التكوين 1:38-30

التكوين 1:38-30 الكتاب المقدس (AVD)

وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ ٱلزَّمَانِ أَنَّ يَهُوذَا نَزَلَ مِنْ عِنْدِ إِخْوَتِهِ، وَمَالَ إِلَى رَجُلٍ عَدُّلَامِيٍّ ٱسْمُهُ حِيرَةُ. وَنَظَرَ يَهُوذَا هُنَاكَ ٱبْنَةَ رَجُلٍ كَنْعَانِيٍّ ٱسْمُهُ شُوعٌ، فَأَخَذَهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَا ٱسْمَهُ «عِيرًا». ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضًا وَوَلَدَتِ ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ «أُونَانَ». ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَيْضًا ٱبْنًا وَدَعَتِ ٱسْمَهُ «شِيلَةَ». وَكَانَ فِي كَزِيبَ حِينَ وَلَدَتْهُ. وَأَخَذَ يَهُوذَا زَوْجَةً لِعِيرٍ بِكْرِهِ ٱسْمُهَا ثَامَارُ. وَكَانَ عِيرٌ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ ٱلرَّبُّ. فَقَالَ يَهُوذَا لِأُونَانَ: «ٱدْخُلْ عَلَى ٱمْرَأَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْ بِهَا، وَأَقِمْ نَسْلًا لِأَخِيكَ». فَعَلِمَ أُونَانُ أَنَّ ٱلنَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ إِذْ دَخَلَ عَلَى ٱمْرَأَةِ أَخِيهِ أَنَّهُ أَفْسَدَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لِكَيْ لَا يُعْطِيَ نَسْلًا لِأَخِيهِ. فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ مَا فَعَلَهُ، فَأَمَاتَهُ أَيْضًا. فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «ٱقْعُدِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ حَتَّى يَكْبُرَ شِيلَةُ ٱبْنِي». لِأَنَّهُ قَالَ: «لَعَلَّهُ يَمُوتُ هُوَ أَيْضًا كَأَخَوَيْهِ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَقَعَدَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. وَلَمَّا طَالَ ٱلزَّمَانُ مَاتَتِ ٱبْنَةُ شُوعٍ ٱمْرَأَةُ يَهُوذَا. ثُمَّ تَعَزَّى يَهُوذَا فَصَعِدَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ إِلَى تِمْنَةَ، هُوَ وَحِيرَةُ صَاحِبُهُ ٱلْعَدُّلَامِيُّ. فَأُخْبِرَتْ ثَامَارُ وَقِيلَ لَهَا: «هُوَذَا حَمُوكِ صَاعِدٌ إِلَى تِمْنَةَ لِيَجُزَّ غَنَمَهُ». فَخَلَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَغَطَّتْ بِبُرْقُعٍ وَتَلَفَّفَتْ، وَجَلَسَتْ فِي مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ ٱلَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لِأَنَّهَا رَأَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَهِيَ لَمْ تُعْطَ لَهُ زَوْجَةً. فَنَظَرَهَا يَهُوذَا وَحَسِبَهَا زَانِيَةً، لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ غَطَّتْ وَجْهَهَا. فَمَالَ إِلَيْهَا عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَاتِي أَدْخُلْ عَلَيْكِ». لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تَدْخُلَ عَلَيَّ؟» فَقَالَ: «إِنِّي أُرْسِلُ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ ٱلْغَنَمِ». فَقَالَتْ: «هَلْ تُعْطِينِي رَهْنًا حَتَّى تُرْسِلَهُ؟». فَقَالَ: «مَا ٱلرَّهْنُ ٱلَّذِي أُعْطِيكِ؟» فَقَالَتْ: «خَاتِمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ ٱلَّتِي فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهَا وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَحَبِلَتْ مِنْهُ. ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ وَخَلَعَتْ عَنْهَا بُرْقُعَهَا وَلَبِسَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا. فَأَرْسَلَ يَهُوذَا جَدْيَ ٱلْمِعْزَى بِيَدِ صَاحِبِهِ ٱلْعَدُّلَامِيِّ لِيَأْخُذَ ٱلرَّهْنَ مِنْ يَدِ ٱلْمَرْأَةِ، فَلَمْ يَجِدْهَا. فَسَأَلَ أَهْلَ مَكَانِهَا قَائِلًا: «أَيْنَ ٱلزَّانِيَةُ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي عَيْنَايِمَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». فَرَجَعَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا. وَأَهْلُ ٱلْمَكَانِ أَيْضًا قَالُوا: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». فَقَالَ يَهُوذَا: «لِتَأْخُذْ لِنَفْسِهَا، لِئَلَّا نَصِيرَ إِهَانَةً. إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ هَذَا ٱلْجَدْيَ وَأَنْتَ لَمْ تَجِدْهَا». وَلَمَّا كَانَ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، أُخْبِرَ يَهُوذَا وَقِيلَ لَهُ: «قَدْ زَنَتْ ثَامَارُ كَنَّتُكَ، وَهَا هِيَ حُبْلَى أَيْضًا مِنَ ٱلزِّنَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا فَتُحْرَقَ». أَمَّا هِيَ فَلَمَّا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «مِنَ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي هَذِهِ لَهُ أَنَا حُبْلَى!» وَقَالَتْ: «حَقِّقْ لِمَنِ ٱلْخَاتِمُ وَٱلْعِصَابَةُ وَٱلْعَصَا هَذِهِ». فَتَحَقَّقَهَا يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ أَبَرُّ مِنِّي، لِأَنِّي لَمْ أُعْطِهَا لِشِيلَةَ ٱبْنِي». فَلَمْ يَعُدْ يَعْرِفُهَا أَيْضًا. وَفِي وَقْتِ وِلَادَتِهَا إِذَا فِي بَطْنِهَا تَوْأَمَانِ. وَكَانَ فِي وِلَادَتِهَا أَنَّ أَحَدَهُمَا أَخْرَجَ يَدًا فَأَخَذَتِ ٱلْقَابِلَةُ وَرَبَطَتْ عَلَى يَدِهِ قِرْمِزًا، قَائِلَةً: «هَذَا خَرَجَ أَوَّلًا». وَلَكِنْ حِينَ رَدَّ يَدَهُ، إِذَا أَخُوهُ قَدْ خَرَجَ. فَقَالَتْ: «لِمَاذَا ٱقْتَحَمْتَ؟ عَلَيْكَ ٱقْتِحَامٌ!». فَدُعِيَ ٱسْمُهُ «فَارِصَ». وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ٱلَّذِي عَلَى يَدِهِ ٱلْقِرْمِزُ. فَدُعِيَ ٱسْمُهُ «زَارَحَ».

التكوين 1:38-30 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

وفي ذلِكَ الوقتِ فارقَ يَهوذا إخوتَه وذهَبَ إلى رجُلٍ عَدُلاَّميٍّ ا‏سمُه حيرَةُ. ورأى يَهوذا هُناكَ بنتَ رجُلٍ كنعانيٍّ اسمُه شُوعٌ، فأخذَها ودخَل علَيها فحَبِلت ووَلَدَتِ ا‏بنا فسَمَّاه عيرا. وحَبِلَت أيضا ووَلَدَت ا‏بنا فَسَمَّتْهُ أونانَ. وعادَت فوَلَدَتِ ا‏بنا وسمَّتْهُ شيلَةَ. وكانَ في كَزيـبَ حينَ ولَدَتْهُ. وأَخذَ يَهوذا زوجةً لِعيرَ ا‏بنِهِ البِكْرِ، ا‏سمُها ثامارُ‌. وكانَ عيرُ هذا شرِّيرا في نظَر الرّبِّ، فأماتَهُ الرّبُّ. فقالَ يَهوذا لأونانَ: «أدخلْ على ا‏مرأةِ أخيكَ فتَزَوَّجْها وأقِمْ نسلا لأخيكَ‌». وعَلِمَ أونانُ أنَّ النَّسلَ لا يكونُ لَه، فكانَ إذا دخَل على ا‏مرأةِ أَخيهِ أَفرَغَ مَنيَّهُ على الأرضِ لئلاَّ يَجعَلَ نسلا لأخيهِ. فا‏ستاءَ الرّبُّ بِما فعَلَهُ أُونانُ، فأماتهُ أيضا. فقالَ يَهوذا لِتامارَ كَـنَّتِه: «بِما أَنَّكِ أرملةٌ‌ أقيمي في بَيتِ أَبـيكِ حتّى يكبُرَ شيلَةُ ا‏بني». قالَ هذا مَخافةَ أَنْ يموتَ شيلةُ أيضا كأخَوَيهِ. فذَهَبَت تامارُ وأقامت في بَيتِ أبـيها. ولمَّا طالتِ المُدَّةُ وماتـتِ ا‏بنةُ شُوعَ، ا‏مرأةُ يَهوذا، صَعِدَ يهوذا بَعدَ أيّامِ العزاءِ إلى حيثُ كانَ غنَمُه يُجَزُّ في تِمْنَةَ، هوَ وصاحِبُهُ حِيرَةُ العَدُلاَّميُّ. وقِـيلَ لتامارَ: «ها حَمُوكِ صاعِدٌ إلى تِمْنَةَ لِجَزِّ غنَمِهِ». فخَلَعَت ثيابَ ترَمُّلِّها، وتَغَطَّت بالبُرقُعِ واستَتَرت وجَلسَت في مدخَل عَينايِمَ، على طريقِ تِمنَةَ. فعَلَت ذلِكَ لأنَّها رأت أنَّ شيلةَ ا‏بنَ يهوذا كَـبُرَ ولم تُزوَّجْ بِهِ. فرآها يَهوذا فحَسِبَها زانيةً لأنَّها كانت تُغطّي وجهَها. فمالَ إليها في الطَّريقِ وقالَ لها: «تعالَي أدخلْ علَيكِ» وكانَ لا يَعلَمُ أنَّها كَـنَّتُه. فقالت: «ماذا تُعطيني حتّى تدخلَ عليَّ؟» قالَ: «أُرسِلُ لكِ جَديا مِنَ الماشيةِ». قالت: «أعطِني رَهْنا إلى أنْ تُرسِلَهُ». قالَ: «ما الرَّهنُ الّذي أُعطيكِ؟» قالت: «خاتَمُكَ‌ وعِمامَتُكَ وعصاكَ الَّتي بـيدِكَ». فأعطاها ودخَلَ علَيها، فحَبِلت مِنهُ. ثُمَّ قامت، فذَهبت إلى بَيتها وخَلَعَت بُرْقُعَها ولَبِسَت ثِـيابَ ترَمُّلِها. وأَرسلَ يَهوذا جَديا معَ صاحِبهِ العَدُلاَّميِّ لِـيَفُكَّ الرَّهْنَ مِنْ يدِ المَرأةِ فلم يَجِدْها. فسأل المُقيمينَ هُناكَ: «أينَ البَغيُّ الّتي كانت في عَينايِمَ على الطَّريقِ؟» قالوا: «ما كانت هنا بَغيٌّ». فرَجَعَ إلى يَهوذا وقالَ لَه: «لم أجِدْها، والمُقيمونَ هُناكَ أيضا قالوا: ما كانت هنا بَغيٌّ». فقالَ يَهوذا: «لِتَحتَفِظْ بِما لي عِندَها لِئلاَّ تلحقَنا المهانَةُ كيفَ أرسلتُ أنا الجَديَ، وأنتَ لم تَجِدْها». وبَعدَ مُرورِ نحوَ ثلاثةِ أَشهرٍ قِـيلَ لِـيهوذا: «زَنَت تامارُ كَـنَّتُكَ، وها هيَ حُبلى مِنَ الزِّنى». فقال يَهوذا: «أَخرِجُوها وأحرِقُوها». وبَينَما هُم يُخرجونَها أرسَلَت إلى يَهوذا حَميِّها تقولُ: «تحَقَّقْ لِمَنْ هذا الخاتَمُ والعِمامَةُ والعصا، فأَنا حُبلى مِنه». فتَحَقَّقَها يَهوذا وقالَ: «هيَ أَصدَقُ منِّي. كانَ عليَّ أنْ أُزوِّجَها لِشيلَةَ ا‏بني». ولم يَعُدْ أيضا يُضاجِعُها. ولمَّا جاءَ وقتُ وِلادَتِها كانَ في بَطنِها تَوأَمانِ. وبَينَما هيَ تَلِدُ أَخرَجَ أحدُ التَّوأَمَينِ يَدَهُ، فأمسَكَتْها القابِلَةُ وعَقَدَت علَيها خَيطا قِرْمِزِيًّا وقالت: «هذا خرَجَ أوَّلا». فلمَّا رَدَّ يَدهُ خرَجَ أخوهُ فقَالت: «لماذا قَطَعْتَ الخيطَ؟ علَيكَ القَطِيعَةُ». فَسُمِّيَ فارِصَ‌. ثُمَّ خرَجَ أَخوه وعلى يَدِهِ خَيطُ القِرمِزِ، فَسُمَّيَ زارَحَ.

التكوين 1:38-30 كتاب الحياة (KEH)

وَحَدَثَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنَّ يَهُوذَا افْتَرَقَ عَنْ إِخْوَتِهِ وَأَقَامَ عِنْدَ رَجُلٍ عَدُلَّامِيٍّ يُدْعَى حِيرَةَ وَشَاهَدَ هُنَاكَ ابْنَةَ كَنْعَانِيٍّ اسْمُهُ شُوعٌ، فَتَزَوَّجَهَا، فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لَهُ ابْناً دَعَاهُ عِيراً. ثُمَّ حَمَلَتْ أَيْضاً وَأَنْجَبَتِ ابْناً سَمَّتْهُ أُونَانَ. ثُمَّ عَادَتْ فَأَنْجَبَتْ فِي كَزِيبَ ابْناً دَعَتْهُ شِيلَةَ. وَأَخَذَ يَهُوذَا لِعِيرَ بِكْرِهِ زَوْجَةً تُدْعَى ثَامَارَ. وَإِذْ كَانَ عِيرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيراً، أَمَاتَهُ الرَّبُّ. فَقَالَ يَهُوذَا لأُونَانَ: «ادْخُلْ عَلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ وَتَزَوَّجْهَا وَأَقِمْ لأَخِيكَ نَسْلاً». وَعَرَفَ أُونَانُ أَنَّ النَّسْلَ لَا يَكُونُ لَهُ، فَكَانَ كُلَّمَا عَاشَرَ امْرَأَةَ أَخِيهِ يُفْسِدُ عَلَى الأَرْضِ، كَيْ لا يُقِيمَ لأَخِيهِ نَسْلاً. فَسَاءَ عَمَلُهُ هَذَا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ أَيْضاً. فَقَالَ يَهُوذَا لِثَامَارَ كَنَّتِهِ: «امْكُثِي أَرْمَلَةً فِي بَيْتِ أَبِيكِ رَيْثَمَا يَكْبُرُ شِيلَةُ ابْنِي». لأَنَّهُ قَالَ: «لِئَلّا يَمُوتَ شِيلَةُ أَيْضاً كَمَا مَاتَ أَخَوَاهُ». فَمَضَتْ ثَامَارُ وَمَكَثَتْ فِي بَيْتِ أَبِيهَا. وَبَعْدَ زَمَنٍ طَوِيلٍ مَاتَتْ زَوْجَةُ يَهُوذَا ابْنةُ شُوعٍ. وَإِذْ تَعَزَّى يَهُوذَا بَعْدَهَا انْطَلَقَ إِلَى جُزَّازِ غَنَمِهِ فِي تِمْنَةَ بِرِفْقَةِ حِيرَةَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ. فَقِيلَ لِثَامَارَ: «هُوَذَا حَمُوكِ قَادِمٌ لِتِمْنَةَ لِجَزِّ غَنَمِهِ». فَنَزَعَتْ عَنْهَا ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا، وَتَبَرْقَعَتْ وَتَلَفَّعَتْ وَجَلَسَتْ عِنْدَ مَدْخَلِ عَيْنَايِمَ الَّتِي عَلَى طَرِيقِ تِمْنَةَ، لأَنَّهَا عَرَفَتْ أَنَّ شِيلَةَ قَدْ كَبُرَ وَأَنَّهَا لَنْ تُزَفَّ إِلَيْهِ. فَعِنْدَمَا رَآهَا يَهُوذَا ظَنَّهَا زَانِيَةً لأَنَّهَا كَانَتْ تُغَطِّي وَجْهَهَا، فَمَالَ نَحْوَهَا إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ وَقَالَ: «دَعِينِي أُعَاشِرُكِ». وَلَمْ يَكُنْ يَدْرِي أَنَّهَا كَنَّتُهُ. فَقَالَتْ: «مَاذَا تُعْطِينِي لِكَيْ تُعَاشِرَنِي؟» فَقَالَ: «أَبْعَثُ إِلَيْكِ جَدْيَ مِعْزَى مِنَ الْقَطِيعِ». فَقَالَتْ: «أَتُعْطِينِي رَهْناً حَتَّى تَبْعَثَ بِهِ؟» فَسَأَلَهَا: «أَيُّ رَهْنٍ أُعْطِيكِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «خَاتَمُكَ وَعِصَابَتُكَ وَعَصَاكَ». فَأَعْطَاهَا مَا طَلَبَتْ، وَعَاشَرَهَا فَحَمَلَتْ مِنْهُ. ثُمَّ قَامَتْ وَمَضَتْ، وَخَلَعَتْ بُرْقُعَهَا وَارْتَدَتْ ثِيَابَ تَرَمُّلِهَا. وَعِنْدَمَا أَرْسَلَ الْجَدْيَ مَعَ صَاحِبِهِ الْعَدُلامِيِّ لِيَسْتَرِدَّ الرَّهْنَ مِنْ يَدِ الْمَرْأَةِ لَمْ يَجِدْهَا. فَسَأَلَ أَهْلَ الْمَكَانِ: «أَيْنَ الزَّانِيَةُ الَّتِي كَانَتْ تَجْلِسُ عَلَى الطَّرِيقِ فِي عَيْنَايِمَ؟» فَقَالُوا: «لَمْ تَكُنْ فِي هَذَا الْمَكَانِ زَانِيَةٌ». فَعَادَ إِلَى يَهُوذَا وَقَالَ: «لَمْ أَجِدْهَا؛ وَكَذَلِكَ قَالَ أَهْلُ الْمَكَانِ: لَمْ تَكُنْ هَهُنَا زَانِيَةٌ». فَأَجَابَ يَهُوذَا: «فَلْتَحْتَفِظْ بِمَا عِنْدَهَا، فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ يَسْخَرَ النَّاسُ مِنِّي. لَقَدْ بَعَثْتُ بِهَذَا الْجَدْيِ أُجْرَةً لَهَا وَلَكِنَّكَ لَمْ تَجِدْهَا». وَبَعْدَ مُضِيِّ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ قِيلَ لِيَهُوذَا: «ثَامَارُ كَنَّتُكَ زَنَتْ، وَحَبِلَتْ مِنْ زِنَاهَا». فَقَالَ يَهُوذَا: «أَخْرِجُوهَا لِتُحْرَقَ». وَعِنْدَمَا أُخْرِجَتْ أَرْسَلَتْ إِلَى حَمِيهَا قَائِلَةً: «أَنَا حُبْلَى مِنْ صَاحِبِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ. تَحَقَّقْ لِمَنْ هَذَا الْخَاتَمُ وَالْعِصَابَةُ وَالْعَصَا؟» فَأَقَرَّ بِها يَهُوذَا وَقَالَ: «هِيَ حَقّاً أَبَرُّ مِنِّي، لأَنَّنِي لَمْ أُزَوِّجْهَا مِنِ ابْنِي شِيلَةَ». وَلَمْ يُعَاشِرْهَا فِي مَا بَعْدُ. وَعِنْدَمَا أَزِفَ مَوْعِدُ وِلادَتِهَا إِذَا فِي أَحْشَائِهَا تَوْأَمَانِ. وَفِي أَثْنَاءِ وِلادَتِهَا أَخْرَجَ أَحَدُهُمَا يَداً فَرَبَطَتِ الْقَابِلَةُ حَوْلَهَا خَيْطاً أَحْمَرَ، وَقَالَتْ: «هَذَا خَرَجَ أَوَّلاً». غَيْرَ أَنَّهُ سَحَبَ يَدَهُ فَخَرَجَ أَخُوهُ، فَقَالَتْ: «أَيُّ اقْتِحَامٍ اقْتَحَمْتَ لِنَفْسِكَ؟» لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ فَارَصَ (وَمَعْنَاهُ: اقْتِحَامٌ). وَبَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ ذُو الْمِعْصَمِ الْمُطَوَّقِ بِالْخَيْطِ الأَحْمَرِ فَسُمِّيَ زَارَحَ (وَمَعْنَاهُ: أَحْمَرُ، أَوْ إِشْرَاقٌ).

التكوين 1:38-30 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

وكانَ في ذٰلكَ الزَّمانِ أَنَّ يَهوذا نَزَلَ مِن عِندِ إِخوَتِه ومالَ إِلى رَجُلٍ عَدُلاَّمِيٍّ يُقالُ لَه حِيرة. ورأَى يَهوذا هُناكَ بِنتَ رَجُلٍ كَنْعانِيٍّ ٱسمُه شُوع، فَتَزَوَّجَها ودَخَلَ علَيها. فحَمَلَت ووَلَدَتِ ٱبنًا فسَمَّاه عِيرًا. ثُمَّ حَمَلَت أَيضًا ووَلَدَتِ ٱبنًا فسَمَّته أَونان. وعادَت أَيضًا فوَلَدَتِ ٱبنًا وسَمَّته شِيلة. وكانَ في كازيبَ حينَ وَلَدَته. وٱتَّخَذَ يَهوذا زَوجَةً لِعيرٍ بِكْرِه ٱسمُها تامار. وكانَ عِيرٌ، بِكْرُ يَهوذا، شِرِّيرًا في عَينَيِ الرَّبّ، فأَماتَه الرَّبّ. فقالَ يَهوذا لأَونان: «أُدخُلْ على ٱمرأَةِ أَخيك وقُمْ بِواجِبِ الصِّهْرِ وأَقِمْ نَسْلًا لأَخيك». وعَلِمَ أَونانُ أَنَّ النَّسْلَ لا يَكونُ لَه، فَكانَ إِذا دَخَلَ على ٱمرَأَةِ أَخيه، اِستَمْنى على الأَرض، لِئَلاَّ يَجعَلَ نَسْلًا لأَخيه. فقَبُحَ ما فَعَلَه في عَينَيِ الرَّبّ، فأَماته أَيضًا. فقالَ يَهوذا لِتامارَ كَنَّتِه: «أَقيمي أَرمَلَةً في بَيتِ أَبيكِ حتَّى يَكبَرَ شِيلَةُ ٱبني». لأَنَّه كانَ يقول: «يُخْشى أَن يَموتَ هو أَيضًا كأَخَوَيه». فمَضَت تامارُ وأَقامَت في بَيتِ أَبيها. ومَضَت مُدَّةٌ طَويلة، ماتَتِ ٱبنَةُ شُوع، اِمرَأَةُ يَهوذا، وعِندَما تَعَزَّى يَهوذا، صَعِدَ إِلى جُزَّازِ غَنَمِه في تِمْنَة هو وحِيرة، صاحِبُه العَدُلاَّمِيّ. وأُخبِرَت تامارُ وقيلَ لَها: «هُوَذا حَمْوُكِ صاعِدٌ إِلى تِمْنَة، لِيَجُزَّ غَنَمَه» فخَلَعَت ثِيابَ إِرْمالِها مِن علَيها وتَغَطَّت بِالخِمار وٱحتَجَبَت بِه وجَلَسَت في مَدخَلِ العَينَينِ على طَريقِ تِمْنَة، لأَنَّها رَأَت أَنَّ شِيلَةَ قد كَبِرَ ولَم تُزَوَّجْ بِه. فرآها يَهوذا فحَسِبَها بَغِيًّا، لأَنَّها كانَت مُغَطِّيَةً وَجهَها. فمالَ إِلَيها إِلى الطَّريقِ وقال: «هَلُمَّ أَدخُلُ علَيكِ»، لأَنَّه لم يَعلَمْ أَنَّها كَنَّتُه. فقالَت: «ماذا تُعْطيني حتَّى تَدخُلَ عَلَيَّ؟» قال: «أَبعَثُ بِجَدْيِ مَعْزٍ مِنَ الماشِيَة». قالَت: «أَعْطِني رَهْنًا إِلى أَن تَبعَث». قال: «ما الرَّهْنُ الَّذي أُعْطيكِه؟» قالت: «خاتَمُكَ وعِقالُكَ وعَصاكَ الَّتي بِيَدِكَ». فأَعْطاها ودَخَلَ علَيها، فحَبِلَت مِنه. ثُمَّ قامَت فَمَضَت ونَزَعَت خِمارَها مِن علَيها ولَبِسَت ثِيابَ إِرْمالِها. وبَعَثَ يَهوذا بِجَدْيِ مَعزٍ مع صاحِبِه العَدُلامِيّ لِيَستَرِدَّ الرَّهْنَ مِن يَدِ المَرأَة، فلَم يَجِدْها. فسَأَلَ أَهْلَ المَكانِ عن مُقامِها قائلًا: «أَينَ البَغِيُّ الَّتي كانَت عِندَ العَينَينِ على الطَّريق؟» قالوا: «ما كانت هٰهُنا قَطُّ بَغِيٌّ». فرَجَعَ إِلى يَهوذا وقال: «لم أَجِدْها، وأَهْلُ المَكانِ أَيضًا قالوا: ما كانَت هٰهُنا قَطُّ بَغِيٌّ». فقالَ يَهوذا: «لِتَحتَفِظْ بِما عِندَها لِئَلاَّ نَصيرَ سُخرِيَّة، فإِنِّي قد أَرسَلتُ الجَدْيَ، وأَنتَ لم تَجِدْها». وبَعدَ مُضِيِّ نَحوِ ثَلاثةِ أَشهُرٍ، أُخبِرَ يَهوذا وقيلَ لَه: «قد بَغَت تامارُ كَنَّتُكَ، وها هي حامِلٌ مِنَ البَغاء». فقالَ يَهوذا: «أَخرِجوها فتُحرَق». فبَينَما هي مُخرَجَة، بَعَثَت إِلى حَميها قائلةً: «مِنَ الرَّجُلِ الَّذي هٰذه الأَشياءُ لَه أَنا حامِل». وقالت: «أُنْظُرْ لِمَنْ هٰذا الخاتَمُ والعِقالُ والعَصا». فنَظَرَ إِلَيْها يَهوذا وقال: «هي أَبَرُّ مِنِّي، لأَنِّي لم أُزَوِّجْها لِشيلَةَ ٱبني». ولم يَعُدْ بَعدَ ذٰلك يَدخُلُ عَلَيها. ولَمَّا حانَ وَقتُ وِلادَتِها، إِذا بِتَوأَمَينِ في بَطِنها. ولَمَّا وَلَدَت، أَخرَجَ أَحَدُهُما يَدَه، فأَخَذَتِ القابِلَةُ خَيطًا قِرمِزِيًّا فعَقَدَته علَيها وقالَت: «هٰذا خَرَجَ أَوَّلًا». فلَمَّا رَدَّ يَدَه، خَرَجَ أَخوه فقالت: «يا لَكَ مِن ثَغرَةٍ ثغَرتَها!» فسُمِّيَ فارَص. وبَعدَ ذٰلكَ خَرَجَ أَخوه الَّذي على يَدِه الخَيطُ القِرمِزِيّ، فسُمِّيَ زارَح.