمَحَبَّتَكِ كَعَرُوسٍ لِي، وَكَيْفَ تَبِعْتِنِي فِي الْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ لَا زَرْعَ فِيهَا. كَانَ إِسْرَائِيلُ مُقَدَّساً لِلرَّبِّ وَبَاكُورَةَ غَلَّتِهِ، وَكُلُّ مَنْ يَعْتَدِي عَلَيْهِ، يَرْتَكِبُ إِثْماً وَيَحُلُّ بِهِ شَرٌّ. اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا ذُرِّيَّةَ يَعْقُوبَ، وَيَا جَمِيعَ عَشَائِرِ إِسْرَائِيلَ: أَيُّ خَطَإٍ وَجَدَهُ فِيَّ آبَاؤُكُمْ حَتَّى نَبَذُونِي وَضَلُّوا وَرَاءَ الْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلاً؟ لَمْ يَسْأَلُوا: أَيْنَ الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ مِصْرَ وَقَادَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ، فِي أَرْضِ مَتَاهَاتٍ وَحُفَرٍ، فِي أَرْضِ قَفْرٍ جَدْبَاءَ، فِي أَرْضِ ظِلالِ الْمَوْتِ، مَا اجْتَازَهَا أَحَدٌ وَلا أَقَامَ فِيهَا بَشَرٌ؟ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ خَيْرَاتٍ لِتَسْتَمْتِعُوا بِأَكْلِ ثِمَارِهَا وَطَيِّبَاتِهَا. وَلَكِنَّكُمْ عِنْدَمَا دَخَلْتُمُوهَا نَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيَراثِي رِجْساً. إِنَّ الْكَهَنَةَ لَمْ يَسْأَلُوا: أَيْنَ الرَّبُّ؟ وَأَهْلَ الشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَحُكَّامَ الشَّعْبِ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، وَالأَنْبِيَاءَ تَنَبَّأُوا بِتَأْثِيرِ بَعْلٍ وَضَلُّوا وَرَاءَ مَا لَا جَدْوَى مِنْهُ. لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ وَأُخَاصِمُ أَحْفَادَكُمْ يَقُولُ الرَّبُّ. فَاعْبُرُوا إِلَى جَزِيرَةِ قُبْرُصَ وَالسَّوَاحِلِ الْغَرْبِيَّةِ، وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ، وَتَفَحَّصُوا جَيِّداً، وَانْظُرُوا: هَلْ جَرَى مِثْلُ هَذَا؟ هَلِ اسْتَبْدَلَتْ أُمَّةٌ آلِهَتَهَا مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ حَقّاً آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَاسْتَبْدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لَا جَدْوَى مِنْهُ. فَاذْهَلِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ، وَارْتَجِفِي وَارْتَعِدِي جِدّاً. قَدِ ارْتَكَبَ شَعْبِي شَرَّيْنِ: نَبَذُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ، وَحَفَرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً مُشَقَّقَةً لَا تَضْبُطُ مَاءً. هَلْ إِسْرَائِيلُ عَبْدٌ، أَمْ وَلِيدُ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ؟ فَمَا بَالُهُ أَضْحَى نَهْباً؟ قَدْ زَأَرَتِ الأُسُودُ عَلَيْهِ زَئِيراً مُدَوِّياً، وَجَعَلَتْ أَرْضَهُ خَرِبَةً. أُحْرِقَتْ مُدُنُهُ فَأَصْبَحَتْ مَهْجُورَةً. كَذَلِكَ رِجَالُ مَمْفِيسَ وَتَحْفَنِيسَ حَطَّمُوا تَاجَ رَأْسِكِ. أَلَسْتِ أَنْتِ الَّتِي جَلَبْتِ هَذَا الدَّمَارَ عَلَى نَفْسِكِ، لأَنَّكِ تَنَاسَيْتِ الرَّبَّ إِلَهَكِ حِينَ قَادَكِ فِي الطَّرِيقِ؟ وَالآنَ مَا بَالُكِ تَتَوَجَّهِينَ صَوْبَ مِصْرَ لِشُرْبِ مِيَاهِ شِيحُورَ؟ وَمَا بَالُكِ تَقْصِدِينَ إِلَى أَشُورَ لِشُرْبِ مِيَاهِ الْفُرَاتِ؟ إِنَّ شَرَّكِ يُقَرِّعُكِ، وَارتِدَادُكِ يُؤَنِّبُكِ. فَتَبَيَّنِي وَاعْلَمِي أَنَّ نَبْذَكِ لِلرَّبِّ إِلَهِكِ شَرٌّ وَمَرَارَةٌ، وَأَنَّكِ تَجَرَّدْتِ مِنْ مَهَابَتِي. قَدْ حَطَّمْتِ نِيرَكِ مِنْ زَمَنٍ بَعِيدٍ، وَقَطَعْتِ قُيُودَكِ وَقُلْتِ: لَنْ أَتَعَبَّدَ لَكَ، وَصِرْتِ تَضْطَجِعِينَ كَزَانِيَةٍ فَوْقَ كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ (أَيْ عَبَدْتِ الأَوْثَانَ). وَأَنَا غَرَسْتُكِ كَكَرْمَةٍ مُخْتَارَةٍ، وَمِنْ بُذُورٍ سَلِيمَةٍ كَامِلَةٍ، فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ؟ وَإِنِ اغْتَسَلْتِ بِالنَّطْرُونِ، وَأَكْثَرْتِ مِنِ اسْتِعْمَالِ الإِشْنَانِ (الصَّابُونِ)، فَإِنَّ لَطْخَةَ إِثْمِكِ تَظَلُّ مَاثِلَةً أَمَامِي. كَيْفَ تَقُولِينَ: لَمْ أَتَدَنَّسْ وَلَمْ أَذْهَبْ وَرَاءَ الْبَعْلِ؟ تَأَمَّلِي فِي طَرِيقِكِ فِي وَادِي هِنُّومَ، وَاعْرِفِي مَا ارْتَكَبْتِ أَيَّتُهَا النَّاقَةُ الْجَامِحَةُ الْهَائِمَةُ فِي طُرُقِهَا بَحْثاً عَنْ جَمَلٍ. أَنْتِ أَتَانُ فَرَا اعْتَادَتْ حَيَاةَ الْقَفْرِ، تَتَنَسَّمُ فِي شَهْوَتِهَا الْهَوَاءَ لَعَلَّهَا تَظْفَرُ بِرَائِحَةِ حِمَارٍ وَحْشِيٍّ. وَمَنْ يَرُدُّهَا؟ لَا يَعْيَا طَالِبُوهَا لأَنَّهُمْ يَجِدُونَهَا حَاضِرَةً فِي مَوْسِمِ الْتَّزَاوُجِ. صُونِي قَدَمَكِ مِنَ الْحَفَاءِ، وَحَلْقَكِ مِنَ الظَّمَأ، لَكِنَّكِ قُلْتِ: لَا جَدْوَى مِنَ الأَمْرِ، فَقَدْ أَحْبَبْتُ آلِهَةً غَرِيبَةً، وَسَأَسْعَى وَرَاءَهَا. وَكَمَا يَعْتَرِي الْخِزْيُ السَّارِقَ حِينَ يُقْبَضُ عَلَيْهِ، كَذَلِكَ اعْتَرَى الْخِزْيُ بَيْتَ يَعْقُوبَ: هُمْ وَمُلُوكَهُمْ، وَرُؤَسَاءَهُمْ، وَكَهَنَتَهُمْ وَأَنْبِيَاءَهُمْ. إِذْ قَالُوا لِنُصُبِ الْخَشَبِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلْحَجَرِ الْمَنْحُوتِ صَنَماً: أَنْتَ أَنْجَبْتَنِي. وَوَلَّوْا أَدْبَارَهُمْ وَلَيْسَ وُجُوهَهُمْ نَحْوِي، وَفِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمِ اسْتَغَاثُوا بِي قَائِلِينَ: قُمْ وَأَنْقِذْنَا. فَأَيْنَ إِذاً الآلِهَةُ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لأَنْفُسِكُمْ؟ لِتَقُمْ إِنْ كَانَتْ قَادِرَةً عَلَى إِنْقَاذِكُمْ فِي وَقْتِ ضِيقِكُمْ، لأَنَّ عَدَدَ آلِهَتِكُمْ يَا أَبْنَاءَ يَهُوذَا صَارَ كَعَدَدِ مُدُنِكُمْ. لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي وَأَنْتُمْ كُلُّكُمْ قَدْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ؟ عَبَثاً عَاقَبْتُ بَنِيكُمْ، فَهُمْ أَبَوْا التَّقْوِيمَ وَافْتَرَسَتْ سُيُوفُكُمْ أَنْبِيَاءَكُمْ كَأَسَدٍ كَاسِرٍ. وَأَنْتَ أَيُّهَا الْجِيلُ، اسْمَعْ قَضَاءَ الرَّبِّ: أَكُنْتُ صَحْرَاءَ لإِسْرَائِيلَ أَوْ أَرْضَ ظَلامٍ دَامِسٍ؟ إِذاً لِمَاذَا يَقُولُ شَعْبِي: نَحْنُ طَلِيقُونَ نَسْعَى حَيْثُ شِئْنَا، وَلَنْ نُقْبِلَ إِلَيْكَ بَعْدُ؟ هَلْ تَنْسَى عَذْرَاءُ زِينَتَهَا؟ أَوْ عَرُوسٌ حُلِيَّ زَفَافِهَا؟ لَكِنَّ شَعْبِي نَسِيَنِي أَيَّاماً لَا تُحْصَى. لَكَمْ بَرَعْتُمْ فِي تَمْهِيدِ طُرُقِكُمْ طَلَباً لِلشَّهَوَاتِ، فَعَلَّمْتُمْ أَسَالِيبَكُمْ حَتَّى لِلشِّرِّيرَاتِ. فَوُجِدَ فِي أَذْيَالِكُمْ أَيْضاً دَمُ الْمَسَاكِينِ الأَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَمْ تَقْبِضُوا عَلَيْهِمْ مُتَلَبِّسِينَ بِجَرِيمَةِ الاقْتِحَامِ. وَمَعَ كُلِّ ذَلِكَ تَقُولُونَ: نَحْنُ أَبْرِيَاءُ، فَلِذَلِكَ قَدْ تَحَوَّلَ عَنَّا غَضَبُ الرَّبِّ. غَيْرَ أَنِّي سَأَدِينُكُمْ لِقَوْلِكُمْ إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ. لِمَاذَا تَتَهَافَتُونَ عَلَى تَغْيِيرِ اتِّجَاهِكُمْ؟ سَتُلْحِقُ بِكُمْ مِصْرُ الْخِزْيَ كَمَا أَلْحَقَهُ بِكُمُ الأَشُورِيُّونَ. مِنْ هُنَاكَ تَخْرُجُونَ أَيْضاً وَأَيْدِيكُمْ تُغَطِّي رُؤُوسَكُمْ خَجَلاً، لأَنَّ الرَّبَّ رَفَضَ الَّذِينَ وَثِقْتُمْ بِهِمْ، وَلَنْ يُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ نَجَاحٌ.

إرميا 1:2-37 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

وقالَ ليَ الرّبُّ: «إذهَبْ ونادِ في أُورُشليمَ: هذا ما يقولُ الرّبُّ: «أذكُرُ مَوَدَّتَكِ في صِباكِ، وحبَّكِ يومَ خِطْبَتِكِ سِرتِ ورائي في البَرِّيَّةِ، في أرضٍ لا زَرعَ فيها. إسرائيلُ مُكَرَّسَةٌ‌ لِلرّبِّ، باكُورةُ غَلَّتِهِ في الشُّعوبِ مَنْ أكَلَها يَخطَأُ ويَحِلُّ بهِ الشَّرُّ». هكذا يقولُ الرّبُّ. إسمعوا كَلامَ الرّبِّ يا بَيتَ يَعقوبَ‌، ويا جميعَ عشائِرِ إِسرائيلَ «أيُّ سُوءٍ وجَدَ آباؤُكُم‌ فيَّ حتّى ا‏بتَعَدوا عَنِّي وتَبِــعوا آلهةً باطِلةً وصاروا باطِلا‌؟ نَسَوا أنْ يقولوا: أينَ الرّبُّ الّذي أخرَجَنا مِنْ أرضِ مِصْرَ وسارَ بنا في البرِّيَّةِ، في قِفارٍ وحُفَرٍ، وفي أرضِ قَحطٍ وظِلالِ موتٍ في أرضٍ ما عبَرَها إنسانٌ ولا سكَنَها بشَرٌ؟ فأدخَلْتُكُم أرضا طَيِّبةً لِتأكُلوا ثمَرَها وخيراتِها ولكِنَّكُم دخَلْتُم ونَجَّسْتُم أرضي وجعَلْتُم ما أورَثـتُكُم إيَّاهُ رِجْسا. فلا الكَهنَةُ قالوا: أين الرّبُّ، ولا مُعَلِّمو الشَّريعةِ عرَفوني، والحُكَّامُ‌ أنفُسُهُم عصَوني، والأنبـياءُ تنَبَّأُوا بِاسم البَعلِ وذهَبوا وراءَ إلَهٍ لا نَفعَ فيهِ. فلِذلِكَ أُخاصِمُكُم يا شعبـي، وأُخاصِمُ بَنيكُم. أُعبُروا إلى شواطئِ كِتِّيمَ‌ وا‏نظُروا، أو أَرسِلوا شَرقا إلى قيدارَ‌ وا‏فحَصوا جيِّدا ترَوا هل جرى هُناكَ ما جرى عِندَكُم؟ هلِ ا‏ستَبدَلَت أُمَّةٌ آلِهَتَها، معَ أنَّها آلِهَةٌ مَزعومةٌ؟ أمَّا شعبـي، فا‏ستَبدَلَ إلهَهُ‌ وهوَ عُنوانُ مَجدِهِ بآلِهَةٍ، لا نَفعَ فيها. فا‏نذَهلي أيَّتُها السَّماواتُ وارتَعِدي، وأعجَبـي مِنْ ذلِكَ كُلَّ العجَبِ! شعبـي يرتَكبُ شَرَّينِ: «ترَكوني أنا ينبوعُ المياهِ الحيَّةِ وحفروا لهُم آبارا مُشَقَّقةً لا تُمسِكُ الماءَ». أعَبدٌ مُشْترًى إسرائيلُ أوِ ابنُ عَبدٍ مُقتَنًى؟ ما بالُهُ صارَ نَهْبا لِلأعداءِ؟ تُزَمجِرُ كالأشبالِ علَيهِ ويُرسلونَ أصواتَهُم مِنْ بعيدٍ. جعَلوا أرضَهُ خرابا، وأحرقوا مُدُنَهُ، فلا ساكِنَ فيها. بَنو مَمفيسَ‌ وتَحْفَنيسَ‌ حطَّموا جُمجُمَتَهُ‌. فيا أرضَ إِسرائيلَ، أمَا جلَبتِ هذا المَصيرَ علَيكِ حينَ ترَكتِ الرّبَّ إلهَكِ وكانَ يَهديكِ الطَّريقَ السَّويَّ؟ فما لَكِ الآنَ تَأخذينَ طريقَ مِصْرَ لِتَشربـي مِنْ مياهِ النِّيلِ‌، وما لكِ تأخُذينَ طريقَ أَشُّورَ لِتَشربـي مِنْ نهرِ الفُراتِ‌؟ شَرُّكِ يُعاقِبُكِ وعِصيانُكِ يُؤدِّبُكِ، فتَعلَمينَ وتنظُرينَ كم هوَ شَرٌّ ومُرٌّ أنْ تـترُكي الرّبَّ إلهَكِ وأنْ لا تكونَ مخافَتي فيكِ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ القديرُ. «مِنَ القديمِ كسَرْتُ نِـيرَكِ وقطَعْتُ رُبُطَكِ وقُلتِ: لا أعبُدُ الرّبَّ. وعلى كُلِّ تَلَّةٍ عاليةٍ وتَحتَ كُلِّ شجرَةٍ خضراءَ ا‏ضطَجَعتِ زانيةً‌ في مَعبَدِ البَعلِ. أنا غرَسْتُكِ أجودَ كَرمَةٍ، وزرَعْتُكِ كُلَّكِ أفضَلَ زَرْعٍ، فكَيفَ تحَوَّلْتِ إلى كَرمَةٍ تنَكَّرت لي فأنتِ وإنِ اغتَسَلْتِ بالنَّطرونِ، وأَكثَرْتِ مِنَ الأُشنانِ لا تَزالينَ مُلَطَّخَةً بالإثْمِ أمامي، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. «كيفَ تقولينَ: ما تَنَجَّسْتُ ولا اتَّبَعْتُ البَعلَ؟ أُنظُري سُلوكَكِ في الوادي‌ وا‏عرِفي سُوءَ ما تفعلينَ، يا ناقةً خفيفةً تـتَمايَلُ في سَيرِها، يا أتانا وَحشيَّةً اعتادَتِ القِفارَ! مِنْ شِدَّةِ شهوَتِها تَستَنْشِقُ الرِّيحَ، فمَنْ يكبَحُ نَزوَتَها؟ كُلُّ مَنْ يَطلُبُها لا يتعَبُ، يَجِدُها حتّى في شهرِها. إحفَظي رِجلَكِ مِنَ الخَفاءِ وحَلقَكِ مِنَ العطَشِ! لا تقولي: عبَثا، لا أقدِرُ لأنِّي أحببتُ الآلِهَةَ الغريـبةَ ووَراءَها تعَوَّدتُ أنْ أذهَبَ. «كعارِ السَّارِقِ حينَ يُمسَكُ، كذلِكَ عارُ بَيتِ إِسرائيلَ، هُم ومُلوكُهُم ورُؤساؤُهُم وكَهنَتُهُم وأنبـياؤُهُم. هُم يقولونَ لِلخشَبِ‌ أنتَ أبـي ولِلحجَرِ‌ أنتَ ولَدْتَني، وهُم يُديرونَ لي ظُهورَهُم، وفي وقت الضِّيقِ يقولونَ قُمْ خَلِّصْنا. فأينَ الآلِهَةُ الّتي صَنَعتُمُوها لَكُم يا بَني يَهوذا، وهُمْ على عدَدِ مُدُنِكم، فليقوموا لإنقاذِكُم في الزَّمنِ الرَّديءِ، لِماذا تُخاصِمونَني؟ كُلُّكُم عصَيتُموني، يقولُ الرّبُّ. عبَثا ضرَبْتُ بَنيكُم، فهُم لا يَقبَلونَ التَّأديـبَ. أكَلَ سَيفُكُم أنبـياءَكُم كالأسَدِ المُفتَرِسِ. أيُّها الجِيلُ ا‏سمَعوا‌ كَلِمَتي: هل كُنتُ قَفْرا لإسرائيلَ أو أرضَ ظَلامٍ دامسٍ؟ فما بالُ شعبـي يقولونَ: تحَرَّرْنا فلا نعودُ إليكَ؟ أتَنسى الصَّبـيَّةُ حِليَتَها والعروسُ جِهازَها؟ أمَّا شعبـي فنَسيني أيّاما لا تُحصَى. «كم تُحسِنينَ فُنونَ الحُبِّ، فتُعَلِّمينَ الفاجِراتِ، وعلى أذيالِكِ دَمُ المَساكينِ والأبرياءِ، لا دَمُ الّذينَ تَجِدينَهُم ويَنقُبونَ ويسِرقونَ‌ ومعَ كُلِّ هذا الّذي تَفعَلينَهُ، تقولينَ: أنا بَريئةٌ وغضَبُ الرّبِّ يَرتَدُّ عنِّي». لكِنِّي أنا الرّبُّ سَأُحاكِمُكِ على قولِكِ لم أَخطأْ‌. يا لِخِفَّتِكِ‌ في تَبديلِ سياسَتِكِ! مِنْ مِصْرَ سيلحَقُكِ الخِزْيُ كما لَحِقَكَ الخِزْيُ مِنْ أشُّورَ. فَمِنْ مِصْرَ تخرُجينَ مُستَسلِمَةً ويَداكِ مَرفوعَتانِ‌ على رأسِكِ لأنَّ الرّبَّ رفَضَ مَنْ تَتَّكِلينَ علَيهِم، فهُم لا خيرَ فيهِم».

إرميا 1:2-37 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

وقالَ ليَ الرّبُّ: «إذهَبْ ونادِ في أُورُشليمَ: هذا ما يقولُ الرّبُّ: «أذكُرُ مَوَدَّتَكِ في صِباكِ، وحبَّكِ يومَ خِطْبَتِكِ سِرتِ ورائي في البَرِّيَّةِ، في أرضٍ لا زَرعَ فيها. إسرائيلُ مُكَرَّسَةٌ‌ لِلرّبِّ، باكُورةُ غَلَّتِهِ في الشُّعوبِ مَنْ أكَلَها يَخطَأُ ويَحِلُّ بهِ الشَّرُّ». هكذا يقولُ الرّبُّ. إسمعوا كَلامَ الرّبِّ يا بَيتَ يَعقوبَ‌، ويا جميعَ عشائِرِ إِسرائيلَ «أيُّ سُوءٍ وجَدَ آباؤُكُم‌ فيَّ حتّى ا‏بتَعَدوا عَنِّي وتَبِــعوا آلهةً باطِلةً وصاروا باطِلا‌؟ نَسَوا أنْ يقولوا: أينَ الرّبُّ الّذي أخرَجَنا مِنْ أرضِ مِصْرَ وسارَ بنا في البرِّيَّةِ، في قِفارٍ وحُفَرٍ، وفي أرضِ قَحطٍ وظِلالِ موتٍ في أرضٍ ما عبَرَها إنسانٌ ولا سكَنَها بشَرٌ؟ فأدخَلْتُكُم أرضا طَيِّبةً لِتأكُلوا ثمَرَها وخيراتِها ولكِنَّكُم دخَلْتُم ونَجَّسْتُم أرضي وجعَلْتُم ما أورَثـتُكُم إيَّاهُ رِجْسا. فلا الكَهنَةُ قالوا: أين الرّبُّ، ولا مُعَلِّمو الشَّريعةِ عرَفوني، والحُكَّامُ‌ أنفُسُهُم عصَوني، والأنبـياءُ تنَبَّأُوا بِاسم البَعلِ وذهَبوا وراءَ إلَهٍ لا نَفعَ فيهِ. فلِذلِكَ أُخاصِمُكُم يا شعبـي، وأُخاصِمُ بَنيكُم. أُعبُروا إلى شواطئِ كِتِّيمَ‌ وا‏نظُروا، أو أَرسِلوا شَرقا إلى قيدارَ‌ وا‏فحَصوا جيِّدا ترَوا هل جرى هُناكَ ما جرى عِندَكُم؟ هلِ ا‏ستَبدَلَت أُمَّةٌ آلِهَتَها، معَ أنَّها آلِهَةٌ مَزعومةٌ؟ أمَّا شعبـي، فا‏ستَبدَلَ إلهَهُ‌ وهوَ عُنوانُ مَجدِهِ بآلِهَةٍ، لا نَفعَ فيها. فا‏نذَهلي أيَّتُها السَّماواتُ وارتَعِدي، وأعجَبـي مِنْ ذلِكَ كُلَّ العجَبِ! شعبـي يرتَكبُ شَرَّينِ: «ترَكوني أنا ينبوعُ المياهِ الحيَّةِ وحفروا لهُم آبارا مُشَقَّقةً لا تُمسِكُ الماءَ». أعَبدٌ مُشْترًى إسرائيلُ أوِ ابنُ عَبدٍ مُقتَنًى؟ ما بالُهُ صارَ نَهْبا لِلأعداءِ؟ تُزَمجِرُ كالأشبالِ علَيهِ ويُرسلونَ أصواتَهُم مِنْ بعيدٍ. جعَلوا أرضَهُ خرابا، وأحرقوا مُدُنَهُ، فلا ساكِنَ فيها. بَنو مَمفيسَ‌ وتَحْفَنيسَ‌ حطَّموا جُمجُمَتَهُ‌. فيا أرضَ إِسرائيلَ، أمَا جلَبتِ هذا المَصيرَ علَيكِ حينَ ترَكتِ الرّبَّ إلهَكِ وكانَ يَهديكِ الطَّريقَ السَّويَّ؟ فما لَكِ الآنَ تَأخذينَ طريقَ مِصْرَ لِتَشربـي مِنْ مياهِ النِّيلِ‌، وما لكِ تأخُذينَ طريقَ أَشُّورَ لِتَشربـي مِنْ نهرِ الفُراتِ‌؟ شَرُّكِ يُعاقِبُكِ وعِصيانُكِ يُؤدِّبُكِ، فتَعلَمينَ وتنظُرينَ كم هوَ شَرٌّ ومُرٌّ أنْ تـترُكي الرّبَّ إلهَكِ وأنْ لا تكونَ مخافَتي فيكِ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ القديرُ. «مِنَ القديمِ كسَرْتُ نِـيرَكِ وقطَعْتُ رُبُطَكِ وقُلتِ: لا أعبُدُ الرّبَّ. وعلى كُلِّ تَلَّةٍ عاليةٍ وتَحتَ كُلِّ شجرَةٍ خضراءَ ا‏ضطَجَعتِ زانيةً‌ في مَعبَدِ البَعلِ. أنا غرَسْتُكِ أجودَ كَرمَةٍ، وزرَعْتُكِ كُلَّكِ أفضَلَ زَرْعٍ، فكَيفَ تحَوَّلْتِ إلى كَرمَةٍ تنَكَّرت لي فأنتِ وإنِ اغتَسَلْتِ بالنَّطرونِ، وأَكثَرْتِ مِنَ الأُشنانِ لا تَزالينَ مُلَطَّخَةً بالإثْمِ أمامي، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ. «كيفَ تقولينَ: ما تَنَجَّسْتُ ولا اتَّبَعْتُ البَعلَ؟ أُنظُري سُلوكَكِ في الوادي‌ وا‏عرِفي سُوءَ ما تفعلينَ، يا ناقةً خفيفةً تـتَمايَلُ في سَيرِها، يا أتانا وَحشيَّةً اعتادَتِ القِفارَ! مِنْ شِدَّةِ شهوَتِها تَستَنْشِقُ الرِّيحَ، فمَنْ يكبَحُ نَزوَتَها؟ كُلُّ مَنْ يَطلُبُها لا يتعَبُ، يَجِدُها حتّى في شهرِها. إحفَظي رِجلَكِ مِنَ الخَفاءِ وحَلقَكِ مِنَ العطَشِ! لا تقولي: عبَثا، لا أقدِرُ لأنِّي أحببتُ الآلِهَةَ الغريـبةَ ووَراءَها تعَوَّدتُ أنْ أذهَبَ. «كعارِ السَّارِقِ حينَ يُمسَكُ، كذلِكَ عارُ بَيتِ إِسرائيلَ، هُم ومُلوكُهُم ورُؤساؤُهُم وكَهنَتُهُم وأنبـياؤُهُم. هُم يقولونَ لِلخشَبِ‌ أنتَ أبـي ولِلحجَرِ‌ أنتَ ولَدْتَني، وهُم يُديرونَ لي ظُهورَهُم، وفي وقت الضِّيقِ يقولونَ قُمْ خَلِّصْنا. فأينَ الآلِهَةُ الّتي صَنَعتُمُوها لَكُم يا بَني يَهوذا، وهُمْ على عدَدِ مُدُنِكم، فليقوموا لإنقاذِكُم في الزَّمنِ الرَّديءِ، لِماذا تُخاصِمونَني؟ كُلُّكُم عصَيتُموني، يقولُ الرّبُّ. عبَثا ضرَبْتُ بَنيكُم، فهُم لا يَقبَلونَ التَّأديـبَ. أكَلَ سَيفُكُم أنبـياءَكُم كالأسَدِ المُفتَرِسِ. أيُّها الجِيلُ ا‏سمَعوا‌ كَلِمَتي: هل كُنتُ قَفْرا لإسرائيلَ أو أرضَ ظَلامٍ دامسٍ؟ فما بالُ شعبـي يقولونَ: تحَرَّرْنا فلا نعودُ إليكَ؟ أتَنسى الصَّبـيَّةُ حِليَتَها والعروسُ جِهازَها؟ أمَّا شعبـي فنَسيني أيّاما لا تُحصَى. «كم تُحسِنينَ فُنونَ الحُبِّ، فتُعَلِّمينَ الفاجِراتِ، وعلى أذيالِكِ دَمُ المَساكينِ والأبرياءِ، لا دَمُ الّذينَ تَجِدينَهُم ويَنقُبونَ ويسِرقونَ‌ ومعَ كُلِّ هذا الّذي تَفعَلينَهُ، تقولينَ: أنا بَريئةٌ وغضَبُ الرّبِّ يَرتَدُّ عنِّي». لكِنِّي أنا الرّبُّ سَأُحاكِمُكِ على قولِكِ لم أَخطأْ‌. يا لِخِفَّتِكِ‌ في تَبديلِ سياسَتِكِ! مِنْ مِصْرَ سيلحَقُكِ الخِزْيُ كما لَحِقَكَ الخِزْيُ مِنْ أشُّورَ. فَمِنْ مِصْرَ تخرُجينَ مُستَسلِمَةً ويَداكِ مَرفوعَتانِ‌ على رأسِكِ لأنَّ الرّبَّ رفَضَ مَنْ تَتَّكِلينَ علَيهِم، فهُم لا خيرَ فيهِم».

إرميا 1:2-37 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

وَأعطَانِي اللهُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ: «اذْهَبْ وَأعلِنْ لِسُكَّانِ القُدْسِ أنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «‹يَا قُدْسُ، أتَذَكَّرُ وَلَاءَكِ الَّذِي أظْهَرْتِهِ فِي شَبَابِكِ، وَأتَذَكَّرُ مَحَبَّتَكِ لِي كَعَرُوسٍ. وَكَيْفَ مَشَيتِ وَرَائِي فِي الصَّحرَاءِ، فِي أرْضٍ غَيْرِ مَزرُوعَةٍ. إسْرَائِيلُ مُخَصَّصٌ للهِ، وَهُوَ أوَّلُ حَصَادِهِ. كُلُّ مَنْ يُحَاوِلُ أكْلَهُ سَيُعَاقَبُ، وَسَيَأْتِي عَلَيْهِ الشَّرُّ.›» يَقُولُ اللهُ. اسمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ يَا نَسْلَ يَعْقُوبَ، وَيَا جَمِيعَ عَشَائِرِ بَيْتِ إسْرَائِيلَ. لِأنَّ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «مَا النَّقصُ الَّذِي وَجَدَهُ آبَاؤُكُمْ فِيَّ، حَتَّى إنَّهُمُ ابتَعَدُوا عَنِّي، وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لَا قِيمَةَ لَهُ، فَخَسِرُوا هُمْ قِيمَتَهُمْ؟ لَمْ يَقُولُوا: ‹أيْنَ اللهُ الَّذِي أخرَجَنَا مِنْ أرْضِ مِصْرٍ، الَّذِي قَادَنَا فِي البَرِّيَّةِ، فِي أرْضٍ قَاحِلَةٍ وَمَلِيئَةٍ بِالوِديَانِ، فِي أرْضٍ جَافَّةٍ وَخَطِرَةٍ، فِي أرْضٍ مَهْجُورَةٍ، لَا يَعِيشُ فِيهَا أحَدٌ؟› «أتَيْتُ بِكُمْ إلَى أرْضٍ مُثمِرَةٍ، لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيرَاتِهَا. لَكِنَّكُمْ دَخَلتُمْ وَنَجَّستُمْ أرْضِي، وَجَعَلْتُمُوهَا قَبِيحَةً. «لَمْ يَقُلِ الكَهَنَةُ: ‹أيْنَ اللهُ؟› وَالَّذِينَ يَعْرِفُونَ الشَّرِيعَةَ لَا يَعْرِفُونَنِي. الرُّعَاةُ أخطَأُوا ضِدِّي، وَالأنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِاسْمِ البَعْلِ، وَالبَاقُونَ ذَهَبُوا وَرَاءَ أُمُورٍ لَا تَنْفَعُ.» يَقُولُ اللهُ: «لِذَلِكَ سَأُحَاكِمُكُمْ ثَانِيَةً، وَسَأُحَاكِمُ أحفَادَكُمْ. اذْهَبُوا إلَى جُزُرِ كِتِّيمَ لِتَرَوْا، أوْ أرسِلُوا شَخْصًا إلَى أرْضِ قِيدَارَ لِتَعْرِفُوا. وَانظُرُوا إنْ حَدَثَ هُنَاكَ مِثْلُ هَذَا. هَلْ غَيَّرَتْ أُمَّةٌ آلِهَتَهَا مِنْ قَبْلُ؟ مَعَ أنَّهَا لَيْسَتْ آلِهَةً حَقِيقِيَّةً. أمَّا شَعْبِي فَقَدِ استَبْدَلُوا مَجْدِي بِمَا لَيْسَ يَنْفَعُ.» يَقُولُ اللهُ: «أيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ اندَهِشِي! ارتَعِبِي وَتَمَزَّقِي، لِأنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّينِ: تَرَكُوا يُنْبُوعَ المِيَاهِ المُنعِشَةِ، وَحَفَرُوا لِأنفُسِهِمْ آبَارًا. لَكِنَّهَا آبَارٌ مُشَقَّقَةٌ لَا تَحْتَفِظُ بِالمَاءِ. «هَلْ إسْرَائِيلُ عَبدٌ؟ هَلْ هُوَ خَادِمٌ وُلِدَ فِي البَيْتِ؟ فَلِمَاذَا صَارَ غَنِيمَةَ حَرْبٍ؟ الأُسُودُ زَمجَرَتْ عَلَيْهِ. زَمجَرَتْ بِصَوْتٍ عَالٍ. حَوَّلَ الأعْدَاءُ أرْضَهُ إلَى تَلَّةٍ مِنَ الخَرَائِبِ. أحرَقُوا مُدُنَهُ وَلَمْ يَتْرُكُوا فِيهَا أحَدًا. حَتَّى شَعْبُ مَمفِيسَ وَتَحْفَنِيسَ سَحَقُوا تَاجَ رَأسِكِ. صَنَعْتِ هَذَا بِنَفْسِكِ لِأنَّكِ تَرَكتِ إلَهَكِ ، بَيْنَمَا كَانَ يَقُودُكِ فِي الطَّرِيقِ. وَالْآنَ، لِمَاذَا تُرِيدِينَ السَّيرَ فِي الطَّرِيقِ إلَى مِصْرٍ، ألِتَشْرَبِي مَاءً مِنَ النِّيلِ؟ وَلِمَاذَا تُرِيدِينَ السَّيرَ إلَى أشُّورَ، ألِتَشْرَبِي مَاءً مِنَ الفُرَاتِ؟ فَلتَتأدَّبِي بِسَبِبِ شَرِّكِ، وَلْتَتَعَلَّمِي بِسَبِبِ تَمَرُّدُكِ، لِكَي تَعْرِفِي وَتَرَي أنَّ تَرْكَكِ إلَهَكِ أمرٌ شِرِّيرٌ وَمُرٌّ. مَهَابَتِي لَيْسَتْ فِيكِ،» يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ القَديرُ. «لِأنَّكِ مُنْذُ القَدِيمِ كَسَرْتِ نِيرَكِ، وَنَزَعْتِ قُيُودَكِ. وَقُلْتِ: ‹لَنْ أعْبَدَهُ!› فَزَنَيتِ عَلَى كُلِّ تَلَّةٍ مُرْتَفِعَةٍ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ مُورِقَةٍ، وَكُنْتُ قَدْ زَرَعتُكِ مِثْلَ كَرْمِ عِنَبٍ أحْمَرَ جَيِّدٍ، مِنْ أحسَنِ بُذُورٍ. فَكَيْفَ تَغَيَّرْتِ وَصِرْتِ رَدِيئَةً، وَكَأنَّكِ كَرمَةٌ بَرِّيَّةٌ؟ فَحَتَّى لَوْ اغتَسَلتِ بِالنَّطرُونِ، أوِ بِالكَثِيرِ مِنَ الصَّابُونِ، فَسَتَبقَى أوْسَاخُ آثَامِكِ أمَامِي،» يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ. «كَيْفَ تَقُولِينَ: ‹لَسْتُ نَجِسَةً، وَلَمْ أذهَبْ وَرَاءَ البَعْلِ؟› انظُرِي إلَى مَا تَعْمَلِينَهُ فِي الوَادِي، وَاعتَرِفِي بِمَا عَمِلْتِ. كُنْتِ مِثْلَ نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ مَتَعَثِّرَةِ الخُطَى! مِثْلَ أتَانٍ بَرِّيَّةٍ فِي القَفرِ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ ضَبطَهَا إذْ تَلْتَهِبُ شَهوَتُهَا. لَا يَتْعَبُ البَاحِثُونَ عَنْهَا، بَلْ يَجِدُونَهَا فِي مَوسِمِ التَّزَاوُجِ. قُلْتُ لَكِ لَا تَرْكُضِي إلَى أنْ يَبْلَى حِذَاؤُكِ، أوْ حَتَّى يَجِفَّ حَلقُكِ. فَقُلْتِ: ‹لَا يَهُمُّنِي، قَدْ أحبَبتُ غُرَبَاءَ، وَسَأذْهَبُ وَرَاءَهُمْ.› «فَكَمَا يُخزَى لِصٌّ حِينَ يُمسَكُ، هَكَذَا خَزِيَ بَنُو إسْرَائِيلَ، هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكَهَنَتُهُمْ وَأنبِيَاؤُهُمْ. فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لِشَجَرَةٍ: ‹أنْتِ أبِي،› وَيَقُولُونَ لِصَخرَةٍ: ‹أنْتِ أُمِّي.› لِأنَّهُمْ أعطُونِي ظُهُورَهُمْ لَا وُجُوهَهُمْ. وَفِي ضِيقهِمْ يَقُولُونَ: ‹قُمْ وَأنقِذْنَا.› أيْنَ آلِهَتُكَ الَّتِي صَنَعْتَهَا لِنَفْسِكَ؟ لِيَقُومُوا وَيُخَلِّصُوكَ فِي وَقْتِ الضِّيقِ. لِأنَّ عَدَدَ آلِهَتِكَ بِعَدَدِ مُدُنِكَ يَا يَهُوذَا. «لِمَاذَا تُجَادِلُونَنِي؟ كُلُّكُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ،» يَقُولُ اللهُ. «ضَرَبتُ أبْنَاءَكُمْ بِلَا فَائِدَةٍ، لِأنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا مِنْ تَأْدِيبِي. وَكَأسَدٍ مُهتَاجٍ، قَتَلْتُمْ أنْبِيَاءَكُمْ بَسُيُوفِكُمْ.» يَا أبْنَاءَ هَذَا الجِيلِ، انتَبِهُوا إلَى مَا يَقُولُهُ اللهُ لَكُمْ: «هَلْ أنَا كَالصَحرَاءِ بِالنِّسبَةِ إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ؟ هَلْ أنَا كَأرْضٍ مُظلِمَةٍ؟ فَلِمَاذَا يَقُولُ شَعْبِي: ‹سَنَجُولُ كَمَا نَشَاءُ، وَلَنْ نَأتِيَ إلَيْكَ ثَانِيَةً›؟ هَلْ تَنْسَى العَذرَاءُ زِينَتَهَا؟ أوِ العَرُوسُ ثِيَابَ الزِّفَافِ؟ وَلَكِنَّ شَعْبِي نَسِيَنِي أيَّامًا كَثِيرَةً! «مَا أمْهَرَكِ فِي اكْتِشَافِ الطَّرِيقِ نَحْوَ مُحِبِّيكِ! بَلْ عَلَّمْتِ الشِّرِّيرَاتِ طُرُقَكِ! عَلَى كَفَّيكِ دَمٌ، إنَّهُ حَيَاةُ المَسَاكِينِ الأبرِيَاءِ. لَمْ تَجِدِيهِمْ يَسْرِقُونَ بَيتَكِ، بَلْ قَتَلْتِهِمْ بِلَا سَبَبٍ. وَقُلْتِ: ‹إنِّي بَرِيئَةٌ!› هَا إنَّنِي سَآتِي بِكِ إلَى المُحَاكَمَةِ. لِأنَّكِ قُلْتِ: ‹لَمْ أُخطِئْ.› تَتَسَكَّعِينَ بِاسْتِخفَافٍ. سَتَخِيبُ آمَالُكِ فِي مِصْرٍ، كَمَا خَابَتْ فِي أشُّورَ. سَتَخْرُجِينَ مِنْ مِصْرٍ وَيَدَاكِ فَوْقَ رَأسِكِ. لِأنَّ اللهَ قَدْ رَفَضَ تِلْكَ الأُمَمَ الَّتِي وَثِقْتِ بِهَا، وَلَنْ تَنْجَحِي حِينَ يُسَاعِدُونَكِ.

إرميا 1:2-37 الكتاب المقدس (AVD)

وَصَارَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ قَائِلًا: «ٱذْهَبْ وَنَادِ فِي أُذُنَيْ أُورُشَلِيمَ قَائِلًا: هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ ذَكَرْتُ لَكِ غَيْرَةَ صِبَاكِ، مَحَبَّةَ خِطْبَتِكِ، ذِهَابَكِ وَرَائِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ. إِسْرَائِيلُ قُدْسٌ لِلرَّبِّ، أَوَائِلُ غَلَّتِهِ. كُلُّ آكِلِيهِ يَأْثَمُونَ. شَرٌّ يَأْتِي عَلَيْهِمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ». اِسْمَعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، وَكُلَّ عَشَائِرِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: «مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ جَوْرٍ حَتَّى ٱبْتَعَدُوا عَنِّي وَسَارُوا وَرَاءَ ٱلْبَاطِلِ وَصَارُوا بَاطِلًا؟ وَلَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، ٱلَّذِي سَارَ بِنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ قَفْرٍ وَحُفَرٍ، فِي أَرْضِ يُبُوسَةٍ وَظِلِّ ٱلْمَوْتِ، فِي أَرْضٍ لَمْ يَعْبُرْهَا رَجُلٌ وَلَمْ يَسْكُنْهَا إِنْسَانٌ؟ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إِلَى أَرْضِ بَسَاتِينَ لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَهَا. فَأَتَيْتُمْ وَنَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ مِيرَاثِي رِجْسًا. اَلْكَهَنَةُ لَمْ يَقُولُوا: أَيْنَ هُوَ ٱلرَّبُّ؟ وَأَهْلُ ٱلشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَٱلرُّعَاةُ عَصَوْا عَلَيَّ، وَٱلْأَنْبِيَاءُ تَنَبَّأُوا بِبَعْلٍ، وَذَهَبُوا وَرَاءَ مَا لَا يَنْفَعُ. «لِذَلِكَ أُخَاصِمُكُمْ بَعْدُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَبَنِي بَنِيكُمْ أُخَاصِمُ. فَٱعْبُرُوا جَزَائِرَ كِتِّيمَ، وَٱنْظُرُوا، وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ، وَٱنْتَبِهُوا جِدًّا، وَٱنْظُرُوا: هَلْ صَارَ مِثْلُ هَذَا؟ هَلْ بَدَلَتْ أُمَّةٌ آلِهَةً، وَهِيَ لَيْسَتْ آلِهَةً؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَلَ مَجْدَهُ بِمَا لَا يَنْفَعُ! اِبْهَتِي أَيَّتُهَا ٱلسَّمَاوَاتُ مِنْ هَذَا، وَٱقْشَعِرِّي وَتَحَيَّرِي جِدًّا، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. لِأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ ٱلْمِيَاهِ ٱلْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لِأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لَا تَضْبُطُ مَاءً. «أَعَبْدٌ إِسْرَائِيلُ، أَوْ مَوْلُودُ ٱلْبَيْتِ هُوَ؟ لِمَاذَا صَارَ غَنِيمَةً؟ زَمْجَرَتْ عَلَيْهِ ٱلْأَشْبَالُ. أَطْلَقَتْ صَوْتَهَا وَجَعَلَتْ أَرْضَهُ خَرِبَةً. أُحْرِقَتْ مُدُنُهُ فَلَا سَاكِنَ. وَبَنُو نُوفَ وَتَحْفَنِيسَ قَدْ شَجُّوا هَامَتَكِ. أَمَا صَنَعْتِ هَذَا بِنَفْسِكِ، إِذْ تَرَكْتِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكِ حِينَمَا كَانَ مُسَيِّرَكِ فِي ٱلطَّرِيقِ؟ وَٱلْآنَ مَا لَكِ وَطَرِيقَ مِصْرَ لِشُرْبِ مِيَاهِ شِيحُورَ؟ وَمَا لَكِ وَطَرِيقَ أَشُّورَ لِشُرْبِ مِيَاهِ ٱلنَّهْرِ؟ يُوَبِّخُكِ شَرُّكِ، وَعِصْيَانُكِ يُؤَدِّبُكِ. فَٱعْلَمِي وَٱنْظُرِي أَنَّ تَرْكَكِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكِ شَرٌّ وَمُرٌّ، وَأَنَّ خَشْيَتِي لَيْسَتْ فِيكِ، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. «لِأَنَّهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ كَسَرْتُ نِيرَكِ وَقَطَعْتُ قُيُودَكِ، وَقُلْتِ: لَا أَتَعَبَّدُ. لِأَنَّكِ عَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ عَالِيَةٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ أَنْتِ ٱضْطَجَعْتِ زَانِيَةً! وَأَنَا قَدْ غَرَسْتُكِ كَرْمَةَ سُورَقَ، زَرْعَ حَقٍّ كُلَّهَا. فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ لِي سُرُوغَ جَفْنَةٍ غَرِيبَةٍ؟ فَإِنَّكِ وَإِنِ ٱغْتَسَلْتِ بِنَطْرُونٍ، وَأَكْثَرْتِ لِنَفْسِكِ ٱلْأُشْنَانَ، فَقَدْ نُقِشَ إِثْمُكِ أَمَامِي، يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ. كَيْفَ تَقُولِينَ: لَمْ أَتَنَجَّسْ. وَرَاءَ بَعْلِيمَ لَمْ أَذْهَبْ؟ ٱنْظُرِي طَرِيقَكِ فِي ٱلْوَادِي. اِعْرِفِي مَا عَمِلْتِ، يَا نَاقَةً خَفِيفَةً ضَبِعَةً فِي طُرُقِهَا! يَا أَتَانَ ٱلْفَرَا، قَدْ تَعَوَّدَتِ ٱلْبَرِّيَّةَ! فِي شَهْوَةِ نَفْسِهَا تَسْتَنْشِقُ ٱلرِّيحَ. عِنْدَ ضَبَعِهَا مَنْ يَرُدُّهَا؟ كُلُّ طَالِبِيهَا لَا يُعْيُونَ. فِي شَهْرِهَا يَجِدُونَهَا. اِحْفَظِي رِجْلَكِ مِنَ ٱلْحَفَا وَحَلْقَكِ مِنَ ٱلظَّمَإِ. فَقُلْتِ: بَاطِلٌ! لَا! لِأَنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ ٱلْغُرَبَاءَ وَوَرَاءَهُمْ أَذْهَبُ. كَخِزْيِ ٱلسَّارِقِ إِذَا وُجِدَ هَكَذَا خِزْيُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَكَهَنَتُهُمْ وَأَنْبِيَاؤُهُمْ، قَائِلِينَ لِلْعُودِ: أَنْتَ أَبِي، وَلِلْحَجَرِ: أَنْتَ وَلَدْتَنِي. لِأَنَّهُمْ حَوَّلُوا نَحْوِي ٱلْقَفَا لَا ٱلْوَجْهَ، وَفِي وَقْتِ بَلِيَّتِهِمْ يَقُولُونَ: قُمْ وَخَلِّصْنَا. فَأَيْنَ آلِهَتُكَ ٱلَّتِي صَنَعْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَلْيَقُومُوا إِنْ كَانُوا يُخَلِّصُونَكَ فِي وَقْتِ بَلِيَّتِكَ. لِأَنَّهُ عَلَى عَدَدِ مُدُنِكَ صَارَتْ آلِهَتُكَ يَا يَهُوذَا. لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ كُلُّكُمْ عَصَيْتُمُونِي، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. لِبَاطِلٍ ضَرَبْتُ بَنِيكُمْ. لَمْ يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا. أَكَلَ سَيْفُكُمْ أَنْبِيَاءَكُمْ كَأَسَدٍ مُهْلِكٍ. «أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْجِيلُ، ٱنْظُرُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ. هَلْ صِرْتُ بَرِّيَّةً لِإِسْرَائِيلَ أَوْ أَرْضَ ظَلَامٍ دَامِسٍ؟ لِمَاذَا قَالَ شَعْبِي: قَدْ شَرَدْنَا، لَا نَجِيءُ إِلَيْكَ بَعْدُ؟ هَلْ تَنْسَى عَذْرَاءُ زِينَتَهَا، أَوْ عَرُوسٌ مَنَاطِقَهَا؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ نَسِيَنِي أَيَّامًا بِلَا عَدَدٍ. لِمَاذَا تُحَسِّنِينَ طَرِيقَكِ لِتَطْلُبِي ٱلْمَحَبَّةَ؟ لِذَلِكَ عَلَّمْتِ ٱلشِّرِّيرَاتِ أَيْضًا طُرُقَكِ. أَيْضًا فِي أَذْيَالِكِ وُجِدَ دَمُ نُفُوسِ ٱلْمَسَاكِينِ ٱلْأَزْكِيَاءِ. لَا بِٱلنَّقْبِ وَجَدْتُهُ، بَلْ عَلَى كُلِّ هَذِهِ. وَتَقُولِينَ: لِأَنِّي تَبَرَّأْتُ ٱرْتَدَّ غَضَبُهُ عَنِّي حَقًّا. هَأَنَذَا أُحَاكِمُكِ لِأَنَّكِ قُلْتِ: لَمْ أُخْطِئْ. لِمَاذَا تَرْكُضِينَ لِتَبْدُلِي طَرِيقَكِ؟ مِنْ مِصْرَ أَيْضًا تَخْزَيْنَ كَمَا خَزِيتِ مِنْ أَشُّورَ. مِنْ هُنَا أَيْضًا تَخْرُجِينَ وَيَدَاكِ عَلَى رَأْسِكِ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ رَفَضَ ثِقَاتِكِ، فَلَا تَنْجَحِينَ فِيهَا.

إرميا 1:2-37 الكتاب الشريف (SAB)

وَكَلَّمَنِي اللهُ وَقَالَ: ”اِذْهَبْ وَأَعْلِنْ هَذَا عَلَى مَسَامِعِ الْقُدْسِ، يَقُولُ اللهُ: ’أَنَا لَا أَنْسَى وَلَاءَكِ لِي وَأَنْتِ صَبِيَّةٌ، وَمَحَبَّتَكِ لِي كَعَرُوسَةٍ، وَكَيْفَ سِرْتِ وَرَائِي فِي الصَّحْرَاءِ، فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ. كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبًا خَاصًّا لِلّٰهِ، أَوَّلَ ثِمَارِهِ، وَكُلُّ مَنْ تَعَدَّى عَلَيْهِمْ كَانَ يُعْتَبَرُ مُذْنِبًا وَتَحِلُّ عَلَيْهِ الْمَصَائِبُ.‘“ هَذَا كَلَامُ اللهِ. اِسْمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ يَا بَنِي يَعْقُوبَ وَكُلَّ عَشَائِرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ اللهُ: ”مَاذَا وَجَدَ فِيَّ آبَاؤُكُمْ مِنْ خَطَأٍ، حَتَّى ابْتَعَدُوا عَنِّي، وَعَبَدُوا الْأَصْنَامَ التَّافِهَةَ وَصَارُوا هُمْ نَفْسُهُمْ تَافِهِينَ؟ وَلَمْ يَطْلُبُوا اللهَ الَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ، وَقَادَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ، فِي أَرْضٍ مُوحِشَةٍ فِيهَا حُفَرٌ، أَرْضٍ جَرْدَاءَ وَمُظْلِمَةٍ لَا يُسَافِرُ فِيهَا إِنْسَانٌ وَلَا يَسْكُنُ فِيهَا بَشَرٌ! وَأَدْخَلْتُكُمْ إِلَى أَرْضٍ طَيِّبَةٍ لِتَأْكُلُوا ثَمَرَهَا وَخَيْرَهَا. لَكِنَّكُمْ أَتَيْتُمْ وَنَجَّسْتُمْ أَرْضِي وَجَعَلْتُمْ نَصِيبِي قَبِيحًا. حَتَّى الْأَحْبَارُ لَمْ يَطْلُبُوا اللهَ، وَالَّذِينَ يُعَلِّمُونَ الشَّرِيعَةَ لَمْ يَعْرِفُونِي، وَالْقَادَةُ تَمَرَّدُوا عَلَيَّ، وَالأَنْبِيَاءُ الْمُزَيَّفُونَ جَاءُوا بِكَلَامٍ مِنَ الْبَعْلِ. وَعَبَدُوا الْأَصْنَامَ التَّافِهَةَ.“ لِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ: ”أُقَدِّمُ شَكْوَايَ ضِدَّكُمْ وَضِدَّ أَوْلَادِ أَوْلَادِكُمْ! فَاعْبُرُوا إِلَى شَوَاطِئِ قُبْرُصَ وَانْظُرُوا، وَأَرْسِلُوا إِلَى قِيدَارَ وَافْحَصُوا جَيِّدًا لِتَرَوْا هَلْ جَرَى هُنَاكَ مَا جَرَى عِنْدَكُمْ! لَا تُوجَدُ أُمَّةٌ بَدَّلَتْ آلِهَتَهَا أَبَدًا، مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ آلِهَةً حَقِيقِيَّةً! أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَّلَ إِلَهَهُ الْمَجِيدَ بِالْأَصْنَامِ التَّافِهَةِ.“ لِذَلِكَ يَقُولُ اللهُ: ”اِفْزَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ مِنْ هَذَا، وَارْتَعِشِي وَارْتَعِبِي جِدًّا. لِأَنَّ شَعْبِيَ ارْتَكَبَ شَرَّيْنِ، تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمَاءِ الْحَيِّ، وَحَفَرُوا لِنَفْسِهِمْ خَزَّانَ مَاءٍ، خَزَّانَ مَاءٍ مَشْرُوخًا لَا يَحْتَفِظُ بِالْمَاءِ. يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنْتُمْ لَمْ تَكُونُوا عَبِيدًا وَلَا أَوْلَادَ عَبِيدٍ، فَلِمَاذَا نَهَبَكُمُ الْأَعْدَاءُ؟ زَأَرَ الْأَعْدَاءُ عَلَيْكُمْ بِصَوْتٍ عَالٍ كَأُسُودٍ، وَجَعَلُوا بِلَادَكُمْ خَرِبَةً. مُدُنُكُمْ مَحْرُوقَةٌ وَمَهْجُورَةٌ. أَهْلُ مَمْفِيسَ وَتَحْفَنِيسَ كَسَّرُوا رَأْسَكِ. أَنْتِ جَلَبْتِ هَذَا عَلَى نَفْسِكِ، لِأَنَّكِ تَرَكْتِ الْمَوْلَى إِلَهَكِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَهْدِيكِ فِي الطَّرِيقِ. فَلِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَى مِصْرَ لِتَشْرَبِي مِنْ مَاءِ النِّيلِ، وَلِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَى أَشُّورَ لِتَشْرَبِي مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ؟ شَرُّكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ الْعِقَابَ، وَضَلَالُكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ التَّأْدِيبَ. فَكِّرِي فِي هَذَا وَافْهَمِي أَنَّ هَذَا شَرٌّ فَظِيعٌ أَنْ تَتْرُكِي الْمَوْلَى إِلَهَكِ وَلَا تَخَافِي مِنِّي.“ هَذَا كَلَامُ الْمَوْلَى الْإِلَهِ الْقَدِيرِ. ”أَنْتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ كَسَرْتِ نِيرَكِ، وَنَزَعْتِ قُيُودَكِ وَقُلْتِ: ’لَا أَعْبُدُكَ!‘ وَصِرْتِ كَزَوْجَةٍ خَائِنَةٍ، تَعْبُدِينَ الْأَصْنَامَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ مُرْتَفِعٍ، وَفِي ظِلِّ كُلِّ شَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ. أَنَا غَرَسْتُكِ أَفْضَلَ كَرْمَةٍ مِنْ نَوْعٍ جَيِّدٍ أَصِيلٍ، فَكَيْفَ تَحَوَّلْتِ إِلَى كَرْمَةٍ فَاسِدَةٍ غَرِيبَةٍ؟ مَهْمَا غَسَلْتِ نَفْسَكِ بِالْمُنَظِّفَاتِ، وَاسْتَعْمَلْتِ الصَّابُونَ كَثِيرًا، يَبْقَى وَسَخُ ذَنْبِكِ أَمَامِي!“ هَذَا كَلَامُ الْمَوْلَى الْإِلَهِ. ”كَيْفَ تَقُولِينَ: ’لَمْ أَتَنَجَّسْ، وَلَمْ أَذْهَبْ وَرَاءَ الْبَعْلِ‘؟ اُنْظُرِي إِلَى الْأَشْيَاءِ الَّتِي ارْتَكَبْتِهَا فِي الْوَادِي، تَذَكَّرِي مَا فَعَلْتِهِ. أَنْتِ كَأُنْثَى الْجَمَلِ تَجْرِي هَائِمَةً تَبْحَثُ عَنْ ذَكَرٍ! أَنْتِ حِمَارَةٌ وَحْشِيَّةٌ تَعَوَّدَتْ عَلَى الصَّحْرَاءِ. مِنْ شِدَّةِ شَهْوَتِهَا تَشُمُّ الرِّيحَ بَاحِثَةً عَنْ حِمَارٍ، وَمَنْ يَكْبَحُ شَهْوَتَهَا؟ لَا يَتْعَبُ الذُّكُورُ الَّذِينَ يُرِيدُونَهَا، بَلْ يَجِدُونَهَا مُسْتَعِدَّةً لَهُمْ! جَرَيْتِ حَتَّى حَفِيَتْ قَدَمَاكِ وَيَبِسَ حَلْقُكِ، فَقُلْتُ لَكِ: ’كُفِّي!‘ وَلَكِنَّكِ قُلْتِ: ’لَا أَقْدِرُ، لِأَنِّي أُحِبُّ الْآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ، فَأَذْهَبُ وَرَاءَهَا.‘ ”كَمَا يَخْجَلُ اللِّصُّ عِنْدَمَا يُمْسِكُونَهُ، كَذَلِكَ يَخْجَلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ هُمْ وَمُلُوكُهُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ وَأَحْبَارُهُمْ وَأَنْبِيَاؤُهُمْ. لِأَنَّهُمْ قَالُوا لِصَنَمٍ مِنْ خَشَبٍ: ’أَنْتَ أَبِي‘ وَلِصَنَمٍ مِنْ حَجَرٍ: ’أَنْتِ أُمِّي.‘ أَدَارُوا لِي ظَهْرَهُمْ لَا وَجْهَهُمْ. وَمَعَ ذَلِكَ فِي وَقْتِ الضِّيقِ يَقُولُونَ لِي: ’تَعَالَ أَنْقِذْنَا!‘ فَأَيْنَ إِذَنِ الْآلِهَةُ الَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لَكُمْ؟ فَلْتَأْتِ وَتُنْقِذْكُمْ فِي وَقْتِ الضِّيقِ، لِأَنَّهَا صَارَتْ عَلَى عَدَدِ مُدُنِكُمْ يَا شَعْبَ يَهُوذَا.“ وَيَقُولُ اللهُ: ”لِمَاذَا تَشْتَكُونَ ضِدِّي؟ كُلُّكُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ! عَاقَبْتُ شَعْبَكُمْ وَلَكِنْ بِلَا فَائِدَةٍ، فَهُمْ لَا يَقْبَلُونَ التَّأْدِيبَ. سَيْفُكُمْ قَتَلَ أَنْبِيَاءَكُمْ كَأَسَدٍ مُفْتَرِسٍ.“ يَا أَهْلَ هَذَا الْجِيلِ انْتَبِهُوا لِكَلِمَةِ اللهِ: ”هَلْ كُنْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَصَحْرَاءَ أَوْ كَأَرْضٍ مُظْلِمَةٍ جِدًّا؟ فَلِمَاذَا قَالَ شَعْبِي: ’اِنْطَلَقْنَا، تَحَرَّرْنَا وَلَنْ نَرْجِعَ إِلَيْكَ!‘ هَلْ تَنْسَى الْبِنْتُ زِينَتَهَا، أَوِ الْعَرُوسَةُ حِلْيَتَهَا؟ أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ نَسِيَنِي أَيَّامًا لَا تُعَدُّ! ”كَمْ أَنْتِ مَاهِرَةٌ فِي مُتَابَعَةِ الْمُحِبِّينَ! حَتَّى أَسْوَأُ امْرَأَةٍ يُمْكِنُهَا أَنْ تَتَعَلَّمَ شَيْئًا مِنْ شَرِّكِ! وَأَيْضًا عَلَى ثِيَابِكِ دَمُ الْمَسَاكِينِ وَالْأَبْرِيَاءِ. لَمْ يَكُونُوا لُصُوصًا ضُبِطُوا وَهُمْ يَسْرِقُونَ. وَمَعَ كُلِّ هَذَا، تَقُولِينَ: ’أَنَا بَرِيئَةٌ. اللهُ غَيْرُ زَعْلَانٍ مِنِّي.‘ لَكِنِّي سَأَحْكُمُ عَلَيْكِ لِأَنَّكِ قُلْتِ: ’لَمْ أُخْطِئْ.‘ لِمَاذَا تُغَيِّرِينَ سِيَاسَتَكِ بِهَذِهِ السُّهُولَةِ؟ سَيَخِيبُ أَمَلُكِ فِي مِصْرَ، كَمَا خَابَ فِي أَشُّورَ. فَتَخْرُجِينَ مِنْ مِصْرَ أَيْضًا وَيَدَاكِ عَلَى رَأْسِكِ كَالْأَسِيرِ، لِأَنَّ اللهَ رَفَضَ مَنْ تَتَّكِلِينَ عَلَيْهِمْ، فَلَنْ يُسَاعِدُوكِ.

إرميا 1:2-37 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

وكانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قائِلًا: إِذهَبْ وٱصرُخْ على مَسامِعِ أُورَشَليمَ قائِلًا: هٰكذا قالَ الرَّبّ: قد تَذَكَّرتُ لَكَ مَوَدَّةَ صِباكَ، مَحَبَّةَ خِطبَتِكَ، لَمَّا كُنتَ تَسيرُ وَرائي في البَرِّيَّة، في أَرضٍ لا زَرْعَ بِها. كانَ إِسْرائيلُ قُدسًا لِلرَّبّ، وباكورَةَ غَلَّتِه. كُلُّ الَّذينَ أَكَلوه أَثِموا، وأَتى علَيهِمِ الشَّرُّ، يَقولُ الرَّبّ. إِسمَعوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يا بَيتَ يَعْقوب، ويا جَميعَ عَشائِرِ بَيتِ إِسْرائيل. هٰكذا قالَ الرَّبّ: ماذا وَجَدَ فِيَّ آباؤُكم مِنَ الظُّلْم، حتَّى ٱبتَعَدوا عنِّي، وساروا وَراءَ الباطِلِ وصاروا باطِلًا؟ ولم يَقولوا: «أَينَ الرَّبُّ الَّذي أَصعَدَنا مِن أَرضِ مِصْر، وسارَ بِنا في البَرِّيَّة، في أَرضِ قِفارٍ وحُفَر، في أَرضٍ قاحِلَةٍ وظِلالِ مَوت، في أَرضٍ ما جاز فيها إِنْسان، ولا سَكَنَها بَشَر؟» فقَد أَدخَلتُكم أَرضَ جِنان، لِتَأكُلوا ثِمارَها وطَيِّباتِها، لٰكِنَّكم دَخَلتُم ونَجَّستُم أَرْضي، وجَعلتُم ميراثي قَبيحَة. الكَهَنَةُ لم يَقولوا: «أَينَ الرَّبّ؟» وأَصْحابُ الشَّريعَةِ لم يَعرِفوني، والرُّعاةُ عَصَوني والأَنبِياءُ تَنَبَّأوا بِالبَعْل، وساروا وراءَ ما لا فائِدَةَ فيه. فلِذٰلك أَتَّهِمُكم، يَقولُ الرَّبّ، وأَتَّهِمُ بَني بَنيكم. أُعبُروا إِلى جُزُرِ كِتِّيمَ وٱنظُروا، وأَرسِلوا إِلى قيدارَ وتَبَيَّنوا مِن كَثَب، وٱنظُروا هل حَدَثَ مِثْلُ هٰذا، هلِ استَبدَلَت أُمَّةٌ آلِهَتَها، مع أَنَّها لَيسَت بآلِهَة؟ أَمَّا شَعْبي فٱستَبدَلَ مَجدَه، بِما لا فائِدَةَ فيه. تَعَجَّبي أَيَّتُها السَّمَواتُ مِن هٰذا، وٱقشَعِرِّي وٱرتَعِبي جِدًّا، يَقولُ الرَّبّ. فإِنَّ شَعْبي صَنَعَ شَرَّين: تَرَكوني أَنا يَنْبوعَ المِياهِ الحَيَّة، وحَفَروا لأَنفُسِهم آبارًا، آبارًا مُشَقَّقَةً لا تُمسِكُ الماء. أَعَبدٌ إِسرائيلُ أَم هو مَولودُ بَيت؟ ما بالُه صارَ غَنيمة؟ علَيه زَأَرَتِ الأَشْبال وأَطلَقَت أَصْواتَها، وجَعَلَت أَرضَه دَمارًا، ومُدُنُه ٱحتَرَقَت فلا ساكِنَ فيها. وبَنو نوفَ وتحفَنْحيس أَيضًا، حَلَقوا هامَتَكِ. أَلَم تَجلُبي هٰذا علَيكِ، بِأَنَّكِ تَرَكتِ الرَّبَّ إِلٰهَكِ، حينَ كانَ يُسَيِّرُكِ في الطَّريق؟ والآنَ ما لَكِ وطَريقَ مِصْر، لِتَشرَبي مِياهَ شيحور؟ وما لَكِ وطَريقَ أَشُّور، لِتَشرَبي مِياهَ النَّهْر؟ إِنَّ شَرَّكِ يُؤَدِّبُكِ، وٱرتِداداتِكِ تُبَكِّتُكِ، فٱعلَمي وٱنظُري أَنَّ تَركَكِ الرَّبَّ إِلٰهَكِ شَيءٌ سَيِّئٌ ومُرّ، وأَنَّ مَهابَتي لَيسَت فيكِ، يَقولُ السَّيِّدُ رَبُّ القُوَّات. مُنذُ القِدَمِ كَسَرتِ نيرَكِ، وقَطَعتِ رُبُطَكِ وقُلتِ: «لا أَخدُم»، فإِنَّكِ على كُلِّ تَلَّةٍ عالِيَة، وتَحتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْراءَ، ٱضَّجَعتِ زانِيَة. وإِنِّي غَرَستُكِ أَفضَلَ كَرمَة، كُلُّها مِن زَرعٍ أَصيل، فكَيفَ تَحَوَّلتِ لي، إِلى نَباتٍ بَرِّيٍّ وإِلى كَرمَةٍ هَجينة؟ إِنَّكِ وإِنِ ٱغتَسَلتِ بِالنَّطْرون، وأَكثَرتِ مِنَ الأَشْنان، لا تَزالينَ مُلَطَّخَةً بِإِثمِكِ أَمامي، يَقولُ السَّيِّدُ الرَّبّ. كَيفَ تقولينَ: «لم أَتَنَجَّسْ، ولم أَتبَعِ البَعْل؟»، أُنظُري طَريقَكِ في الوادي، إِعرِفي ما صَنَعتِ أَيَّتُها النَّاقَةُ الخَفيفَة، الهائِمَةُ في طُرُقِها، أَتانٌ وَحشِيَّةٌ مُعاوِدَةُ البَرِّيَّة، في شِدَّةِ شَهوَتِها تَستَنشِقُ الرِّيح، فَمَن يَرُدُّ ضَبعَتَها؟ كُلُّ طالِبيها لا يَتعَبون، إِنَّهم يَجِدونَها في شَهْرِها. إِمنَعي رِجلَكِ مِنَ الحَفاء، وحَلقَكِ مِنَ الظَّماء، بل قُلتِ: «كَلاَّ، لا فائِدَةَ في ذٰلك، لأَنِّي أَحبَبتُ الغُرَباء، ووَراءَهُم أَسير». كما يُخْزى السَّارِقُ حينَ يُضبَط، كذٰلك خَزِيَ بَيتُ إِسْرائيل، هم ومُلوكُهم ورُؤَساؤُهم، وكَهَنَتُهم وأَنبِياؤُهم، القائِلونَ لِلخَشَب: «أَنتَ أَبي»، ولِلحَجَر: «أَنتَ وَلَدتَني». إِنَّهم قد وَلَّوني ظُهورَهم لا وُجوهَهم، وفي وَقتِ بَلْواهم يَقولون: «قُمْ وخَلِّصْنا». فأَينَ آلِهَتُكَ الَّذينَ صَنَعْتَهُم لَكَ؟ فلْيَقوموا لَعَلَّهم يُخَلِّصونَكَ في وَقتِ بَلْواكَ، فإِنَّ آلِهَتَكَ يا يَهوذا هم على عَدَدِ مُدُنِكَ. لِمَ تَتَّهِمونَني؟ إِنَّكم جَميعًا عَصَيتُموني، يَقولُ الرَّبّ. باطِلًا ضَرَبتُ أَبْناءَكم، فإِنَّهم لم يَقبَلوا تأديبًا. أَكَلَ سَيفُكم أَنبِياءَكم، كالأَسَدِ المُهلِك. أَيُّها الجيل، أُنظُروا إِلى كَلِمَةِ الرَّبّ، هل كُنتُ قَفرًا لإسْرائيل، أَم أَرضَ ظَلامٍ حالِك؟ فما بالُ شَعْبي قال: «قد شَرَدْنا فلا نَعودُ نَأتي إِلَيكَ؟» أَتَنْسى العَذْراءُ حِليَتَها، والعَروسُ زُنَّارَها؟ أَمَّا شَعْبي فنَسِيَني أَيَّامًا لا تُحْصى. ما أَمهَرَكِ في تَمْهيدِ الطَّريقِ لِطَلَبِ المَحَبَّة، ولِذٰلك حتَّى في الشَّرِّ جَعَلتِ طُرُقَكِ مَعْروفة، وفي أَذْيالِكِ أَيضًا وُجِدَ دَمُ المَساكينِ والأَبرِياء، ولم تَجِديهم يَنقُبون، وفَوقَ كُلِّ ذٰلك قُلتِ: «إِنِّي بريئة فلِذٰلك ٱرتَدَّ عنِّي غَضَبُه». بل هاءَنَذا أُحاكِمُكِ على قَولِكِ: «لم أَخطَأ»، ما أَسرَعَكِ في الذَّهابِ بِتَغييرِكِ طَريقَكِ! إِنَّكِ ستَخزَينَ مِن مِصرَ، كما خَزيتِ مِن أَشُّور. مِن هُناكَ أَيضًا تَخرُجين، ويَداكِ على رَأسِكِ، لأَنَّ الرَّبَّ نَبَذَ ثِقاتِكِ، فلا تَنجَحينَ معَهم.