يعقوب 1:1-27
يعقوب 1:1-27 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
مِن يَعقوبَ عَبدِ اللهِ والرَّبِّ يسوعَ المسيح إِلى المُشَتَّتينَ مِنَ الأَسباطِ الاِثنَي عَشَر، سَلام! أُنظُروا يا إِخوَتي إِلى ما يُصيبُكم مِن مُختَلِفِ المِحَن نَظَركم إِلى دَواعي الفَرَحِ الخالِص. فأَنتُم تَعلَمونَ أَنَّ ٱمتِحانَ إِيمانِكم يَلِدُ الثَّبات، وَلْيَكُنِ الثَّباتُ فعَّالاً على وَجهٍ كامِل، لِتَكونوا كامِلينَ سالِمينَ لا نَقْصَ فيكُم. وإِن كانَ أَحَدٌ مِنكُم تَنقُصُه الحِكمَة فلْيَطلُبْها عِندَ اللهِ يُعطَها، لأَنَّه يُعْطي جَميعَ النَّاسِ بِلا حِسابٍ ولا عِتاب. فلْيَطلُبْها بِإِيمانٍ مِن غَيرِ أَن يَرْتاب، لأَنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوجَ البَحرِ إِذا لَعِبَت بِه الرِّيحُ فهاجَتْه. ولا يَظُنَّنَّ ذٰلك الرَّجُلُ أَنَّه يَنالُ مِنَ الرَّبِّ شَيئًا، فهو رَجُلٌ ذو نَفْسَيْن لا يَقِرُّ لهُ قَرارٌ في طُرُقِه كُلِّها. لِيَفتَخِرِ الأَخُ الوَضيعُ بِرِفعَتِه والغَنِيُّ بِضَعَتِه، لأَنَّه كَزَهرِ العُشْبِ يَزول. فقَد أَشرَقَتِ الشَّمْسُ وٱشتَدَّت حَرارَتُها وأَيبَسَتِ العُشْب، فسَقَطَ زَهْرُه وذَهَبَ رَونَقُه. كذٰلِكَ يَذبُلُ الغَنِيُّ في مَساعيه. طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَحتَمِلُ التَّجرِبَة! لأَنَّه سيَخرُجُ مُزَكًّى فيَنالُ إِكليلَ الحَياةِ الَّذي وُعِدَ بِه مَن يُحِبُّونَه. إِذا جُرِّبَ أَحَدٌ فلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُني». إِنَّ اللهَ لا يُجَرِّبُه الشَّرُّ ولا يُجَرِّبُ أَحَدًا، في حينِ أَنَّ لِكُلِّ إِنسانٍ شَهوَةً تُجَرِّبُه فتَفتِنُه وتُغْويه. والشَّهوَةُ إِذا حَبِلَت وَلَدَتِ الخَطيئَة، والخَطيئَةُ إِذا تَمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت. لا تَضِلُّوا يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار. وهو لا تَبَدُّلَ فيهِ ولا شِبْهَ تَغَيُّر. شاءَ أَن يَلِدَنا بِكَلِمَةِ الحَقّ لِنَكونَ كمِثْلِ باكورَةٍ لِخَلائِقِه. لا يُخْفى عَلَيكم شَيءٌ، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، ومَعَ ذٰلك فعَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الِٱستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام، بَطيئًا عنِ الغَضَب، لأَنَّ غَضَبَ الإِنسانِ لا يَعمَلُ لِبِرِّ الله. فأَلقُوا عنكُم كُلَّ دَنَسٍ وكُلَّ ما يَفيضُ مِن شَرّ، وتَقبَّلوا بِوَداعةٍ الكَلِمَةَ المَغْروسَةَ فيكم والقادِرَةَ على خَلاصِ نُفوسِكم. وكونوا مِمَّن يَعمَلونَ بِهٰذه الكَلِمَة، لا مِمَّن يَكتَفونَ بِسَماعِها فيَخدَعونَ أَنفُسَهم. فمَن يَسمَعِ الكَلِمَةَ ولا يَعمَلْ بِها يُشْبِهْ رَجُلاً يَنظُرُ في المِرآةِ صورَةَ وَجْهِه. فما إِن نظَرَ إِلى نَفْسِه ومَضى حتَّى نَسِيَ كَيفَ كان. وأَمَّا الَّذي أَكَبَّ على الشَّريعَةِ الكامِلَة، شَريعَةِ الحُرِّيَّة، ولَزِمَها، لا شَأْنَ مَن يَسمَع ثُمَّ يَنْسى، بل شأنَ مَن يَعمَل، فذاكَ الَّذي سيَكونُ سَعيدًا في عَمَلِه. مَن ظَنَّ أَنَّه دَيِّنٌ ولَم يُلجِمْ لِسانَه، بل خَدَعَ قَلبَه، كانَ تَدَيُّنُه باطِلاً. إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِندَ اللهِ الآب هو افتِقادُ الأَيتامِ والأَرامِلِ في شِدَّتِهِم وصِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَهُ مِنَ العالَم لِيَكونَ بِلا دَنَس.
يعقوب 1:1-27 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)
مِنْ يَعقوبَ عَبدِ اللهِ والرّبّ يَسوعَ المَسيحِ إلى المُؤمنينَ المُشَتّتينَ مِنْ عَشائِرِ بَني إِسرائيلَ الاثنَتَي عَشرَةَ. سَلامٌ. إفرَحوا كُلّ الفَرَحِ، يا إخوَتي، حينَما تَقَعونَ في مُختَلفِ أنواعِ المِحَنِ. فأنتُم تَعرِفونَ أنّ اَمتِحانَ إيمانِكُم فيها يَلِدُ الصّبرَ. فليكُنِ الصّبرُ حافِزًا لكُم على العَمَلِ الكامِلِ حتى تَصيروا كامِلينَ مِنْ جميعِ الوُجوهِ، غَيرَ ناقِصينَ في شيءٍ. وإذا كانَ أحَدٌ مِنكُم تَنقُصُهُ الحِكمَةُ، فليَطلُبْها مِنَ اللهِ ينَلْها، لأنّ اللهَ يُعطي بِسخاءٍ ولا يَلُومُ. ولْيَطلُبْها بإيمانٍ لا اَرتيابَ فيهِ، لأنّ الذي يَرتابُ يُشبِهُ مَوجَ البحرِ إذا لَعِبَت بِه الرّيحُ فهَيّجَتْهُ. ولا يَظُنّ أحَدٌ كهذا أنّهُ يَنالُ مِنَ الرّبّ شيئًا، لأنّهُ إنسانٌ مُنقَسِمُ الرَأْيِ مُتَرَدّدٌ في جميعِ طُرُقِهِ. ليَفتَخِرِ الأخُ المِسكينُ بِرِفعَتِهِ، والغَنِـيّ بِمَذَلّتِهِ، لأنّ الغَنِـيّ كزَهرِ العُشبِ يَزولُ. تُشرِقُ الشّمسُ بِحَرارتِها فتُيَبّسُ العُشبَ، فيَتَساقَطُ زَهرُهُ ويَفنى جَمالُه. كذلِكَ يَذبُلُ الغَنِـيّ وهوَ مُنهَمِكٌ في أعمالِه. هنيئًا لِمَنْ يَصبِرُ على المِحنَةِ، لأنّهُ إذا اَمتُحِنَ يَنالُ إكليلَ الحَياةِ الذي وعَدَ الرّبّ بِه مَنْ يُحبّونَه. وإذا وقَعَ أحدٌ في مِحنَةٍ، فلا يَقُل: «هذِهِ مِحنَةٌ مِنَ اللهِ!» لأنّ اللهَ لا يَمتَحِنُه الشّرّ ولا يَمتَحِنُ أحدًا بِالشّرّ، بَلِ الشّهوَةُ تَمتَحِنُ الإنسانَ حينَ تُغويهِ وتُغريهِ. والشّهوَةُ إذا حَبِلَتْ ولَدَتِ الخَطيئَةَ، والخَطيئَةُ إذا نَضِجَتْ ولَدَتِ الموتَ. لا تَضلّوا، يا إخوَتي الأحِبّاءُ، فكُلّ عَطِيّةٍ صالِحَةٍ وكُلّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِنْ فوقُ، مِنْ عِندِ أبـي الأنوارِ. وهوَ الذي لا يَتَغيّرُ ولا يَدورُ فيَرمي ظِلاّ، شاءَ فوَلَدنا بِكلِمَةِ الحَقّ لِنكونَ باكورَةً لِخَلائِقِه. اعلموا هذا، يا إخوتي الأحبّاءُ، ليَكُنْ كُلّ واحدٍ مِنكُم سريعًا إلى الاستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكلامِ، بَطيئًا عَنِ الغَضَبِ، لأنّ غضَبَ الإنسانِ لا يَعمَلُ لِلحَقّ عِندَ اللهِ. فاَنبِذوا كُلّ دَنَسٍ وكُلّ بَقيّةٍ مِنْ شَرّ، وتقَبّلوا بِوَداعَةٍ ما يَغرُسُ اللهُ فيكُم مِنَ الكلامِ القادِرِ أنْ يُخَلّصَ نُفوسَكُم. ولكِنْ لا تكتَفوا بِسَماعِ كلامِ اللهِ مِنْ دونِ العمَلِ بِه فتَخدَعوا أنفُسَكم. فمَنْ يَسمَعِ الكلامَ ولا يَعمَل بِه يكُنْ كالناظِرِ في المِرآةِ صورَةَ وَجهِهِ، فهوَ يَنظُرُ نَفسَهُ ويَمضي، ثُمّ يَنسى في الحالِ كيفَ كانَ. وأمّا الذي يَنظُرُ في الشّريعَةِ الكامِلَةِ، شَريعَةِ الحُرّيّةِ، ويُداوِمُ علَيها، لا سامِعًا ناسِيًا، بَل عامِلاً بِها، فهَنيئًا لَه في ما يَعمَلُ. ومَنْ ظَنّ أنّهُ مُتَديّنٌ وهوَ لا يَحفَظُ لِسانَهُ، خدَعَ نَفسَهُ وكانَت دِيانـتُهُ باطِلَةً. فالدِيانَةُ الطّاهِرَةُ النّقيّةُ عِندَ اللهِ أبـينا هِـيَ أنْ يَعتَنيَ الإنسانُ بِالأيتامِ والأراملِ في ضِيقَتِهِم، وأنْ يَصونَ نَفسَهُ مِنْ دَنَسِ العالَمِ.
يعقوب 1:1-27 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)
مِنْ يَعقوبَ عَبدِ اللهِ والرّبّ يَسوعَ المَسيحِ إلى المُؤمنينَ المُشَتّتينَ مِنْ عَشائِرِ بَني إِسرائيلَ الاثنَتَي عَشرَةَ. سَلامٌ. إفرَحوا كُلّ الفَرَحِ، يا إخوَتي، حينَما تَقَعونَ في مُختَلفِ أنواعِ المِحَنِ. فأنتُم تَعرِفونَ أنّ اَمتِحانَ إيمانِكُم فيها يَلِدُ الصّبرَ. فليكُنِ الصّبرُ حافِزًا لكُم على العَمَلِ الكامِلِ حتى تَصيروا كامِلينَ مِنْ جميعِ الوُجوهِ، غَيرَ ناقِصينَ في شيءٍ. وإذا كانَ أحَدٌ مِنكُم تَنقُصُهُ الحِكمَةُ، فليَطلُبْها مِنَ اللهِ ينَلْها، لأنّ اللهَ يُعطي بِسخاءٍ ولا يَلُومُ. ولْيَطلُبْها بإيمانٍ لا اَرتيابَ فيهِ، لأنّ الذي يَرتابُ يُشبِهُ مَوجَ البحرِ إذا لَعِبَت بِه الرّيحُ فهَيّجَتْهُ. ولا يَظُنّ أحَدٌ كهذا أنّهُ يَنالُ مِنَ الرّبّ شيئًا، لأنّهُ إنسانٌ مُنقَسِمُ الرَأْيِ مُتَرَدّدٌ في جميعِ طُرُقِهِ. ليَفتَخِرِ الأخُ المِسكينُ بِرِفعَتِهِ، والغَنِـيّ بِمَذَلّتِهِ، لأنّ الغَنِـيّ كزَهرِ العُشبِ يَزولُ. تُشرِقُ الشّمسُ بِحَرارتِها فتُيَبّسُ العُشبَ، فيَتَساقَطُ زَهرُهُ ويَفنى جَمالُه. كذلِكَ يَذبُلُ الغَنِـيّ وهوَ مُنهَمِكٌ في أعمالِه. هنيئًا لِمَنْ يَصبِرُ على المِحنَةِ، لأنّهُ إذا اَمتُحِنَ يَنالُ إكليلَ الحَياةِ الذي وعَدَ الرّبّ بِه مَنْ يُحبّونَه. وإذا وقَعَ أحدٌ في مِحنَةٍ، فلا يَقُل: «هذِهِ مِحنَةٌ مِنَ اللهِ!» لأنّ اللهَ لا يَمتَحِنُه الشّرّ ولا يَمتَحِنُ أحدًا بِالشّرّ، بَلِ الشّهوَةُ تَمتَحِنُ الإنسانَ حينَ تُغويهِ وتُغريهِ. والشّهوَةُ إذا حَبِلَتْ ولَدَتِ الخَطيئَةَ، والخَطيئَةُ إذا نَضِجَتْ ولَدَتِ الموتَ. لا تَضلّوا، يا إخوَتي الأحِبّاءُ، فكُلّ عَطِيّةٍ صالِحَةٍ وكُلّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِنْ فوقُ، مِنْ عِندِ أبـي الأنوارِ. وهوَ الذي لا يَتَغيّرُ ولا يَدورُ فيَرمي ظِلاّ، شاءَ فوَلَدنا بِكلِمَةِ الحَقّ لِنكونَ باكورَةً لِخَلائِقِه. اعلموا هذا، يا إخوتي الأحبّاءُ، ليَكُنْ كُلّ واحدٍ مِنكُم سريعًا إلى الاستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكلامِ، بَطيئًا عَنِ الغَضَبِ، لأنّ غضَبَ الإنسانِ لا يَعمَلُ لِلحَقّ عِندَ اللهِ. فاَنبِذوا كُلّ دَنَسٍ وكُلّ بَقيّةٍ مِنْ شَرّ، وتقَبّلوا بِوَداعَةٍ ما يَغرُسُ اللهُ فيكُم مِنَ الكلامِ القادِرِ أنْ يُخَلّصَ نُفوسَكُم. ولكِنْ لا تكتَفوا بِسَماعِ كلامِ اللهِ مِنْ دونِ العمَلِ بِه فتَخدَعوا أنفُسَكم. فمَنْ يَسمَعِ الكلامَ ولا يَعمَل بِه يكُنْ كالناظِرِ في المِرآةِ صورَةَ وَجهِهِ، فهوَ يَنظُرُ نَفسَهُ ويَمضي، ثُمّ يَنسى في الحالِ كيفَ كانَ. وأمّا الذي يَنظُرُ في الشّريعَةِ الكامِلَةِ، شَريعَةِ الحُرّيّةِ، ويُداوِمُ علَيها، لا سامِعًا ناسِيًا، بَل عامِلاً بِها، فهَنيئًا لَه في ما يَعمَلُ. ومَنْ ظَنّ أنّهُ مُتَديّنٌ وهوَ لا يَحفَظُ لِسانَهُ، خدَعَ نَفسَهُ وكانَت دِيانـتُهُ باطِلَةً. فالدِيانَةُ الطّاهِرَةُ النّقيّةُ عِندَ اللهِ أبـينا هِـيَ أنْ يَعتَنيَ الإنسانُ بِالأيتامِ والأراملِ في ضِيقَتِهِم، وأنْ يَصونَ نَفسَهُ مِنْ دَنَسِ العالَمِ.
يعقوب 1:1-27 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)
مِنْ يَعْقُوبَ عَبْدِ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ، إلَى شَعْبِ اللهِ المُشَتَّتِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. أيُّهَا الإخْوَةُ، عِنْدَمَا تُواجِهُونَ أنوَاعًا كَثِيرَةً مِنَ التَّجَارِبِ، اعتَبِرُوا ذَلِكَ دَافِعًا إلَى أنْ تَفْرَحُوا كُلَّ الفَرَحِ. وَذَلِكَ لِأنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ امتِحَانَ إيمَانِكُمْ يُوَلِّدُ فِيكُمُ الصَّبرَ. فَحَافِظُوا عَلَى هَذَا الصَّبرِ إلَى النِّهَايَةِ، لِكَي يُنْتِجَ عَمَلَهُ الكَامِلَ فِيكُمْ، فَتَصِيرُوا نَاضِجِينَ وَكَامِلِينَ، لَا يَنْقُصُكُمْ شَيءٌ. وَإنْ كَانَ أحَدُكُمْ تَنْقُصُهُ الحِكْمَةُ، فَلْيَطْلُبْهَا مِنَ اللهِ فَتُعْطَى لَهُ. فَاللهُ يُعْطِي جَمِيعَ النَّاسِ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُهُمْ. لَكِنْ عَلَيْهِ أنْ يَطْلُبَ بِإيمَانٍ وَأنْ لَا يَشُكَّ، لِأنَّ الَّذِي يَشُكُّ يُشْبِهُ مَوجَ البَحْرِ الَّذِي تَتَلَاعَبُ بِهِ الرِّيحُ وَتَقْذِفُهُ مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ. فَلَا يَظُنَّ مِثْلُ ذَلِكَ الإنْسَانِ أنَّهُ سَيَنَالُ شَيْئًا مِنَ الرَّبِّ. فَهُوَ إنْسَانٌ لَا يَثْبُتُ عَلَى أيِّ رَأيٍ، وَجَمِيعُ شُؤُونِ حَيَاتِهِ غَيْرُ مُسْتَقِرَّةٍ. عَلَى المُؤمِنِ الفَقِيرِ أنْ يَفْتَخِرَ بِالمَكَانَةِ الَّتِي رَفَعَهُ اللهُ إلَيْهَا. وَعَلَى المُؤمِنِ الغَنِيِّ أنْ يَفْتَخِرَ بِالتَّوَاضُعِ الَّذِي مَنَحَهُ اللهُ إيَّاهُ، لِأنَّ حَيَاتَهُ سَتَنْتَهِي كَمَا تَذْبُلُ أزهَارُ الحُقُولِ. تُشرِقُ الشَّمْسُ بِحَرَارَتِهَا المُلتَهِبَةِ، فَتُحرِقُ الأعشَابَ وَتُسقِطُ أزهَارَهَا، وَيَتَلَاشَى جَمَالُهَا. هَكَذَا يَذْبُلُ الإنْسَانُ الغَنِيُّ وَهُوَ مُنشَغِلٌ فِي أعْمَالِهِ. هَنِيئًا لِلإنْسَانِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجرِبَةَ، لِأنَّهُ سَيَنَالُ إكلِيلَ الحَيَاةِ عِنْدَمَا يَجتَازُ التَّجرِبَةَ بِنَجَاحٍ، الإكلِيلَ الَّذِي وَعَدَ بِهِ اللهُ جَمِيعَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. وَإذَا تَعَرَّضَ أحَدٌ لِلتَّجرِبَةِ، لَا يَنْبَغِي أنْ يَقُولَ: «هَذِهِ تَجْرِبَةٌ مِنَ اللهِ.» لِأنَّ اللهَ لَا تُغرِيهِ الشُّرُورُ، وَهُوَ لَا يُغرِي بِهَا أحَدًا. لَكِنَّ الإنْسَانَ يُجَرَّبُ بِسَبَبِ شَهوَتِهِ الَّتِي تَجْذِبُهُ وَتُغرِيهِ. وَعِنْدَمَا تَحْبَلُ الشَّهوَةُ، تَلِدُ خَطِيَّةً. وَعِنْدَمَا يَكْتَمِلُ نُمُوُّ الخَطِيَّةِ، فَإنَّهَا تُؤَدِّي إلَى المَوْتِ. أيُّهَا الإخْوَةُ الأحِبَّاءُ، لَا تَنْخَدِعُوا، فَكُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوهِبَةٍ كَامِلَةٍ، تَأْتِي مِنْ فَوقُ، أيْ مِنْ عِندِ الآبِ الَّذِي خَلَقَ أنوَارَ السَّمَاءِ. وَعَلَى خِلَافِ تِلْكَ الأنوَارِ، هُوَ لَا يَتَغَيَّرُ كَظِلَالِهَا المُتَقَلِّبَةِ. وَهُوَ قَدِ اخْتَارَ أنْ يَجْعَلَنَا أوْلَادًا لَهُ بِكَلِمَةِ الحَقِّ، لِنَكُونَ أهَمَّ خَلَائِقِهِ. أيُّهَا الإخْوَةُ الأحِبَّاءُ، تَذَكَّرُوا مَا يَلِي: عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يَكُونَ مُسرِعًا فِي الاستِمَاعِ، مُبطِئًا فِي الكَلَامِ، وَمُبطِئًا فِي الغَضَبِ. لِأنَّ غَضَبَ الإنْسَانِ لَا يُؤَدِّي إلَى الحَيَاةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ. لِذَلِكَ تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ خُبْثٍ، وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ يُحِيطُ بِكُمْ، وَاقبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الكَلِمَةَ الَّتِي يَغْرِسُهَا اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ، وَالقَادِرُةَ عَلَى تَخْلِيصِكُمْ. اعمَلُوا دَائِمًا بِمَا يَقُولُهُ اللهُ، وَلَا تَكْتَفُوا بِسَمَاعِ كَلَامِهِ، فَتَخْدَعُوا بِذَلِكَ أنْفُسَكُمْ. لِأنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلَامَ اللهِ وَلَا يَعْمَلُ بِهِ، يُشْبِهُ شَخْصًا يَنْظُرُ إلَى وَجْهِهِ فِي مِرآةٍ. فَرَأىْ نَفْسَهُ وَلَمْ يُغَيِّرْ بِهَا شَيْئًا، ثُمَّ ذَهَبَ وَنَسِيَ مَا رَآهُ! أمَّا مَنْ يَتَمَعَنُّ فِي شَرِيعَةِ اللهِ الكَامِلَةِ الَّتِي تُحَرِّرُنَا، وَيُدَاوِمُ عَلَى ذَلِكَ دُونَ أنْ يَنْسَى مَا يَسْمَعُ، بَلْ يَعْمَلُ بِكَلَامِ اللهِ، فَإنَّهُ يَكُونُ مُبَارَكًا بِسَبَبِ ذَلِكَ. إنْ ظَنَّ أحَدٌ أنَّهُ مُتَدَيِّنٌ، لَكِنَّهُ لَا يُسَيطِرُ عَلَى لِسَانِهِ، فَهُوَ يَخْدَعُ نَفْسَهُ، وَدِيَانَتُهُ بِلَا فَائِدَةٍ! فَالدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ فِي نَظَرِ اللهِ أبِينَا تَتَضَمَّنُ مَا يَلِي: أنْ يَعَتَنِيَ المؤمِنُ بِالأيتَامِ وَالأرَامِلِ فِي ظُرُوفِهِمُ القَاسِيَةِ، وَأنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ مِنَ التَّلَوُّثِ الَّذِي فِي العَالَمِ.
يعقوب 1:1-27 كتاب الحياة (KEH)
مِنْ يَعْقُوبَ، عَبْدِ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى أَسْبَاطِ الْيَهُودِ الاثْنَيْ عَشَرَ، الْمُشَتَّتِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ سَلامٌ! يَا إِخْوَتِي، عِنْدَمَا تَنْزِلُ بِكُمُ التَّجَارِبُ وَالْمِحَنُ الْمُخْتَلِفَةُ، اعْتَبِرُوهَا سَبِيلاً إِلَى الْفَرَحِ الْكُلِّيِّ. وَكُونُوا عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ هَذَا يُنْتِجُ صَبْراً. وَدَعُوا الصَّبْرَ يَعْمَلُ عَمَلَهُ الْكَامِلَ فِيكُمْ، لِكَيْ يَكْتَمِلَ نُضْجُكُمْ وَتَصِيرُوا أَقْوِيَاءَ قَادِرِينَ عَلَى مُوَاجَهَةِ جَمِيعِ الأَحْوَالِ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى الْحِكْمَةِ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلا يُعَيِّرُ. فَسَيُعْطَى لَهُ. وَإِنَّمَا، عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ ذَلِكَ بِإِيمَانٍ، دُونَ أَيِّ تَرَدُّدٍ أَوْ شَكٍّ. فَإِنَّ الَّذِي يَشُكُّ يُشْبِهُ مَوْجَةَ الْبَحْرِ، تَتَلاعَبُ بِها الرِّيَاحُ فَتَقْذِفُهَا وَتَرُدُّهَا! فَلا يَتَوَهَّمِ الْمُرْتَابُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئاً مِنَ الرَّبِّ. فَعِنْدَمَا يَكُونُ الإِنْسَانُ بِرَأْيَيْنِ، لَا يَثْبُتُ عَلَى قَرَارٍ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ. مَنْ كَانَ فَقِيراً وَأَخاً مُؤْمِناً، فَلْيُسَرَّ بِمَقَامِهِ الَّذِي رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ. وَأَمَّا الْغَنِيُّ، فَعَلَيْهِ أَنْ يُدْرِكَ أَنَّ مَالَهُ لَا يُغْنِيهِ عَنِ اللهِ: لأَنَّ نِهَايَتَهُ سَتَكُونُ كَنِهَايَةِ الأَعْشَابِ الْمُزْهِرَةِ. فَعِنْدَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ بِحَرِّهَا الْمُحْرِقِ، تُيَبِّسُ تِلْكَ الأَعْشَابَ، فَيَسْقُطُ زَهْرُهَا، وَيَتَلاشَى جَمَالُ مَنْظَرِهَا. هَكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ فِي طُرُقِهِ! طُوبَى لِمَنْ يَتَحَمَّلُ الْمِحْنَةَ بِصَبْرٍ. فَإِنَّهُ، بَعْدَ أَنْ يَجْتَازَ الامْتِحَانَ بِنَجَاحٍ، سَيَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ مُحِبِّيهِ! وَإذَا تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِتَجْرِبَةٍ مَا، فَلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُنِي!» ذَلِكَ لأَنَّ اللهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَهُ الشَّرُّ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ بِهِ أَحَداً. وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ يَسْقُطُ فِي التَّجْرِبَةِ حِينَ يَنْدَفِعُ مَخْدُوعاً وَرَاءَ شَهْوَتِهِ. فَإِذَا مَا حَبِلَتِ الشَّهْوَةُ وَلَدَتِ الْخَطِيئَةَ. وَمَتَى نَضَجَتِ الْخَطِيئَةُ، أَنْتَجَتِ الْمَوْتَ. فَيَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لَا تَضِلُّوا: إِنَّ كُلَّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَهِبَةٍ كَامِلَةٍ إِنَّمَا تَنْزِلُ مِنْ فَوْقُ، مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تَحَوُّلٌ، وَلا ظِلٌّ لأَنَّهُ لَا يَدُورُ. وَهُوَ قَدْ شَاءَ أَنْ يَجْعَلَنَا أَوْلاداً لَهُ، فَوَلَدَنَا بِكَلِمَتِهِ، كَلِمَةِ الْحَقِّ. وَغَايَتُهُ أَنْ نَكُونَ بَاكُورَةَ خَلِيقَتِهِ. لِذَلِكَ، يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَكُونَ مُسْرِعاً إِلَى الإِصْغَاءِ، غَيْرَ مُتَسَرِّعٍ فِي الْكَلامِ، بَطِيءَ الْغَضَبِ. لأَنَّ الإِنْسَانَ، إِذَا غَضِبَ، لَا يَعْمَلُ الصَّلاحَ الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ. إِذَنْ، تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ مَا فِي حَيَاتِكُمْ مِنْ نَجَاسَةٍ وَشَرٍّ مُتَزَايِدٍ. وَلْيَكُنْ قُبُولُكُمْ الْكَلِمَةَ الَّتِي غَرَسَهَا اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ، قُبُولاً وَدِيعاً. فَهِيَ الْقَادِرَةُ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. لَا تَكْتَفُوا فَقَطْ بِسَمَاعِهَا، بَلِ اعْمَلُوا بِها، وَإلَّا كُنْتُمْ تَغُشُّونَ أَنْفُسَكُمْ. فَالَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَلا يَعْمَلُ بِها، يَكُونُ كَمَنْ يَنْظُرُ إِلَى الْمِرْآةِ لِيُشَاهِدَ وَجْهَهُ فِيهَا. وَبَعْدَ أَنْ يَرَى نَفْسَهُ، يَذْهَبُ فَيَنْسَى صُورَتَهُ حَالاً. أَمَّا الَّذِي يَنْظُرُ بِالتَّدْقِيقِ فِي الْقَانُونِ الْكَامِلِ، قَانُونِ الْحُرِّيَّةِ، وَيُوَاظِبُ عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُونُ كَمَنْ يَعْمَلُ بِالْكَلِمَةِ لَا كَمَنْ يَسْمَعُهَا وَيَنْسَاهَا، فَإِنَّ اللهَ يُبَارِكُهُ كَثِيراً فِي كُلِّ مَا يَعْمَلُهُ. وَإِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ مُتَدَيِّنٌ، وَهُوَ لَا يُلْجِمُ لِسَانَهُ، فَإِنَّهُ يَغُشُّ قَلْبَهُ، وَدِيَانَتُهُ غَيْرُ نَافِعَةٍ! فَالدِّيَانَةُ الطَّاهِرَةُ النَّقِيَّةُ فِي نَظَرِ اللهِ الآبِ تَظْهَرُ فِي زِيَارَةِ الأَيْتَامِ وَالأَرَامِلِ لإِعَانَتِهِمْ فِي ضِيقِهِمْ، وَفِي صِيَانَةِ النَّفْسِ مِنَ التَّلَوُّثِ بِفَسَادِ الْعَالَمِ.
يعقوب 1:1-27 الكتاب المقدس (AVD)
يَعْقُوبُ، عَبْدُ ٱللهِ وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، يُهْدِي ٱلسَّلَامَ إِلَى ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا ٱلَّذِينَ فِي ٱلشَّتَاتِ. اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ. وَلَكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ ٱلْبَتَّةَ، لِأَنَّ ٱلْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ ٱلْبَحْرِ تَخْبِطُهُ ٱلرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلَا يَظُنَّ ذَلِكَ ٱلْإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ. رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَلْيَفْتَخِرِ ٱلْأَخُ ٱلْمُتَّضِعُ بِٱرْتِفَاعِهِ، وَأَمَّا ٱلْغَنِيُّ فَبِٱتِّضَاعِهِ، لِأَنَّهُ كَزَهْرِ ٱلْعُشْبِ يَزُولُ. لِأَنَّ ٱلشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِٱلْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ ٱلْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ ٱلْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ. طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يَحْتَمِلُ ٱلتَّجْرِبَةَ، لِأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ ٱلْحَيَاةِ» ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ ٱلرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. لَا يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ»، لِأَنَّ ٱللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ، وَهُوَ لَا يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَٱلْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لَا تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي ٱلْأَنْوَارِ، ٱلَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلَا ظِلُّ دَوَرَانٍ. شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ ٱلْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلَائِقِهِ. إِذًا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي ٱلْغَضَبِ، لِأَنَّ غَضَبَ ٱلْإِنْسَانِ لَا يَصْنَعُ بِرَّ ٱللهِ. لِذَلِكَ ٱطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ، فَٱقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَغْرُوسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ. وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ، لَا سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. وَلَكِنْ مَنِ ٱطَّلَعَ عَلَى ٱلنَّامُوسِ ٱلْكَامِلِ -نَامُوسِ ٱلْحُرِّيَّةِ- وَثَبَتَ، وَصَارَ لَيْسَ سَامِعًا نَاسِيًا بَلْ عَامِلًا بِٱلْكَلِمَةِ، فَهَذَا يَكُونُ مَغْبُوطًا فِي عَمَلِهِ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ ٱلنَّقِيَّةُ عِنْدَ ٱللهِ ٱلْآبِ هِيَ هَذِهِ: ٱفْتِقَادُ ٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلِ فِي ضِيقَتِهِمْ، وَحِفْظُ ٱلْإِنْسَانِ نَفْسَهُ بِلَا دَنَسٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ.
يعقوب 1:1-27 الكتاب الشريف (SAB)
مِنْ يَعْقُوبَ، عَبْدِ اللهِ وَعِيسَى الْمَسِيحِ مَوْلَانَا. أُهْدِي سَلَامِي إِلَى كُلِّ شَعْبِ اللهِ الْمُشَتَّتِينَ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ. يَا إِخْوَتِي، اِعْتَبِرُوا أَنْفُسَكُمْ سُعَدَاءَ عِنْدَمَا تَحِلُّ بِكُمْ مُخْتَلِفُ أَنْوَاعِ الْمِحَنِ، لِأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ نَجَاحَكُمْ فِي امْتِحَانِ الْإِيمَانِ يُنْتِجُ فِيكُمُ الثَّبَاتَ. فَاجْعَلُوا الثَّبَاتَ يَنْمُو فِيكُمْ إِلَى الْكَمَالِ، لِكَيْ تَكُونُوا بَالِغِينَ تَمَامًا وَغَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ مِنْكُمْ تَنْقُصُهُ الْحِكْمَةُ، فَيَجِبُ أَنْ يَطْلُبَهَا مِنَ اللهِ، فَيُعْطِيَهَا لَهُ. لِأَنَّهُ كَرِيمٌ يُعْطِي كُلَّ النَّاسِ بِسَخَاءٍ وَلَا يَلُومُ سَائِلًا. إِنَّمَا يَجِبُ أَنْ يَسْأَلَ بِإِيمَانٍ، وَلَا يَشُكَّ أَبَدًا. لِأَنَّ الَّذِي يَشُكُّ هُوَ كَمَوْجِ الْبَحْرِ تَقْذِفُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ لَا يَتَوَقَّعَ أَنْ يُعْطِيَهُ اللهُ أَيَّ شَيْءٍ، لِأَنَّهُ يَشُكُّ وَيَتَرَدَّدُ فِي كُلِّ تَصَرُّفَاتِهِ. يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْفَقِيرِ أَنْ يَفْتَخِرَ بِأَنَّ اللهَ رَفَعَ قَدْرَهُ، وَعَلَى الْمُؤْمِنِ الْغَنِيِّ أَنْ يَحْمَدَ اللهَ أَنَّهُ صَارَ مُتَوَاضِعًا، لِأَنَّهُ يَزُولُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ. فَعِنْدَمَا تُشْرِقُ الشَّمْسُ بِحَرَارَتِهَا الْمُحْرِقَةِ، تَجْعَلُ الْعُشْبَ يَذْبُلُ، فَيَسْقُطُ زَهْرُهُ، وَيَزُولُ جَمَالُهُ. بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ أَيْضًا يَزُولُ الْغَنِيُّ وَهُوَ مُنْهَمِكٌ فِي أَشْغَالِهِ. هَنِيئًا لِمَنْ يَثْبُتُ فِي الْمِحْنَةِ، لِأَنَّهُ بَعْدَمَا يَنْجَحُ يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ اللهُ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ. إِنْ تَعَرَّضْتُمْ لِلْإِغْرَاءِ فَلَا تَلُومُوا اللهَ عَلَى ذَلِكَ، لِأَنَّ الشَّرَّ لَا يُغْرِي اللهَ، كَمَا أَنَّ اللهَ لَا يُغْرِي أَحَدًا بِعَمَلِ الشَّرِّ. بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَقَعُ فِي الْإِغْرَاءِ بِسَبَبِ شَهَوَاتِهِ الَّتِي تَجْذِبُهُ وَتُقَيِّدُهُ. وَالشَّهْوَةُ تَحْبَلُ فَتَلِدُ الْمَعْصِيَةَ، وَالْمَعْصِيَةُ تَنْمُو فَتُنْتِجُ الْمَوْتَ. لَا تَنْخَدِعُوا يَا إِخْوَتِيَ الْأَحِبَّاءَ، كُلُّ عَطِيَّةٍ طَيِّبَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ كَامِلَةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، تَأْتِي لَنَا مِنَ اللهِ صَانِعِ الْأَنْوَارِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ لَا يَتَغَيَّرُ وَلَا يَدُورُ كَظِلِّ تِلْكَ الْأَنْوَارِ. شَاءَ فَجَعَلَنَا أَبْنَاءَهُ بِوَاسِطَةِ كَلِمَةِ الْحَقِّ، لِكَيْ نَكُونَ أَهَمَّ خَلِيقَتِهِ. لِذَلِكَ يَا إِخْوَتِيَ الْأَحِبَّاءَ، يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يُسْرِعَ إِلَى الْاِسْتِمَاعِ، وَيَتَأَنَّى قَبْلَ الْكَلَامِ، وَلَا يَزْعَلَ بِسُرْعَةٍ. لِأَنَّ الشَّخْصَ الزَّعْلَانَ لَا يَعْمَلُ الصَّلَاحَ الَّذِي يُرِيدُهُ اللهُ. إِذَنْ، تَخَلَّصُوا مِنْ كُلِّ نَجَاسَةٍ وَمِنْ كُلِّ أَنْوَاعِ الشَّرِّ، وَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ كَلِمَةَ اللهِ الَّتِي زَرَعَهَا فِي قُلُوبِكُمْ، فَهِيَ قَادِرَةٌ أَنْ تُنْقِذَكُمْ. اِعْمَلُوا بِكَلِمَةِ اللهِ. لَا تَكْتَفُوا بِسَمَاعِهَا فَقَطْ فَتَخْدَعُوا أَنْفُسَكُمْ. لِأَنَّ مَنْ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَلَا يَعْمَلُ بِهَا، يَكُونُ كَوَاحِدٍ يَنْظُرُ فِي مِرْآةٍ لِيَرَى مَلَامِحَ وَجْهِهِ، وَبَعْدَمَا يَنْظُرُ وَيَمْضِي يَنْسَى شَكْلَهُ حَالًا. أَمَّا مَنْ يَتَأَمَّلُ فِي الشَّرِيعَةِ الْكَامِلَةِ الَّتِي تُحَرِّرُ النَّاسَ، وَيُدَاوِمُ عَلَى ذَلِكَ، وَلَا يَنْسَى مَا يَسْمَعُهُ بَلْ يَعْمَلُ بِهِ، يَكُونُ مُبَارَكًا فِي مَا يَعْمَلُهُ. إِنْ كَانَ وَاحِدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ مُتَدَيِّنٌ، وَهُوَ لَا يَضْبِطُ لِسَانَهُ، فَهُوَ يَخْدَعُ نَفْسَهُ، وَدِينُهُ هُوَ بِلَا قِيمَةٍ. الدِّينُ الْحَقُّ الطَّاهِرُ فِي نَظَرِ اللهِ الْأَبِ، يَظْهَرُ فِي أَنْ يَهْتَمَّ الْوَاحِدُ بِالْأَيْتَامِ وَالْأَرَامِلِ فِي ضِيقِهِمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ نَفْسَهُ مِنْ نَجَاسَةِ الدُّنْيَا.
يعقوب 1:1-27 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)
مِن يَعقوبَ عَبدِ اللهِ والرَّبِّ يسوعَ المسيح إِلى المُشَتَّتينَ مِنَ الأَسباطِ الاِثنَي عَشَر، سَلام! أُنظُروا يا إِخوَتي إِلى ما يُصيبُكم مِن مُختَلِفِ المِحَن نَظَركم إِلى دَواعي الفَرَحِ الخالِص. فأَنتُم تَعلَمونَ أَنَّ ٱمتِحانَ إِيمانِكم يَلِدُ الثَّبات، وَلْيَكُنِ الثَّباتُ فعَّالاً على وَجهٍ كامِل، لِتَكونوا كامِلينَ سالِمينَ لا نَقْصَ فيكُم. وإِن كانَ أَحَدٌ مِنكُم تَنقُصُه الحِكمَة فلْيَطلُبْها عِندَ اللهِ يُعطَها، لأَنَّه يُعْطي جَميعَ النَّاسِ بِلا حِسابٍ ولا عِتاب. فلْيَطلُبْها بِإِيمانٍ مِن غَيرِ أَن يَرْتاب، لأَنَّ المُرتابَ يُشبِهُ مَوجَ البَحرِ إِذا لَعِبَت بِه الرِّيحُ فهاجَتْه. ولا يَظُنَّنَّ ذٰلك الرَّجُلُ أَنَّه يَنالُ مِنَ الرَّبِّ شَيئًا، فهو رَجُلٌ ذو نَفْسَيْن لا يَقِرُّ لهُ قَرارٌ في طُرُقِه كُلِّها. لِيَفتَخِرِ الأَخُ الوَضيعُ بِرِفعَتِه والغَنِيُّ بِضَعَتِه، لأَنَّه كَزَهرِ العُشْبِ يَزول. فقَد أَشرَقَتِ الشَّمْسُ وٱشتَدَّت حَرارَتُها وأَيبَسَتِ العُشْب، فسَقَطَ زَهْرُه وذَهَبَ رَونَقُه. كذٰلِكَ يَذبُلُ الغَنِيُّ في مَساعيه. طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَحتَمِلُ التَّجرِبَة! لأَنَّه سيَخرُجُ مُزَكًّى فيَنالُ إِكليلَ الحَياةِ الَّذي وُعِدَ بِه مَن يُحِبُّونَه. إِذا جُرِّبَ أَحَدٌ فلا يَقُلْ: «إِنَّ اللهَ يُجَرِّبُني». إِنَّ اللهَ لا يُجَرِّبُه الشَّرُّ ولا يُجَرِّبُ أَحَدًا، في حينِ أَنَّ لِكُلِّ إِنسانٍ شَهوَةً تُجَرِّبُه فتَفتِنُه وتُغْويه. والشَّهوَةُ إِذا حَبِلَت وَلَدَتِ الخَطيئَة، والخَطيئَةُ إِذا تَمَّ أَمرُها خَلَّفَتِ المَوت. لا تَضِلُّوا يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، فكُلُّ عَطِيَّةٍ صالِحَةٍ وكُلُّ هِبَةٍ كامِلَةٍ تَنزِلُ مِن عَلُ مِن عِندِ أَبي الأَنوار. وهو لا تَبَدُّلَ فيهِ ولا شِبْهَ تَغَيُّر. شاءَ أَن يَلِدَنا بِكَلِمَةِ الحَقّ لِنَكونَ كمِثْلِ باكورَةٍ لِخَلائِقِه. لا يُخْفى عَلَيكم شَيءٌ، يا إِخوَتي الأَحِبَّاء، ومَعَ ذٰلك فعَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الِٱستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام، بَطيئًا عنِ الغَضَب، لأَنَّ غَضَبَ الإِنسانِ لا يَعمَلُ لِبِرِّ الله. فأَلقُوا عنكُم كُلَّ دَنَسٍ وكُلَّ ما يَفيضُ مِن شَرّ، وتَقبَّلوا بِوَداعةٍ الكَلِمَةَ المَغْروسَةَ فيكم والقادِرَةَ على خَلاصِ نُفوسِكم. وكونوا مِمَّن يَعمَلونَ بِهٰذه الكَلِمَة، لا مِمَّن يَكتَفونَ بِسَماعِها فيَخدَعونَ أَنفُسَهم. فمَن يَسمَعِ الكَلِمَةَ ولا يَعمَلْ بِها يُشْبِهْ رَجُلاً يَنظُرُ في المِرآةِ صورَةَ وَجْهِه. فما إِن نظَرَ إِلى نَفْسِه ومَضى حتَّى نَسِيَ كَيفَ كان. وأَمَّا الَّذي أَكَبَّ على الشَّريعَةِ الكامِلَة، شَريعَةِ الحُرِّيَّة، ولَزِمَها، لا شَأْنَ مَن يَسمَع ثُمَّ يَنْسى، بل شأنَ مَن يَعمَل، فذاكَ الَّذي سيَكونُ سَعيدًا في عَمَلِه. مَن ظَنَّ أَنَّه دَيِّنٌ ولَم يُلجِمْ لِسانَه، بل خَدَعَ قَلبَه، كانَ تَدَيُّنُه باطِلاً. إِنَّ التَّدَيُّنَ الطَّاهِرَ النَّقِيَّ عِندَ اللهِ الآب هو افتِقادُ الأَيتامِ والأَرامِلِ في شِدَّتِهِم وصِيانَةُ الإِنسانِ نَفْسَهُ مِنَ العالَم لِيَكونَ بِلا دَنَس.