التكوين 1:30-39

التكوين 1:30-39 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

وَلَمَّا رَأتْ رَاحِيلُ أنَّهَا لَا تُنجِبُ أبْنَاءً لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ مِنْ أُختِهَا. فَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «أعْطِنِي أبْنَاءَ، وَإلَّا مِتُّ!» فَغَضِبَ يَعْقُوبُ مِنْ رَاحِيلَ. وَقَالَ لَهَا: «أأنَا اللهُ الَّذِي مَنَعَ عَنْكِ الإنْجَابَ؟» فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «هَا خَادِمَتِي بِلْهَةُ أمَامَكَ. فَعَاشِرْهَا لِكَي تَلِدَ لِي ابْنًا، فَيَكُونَ لِي عَائِلَةٌ مِنْهَا.» فَزَوَّجَتْهُ رَاحِيلُ مِنْ خَادِمَتِهَا بِلْهَةَ، فَعَاشَرَهَا. فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا. فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «لَقَدْ سَمِعَ اللهُ صَلَاتِي وَأنصَفَنِي إذْ رَزَقَنِي بِوَلَدٍ.» وَلِهَذَا سَمَّتْهُ رَاحِيلُ دَانًا. وَحَبِلَتْ بِلْهَةُ، خَادِمَةُ رَاحِيلَ، مَرَّةً أُخْرَى وَوَلَدَتْ ابْنًا ثَانِيًا. فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «جَاهَدْتُ ضِدَّ أُختِي جِهَادًا عَظِيمًا، وَفُزْتُ.» فَسَمَّتْهُ رَاحِيلُ نَفْتَالِي. وَرَأتْ لَيئَةُ أنَّهَا لَمْ تَعُدْ تُنجِبُ. فَأخَذَتْ خَادِمَتَهَا زِلْفَةَ وَزَوَّجَتْهَا مِنْ يَعْقُوبَ. فَأنْجَبَتْ زِلْفَةُ، خَادِمَةُ لَيئَةَ، لِيَعْقُوبَ ابْنًا، فَقَالَتْ لَيئَةُ: «يَا لِسَعْدِي!» فَسَمَّتْهُ جَادًا. ثُمَّ أنْجَبَتْ خَادِمَةُ لَيئَةَ ابْنًا ثَانِيًا. وَقَالَتْ لَيئَةُ: «هَنِيئًا لِي، لِأنَّ الفَتَيَاتِ ستُبَارِكُ لِي.» فَأسْمَتْهُ أشِيرَ. وَفِي أيَّامِ حَصَادِ القَمْحِ، خَرَجَ رَأُوبَينُ فَوَجَدَ بَعْضَ اللُّفَّاحِ فِي الحَقْلِ. فَأحْضَرَهُ إلَى أُمِّهِ لَيئَةَ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيئَةَ: «أعْطِينِي مِنْ فَضْلِكِ بَعْضًا مِنَ اللُّفَّاحِ الَّذِي جَلَبَهُ ابْنُكِ.» لَكِنَّ لَيئَةَ قَالَتْ لَهَا: «ألَمْ يَكْفِكِ أنَّكِ أخَذْتِ زَوْجِي مِنِّي؟ فَهَلْ تُرِيدِينَ أنْ تَأْخُذِي لُفَّاحَ ابْنِي أيْضًا؟» فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «إذًا لِيُعَاشِرْكِ يَعْقُوبُ هَذِهِ اللَّيلَةَ مُقَابِلَ لُفَّاحِ ابْنِكِ.» وَلَمَّا رَجِعَ يَعْقُوبُ مِنَ الحَقْلِ فِي المَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيئَةُ لِلِقَائِهِ. وَقَالَتْ: «سَتَنَامُ عِندِي اللَّيلَةَ، لِأنِّي دَفَعْتُ مُقَابِلَ ذَلِكَ لُفَّاحَ ابْنِي.» فَعَاشَرَهَا يَعْقُوبُ فِي تِلْكَ اللَّيلَةِ. وَاسْتَجَابَ اللهُ لِصَلَاةِ لَيئَةَ، فَحَبِلَتْ وَأنْجَبَتْ ابْنًا خَامِسًا لِيَعْقُوبَ. فَقَالَتْ لَيئَةُ: «أعطَانِي اللهُ مُكَافَأتِي، لِأنِّي أعْطَيْتُ خَادِمَتِي زَوْجَةً لِزَوْجِي.» فَسَمَّتْهُ يَسَّاكَرَ. وَحَبِلَتْ لَيئَةُ مَرَّةً أُخْرَى وَأنْجَبَتْ ابْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ. وَقَالَتْ لَيئَةُ: «أعطَانِي اللهُ عَطِيَّةً رَائِعَةً. وَالْآنَ سَيُكرِمُنِي زَوْجِي، لِأنِّي أنجَبْتُ لَهُ ابْنًا سَادِسًا.» فَسَمَّتْهُ زَبُولُونَ. وَأنْجَبَتْ لَيئَةُ فِيمَا بَعْدُ بِنْتًا أسْمَتْهَا دِينَةَ. ثُمَّ تَذَكَّرَ اللهُ رَاحِيلَ وَاسْتَجَابَ لِصَلَاتِهَا. وَمَكَّنَهَا مِنَ الإنجَابِ. فَحَبِلَتْ رَاحِيلُ وَوَلَدَتِ ابْنًا. فَقَالَتْ: «لَقَدْ نَزَعَ اللهُ عَنِّي عَارِي.» وَسَمَّتْهُ يُوسُفَ. وَقَالَتْ: «لَيتَ اللهَ يَزِيدُنِي ابْنًا آخَرَ.» وَلَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلَابَانَ: «اسْمَحْ لِي بِأنْ أعُودَ إلَى بَيْتِي وَأرْضِي. وَاسْمَحْ لِي بِأنْ آخُذَ مَعِي زَوْجَاتِي وَأبْنَائِي. لَقَدْ خَدَمْتُكَ مُقَابِلَهُمْ. ائْذَنْ لِي وَسَأنطَلِقُ. فَأنْتَ تَعْلَمُ كَيفَ خَدَمْتُكَ.» فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «لَيتَكَ تَرْضَى عَنِّي. قَدْ تَفَاءَلْتُ بِالبَرَكَةِ، فَبَارَكَنِي اللهُ بِسَبَبِكَ.» ثُمَّ قَالَ: «قُلْ كَمْ لَكَ عَلَيَّ، وَأنَا سَأدفَعُ لَكَ.» فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أنْتَ تَعْلَمُ كَيفَ خَدَمْتُكَ وَكَيفَ اعتَنَيتُ بِمَاشِيَتِكَ. فَمَا كَانَ عِنْدَكَ قَبْلَ أنْ آتِيَ كَانَ قَلِيلًا، وَأمَّا الآنَ فَلَدَيكَ كَثِيرٌ. وَقَدْ بَارَكَكَ اللهُ فِي كُلِّ مَا صَنَعَتَ. لَكِنْ مَتَى سَأعمَلُ مِنْ أجْلِ عَائِلَتِي أنَا أيْضًا؟» فَقَالَ لَابَانُ: «مَاذَا تُرِيدُنِي أنْ أُعْطِيَكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لَا أُرِيدُ أنْ تُعطِيَنِي شَيْئًا. لَكِنْ إنْ قَبِلْتَ أنْ تَفْعَلَ هَذَا الأمْرَ مِنْ أجْلِي، فَسَأرْعَى وَأحرُسُ مَوَاشِيَكَ مَرَّةً أُخْرَى. سَأمُرُّ اليَوْمَ بَيْنَ كُلِّ مَاشِيَتِكَ. وَسَأنتَقِي كُلَّ شَاةٍ مُرَقَّطَةٍ وَمُخَطَّطَةٍ، وَكُلَّ حَمَلٍ أسْوَدَ بَيْنَ الحِمْلَانِ. وَكُلَّ مِعْزَاةٍ مُرَقَّطَةٍ وَمُخَطَّطَةٍ. وَهَذَا يَكُونُ أجْرِي. وَسَتَشْهَدُ نَزَاهَتِي عَنِّي فِيمَا بَعْدُ عِنْدَمَا تَتَفَقَّدُ أجْرِي. فَكُلُّ مَا لَيسَ مُخَطَّطًا وَمُرَقَّطًا بَيْنَ المِعزَى، وَكُلُّ مَا لَيسَ أسْوَدَ بَيْنَ الخِرَافِ تَجِدُهُ عِندِي، فَهُوَ يُعتَبَرُ مَسْرُوقًا.» فَقَالَ لَابَانُ: «اتَّفَقْنَا! لِيَتِمَّ الأمْرُ حَسَبَ مَا قُلْتَ.» لَكِنَّ لَابَانَ قَامَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بِعَزْلِ كُلِّ التُّيُوسِ المُخَطَّطَةِ وَالمُرَقَّطَةِ، وَكُلِّ المَاعِزِ المُخَطَّطَةِ وَالمُرَقَّطَةِ، وَكُلِّ مَا عَلَيْهِ بَيَاضٌ، وَكُلِّ الحِمْلَانِ السَّوْدَاءِ. وَأعْطَاهَا لِأبْنَائِهِ. ثُمَّ أخَذَ هَذِهِ الحَيَوَانَاتِ إلَى مَكَانٍ يَبْعُدُ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ عَنْ يَعْقُوبَ. أمَّا يَعْقُوبُ فَبَقِيَ وَرَعَى مَا تَبَقَّى مِنْ مَوَاشِي لَابَانَ. فَأخَذَ يَعْقُوبُ أغْصَانًا طَرِيَّةً مِنْ أشْجَارِ الحَوْرِ وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ. وَقَشَّرَهَا لِتَظْهَرَ عَلَيهَا خُطُوطٌ بَيْضَاءَ. ثُمَّ وَضَعَ الأغْصَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا أمَامَ القُطْعَانِ عِنْدَ الأحوَاضِ حَيْثُ تَشْرَبُ المَاشِيَةُ. وَكَانَتِ القُطْعَانُ تَتَزَاوَجُ عِنْدَمَا تَأْتِي لِتَشْرَبَ. فَلَمَّا تَزَاوَجَتِ القُطْعَانُ أمَامَ الأغْصَانِ، وَلَدَتْ مَوَاشِي مُخَطَّطَةً وَمُنَقَّطَةً وَمُرَقَّطَةً.

التكوين 1:30-39 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

ولمَّا رأت راحيلُ أنَّها لم تَلِدْ ليعقوبَ غارتْ مِنْ أُختِها وقالت لِـيعقوبَ: «أعطِني أولادا، وإلاَّ أموتُ!» فا‏حتدَّ يعقوبُ على راحيلَ وقالَ: «هل أنا مكانَ اللهِ؟ هوَ الّذي حرَمَكِ ثمَرةَ البَطنِ». قالت: «هذِهِ جاريتي بِلْهةَ، أُدخُلْ علَيها فتلِدَ على رُكبتَيَّ، ويكونَ لي منها بَنونَ». فأعطت يعقوبَ جاريتَها بِلْهةَ زوجةً، فدخلَ علَيها. فحَبِلت بِلْهةُ وولدت ليعقوبَ ا‏بنا. فقالت راحيلُ: «دانني اللهُ، فسمِعَ لصوتي ورزَقَني ا‏بنا». وسَمَّتْهُ دانَ‌. وحَبِلت أيضا بِلْهةُ جاريةُ راحيلَ وولدتِ ا‏بنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت راحيلُ: «خِداعا عظيما خَدعتُ أُختي وغلَبْتُ». وسَمَّتْهُ نفتالي‌. ورأت لَيئةُ أنَّها توقَّفَت عنِ الولادةِ، فأخذت زِلفةَ جاريتَها وأعطَتْها ليعقوبَ زوجةً. فولَدَت زِلفةُ ليعقوبَ ا‏بنا، فقالت لَيئةُ: «يا لمَجدي» وسَمَّتْهُ جادَ‌. وولدت زِلفةُ ا‏بنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت لَيئةُ: «يا لَسروري، لأنَّ جميعَ النِّساءِ ستهنِّئُني». وسَمَّتْهُ أشيرَ‌. وخرجَ رَأوبـينُ في أيّامِ حَصادِ الحِنطةِ فوجدَ لُفَّاحا‌ في الحَقلِ فجاءَ بِهِ إلى أُمِّهِ لَيئةَ. فقالت راحيلُ لِلَيئةَ: «أعطيني مِنْ لفَّاحِ ا‏بنِكِ». فقالت لها: «أمَا كفاكِ أنْ أخذتِ زوجي حتّى تأخذي لُفَّاحَ ا‏بني أيضا؟» قالت راحيلُ: «إذا، ينامُ يعقوبُ عِندَكِ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاح ا‏بنِكِ!» فلمَّا رجَعَ يعقوبُ مِنَ الحقلِ عندَ الغُروبِ خرجت لَيئةُ للقائِه وقالت لَه: «أُدخُلْ عليَّ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاحِ ابني!» فنامَ عِندَها تلكَ اللَّيلةَ. وسَمِعَ اللهُ دُعاءَ لَيئةَ فَحَبِلت وولدت ليعقوبَ ا‏بنا خامِسا، فقالت لَيئةُ: «جزاني اللهُ خَيرا لأنِّي أعطيتُ جاريتي لزوجي». وسمَّتْهُ يَسَّاكرَ‌. وحَبِلت أيضا لَيئةُ وولدتِ ا‏بنا سادسا ليعقوبَ، فقالت: «وهبَني اللهُ هِبَةً حسَنةً، فالآنَ يَحتَمِلُني زوجي لأنِّي وَلَدْتُ لَه ستَّةَ بَنينَ». وسمَّتْهُ زبولونَ‌. ثُمَّ وَلَدتِ ا‏بنةً فسَمَّتها دينَةَ. وذكَرَ اللهُ راحيلَ وسَمِعَ لها وجعَلَها وَلودا، فحبِلَت وولدتِ ا‏بنا فقالت: «أزالَ اللهُ عاري‌». وسمَّتْهُ يوسُفَ وقالت: «يَزيدُني الرّبُّ ا‏بنا آخرَ‌». فلمَّا ولدت راحيلُ يوسُفَ قالَ يعقوبُ للابانَ: «دعني أذهبُ إلى أرضي. أعطني أولادي وزوجاتي اللَّواتي خدَمْتُكَ بِهِنَّ فأذهبَ. أنتَ تعلمُ كم خدَمْتُكَ». فقالَ لَه لابانُ: «إنْ كنتَ راضيا عليَّ فأقِمْ عِندي. أنتَ فألُ خَيرٍ والرّبُّ باركَني بِسبَبِكَ. عَيِّنْ لي أُجرتَكَ فأُعطيَكَ». فأجابَه يعقوبُ: «أنتَ تعرِفُ كيفَ خدَمْتُك، وكيفَ كانت حالُ مَواشيكَ معي. فالقليلُ الّذي كانَ لكَ قَبلَ مجيئي زادَ كثيرا، وباركَكَ الرّبُّ بَعدَ مجيئي. والآنَ فمتى أعمَلُ أنا أيضا لبـيتي؟» قالَ: «ماذا عليَّ أنْ أُعطيَكَ؟» فقالَ يعقوبُ: «لا تُعطني شيئا، لكِن إذا فعَلْتَ ما أقترِحُه علَيكَ، فأنا أعودُ لأرعى غنمَكَ وأسهرَ علَيها: دعني أعبرُ اليومَ بـينَ غنَمِك كُلِّها، وأعزِلُ منها كُلَّ أرقطَ وأبلقَ وأسودَ مِنَ الخرافِ، وكُلَّ أرقطَ وأبلقَ مِنَ المَعَزِ، فيكونَ ذلِكَ أجرَتي. وغدا تشهَدُ أنِّي صادقٌ معَكَ، إذا جِئتَ وتحقَّقْتَ عنْ أُجرَتي هذِهِ، فكُلُّ ما هوَ غيرُ أرقطَ أو أبلقَ مِنَ المَعَزِ وأسودَ مِنَ الخِرافِ، يكونُ مسروقا عندي». فقالَ لابانُ: «نعم، فليَكنْ مِثلمَا قلتَ». وفرَزَ لابانُ في ذلِكَ اليومِ مِنَ القطيعِ جميعَ التُّيوسِ المُخَطَّطةِ والبَلقاءِ وكُلَّ عَنْزٍ رقطاءَ وبلقاءَ، أي كُلَّ ما فيه بَياضٌ، وكُلَّ أسودَ مِنَ الخِرافَ، وسلَّمَها إلى أيدي بنيه. وا‏بتعد هوَ وقطيعُهُ مسيرَةَ ثلاثةِ أيّامٍ عَنْ يعقوبَ، ورعى يعقوبُ غنَمَ لابانَ الباقيةَ. وأخذَ يعقوبُ قُضبانَ حَورٍ خُضرا ولوزٍ ودِلْبٍ، وقشَّرَ فيها خُطوطا تكشِفُ عَنْ بـياضِ القُضبانِ، وأوقفَ القُضبانَ المُقشَّرَةَ تُجاهَ الغنَمِ في أحواضِ مجاري الماءِ، حيثُ كانَت ترِدُ الغنَمُ لِتشربَ. فكانَت تـتوحَّمُ الغنَمُ على القُضبانِ، فتَلِدُ ما هوَ مُخَطَّطٌ وأرقطُ وأبلقُ.

التكوين 1:30-39 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

ولمَّا رأت راحيلُ أنَّها لم تَلِدْ ليعقوبَ غارتْ مِنْ أُختِها وقالت لِـيعقوبَ: «أعطِني أولادا، وإلاَّ أموتُ!» فا‏حتدَّ يعقوبُ على راحيلَ وقالَ: «هل أنا مكانَ اللهِ؟ هوَ الّذي حرَمَكِ ثمَرةَ البَطنِ». قالت: «هذِهِ جاريتي بِلْهةَ، أُدخُلْ علَيها فتلِدَ على رُكبتَيَّ، ويكونَ لي منها بَنونَ». فأعطت يعقوبَ جاريتَها بِلْهةَ زوجةً، فدخلَ علَيها. فحَبِلت بِلْهةُ وولدت ليعقوبَ ا‏بنا. فقالت راحيلُ: «دانني اللهُ، فسمِعَ لصوتي ورزَقَني ا‏بنا». وسَمَّتْهُ دانَ‌. وحَبِلت أيضا بِلْهةُ جاريةُ راحيلَ وولدتِ ا‏بنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت راحيلُ: «خِداعا عظيما خَدعتُ أُختي وغلَبْتُ». وسَمَّتْهُ نفتالي‌. ورأت لَيئةُ أنَّها توقَّفَت عنِ الولادةِ، فأخذت زِلفةَ جاريتَها وأعطَتْها ليعقوبَ زوجةً. فولَدَت زِلفةُ ليعقوبَ ا‏بنا، فقالت لَيئةُ: «يا لمَجدي» وسَمَّتْهُ جادَ‌. وولدت زِلفةُ ا‏بنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت لَيئةُ: «يا لَسروري، لأنَّ جميعَ النِّساءِ ستهنِّئُني». وسَمَّتْهُ أشيرَ‌. وخرجَ رَأوبـينُ في أيّامِ حَصادِ الحِنطةِ فوجدَ لُفَّاحا‌ في الحَقلِ فجاءَ بِهِ إلى أُمِّهِ لَيئةَ. فقالت راحيلُ لِلَيئةَ: «أعطيني مِنْ لفَّاحِ ا‏بنِكِ». فقالت لها: «أمَا كفاكِ أنْ أخذتِ زوجي حتّى تأخذي لُفَّاحَ ا‏بني أيضا؟» قالت راحيلُ: «إذا، ينامُ يعقوبُ عِندَكِ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاح ا‏بنِكِ!» فلمَّا رجَعَ يعقوبُ مِنَ الحقلِ عندَ الغُروبِ خرجت لَيئةُ للقائِه وقالت لَه: «أُدخُلْ عليَّ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاحِ ابني!» فنامَ عِندَها تلكَ اللَّيلةَ. وسَمِعَ اللهُ دُعاءَ لَيئةَ فَحَبِلت وولدت ليعقوبَ ا‏بنا خامِسا، فقالت لَيئةُ: «جزاني اللهُ خَيرا لأنِّي أعطيتُ جاريتي لزوجي». وسمَّتْهُ يَسَّاكرَ‌. وحَبِلت أيضا لَيئةُ وولدتِ ا‏بنا سادسا ليعقوبَ، فقالت: «وهبَني اللهُ هِبَةً حسَنةً، فالآنَ يَحتَمِلُني زوجي لأنِّي وَلَدْتُ لَه ستَّةَ بَنينَ». وسمَّتْهُ زبولونَ‌. ثُمَّ وَلَدتِ ا‏بنةً فسَمَّتها دينَةَ. وذكَرَ اللهُ راحيلَ وسَمِعَ لها وجعَلَها وَلودا، فحبِلَت وولدتِ ا‏بنا فقالت: «أزالَ اللهُ عاري‌». وسمَّتْهُ يوسُفَ وقالت: «يَزيدُني الرّبُّ ا‏بنا آخرَ‌». فلمَّا ولدت راحيلُ يوسُفَ قالَ يعقوبُ للابانَ: «دعني أذهبُ إلى أرضي. أعطني أولادي وزوجاتي اللَّواتي خدَمْتُكَ بِهِنَّ فأذهبَ. أنتَ تعلمُ كم خدَمْتُكَ». فقالَ لَه لابانُ: «إنْ كنتَ راضيا عليَّ فأقِمْ عِندي. أنتَ فألُ خَيرٍ والرّبُّ باركَني بِسبَبِكَ. عَيِّنْ لي أُجرتَكَ فأُعطيَكَ». فأجابَه يعقوبُ: «أنتَ تعرِفُ كيفَ خدَمْتُك، وكيفَ كانت حالُ مَواشيكَ معي. فالقليلُ الّذي كانَ لكَ قَبلَ مجيئي زادَ كثيرا، وباركَكَ الرّبُّ بَعدَ مجيئي. والآنَ فمتى أعمَلُ أنا أيضا لبـيتي؟» قالَ: «ماذا عليَّ أنْ أُعطيَكَ؟» فقالَ يعقوبُ: «لا تُعطني شيئا، لكِن إذا فعَلْتَ ما أقترِحُه علَيكَ، فأنا أعودُ لأرعى غنمَكَ وأسهرَ علَيها: دعني أعبرُ اليومَ بـينَ غنَمِك كُلِّها، وأعزِلُ منها كُلَّ أرقطَ وأبلقَ وأسودَ مِنَ الخرافِ، وكُلَّ أرقطَ وأبلقَ مِنَ المَعَزِ، فيكونَ ذلِكَ أجرَتي. وغدا تشهَدُ أنِّي صادقٌ معَكَ، إذا جِئتَ وتحقَّقْتَ عنْ أُجرَتي هذِهِ، فكُلُّ ما هوَ غيرُ أرقطَ أو أبلقَ مِنَ المَعَزِ وأسودَ مِنَ الخِرافِ، يكونُ مسروقا عندي». فقالَ لابانُ: «نعم، فليَكنْ مِثلمَا قلتَ». وفرَزَ لابانُ في ذلِكَ اليومِ مِنَ القطيعِ جميعَ التُّيوسِ المُخَطَّطةِ والبَلقاءِ وكُلَّ عَنْزٍ رقطاءَ وبلقاءَ، أي كُلَّ ما فيه بَياضٌ، وكُلَّ أسودَ مِنَ الخِرافَ، وسلَّمَها إلى أيدي بنيه. وا‏بتعد هوَ وقطيعُهُ مسيرَةَ ثلاثةِ أيّامٍ عَنْ يعقوبَ، ورعى يعقوبُ غنَمَ لابانَ الباقيةَ. وأخذَ يعقوبُ قُضبانَ حَورٍ خُضرا ولوزٍ ودِلْبٍ، وقشَّرَ فيها خُطوطا تكشِفُ عَنْ بـياضِ القُضبانِ، وأوقفَ القُضبانَ المُقشَّرَةَ تُجاهَ الغنَمِ في أحواضِ مجاري الماءِ، حيثُ كانَت ترِدُ الغنَمُ لِتشربَ. فكانَت تـتوحَّمُ الغنَمُ على القُضبانِ، فتَلِدُ ما هوَ مُخَطَّطٌ وأرقطُ وأبلقُ.

التكوين 1:30-39 كتاب الحياة (KEH)

وَعِنْدَمَا تَبَيَّنَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا عَاقِرٌ، غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ وَإلَّا فَإِنِّي أَمُوتُ». فَاحْتَدَمَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي أَقُومُ مَقَامَ اللهِ الَّذِي حَرَمَكِ مِنَ الإِنْجَابِ؟» فَقَالَتْ لَهُ: «هَا هِيَ جَارِيَتِي بِلْهَةُ، عَاشِرْهَا فَتَلِدَ وَيَكُونَ لِي مِنْهَا بَنُونَ». وَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ زَوْجَةً فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ. وَحَمَلَتْ بِلْهَةُ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً. فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى اللهُ لِي وَأَصْغَى لِصَوْتِي وَرَزَقَنِي ابْناً». لِذَلِكَ دَعَتْهُ دَاناً (وَمَعْنَاهُ: قَاضٍ). ثُمَّ حَمَلَتْ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ مَرَّةً أُخْرَى وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً ثَانِياً، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ تَصَارَعْتُ مَعَ أُخْتِي مُصَارَعَاتٍ عَنِيفَةً وَظَفِرْتُ». وَدَعَتْهُ نَفْتَالِي (وَمَعْنَاهُ: مُصَارَعَتِي). وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا كَفَّتْ عَنِ الْوِلادَةِ، أَخَذَتْ جَارِيَتَهَا زِلْفَةَ وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، فَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْناً فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَحُسْنِ الْحَظِّ!» وَدَعَتْهُ جَاداً (وَمَعْنَاهُ: فَأْلٌ حَسَنٌ، أَوْ كَتِيبَةٌ قَادِمَةٌ). وَأَنْجَبَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةُ ابْناً ثَانِياً لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «يَا لَغِبْطَتِي، لأَنَّ النِّسَاءَ سَيَدْعُونَنِي الْمَغْبُوطَةَ». وَأَسْمَتْهُ أَشِيْرَ (وَمَعْنَاهُ: سَعِيدٌ أَوْ مَغْبُوطٌ). وَذَهَبَ رَأُوبَيْنُ فِي مَوْسِمِ حَصَادِ الْقَمْحِ إِلَى الْحَقْلِ، فَعَثَرَ فِيهِ عَلَى نَبَاتِ اللُّفَّاحِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ لَيْئَةَ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِنِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ». فَأَجَابَتْهَا: «أَلَمْ يَكْفِ أَنَّكِ أَخَذْتِ مِنِّي زَوْجِي، وَالآنَ تُرِيِدينَ أَنْ تَأْخُذِي لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضاً؟» فَأَجَابَتْهَا رَاحِيلُ: «إِذاً يُعَاشِرُكِ اللَّيلَةَ لِقَاءَ لُفَّاحِ ابْنِكِ». وَعِنْدَمَا رَجَعَ يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقَلِ فِي الْمَسَاءِ خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «إِلَيَّ تَجِيءُ اللَّيْلَةَ لأَنَّنِي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي». فَعَاشَرَهَا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ. وَاسْتَجَابَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً خَامِساً. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي لأَنَّنِي وَهَبْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي». وَدَعَتْهُ يَسَّاكَرَ (وَمَعْنَاهُ: يَعْمَلُ بِأُجْرَةٍ) وَحَبِلَتْ لَيْئَةُ مَرَّةً أُخْرَى فَأَنْجَبَتْ لِيَعْقُوبَ ابْناً سَادِساً. وَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدَ وَهَبَنِي اللهُ هِبَةً ثَمِينَةً، وَالآنَ يُقِيمُ مَعِي زَوْجِي لأَنِّي أَنْجَبْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». وَدَعَتْهُ زَبُولُونَ (وَمَعْنَاهُ إِقَامَةُ). ثُمَّ أَنْجَبَتِ ابْنَةً دَعَتْهَا «دِينَةَ». وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ وَاسْتَجَابَ لَهَا وَفَتَحَ رَحِمَهَا، فَحَمَلَتْ وَأَنْجَبَتِ ابْناً وَقَالَتْ: «قَدَ نَزَعَ اللهُ عَنِّي عَارِي». وَدَعَتْهُ يُوسُفَ (وَمَعْنَاهُ يَزِيدُ) قَائِلَةً: «لِيَزِدْنِي الرَّبُّ ابْناً آخَرَ». وَعِنْدَمَا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلابَانَ: «أَخْلِ سَبِيلِي فَأَنْطَلِقَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَرْضِي، وَأَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلادِي الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ، وَدَعْنِي أَمْضِي، فَأَنْتَ تُدْرِكُ أَيَّةَ خِدْمَةٍ خَدَمْتُكَ». فَقَالَ لَهُ لابَانُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ حَظِيتُ بِرِضَاكَ فَأَرْجُوكَ أَنْ تَمْكُثَ مَعِي، لأَنَّنِي عَرَفْتُ بِالتَّفَاؤُلِ بِالْغَيْبِ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ بَارَكَنِي بِفَضْلِكَ». وَأَضَافَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ إِيَّاهَا». فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا آلَتْ إِلَيْهِ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي، فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ قَبْلَ مَجِيئِي ازْدَادَ أَضْعَافاً كَثِيرَةً، فَبَارَكَكَ الرَّبُّ مُنْذُ أَنْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ، وَالآنَ مَتَى أَشْرَعُ فِي تَحْصِيلِ رِزْقِ عَائِلَتِي؟» فَسَأَلَهُ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: «لا تُعْطِنِي شَيْئاً. وَلَكِنْ إِنْ أَرَدْتَ، فَاصْنَعْ لِي هَذَا الأَمْرَ الْوَاحِدَ فَأَذْهَبَ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَعْتَنِيَ بِها: دَعْنِي أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، فَتَعْزِلَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ وَسَوْدَاءَ مِنْ بَيْنِ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ بَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ الْمِعْزَى، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. وَتَكُونُ أَمَانَتِي شَاهِدَةً عَلَى صِدْقِ خِدْمَتِي فِي مُسْتَقْبَلِ الأَيَّامِ. فَإِذَا جِئْتَ تَفْحَصُ أُجْرَتِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ الْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ الْخِرْفَانِ، يَكُونُ مَسْرُوقاً عِنْدِي». فَقَالَ لابَانُ: «لِيَكُنْ وَفْقاً لِقَوْلِكَ». وَعَزَلَ لابَانُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ التُّيُوسَ الْمُخَطَّطَةَ وَالْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ عَنْزٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ. وَعَهِدَ بِها إِلَى أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ. وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى مَوَاشِي لابَانَ. وَأَخَذَ يَعْقُوبُ قُضْبَاناً خَضْرَاءَ مِنْ أَشْجَارِ اللُّبْنَى وَاللَّوْزِ وَالدُّلْبِ وَقَلَّمَهَا بِخُطُوطٍ بَيْضَاءَ كَاشِفاً عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ، وَنَصَبَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَلَّمَهَا تِجَاهَ الْغَنَمِ فِي أَجْرَانِ مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ تَرِدُ الْمَوَاشِي، فَتَتَوَحَّمُ عَلَيْهَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ لِتَشْرَبَ. فَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَوَحَّمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ، فَتَلِدُ غَنَماً مُخَطَّطَةً وَرَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ.

التكوين 1:30-39 الكتاب المقدس (AVD)

فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ، غَارَتْ رَاحِيلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: «هَبْ لِي بَنِينَ، وَإِلَا فَأَنَا أَمُوتُ!». فَحَمِيَ غَضَبُ يَعْقُوبَ عَلَى رَاحِيلَ وَقَالَ: «أَلَعَلِّي مَكَانَ ٱللهِ ٱلَّذِي مَنَعَ عَنْكِ ثَمْرَةَ ٱلْبَطْنِ؟». فَقَالَتْ: «هُوَذَا جَارِيَتِي بِلْهَةُ، ٱدْخُلْ عَلَيْهَا فَتَلِدَ عَلَى رُكْبَتَيَّ، وَأُرْزَقُ أَنَا أَيْضًا مِنْهَا بَنِينَ». فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ جَارِيَتَهَا زَوْجَةً، فَدَخَلَ عَلَيْهَا يَعْقُوبُ، فَحَبِلَتْ بِلْهَةُ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «قَدْ قَضَى لِيَ ٱللهُ وَسَمِعَ أَيْضًا لِصَوْتِي وَأَعْطَانِيَ ٱبْنًا». لِذَلِكَ دَعَتِ ٱسْمَهُ «دَانًا». وَحَبِلَتْ أَيْضًا بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «مُصَارَعَاتِ ٱللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «نَفْتَالِي». وَلَمَّا رَأَتْ لَيْئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ ٱلْوِلَادَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ زَوْجَةً، فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِسَعْدٍ». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «جَادًا». وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لَيْئَةَ ٱبْنًا ثَانِيًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «بِغِبْطَتِي، لِأَنَّهُ تُغَبِّطُنِي بَنَاتٌ». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «أَشِيرَ». وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ ٱلْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي ٱلْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ». فَقَالَتْ لَهَا: «أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ٱبْنِي أَيْضًا؟» فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «إِذًا يَضْطَجِعُ مَعَكِ ٱللَّيْلَةَ عِوَضًا عَنْ لُفَّاحِ ٱبْنِكِ». فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ ٱلْحَقْلِ فِي ٱلْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلَاقَاتِهِ وَقَالَتْ: «إِلَيَّ تَجِيءُ لِأَنِّي قَدِ ٱسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْنِي». فَٱضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ. وَسَمِعَ ٱللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ٱبْنًا خَامِسًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ أَعْطَانِي ٱللهُ أُجْرَتِي، لِأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «يَسَّاكَرَ». وَحَبِلَتْ أَيْضًا لَيْئَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا سَادِسًا لِيَعْقُوبَ، فَقَالَتْ لَيْئَةُ: «قَدْ وَهَبَنِي ٱللهُ هِبَةً حَسَنَةً. ٱلْآنَ يُسَاكِنُنِي رَجُلِي، لِأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ سِتَّةَ بَنِينَ». فَدَعَتِ ٱسْمَهُ «زَبُولُونَ». ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبْنَةً وَدَعَتِ ٱسْمَهَا «دِينَةَ». وَذَكَرَ ٱللهُ رَاحِيلَ، وَسَمِعَ لَهَا ٱللهُ وَفَتَحَ رَحِمَهَا، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ٱبْنًا فَقَالَتْ: «قَدْ نَزَعَ ٱللهُ عَارِي». وَدَعَتِ ٱسْمَهُ «يُوسُفَ» قَائِلَةً: «يَزِيدُنِي ٱلرَّبُّ ٱبْنًا آخَرَ». وَحَدَثَ لَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسُفَ أَنَّ يَعْقُوبَ قَالَ لِلَابَانَ: «ٱصْرِفْنِي لِأَذْهَبَ إِلَى مَكَانِي وَإِلَى أَرْضِي. أَعْطِنِي نِسَائِي وَأَوْلَادِي ٱلَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ فَأَذْهَبَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ تَعْلَمُ خِدْمَتِي ٱلَّتِي خَدَمْتُكَ». فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «لَيْتَنِي أَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ. قَدْ تَفَاءَلْتُ فَبَارَكَنِي ٱلرَّبُّ بِسَبَبِكَ». وَقَالَ: «عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ». فَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ تَعْلَمُ مَاذَا خَدَمْتُكَ، وَمَاذَا صَارَتْ مَوَاشِيكَ مَعِي، لِأَنَّ مَا كَانَ لَكَ قَبْلِي قَلِيلٌ فَقَدِ ٱتَّسَعَ إِلَى كَثِيرٍ، وَبَارَكَكَ ٱلرَّبُّ فِي أَثَرِي. وَٱلْآنَ مَتَى أَعْمَلُ أَنَا أَيْضًا لِبَيْتِي؟». فَقَالَ: «مَاذَا أُعْطِيكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ: «لَا تُعْطِينِي شَيْئًا. إِنْ صَنَعْتَ لِي هَذَا ٱلْأَمْرَ أَعُودُ أَرْعَى غَنَمَكَ وَأَحْفَظُهَا: أَجْتَازُ بَيْنَ غَنَمِكَ كُلِّهَا ٱلْيَوْمَ، وَٱعْزِلْ أَنْتَ مِنْهَا كُلَّ شَاةٍ رَقْطَاءَ وَبَلْقَاءَ، وَكُلَّ شَاةٍ سَوْدَاءَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ، وَبَلْقَاءَ وَرَقْطَاءَ بَيْنَ ٱلْمِعْزَى. فَيَكُونَ مِثْلُ ذَلِكَ أُجْرَتِي. وَيَشْهَدُ فِيَّ بِرِّي يَوْمَ غَدٍ إِذَا جِئْتَ مِنْ أَجْلِ أُجْرَتِي قُدَّامَكَ. كُلُّ مَا لَيْسَ أَرْقَطَ أَوْ أَبْلَقَ بَيْنَ ٱلْمِعْزَى وَأَسْوَدَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ فَهُوَ مَسْرُوقٌ عِنْدِي». فَقَالَ لَابَانُ: «هُوَذَا لِيَكُنْ بِحَسَبِ كَلَامِكَ». فَعَزَلَ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلتُّيُوسَ ٱلْمُخَطَّطَةَ وَٱلْبَلْقَاءَ، وَكُلَّ ٱلْعِنَازِ ٱلرَّقْطَاءِ وَٱلْبَلْقَاءِ، كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ وَكُلَّ أَسْوَدَ بَيْنَ ٱلْخِرْفَانِ، وَدَفَعَهَا إِلَى أَيْدِي بَنِيهِ. وَجَعَلَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ، وَكَانَ يَعْقُوبُ يَرْعَى غَنَمَ لَابَانَ ٱلْبَاقِيَةَ. فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَانًا خُضْرًا مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ، وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطًا بِيضًا، كَاشِطًا عَنِ ٱلْبَيَاضِ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْقُضْبَانِ. وَأَوْقَفَ ٱلْقُضْبَانَ ٱلَّتِي قَشَّرَهَا فِي ٱلْأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي ٱلْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ ٱلْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ، تُجَاهَ ٱلْغَنَمِ، لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. فَتَوَحَّمَتِ ٱلْغَنَمُ عِنْدَ ٱلْقُضْبَانِ، وَوَلَدَتِ ٱلْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطًا وَبُلْقًا.

التكوين 1:30-39 الكتاب الشريف (SAB)

فَلَمَّا رَأَتْ رَاحِيلُ أَنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِيَعْقُوبَ غَارَتْ مِنْ أُخْتِهَا، وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: ”أَعْطِنِي أَوْلَادًا وَإِلَّا أَمُوتُ.“ فَغَضِبَ يَعْقُوبُ مِنْهَا وَقَالَ: ”هَلْ أَنَا مَكَانُ اللهِ الَّذِي حَرَمَكِ مِنَ الْوِلَادَةِ؟“ فَقَالَتْ لَهُ: ”هَذِهِ هِيَ بِلْهَةُ جَارِيَتِي، عَاشِرْهَا فَتَلِدَ لِي، وَعَنْ طَرِيقِهَا يَكُونُ لِي أَنَا أَيْضًا أَوْلَادٌ.“ فَأَعْطَتْهُ بِلْهَةَ كَزَوْجَةٍ. فَعَاشَرَهَا يَعْقُوبُ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ابْنًا. فَقَالَتْ رَاحِيلُ: ”حَكَمَ اللهُ لِصَالِحِي. إِنَّهُ سَمِعَ طَلَبِي وَأَعْطَانِي ابْنًا.“ وَسَمَّتْهُ دَانَ. ثُمَّ حَبِلَتْ بِلْهَةُ جَارِيَةُ رَاحِيلَ مَرَّةً أُخْرَى، وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا ثَانِيًا. فَقَالَتْ رَاحِيلُ: ”صَارَعْتُ أُخْتِي صِرَاعًا عَنِيفًا وَغَلَبْتُ.“ وَسَمَّتْهُ نَفْتَالِي. فَلَمَّا رَأَتْ لِيئَةُ أَنَّهَا تَوَقَّفَتْ عَنِ الْوِلَادَةِ، أَخَذَتْ زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا وَأَعْطَتْهَا لِيَعْقُوبَ كَزَوْجَةٍ. فَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لِيئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْنًا. فَقَالَتْ لِيئَةُ: ”حَظٌّ سَعِيدٌ.“ وَسَمَّتْهُ جَادَ. وَوَلَدَتْ زِلْفَةُ جَارِيَةُ لِيئَةَ لِيَعْقُوبَ ابْنًا ثَانِيًا. فَقَالَتْ لِيئَةُ: ”أَنَا سَعِيدَةٌ، وَتَدْعُونِي النِّسَاءُ سَعِيدَةً.“ وَسَمَّتْهُ أَشِيرَ. وَفِي مَوْسِمِ حِصَادِ الْقَمْحِ خَرَجَ رَأُوبِينُ إِلَى الْحُقُولِ، فَوَجَدَ بَعْضَ اللُّفَّاحِ، وَأَحْضَرَهُ إِلَى أُمِّهِ لِيئَةَ. فَقَالَتْ لَهَا رَاحِيلُ: ”أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ.“ فَقَالَتْ لِيئَةُ: ”كَفَاكِ أَنَّكِ أَخَذْتِ زَوْجِي مِنِّي! هَلْ تَأْخُذِينَ أَيْضًا لُفَّاحَ ابْنِي؟“ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: ”إِذَنْ يَنَامُ عِنْدَكِ اللَّيْلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ابْنِكِ.“ فَلَمَّا رَجَعَ يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لِيئَةُ لِلِقَائِهِ وَقَالَتْ لَهُ: ”تَنَامُ عِنْدِيَ اللَّيْلَةَ، لِأَنِّي اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي.“ فَنَامَ عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَاسْتَجَابَ اللهُ لِلِيئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا. فَقَالَتْ لِيئَةُ: ”أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لِأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِزَوْجِي.“ وَسَمَّتْهُ يَسَّاكَرَ. وَحَبِلَتْ لِيئَةُ مَرَّةً أُخْرَى وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا سَادِسًا، فَقَالَتْ: ”أَهْدَانِي اللهُ هَدِيَّةً ثَمِينَةً. الْآنَ يُكْرِمُنِي زَوْجِي لِأَنِّي وَلَدْتُ لَهُ 6 بَنِينَ.“ وَسَمَّتْهُ زَبُولُونَ. ثُمَّ وَلَدَتْ بِنْتًا وَسَمَّتْهَا دِينَةَ. وَذَكَرَ اللهُ رَاحِيلَ، وَاسْتَجَابَ لَهَا وَجَعَلَهَا تُنْجِبُ. فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتِ ابْنًا وَقَالَتْ: ”أَبْعَدَ اللهُ الْعَارَ عَنِّي.“ وَسَمَّتْهُ يُوسِفَ وَقَالَتْ: ”الْمَوْلَى يَزِيدُنِي ابْنًا آخَرَ.“ وَلَمَّا وَلَدَتْ رَاحِيلُ يُوسِفَ، قَالَ يَعْقُوبُ لِلَابَانَ: ”خَلِّنِي أَذْهَبُ مِنْ هُنَا وَأَرْجِعُ إِلَى وَطَنِي وَبَلَدِي. أَعْطِنِي زَوْجَاتِي وَأَوْلَادِيَ الَّذِينَ خَدَمْتُكَ بِهِمْ فَأَذْهَبَ، لِأَنَّكَ تَعْلَمُ نَوْعَ خِدْمَتِي لَكَ.“ فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: ”إِنْ كُنْتَ تَرْضَى عَنِّي، فَأَرْجُوكَ أَنْ تُقِيمَ عِنْدِي، لِأَنِّي عَرَفْتُ عَنْ طَرِيقِ الْعِلْمِ بِالْغَيْبِ أَنَّ اللهَ بَارَكَنِي بِسَبَبِكَ.“ وَقَالَ: ”عَيِّنْ لِي أُجْرَتَكَ فَأُعْطِيَكَ.“ فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: ”أَنْتَ تَعْلَمُ كَيْفَ خَدَمْتُكَ وَكَيْفَ أَصْبَحَتْ مَوَاشِيكَ تَحْتَ رِعَايَتِي. فَالْقَلِيلُ الَّذِي كَانَ لَكَ لَمَّا جِئْتُ صَارَ كَثِيرًا جِدًّا، وَالْمَوْلَى بَارَكَكَ بِسَبَبِي. وَالْآنَ حَانَ الْوَقْتُ لِأَعْمَلَ شَيْئًا لِعَائِلَتِي.“ فَقَالَ لَابَانُ: ”مَاذَا أُعْطِيكَ؟“ فَأَجَابَهُ يَعْقُوبُ: ”لَا تُعْطِنِي شَيْئًا، وَلَكِنْ إِنْ صَنَعْتَ لِي هَذَا الْأَمْرَ، أَذْهَبُ وَأَرْعَى غَنَمَكَ وَأَحْرُسُهَا: أَمُرُّ الْيَوْمَ بَيْنَ مَوَاشِيكَ كُلِّهَا، وَأَعْزِلُ مِنْهَا كُلَّ مَا فِيهِ نُقَطٌ أَوْ بُقَعٌ أَوْ أَسْوَدُ مِنَ الْخِرْفَانِ، وَكُلَّ مَا فِيهِ بُقَعٌ أَوْ نُقَطٌ مِنَ الْمَعِيزِ، فَتَكُونُ هَذِهِ أُجْرَتِي. وَفِي الْمُسْتَقْبَلِ يُمْكِنُكَ أَنْ تَعْرِفَ أَنِّي أَمِينٌ، فَمَتَى جِئْتَ لِتَفْحَصَ أُجْرَتِيَ الَّتِي أَعْطَيْتَنِي، وَوَجَدْتَ عِنْدِي مَا لَيْسَ فِيهِ نُقَطٌ أَوْ بُقَعٌ مِنَ الْمَعِيزِ وَأَسْوَدُ مِنَ الْخِرْفَانِ، فَهُوَ مَسْرُوقٌ.“ فَقَالَ لَابَانُ: ”اِتَّفَقْنَا، لِيَكُنْ كَمَا قُلْتَ.“ وَلَكِنْ فِي نَفْسِ الْيَوْمِ عَزَلَ لَابَانُ الْجِدَاءَ الَّتِي فِيهَا خُطُوطٌ أَوْ بُقَعٌ، وَكُلَّ عَنْزَةٍ فِيهَا نُقَطٌ أَوْ بُقَعٌ، أَيْ كُلَّ مَا فِيهِ بَيَاضٌ، وَكُلَّ خَرُوفٍ أَسْوَدَ، وَأَعْطَاهَا لِبَنِيهِ. وَجَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَعْقُوبَ مَسَافَةَ 3 أَيَّامِ سَفَرٍ. وَاسْتَمَرَّ يَعْقُوبُ يَرْعَى بَقِيَّةَ مَوَاشِي لَابَانَ. فَأَخَذَ يَعْقُوبُ أَغْصَانًا خَضْرَاءَ مِنْ شَجَرِ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ، وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطًا بَيْضَاءَ، فَكَشَفَ عَمَّا تَحْتَ الْقِشْرَةِ مِنْ بَيَاضٍ. ثُمَّ أَوْقَفَ هَذِهِ الْأَغْصَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي مَسَاقِي الْمَاءِ، لِتَكُونَ قُدَّامَ الْغَنَمِ عِنْدَمَا تَأْتِي لِتَشْرَبَ. وَكَانَتِ الْغَنَمُ تَتَزَاوَجُ عِنْدَمَا تَأْتِي لِتَشْرَبَ، فَكَانَتْ تَتَزَاوَجُ قُدَّامَ الْأَغْصَانِ، وَتَلِدُ غَنَمًا فِيهَا خُطُوطٌ وَنُقَطٌ وَبُقَعٌ.

التكوين 1:30-39 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

ولَمَّا رأَت راحيلُ أَنَّها لم تَلِدْ لِيَعْقوب، غارَت مِن أُخْتِها وقالَت لِيَعْقوب: «هَبْ لي بَنين، وإِلاَّ فإِنِّي أَموت». فغَضِبَ يَعْقوبُ على راحيلَ وقال: «أَلَعَلِّي أَنا مَكانَ اللهِ الَّذي مَنَعَ عَنكِ ثَمَرَةَ البَطْن؟». قالَت: «هٰذه خادِمَتي بِلْهَة: أُدْخُلْ عَليها فتَلِدَ على رُكْبَتَيَّ ويُبْنى بَيتي أَنا أَيضًا مِنها». فأَعطَته خادِمَتَها بِلهَةَ ٱمرَأَةً، فدَخَلَ علَيها يَعْقوب. فحَمَلَت بِلهَةُ ووَلَدَت لِيعْقوبَ ٱبنًا. فقالَت راحيل: «قد حَكَمَ اللهُ لي وٱستَجابَني فرزَقَني ٱبنًا»، ولِذٰلك سَمَّته دانًا. وعادَت بِلهَةُ خادِمَةُ راحيلَ فحَمَلَت ووَلَدَتِ ٱبنًا آخَرَ لِيعْقوب. فقالَت راحيل: «قد صارَعتُ أُخْتي مُصارَعاتِ اللهِ وغَلَبتُ»، وسَمَّته نَفْتالي. ورَأَت لَيئَةُ أَنَّها قد تَوَقَّفَت عنِ الوِلادَة، فأَخَذَت زِلفَةَ خادِمَتَها وأَعطَتْها لِيَعْقوبَ ٱمرَأَةً. فَوَلَدَت زِلفَةُخادِمَةُ لَيئَةَ لِيَعْقوبَ ٱبنًا. فقالَت لَيئَة: «لِحُسْنِ الحَظّ»، وسَمَّته جادًا. ووَلَدَت زِلفَةُ خادِمَةُ لَيئَةَ ٱبنًا ثانيًا لِيَعْقوب. فقالَت لَيئَة: «لِهَنائي، لأَنَّ النِّساءَ تُهَنِّئُني»، وسَمَّته أَشير. ومَضى رأُوبينُ في أَيَّامِ حِصادِ الحِنطَة، فوجَدَ لُفَّاحًا في الحَقْل، فأَتى بِه أُمَّه لَيئَة. فقالَت لَها راحيل: «أَعْطيني مِن لُفَّاحِ ٱبنِكِ». فقالَت لَها: «أَما كَفاكِ أَن أَخَذتِ زَوجي حتَّى تأخُذي لُفَّاحَ ٱبْني أَيضًا؟». قالَت راحيل: «إِذَن يَنامُ عِندَكِ اللَّيلَةَ بَدَلَ لُفَّاحِ ٱبنِكِ». وجاءَ يَعْقوبُ مِنَ البَرِّيَّةِ مَساءً، فخَرَجَت لَيئَةُ لِلِقائِه وقالَت: «أُدْخُلْ عَلَيَّ، لأَنِّي ٱستَأجَرتُكَ بِلُفَّاحِ ٱبْني». فضاجَعَها تِلكَ اللَّيلَة. فٱستَجابَ اللهُ لِلَيئَةَ فحَمَلَت ووَلَدَت لِيَعْقوبَ ٱبنًا خامِسًا. فقالَت لَيئة: «قد أَعْطاني اللهُ أَجْري، لأَنِّي أَعطَيتُ خادِمَتي لِزَوجي»، وسَمَّته يَسَّاكَر. وعادَت لَيئَةُ فحَمَلَت وَوَلَدتِ ٱبنًا سادِسًا لِيَعْقوب. فقالَت لَيئَة: «قد وَهَبَ لِيَ اللهُ هِبَةً حَسَنَة، فالآنَ يُكَرِّمُني زَوجي، لأَنِّي وَلَدتُ لَه سِتَّةَ بَنين»، وسَمَّته زَبولون. ثُمَّ وَلَدَتِ ٱبنَةً، فسَمَّتها دينَة. وذَكَرَ اللهُ راحيلَ وٱستَجابَ لَها وفَتَحَ رَحِمَها. فحَمَلَت ووَلَدَتِ ٱبنًا وقالَت: «قد أَزالَ اللهُ عَنِّي العار»، وسَمَّته يُوسُفَ قائلة: «زادَني الرَّبُّ ٱبنًا آخَر!». فلَمَّا وَلَدَت راحيلُ يوسُف، قالَ يَعْقوبُ لِلابان: «اِصرِفْني فأَمضِيَ إِلى بَيتي وأَرْضي. أَعْطِني بَنِيَّ ونِسْوَتي اللَّواتي خَدَمتُكَ بِهِنَّ فأَنصَرِف، فإِنَّكَ تَعلَمُ خِدمَتي الَّتي خَدَمتُكَ». فقالَ لَه لابان: «إِذا نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ... فقَد عَرَفتُ بِالفِراسَةِ أَنَّ الرَّبَّ قد بارَكَني بِسَبَبِكَ». وقال: «حَدِّدْ لي أُجرَتَكَ فأُعطِيَكَ». فقالَ لَه: «أَنتَ تَعلَمُ كَيفَ خَدَمتُكَ وكيفَ صارَت مَواشيكَ معي. فإِنَّها كانَت قَليلةً قَبلَ مَجيئي، وقد زادَت كثيرًا، وبارَكَكَ الرَّبُّ بَعدَ مَجيئي. والآن فمَتى أَعمَلُ أَنا أَيضًا لِبَيتي؟» قال: «ماذا أُعْطيكَ؟» فقالَ يَعْقوب: «لا تُعْطِني شَيئًا، لٰكن إِذا صَنَعتَ لي هٰذا الأَمْر، فأَنا أَعودُ إِلى رِعايَةِ غَنَمِكَ وأَسهَرُ علَيها. أَمُرُّ اليَومَ في غَنَمِكَ كُلِّها، وتَعزِلُ مِنْها كُلَّ أَسوَدَ مِنَ الضَّأن وكُلَّ أَبلَقَ وأَرقَطَ مِنَ المَعْز، فيَكونُ ذٰلك أُجْرَتي. وتَشهَدُ ليَ ٱستِقامَتي غَدًا: إِذا حَضَرتَ لأَمرِ أُجْرَتي، فكُلُّ ما لَيسَ بِأَبلَقَ أَو أَرقَطَ مِنَ المَعزِ وأسوَدَ أَيضًا مِنَ الضَّأن فهو مَسْروقٌ عِنْدي». قالَ لابان: «أَجل، فَلْيَكُنْ كما قُلتَ». وعَزَلَ في ذٰلك اليَومِ التُّيوسَ المُخَطَّطَةَ والبَلْقاءَ وكُلَّ عَنْزٍ رَقْطاءَ وبَلْقاء، وكُلَّ ما فيه بَياضٌ، وكُلَّ أَسوَدَ مِنَ الضَّأن، فسَلَّمَها إِلى أَيْدي بَنيه. وجَعَلَ مَسيرةَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ بَينَهم وبَينَ يَعْقوب، ورَعى يَعْقوبُ غَنَمَ لابانَ الباقِيَة. وأَخَذَ يَعْقوبُ عِصِيَّ حَوَر رَطْبَةً ولَوزٍ ودُلْب، وقَشَّرَ فيها خُطوطًا بَيضاء، كاشِطًا عنِ البَياضِ الَّذي على العِصِيّ. وجَعَلَ العِصِيَّ الَّتي قَشَّرَها تُجاهَ الغَنَمِ في الحِياضِ في مَساقي الماء حَيث كانَت تَرِدُ الغَنَم، لِكَي تَوحَمَ علَيها إِذا جاءَت لِتَشرَب. فكانَت تَوحَمُ الضَّأنُ على العِصِيِّ فتَلِدُ صِغارًا مُخَطَّطَةً ورَقْطاءَ وبَلْقاء.