التكوين 1:24-50

التكوين 1:24-50 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

وشاخَ إبراهيمُ وتقدَّمَ في السِّنِّ. وباركَ الرّبُّ إبراهيمَ في كُلِّ شيءٍ. وقالَ إبراهيمُ لكبـيرِ خَدَمِ بَيتهِ ووكيلِ جميعِ أملاكهِ: «ضَعْ يَدكَ تَحتَ فَخذي‌ فأستَحلِفَك بالرّبِّ إلهِ السَّماءِ وإلهِ الأرضِ أنْ لا تأخُذَ زوجةً لا‏بني مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بَينَهم، بل إلى أرضي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني إسحَقَ. فقالَ لَه الخادمُ: رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني إلى هذِهِ الأرضِ، فهل أرجِـعُ با‏بنِكَ إلى الأرضِ الّتي جِئْتَ منها؟» فقالَ لَه إبراهيمُ: «إيّاكَ أنْ ترجِـعَ با‏بني إلى هُناكَ. فالرّبُّ إلهُ السَّماءِ الّذي أخذَني مِنْ بَيتِ أبـي ومِنْ مَسقَطِ رأسي، والّذي كلَّمني وأقسمَ لي قالَ: «لِنسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ، هوَ يُرسلُ ملاكَهُ أمامَكَ فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ هُناكَ. وإنْ أبَتِ المرأةُ أنْ تَتْبعَك فأنتَ بريءٌ مِنْ يميني هذِهِ أمَّا ا‏بني فلا ترجِـعْ بهِ إلى هُناكَ». فوضَعَ الخادمُ يدَهُ تَحتَ فخذِ إبراهيمَ سيّدِهِ وحلَفَ لَه على ذلِكَ. وأخَذَ الخادمُ عشَرةَ جِمالٍ مِنْ جِمالِ سيّدهِ وشيئا مِنْ خَيرِ ما عندَهُ‌ وسارَ متوجِّها إلى أرامِ النَّهرينِ، إلى مدينةِ ناحورَ‌. فأناخَ الجِمالَ في خارجِ المدينةِ على بئرِ الماءِ عِندَ الغُروبِ، وقتَ خروجِ النِّساءِ ليستقينَ ماءً. وقالَ: «يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، وَفقْنِـي اليومَ وأحسِنْ إلى سيدي إبراهيمَ. ها أنا واقِفٌ على عينِ الماءِ، وبناتُ أهلِ المدينةِ خارجاتٌ ليستقينَ ماءً، فليكُنْ أنَّ الفتاةَ الّتي أقولُ لها: أميلي جرَّتَكِ لأشرَبَ، فتقولَ: ا‏شربْ وأنا أسقي جِمالَكَ أيضا، تكونُ هيَ ا‏لّتي عيَّنتَها لعَبدِكَ إسحَقَ. وهكذا أعرفُ أنَّكَ أحسنْتَ إلى سيّدي». وما كادَ يَتِمُّ كلامُهُ حتى خرجَت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، وهي ا‏بنةُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكَةَ ا‏مرأةِ ناحورَ أخي إبراهيمَ. وكانتِ الفتاةُ بِكْرا، جميلةَ المنظَرِ جدًّا، فنزلت إلى العَينِ وملأت جرَّتَها وصَعِدت. فأسرَعَ الخادمُ إلى لِقائِها وقالَ: «أسقني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ». فقالت: «إشربْ يا سيّدي». وأسرعت فأنزلت جرّتَها على يدِها وسقتْهُ. ولمَّا فرغت مِنْ سَقْيهِ قالت: «أستقي لجمالِكَ أيضا حتّى تشربَ كفايتَها». فأسرعت وأفرغت جرّتَها في الحَوضِ وعادت مُسرِعةً إلى البئرِ لتستقيَ، فا‏ستقت لجميعِ جِمالِهِ، بَينما هوَ يتأمَّلُها صامتا ليعرفَ هل سَهَّلَ الرّبُّ طريقَهُ أم لا. ولمَّا فرغتِ الجِمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خُزامةً مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ ذهَبٍ، وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبـيكِ موضِعٌ نَبـيتُ فيهِ؟» فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكةَ ا‏مرأةِ ناحورَ». وقالت لَه: «عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِـعٌ للمَبـيتِ أيضا». فركعَ الرَّجلُ ساجدا للرّبِّ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ أخيهِ». فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ بما جرى. وكانَ لرفقةَ أخٌ ا‏سمُهُ لابانُ، فخرَجَ لابانُ مُسرِعا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، حالما رأى الخُزامةَ في أنفِ أُختهِ والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ الرَّجلَ واقفا معَ الجِمالِ عِندَ العَينِ. فقالَ لَه: «أُدخُلْ يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارجِ وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعا لجِمالِكَ؟» وأدخَلَ الرَّجلَ‌ إلى البَيتِ وحَلَّ عَنْ جِمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ وأرجُلِ الّذينَ معهُ. ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، والرّبُّ بارَكَ سيّدي كثيرا فا‏غتنى. أعطاهُ غنَما وبقَرا وفضَّةً وذهَبا وعبـيدا وإماءً وجِمالا وحميرا. وولَدت لَه سارةُ ا‏مرأتُهُ ا‏بنا بعدما شاخت، فأعطاهُ سيّدي جميعَ ما يملِكُ. وا‏ستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخُذْ لا‏بني زوجةً مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، بل إلى بَيتِ أبـي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني. فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني. فقالَ لي: الرّبُّ الّذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ، فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبـي. وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ التي حَلَفْتَها لي، وإذا جِئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئا أيضا مِنْ يمينِكَ. فجِئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. ها أنا واقفٌ على عَينِ الماءِ، فالصَّبـيَّةُ الّتي تَخرجُ لِتَستقيَ وأقولُ لها: ا‏سقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، فتقولُ لي: إشربْ وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضا تكونُ هيَ المرأةُ التي عيَّنَها الرّبُّ لا‏بنِ سيّدي. وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبـي حتّى خرَجت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ وا‏ستقت. فقلتُ لها: إسقيني. فأسرعت وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجِمالَ أيضا. فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ‌ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ الخُزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ السبـيلِ لآخذَ ا‏بنةَ أخيهِ لا‏بنِه. والآنَ إنْ كُنتُم تـترأفونَ بسيّدي وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإ لا فأنصرف عَنكُم يَمينا أو شِمالا». فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرًّا أو خَيرا.

التكوين 1:24-50 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

وشاخَ إبراهيمُ وتقدَّمَ في السِّنِّ. وباركَ الرّبُّ إبراهيمَ في كُلِّ شيءٍ. وقالَ إبراهيمُ لكبـيرِ خَدَمِ بَيتهِ ووكيلِ جميعِ أملاكهِ: «ضَعْ يَدكَ تَحتَ فَخذي‌ فأستَحلِفَك بالرّبِّ إلهِ السَّماءِ وإلهِ الأرضِ أنْ لا تأخُذَ زوجةً لا‏بني مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بَينَهم، بل إلى أرضي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني إسحَقَ. فقالَ لَه الخادمُ: رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني إلى هذِهِ الأرضِ، فهل أرجِـعُ با‏بنِكَ إلى الأرضِ الّتي جِئْتَ منها؟» فقالَ لَه إبراهيمُ: «إيّاكَ أنْ ترجِـعَ با‏بني إلى هُناكَ. فالرّبُّ إلهُ السَّماءِ الّذي أخذَني مِنْ بَيتِ أبـي ومِنْ مَسقَطِ رأسي، والّذي كلَّمني وأقسمَ لي قالَ: «لِنسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ، هوَ يُرسلُ ملاكَهُ أمامَكَ فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ هُناكَ. وإنْ أبَتِ المرأةُ أنْ تَتْبعَك فأنتَ بريءٌ مِنْ يميني هذِهِ أمَّا ا‏بني فلا ترجِـعْ بهِ إلى هُناكَ». فوضَعَ الخادمُ يدَهُ تَحتَ فخذِ إبراهيمَ سيّدِهِ وحلَفَ لَه على ذلِكَ. وأخَذَ الخادمُ عشَرةَ جِمالٍ مِنْ جِمالِ سيّدهِ وشيئا مِنْ خَيرِ ما عندَهُ‌ وسارَ متوجِّها إلى أرامِ النَّهرينِ، إلى مدينةِ ناحورَ‌. فأناخَ الجِمالَ في خارجِ المدينةِ على بئرِ الماءِ عِندَ الغُروبِ، وقتَ خروجِ النِّساءِ ليستقينَ ماءً. وقالَ: «يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، وَفقْنِـي اليومَ وأحسِنْ إلى سيدي إبراهيمَ. ها أنا واقِفٌ على عينِ الماءِ، وبناتُ أهلِ المدينةِ خارجاتٌ ليستقينَ ماءً، فليكُنْ أنَّ الفتاةَ الّتي أقولُ لها: أميلي جرَّتَكِ لأشرَبَ، فتقولَ: ا‏شربْ وأنا أسقي جِمالَكَ أيضا، تكونُ هيَ ا‏لّتي عيَّنتَها لعَبدِكَ إسحَقَ. وهكذا أعرفُ أنَّكَ أحسنْتَ إلى سيّدي». وما كادَ يَتِمُّ كلامُهُ حتى خرجَت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، وهي ا‏بنةُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكَةَ ا‏مرأةِ ناحورَ أخي إبراهيمَ. وكانتِ الفتاةُ بِكْرا، جميلةَ المنظَرِ جدًّا، فنزلت إلى العَينِ وملأت جرَّتَها وصَعِدت. فأسرَعَ الخادمُ إلى لِقائِها وقالَ: «أسقني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ». فقالت: «إشربْ يا سيّدي». وأسرعت فأنزلت جرّتَها على يدِها وسقتْهُ. ولمَّا فرغت مِنْ سَقْيهِ قالت: «أستقي لجمالِكَ أيضا حتّى تشربَ كفايتَها». فأسرعت وأفرغت جرّتَها في الحَوضِ وعادت مُسرِعةً إلى البئرِ لتستقيَ، فا‏ستقت لجميعِ جِمالِهِ، بَينما هوَ يتأمَّلُها صامتا ليعرفَ هل سَهَّلَ الرّبُّ طريقَهُ أم لا. ولمَّا فرغتِ الجِمالُ مِنَ الشُّربِ أخذَ الرَّجلُ خُزامةً مِنْ ذهَبٍ وَزنُها نِصفُ مِثقالٍ وسوارَينِ ليدَيها وَزنُهُما عشَرَةُ مثاقيلَ ذهَبٍ، وقالَ: «بنتُ مَنْ أنتِ؟ أخبريني، هل في بَيتِ أبـيكِ موضِعٌ نَبـيتُ فيهِ؟» فقالت لَه: «أنا بنتُ بتوئيلَ ا‏بنِ مِلْكةَ ا‏مرأةِ ناحورَ». وقالت لَه: «عِندَنا كثيرٌ مِنَ التِّبنِ والعَلَفِ وموضِـعٌ للمَبـيتِ أيضا». فركعَ الرَّجلُ ساجدا للرّبِّ وقالَ: «تبارَكَ الرّبُّ إلهُ سيّدي إبراهيمَ فهوَ لم يمنعْ رأفتَهُ وإحسانَهُ عَنْ سيّدي، فهداني في طريقي إلى بَيتِ أخيهِ». فأسرعتِ الفتاةُ إلى بَيتِ أُمِّها وأخبرتْ بما جرى. وكانَ لرفقةَ أخٌ ا‏سمُهُ لابانُ، فخرَجَ لابانُ مُسرِعا إلى الرَّجلِ، إلى العَينِ، حالما رأى الخُزامةَ في أنفِ أُختهِ والسوارَينِ في يَديَها وسَمِعَها تقولُ: «هذا ما قالهُ الرَّجلُ لي»، فوجدَ الرَّجلَ واقفا معَ الجِمالِ عِندَ العَينِ. فقالَ لَه: «أُدخُلْ يا مَنْ باركَهُ الرّبُّ، لماذا تقِفُ هُنا في الخارجِ وأنا هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعا لجِمالِكَ؟» وأدخَلَ الرَّجلَ‌ إلى البَيتِ وحَلَّ عَنْ جِمالِه، وجاءَ بالتِّبنِ والعَلَفِ، وأعطى الرَّجلَ ماءً لِغَسلِ رجليهِ وأرجُلِ الّذينَ معهُ. ولمّا جيءَ بالطَّعامِ قالَ الرَّجلُ: «لا آكُلُ حتى أقولَ ما عِندي». فقالَ لَه لابانُ: «تكلَّمْ». قالَ: «أنا خادمُ إبراهيمَ، والرّبُّ بارَكَ سيّدي كثيرا فا‏غتنى. أعطاهُ غنَما وبقَرا وفضَّةً وذهَبا وعبـيدا وإماءً وجِمالا وحميرا. وولَدت لَه سارةُ ا‏مرأتُهُ ا‏بنا بعدما شاخت، فأعطاهُ سيّدي جميعَ ما يملِكُ. وا‏ستحْلَفني سيّدي قالَ: لا تأخُذْ لا‏بني زوجةً مِنْ بَناتِ الكنعانيّينَ الّذينَ أنا مُقيمٌ بأرضِهِم، بل إلى بَيتِ أبـي وإلى عَشيرتي تذهبُ وتأخُذُ زوجةً لا‏بني. فقلتُ لسيّدي؛ رُبَّما أبَتِ المرأةُ أنْ تـتبعَني. فقالَ لي: الرّبُّ الّذي سلكْتُ أمامَه يُرسلُ ملاكَهُ مَعكَ ويُسهِّلُ طريقَكَ، فتأخُذُ زوجةً لا‏بني مِنْ عَشيرتي ومِنْ بَيتِ أبـي. وبذلِكَ تبرأُ مِنْ يمينِكَ التي حَلَفْتَها لي، وإذا جِئتَ إلى عَشيرتي ولم يُعطوكَ كُنتَ بريئا أيضا مِنْ يمينِكَ. فجِئتُ اليومَ إلى العينِ وقلتُ: يا ربُّ، يا إلهَ سيّدي إبراهيمَ، أرني إنْ كُنتَ تُسهِّلُ طريقي هذِهِ. ها أنا واقفٌ على عَينِ الماءِ، فالصَّبـيَّةُ الّتي تَخرجُ لِتَستقيَ وأقولُ لها: ا‏سقيني شُربةَ ماءٍ مِنْ جرّتِكِ، فتقولُ لي: إشربْ وأنا أستقي لِجمالِكَ أيضا تكونُ هيَ المرأةُ التي عيَّنَها الرّبُّ لا‏بنِ سيّدي. وما كُدْتُ أنتهي مِنَ الكلامِ في قلبـي حتّى خرَجت رِفقةُ وجرّتُها على كَتِفِها، فنزلت إلى العَينِ وا‏ستقت. فقلتُ لها: إسقيني. فأسرعت وأنزلت جرّتَها وقالت: إشربْ وأنا أسقي جِمالَكَ، فشربْتُ، وسقَتِ الجِمالَ أيضا. فسألْتُها: بنتُ مَنْ أنتِ؟ فقالت: بنتُ بتوئيلَ‌ بنِ ناحورَ ومِلْكَةَ. فوضعْتُ الخُزامَةَ في أنفِها والسِّوارَينِ في يَدَيها، وركعْتُ وسجدْتُ للرّبِّ إلهِ سيّدي إبراهيمَ وباركْتُه لأنَّه هداني سَواءَ السبـيلِ لآخذَ ا‏بنةَ أخيهِ لا‏بنِه. والآنَ إنْ كُنتُم تـترأفونَ بسيّدي وتُحسِنونَ إليهِ فأخبروني، وإ لا فأنصرف عَنكُم يَمينا أو شِمالا». فأجابَ لابانُ وبتوئيلُ: «مِنْ عِندِ الرّبِّ صدرَ الأمرُ، فلا نقدِرُ أنْ نقولَ فيهِ شَرًّا أو خَيرا.

التكوين 1:24-50 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

وَشَاخَ إبْرَاهِيمُ، وَتَقَدَّمَ بِهِ العُمرُ. وَبَارَكَهُ اللهُ فِي كُلِّ شَيءٍ. وَقَالَ إبْرَاهِيمُ لِكَبيرِ خَدَمِ بَيْتِهِ، المُشرِفِ عَلَى كُلِّ أمْلَاكِهِ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي. احلِفْ لِي بِإلَهِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ، أنَّكَ لَنْ تَأْخُذَ لِابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أسْكُنُ بَيْنَهُمْ. عِدْنِي بِأنَّكَ سَتَذْهَبُ إلَى أرْضِي وَأقرِبَائِي، وَأنَّكَ سَتَأْخُذُ مِنْ هُنَاكَ زَوْجَةً لِابْنِي إسْحَاقَ.» فَقَالَ لَهُ الخَادِمُ: «فَمَاذَا إذَا لَمْ تَرْضَ المَرْأةُ بِأنْ تَأْتِيَ مَعِي إلَى هَذِهِ الأرْضِ؟ فَهَلْ آخُذُ ابْنَكَ إلَى الأرْضِ الَّتِي تَرَكْتَهَا؟» فَقَالَ لَهُ إبْرَاهِيمُ: «إيَّاكَ أنْ تُعِيدَ ابْنِي إلَى هُنَاكَ. فَإلَهُ السَّمَاءِ، أخرَجَنِي مِنْ بَيْتِ أبِي وَأرْضِ أقْرِبَائِي. وَقَدْ كَلَّمَنِي وَقَطَعَ لِي عَهْدًا فَقَالَ: ‹سَأُعْطِي هَذِهِ الأرْضَ لِنَسْلِكَ.› وَهُوَ الَّذِي سَيُرْسِلُ مَلَاكَهُ أمَامَكَ لِيُعِينَكَ عَلَى أنْ تَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ هُنَاكَ. أمَّا إذَا لَمْ تَرْضَ المَرْأةُ بِأنْ تَأْتِيَ مَعَكَ، فَأنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ وَعْدِكَ هَذَا لِي. لَكِنْ إيَّاكَ أنْ تُعِيدَ ابْنِي إلَى هُنَاكَ.» فَوَضَعَ الخَادِمُ يَدَهُ تَحْتَ فَخذِ إبْرَاهِيمَ وَحَلَفَ لَهُ فِي هَذَا الأمْرِ. ثُمَّ أخَذَ الخَادِمُ عَشْرَةً مِنْ جِمَالِ سَيِّدِهِ، وَغَادَرَ المَكَانَ مُحَمَّلًا بِكُلِّ أنْوَاعِ الهَدَايَا مِنْ سَيِّدِهِ. ثُمَّ سَارَ إلَى أرَاضِي مَا بَيْنَ النَّهْرَينِ، إلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. وَأنَاخَ الجِمَالَ خَارِجَ المَدِينَةِ عِنْدَ النَّبْعِ. وَكَانَ الوَقْتُ مَسَاءً عِنْدَمَا خَرَجَتِ النِّسَاءُ لِيَسْتَقِينَ مَاءً. فَقَالَ الخَادِمُ: «يَا إلَهَ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ، وَفِّقْنِي اليَوْمَ فِي مَسْعَايَ. وَأظْهِرْ لُطْفَكَ لِسَيِّدِي إبْرَاهِيمَ. هَا أنَا وَاقِفٌ عِنْدَ عَيْنِ المَاءِ. وَهَا فَتَيَاتُ أهْلِ البَلدَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً. فَأعْطِنِي هَذِهِ العَلَامَةَ: إنْ قُلْتُ لِفَتَاةٍ: ‹هَاتِ جَرَّتَكِ لِأشْرَبَ،› فَأجَابَتْ: ‹اشْرَبْ، وَسَأسْقِي جِمَالَكَ أيْضًا!› أعْلَمُ أنَّهَا هِيَ الَّتِي اختَرْتَهَا أنْتَ زَوْجَةً لِخَادِمِكَ إسْحَاقَ. وَبِهَذَا أعْرِفُ أنَّكَ أظْهَرْتَ لُطفَكَ لِسَيِّدِي.» وَقَبْلَ أنْ يُنْهِيَ الخَادِمُ صَلَاتَهُ، إذَا بِرِفْقَةَ تُقبِلُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. وَهِيَ ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ، زَوْجَةِ نَاحُورَ، أخِي إبْرَاهِيمَ. كَانَتْ رِفْقَةُ جَمِيلَةً جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إلَى النَّبْعِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا، ثُمَّ صَعِدَتْ ثَانِيَةً. فَرَكَضَ الخَادِمُ لِمُلَاقَاتِهَا وَقَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلًا مِنَ المَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ.» فَقَالَتْ رِفْقَةُ: «اشْرَبْ يَا سَيِّدِي.» وَأسْرَعَتْ فَأنزَلَتِ الجَرَّةَ عَنْ يَدِهَا وَسَقَتْهُ. وَبَعْدَ أنْ سَقَتْهُ قَالَتْ: «سأسْتَقِي لِجِمَالِكَ أيْضًا حَتَّى تَرْتَوَيَ جَمِيعًا.» وَأسْرَعَتْ رِفْقَةُ فَأفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي الحَوْضِ. وَرَكَضَتْ ثَانِيَةً إلَى النَّبْعِ وَاسْتَقَتِ المَزِيدَ مِنَ المَاءِ. فَأحضَرَتْ مَاءً لِكُلِّ جِمَالِهِ. وَكَانَ الرَّجُلُ يُرَاقِبُهَا بِصَمْتٍ لِيَعْرِفَ إنْ كَانَ اللهُ قَدْ أنجَحَ مَسْعَاهُ أمْ لَا. فَبَعْدَ أنْ شَرِبَتِ الجِمَالُ، أخْرَجَ الرَّجُلُ حَلَقًا مِنَ الذَّهَبِ لِأنْفِهَا يَزِنُ نِصْفَ مِثْقَالٍ، وَسِوَارَينِ مِنَ الذَّهَبِ لِيَدَيهَا يَزِنَانِ عَشْرَةَ مَثَاقِيلَ. وَقَالَ لَهَا: «أرْجُو أنْ تُخبِرِينِي ابْنَةَ مَنْ تَكُونِينَ. وَهَلْ لَنَا مُتَّسَعٌ فِي بَيْتِ أبِيكِ لِلمَبِيتِ؟» فَقَالَتْ لَهُ رِفْقَةُ: «أنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.» ثُمَّ قَالَتْ: «لَدَينَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَيُوجَدُ لَكُمْ مُتَّسَعٌ لِلمَبِيتِ.» ثُمَّ حَنَى الرَّجُلُ رَأسَهُ وَحَمَدَ اللهَ. قَالَ: «تَبَارَكَ إلَهُ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ. إذْ أظْهَرَ وَفَاءَهُ وَإخلَاصَهُ لِسَيِّدِي. فَقَدْ قَادَنِي اللهُ فِي طَرِيقِي إلَى بَيْتِ أقَارِبِ سَيِّدِي.» فَرَكَضَتِ الفَتَاةُ وَأخبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أخٌ اسْمُهُ لَابَانُ. فَخَرَجَ لَابَانُ إلَى النَّبْعِ بِاتِّجَاهِ الرَّجُلِ. فَرَأى الحَلَقَ، وَرَأى السِّوَارَينِ حَوْلَ مِعصَمَيِّ أُختِهِ. فَلَّمَا رَوَتْ لَهُ أُختُهُ رِفْقَةُ مَا قَالَهُ لَهَا الرَّجُلُ، جَاءَ لَابَانُ إلَى الرَّجُلِ حَيْثُ كَانَ وَاقِفًا مَعَ الجِمَالِ عِنْدَ النَّبْعِ. فَقَالَ لَهُ: «ادخُلْ إلَى بَيْتِنَا يَا مَنْ بَارَكَكَ اللهُ. لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا؟ هَا البَيْتُ مُعَدٌّ لِاسْتِقبَالِكَ، وَسَنُعِدُّ مَكَانًا لِلجِمَالِ.» ثُمَّ أنزَلَ لَابَانُ حُمُولَةَ الجِمَالِ وَقَدَّمَ لَهَا تِبْنًا وَعَلَفًا. وَأعْطَى مَاءً لِلرَّجُلِ وَلِلرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ لِيَغْسِلُوا أقْدَامَهُمْ. ثُمَّ وُضِعَ الطَّعَامُ أمَامَ خَادِمِ إبْرَاهِيمَ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ قَبْلَ أنْ أقُولَ مَا لَدَيَّ.» فَقَالَ لَهُ لَابَانُ: «فَقُلْ مَا عِنْدَكَ.» فَقَالَ: «أنَا خَادِمُ إبْرَاهِيمَ. وَقَدْ بَارَكَ اللهُ سَيِّدِي كَثِيرًا فَصَارَ غَنِيًّا جِدًّا. إذْ أعطَاهُ اللهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَخَدَمًا وَخَادِمَاتٍ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَأنْجَبَتْ سَارَةُ، زَوْجَةُ سَيِّدِي، لَهُ ابْنًا فِي شَيخُوخَتِهِ. وَأعْطَى إبْرَاهِيمُ ابْنَهُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ. وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي فَقَالَ: ‹لَا تَأْخُذْ لِابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أسْكُنُ بَيْنَهُمْ. بَلِ اذْهَبْ إلَى بَيْتِ أبِي وَأقَارِبِي، وَخُذْ مِنْ هُنَاكَ زَوْجَةً لِابْنِي.› فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: ‹رُبَّمَا تَرْفُضُ الفَتَاةُ أنْ تَأْتِيَ مَعِي.› فَقَالَ لِي: ‹لَقَدْ عِشْتُ فِي حَضْرَةِ اللهِ، وَأنَا أعْرِفُ أنَّهُ سَيُرْسِلُ مَلَاكَهُ مَعَكَ، وَسَيُوَفِّقُكَ فِي رِحلَتِكَ. وَسَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ أقَارِبِي وَبَيْتِ أبِي. وَعِنْدَمَا تَذْهَبُ إلَى أقَارِبِي تَكُونُ حُرًّا مِنْ هَذَا القَسَمِ. سَتَكُونُ حُرًّا مِنْهُ حَتَّى لَوْ لَمْ يُعْطُوكَ زَوْجَةً لِابْنِي.› «وَعِنْدَمَا جِئْتُ إلَى النَّبْعِ اليَوْمَ قُلْتُ: ‹يَا إلَهَ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ، أنجِحْ رِحلَتِي وَمَسْعَايَ. هَا أنَا وَاقِفٌ عِنْدَ النَّبْعِ. فَأعْطِنِي عَلَامَةً. إنْ قُلْتُ لِفَتَاةٍ تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ: أعْطِينِي قَلِيلًا مِنَ المَاءِ مِنْ جَرَّتِكِ لِأشْرَبَ، فَأجَابَتْ: اشْرَبْ، وَسَأسْتَقِي مَاءً لِجِمَالِكَ أيْضًا، لِتَكُنْ هِيَ الفَتَاةَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ لِابْنِ سَيِّدِي.› «وَقَبْلَ أنْ أُنهِيَ صَلَاتِيَ فِي قَلْبِي، أتَتْ رِفْقَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. فَنَزَلَتْ إلَى النَّبْعِ وَاسْتَقَتْ مَاءً. فَقُلْتُ لَهَا: ‹اسْقِينِي مِنْ فَضْلِكِ.› فَأسْرَعَتْ وَأنزَلَتِ الجَرَّةَ عَنْ كَتِفِهَا وَقَالَتْ: ‹اشْرَبْ، وَسَأسْتَقِي مَاءً لِجِمَالِكَ أيْضًا.› فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ الجِمَالَ أيْضًا. ثُمَّ سَألْتُهَا: ‹ابْنَةُ مَنْ تَكُونِينَ؟› فَقَالَتْ: ‹أنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ وَمِلْكَةَ.› فَوَضَعْتُ حَلَقًا فِي أنفِهَا، وَسِوَارَينِ حَوْلَ مِعْصَمَيهَا. ثُمَّ حَنَيتُ رَأسِي وَشَكَرْتُ اللهَ، وَبَارَكْتُ إلَهَ سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ. فَقَدْ هَدَانِي فِي طَرِيقٍ صَحِيحٍ لِآخُذَ ابْنَةَ أخِي سَيِّدِي إبْرَاهِيمَ زَوْجَةً لِابْنِهِ. وَالْآنَ، إنْ كُنْتُمْ سَتَتَعَامَلُونَ بِالإخلَاصِ وَالوَفَاءِ مَعَ سَيِّدِي، فَأخبِرُونِي. وَإلَّا، فَأخبِرُونِي أيْضًا، فَأعرِفَ مَاذَا أفْعَلُ.» فَأجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «هَذَا الأمْرُ مِنْ عِنْدِ اللهِ، فَلَيسَ لَنَا أنْ نُغَيِّرَ ذَلِكَ.

التكوين 1:24-50 كتاب الحياة (KEH)

وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ بِهِ الْعُمْرُ. وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِرَئِيسِ عَبِيدِهِ، الْمُتَوَلِّي جَمِيعَ شُؤُونِ بَيْتِهِ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، فَأَسْتَحْلِفَكَ بِالرَّبِّ إِلَهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَنْ لَا تَأْخُذَ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِيْنَ أَنَا مُقِيمٌ فِي وَسَطِهِمْ. بَلْ تَمْضِي إِلَى بَلَدِي وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لابْنِي إِسْحاقَ». فَقَالَ لَهُ الْعَبْدُ: «هَبْ أَنَّ الْمَرْأَةَ لَا تَشَاءُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ، فَهَلْ أَرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ارْتَحَلْتَ عَنْهَا؟». فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «إِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ، فَالرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ قَوْمِي، وَخَاطَبَنِي وَأَقْسَمَ لِي قَائِلاً: لِذُرِّيَّتِكَ أَهَبُ هَذِهِ الأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ أَمَامَكَ لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لابْنِي مِنْ هُنَاكَ. إِنْ أَبَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي هَذَا، أَمَّا ابْنِي فَإِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِهِ إِلَى هُنَاكَ». فَوَضَعَ الْعَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ سَيِّدِهِ إِبْرَاهِيمَ وَحَلَفَ لَهُ عَلَى ذَلِكَ. وَاخْتَارَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَالٍ وَحَمَّلَهَا مِنْ جَمِيعِ خَيْرَاتِ مَوْلاهُ الَّتِي فِي يَدِهِ، وَقَامَ وَانْطَلَقَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. وَهُنَاكَ أَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، فِي مَوْعِدِ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ مِنَ النِّسَاءِ، وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ أَنْ تُيَسِّرَ أَمْرِي الْيَوْمَ وَتُسْدِيَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ حَيْثُ تُقْبِلُ بَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: ضَعِي جَرَّتَكِ لأَشْرَبَ مِنْهَا، فَتُجِيبُ: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الَّتِي اخْتَرْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحاقَ. وَبِذَلِكَ أُدْرِكُ أَنَّكَ أَسْدَيْتَ مَعْرُوفاً لِسَيِّدِي». وَقَبْلَ أَنْ يُتِمَّ صَلاتَهُ إِذَا بِهِ يُشَاهِدُ رِفْقَةَ ابْنَةَ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ زَوْجَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ مُقْبِلَةً، وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. وَكَانَتِ الْفَتَاةُ رَائِعَةَ الْجَمَالِ، عَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلأَتْ جَرَّتَهَا ثُمَّ صَعِدَتْ، فَرَكَضَ الْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «أَرْجُوكِ، اسْقِينِي قَلِيلاً مِنْ مَاءِ جَرَّتِكِ». فَأَجَابَتِ الْفَتَاةُ: «اشْرَبْ يَا سَيِّدِي». وَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ. وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً حَتَّى تَرْتَوِيَ». وَمَضَتْ مُسْرِعَةً وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي حَوْضِ الْمَاءِ، ثُمَّ رَكَضَتْ نَحْوَ الْبِئْرِ فَاسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ. وَظَلَّ الرَّجُلُ يَتَأَمَّلُهَا صَامِتاً لِيَعْلَمَ إِنْ كَانَ الرَّبُّ قَدْ وَفَّقَ مَسْعَاهُ أَمْ لا. وَعِنْدَمَا ارْتَوَتِ الْجِمَالُ تَنَاوَلَ الرَّجُلُ خِزَامَةً ذَهَبِيَّةً وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ (نَحْوَ سِتَّةِ جِرَامَاتٍ) وَسُوَارَيْنِ ذَهَبِيَّيْنِ وَزْنُهُمَا عَشَرَةُ شَواقِلَ (نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ جِرَاماً)، وَسَأَلَهَا: «ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَوْضِعٌ نَبِيتُ فِيهِ؟» فَأَجَابَتْهُ: «أَنَا ابْنَةُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ لِنَاحُورَ، عِنْدَنَا كَثِيرٌ مِنَ التِّبْنِ وَالْعَلَفِ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا فِيهِ». فَأَطْرَقَ الرَّجُلُ بِرَأْسِهِ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ مُصَلِّياً: «تَبَارَكَ الرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ لُطْفِهِ وَوَفَائِهِ لِسَيِّدِي. أَمَّا أَنَا فَقَدْ هَدَانِي الرَّبُّ فِي الطَّرِيقِ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». فَهُرِعَتِ الْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِهَذِهِ الأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ يُدْعَى لابَانَ، فَأَسْرَعَ نَحْوَ الرَّجُلِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، إِذْ كَانَ قَدْ رَأَى الْخِزَامَةَ وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَسَمِعَ حَدِيثَهَا عَنِ الرَّجُلِ؛ فَوَجَدَهُ وَاقِفاً بِالْقُرْبِ مِنَ الْجِمَالِ عِنْدَ الْمَاءِ، فَقَالَ: «ادْخُلْ أَيُّهَا الْمُبَارَكُ مِنَ الرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً؟ لَقَدْ أَعْدَدْتُ الْبَيْتَ وَكَذَلِكَ مَكَاناً لِلْجِمَالِ». فَدَخَلَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَنْزِلِ، وَحَلَّ عَنِ الْجِمَالِ، وَقَدَّمَ لَهَا تِبْناً وَعَلَفاً، وَأَتَى لابَانُ بِمَاءٍ لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ مُرَافِقِيهِ. ثُمَّ وَضَعَ الطَّعَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَأْكُلَ. لَكِنَّهُ قَالَ: «لَنْ آكُلَ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِمَا يَجِبُ أَنْ أَقُولَهُ». فَقَالَ لَهُ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، وَقَدْ أَغْدَقَ الرَّبُّ عَلَى مَوْلايَ بَرَكَاتٍ جَمَّةً فَصَارَ عَظِيماً، إِذْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَفِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَعَبِيدٍ وَإِمَاءٍ وَجِمَالٍ وَحَمِيرٍ. وَأَنْجَبَتْ سَارَةُ امْرَأَةُ سَيِّدِي بَعْدَ أَنْ شَاخَتِ ابْناً لِسَيِّدِي أَوْرَثَهُ كُلَّ مَالَهُ وَقَدِ اسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي أَلّا آخُذَ زَوْجَةً لابْنِهِ مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ يَسْكُنُ أَرْضَهُمْ، بَلْ أَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ أَبِيهِ وَعَشِيرَتِهِ وَآخُذُ لابْنِهِ مِنْهُمْ زَوْجَةً. فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: قَدْ تَأْبَى الْفَتَاةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ. فَأَجَابَنِي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذِي سَلَكْتُ أَمَامَهُ، هُوَ يُرْسِلُ مَلاكَهُ مَعَكَ وَيُوَفِّقُ مَسْعَاكَ فَتَأْخُذُ لابْنِي زَوْجَةً مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. وَإذَا قَدِمْتَ عَلَى قَوْمِي وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ إِيَّاهَا تَكُونُ آنَئِذٍ فِي حِلٍّ مِنْ حَلْفِي. فَأَقْبَلْتُ الْيَوْمَ عَلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: أَيُّهَا الرَّبُّ، إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَ مَسْعَايَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ قُمْتُ بِهَذِهِ الرِّحْلَةِ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ، فَلْيَكُنْ أَنَّ الْفَتَاةَ الَّتِي تَأْتِي لِتَسْتَقِيَ، وَالَّتِي أَطْلُبُ مِنْهَا أَنْ تَسْقِيَنِي بَعْضَ الْمَاءِ، فَتَقُولُ لِي: اشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضاً، تَكُونُ هِيَ الْفَتَاةَ الَّتِي عَيَّنَهَا الرَّبُّ لابْنِ سَيِّدِي. وَبَيْنَمَا كُنْتُ أُنَاجِي نَفْسِي بِهَذَا الْكَلامِ، إِذَا رِفْقَةُ قَادِمَةٌ، حَامِلَةً جَرَّةً عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَاسْتَقَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: أَرْجُوكِ أَنْ تَسْقِينِي فَأَسْرَعَتْ وَوَضَعَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا قَائِلَةً: اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضاً. ثُمَّ سَأَلْتُهَا: ابْنَةُ مَنْ أَنْتِ؟ فَأَجَابَتْ: ابْنَةُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ الَّذِي أَنْجَبَتْهُ مِلْكَةُ لَهُ. فَوَضَعْتُ الْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. ثُمَّ خَرَرْتُ وَسَجَدْتُ وَبَارَكْتُ الرَّبَّ إِلَهَ مَوْلايَ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ الْقَوِيمِ لِآخُذَ ابْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لابْنِهِ. وَالآنَ إِنْ كُنْتُمْ تُبْدُونَ لُطْفاً وَأَمَانَةً لِسَيِّدِي فَأَجِيبُوا طَلَبِي، وَإلَّا فَأَخْبِرُونِي لأَتَّجِهَ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً». فَأَجَابَ لابَانُ وَبَتُوئِيلُ: «قَدْ صَدَرَ هَذَا الأَمْرُ مِنَ الرَّبِّ، وَلا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ لَكَ خَيْراً أَوْ شَرّاً.

التكوين 1:24-50 الكتاب المقدس (AVD)

وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ فِي ٱلْأَيَّامِ. وَبَارَكَ ٱلرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِعَبْدِهِ كَبِيرِ بَيْتِهِ ٱلْمُسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ: «ضَعْ يَدَكَ تَحْتَ فَخْذِي، فَأَسْتَحْلِفَكَ بِٱلرَّبِّ إِلَهِ ٱلسَّمَاءِ وَإِلَهِ ٱلْأَرْضِ أَنْ لَا تَأْخُذَ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، بَلْ إِلَى أَرْضِي وَإِلَى عَشِيرَتِي تَذْهَبُ وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي إِسْحَاقَ». فَقَالَ لَهُ ٱلْعَبْدُ: «رُبَّمَا لَا تَشَاءُ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَنِي إِلَى هَذِهِ ٱلْأَرْضِ. هَلْ أَرْجِعُ بِٱبْنِكَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟» فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: «ٱحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَرْجِعَ بِٱبْنِي إِلَى هُنَاكَ. اَلرَّبُّ إِلَهُ ٱلسَّمَاءِ ٱلَّذِي أَخَذَنِي مِنْ بَيْتِ أَبِي وَمِنْ أَرْضِ مِيلَادِي، وَٱلَّذِي كَلَّمَنِي وَٱلَّذِي أَقْسَمَ لِي قَائِلًا: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ ٱلْأَرْضَ، هُوَ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ أَمَامَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ هُنَاكَ. وَإِنْ لَمْ تَشَإِ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَتْبَعَكَ، تَبَرَّأْتَ مِنْ حَلْفِي هَذَا. أَمَّا ٱبْنِي فَلَا تَرْجِعْ بِهِ إِلَى هُنَاكَ». فَوَضَعَ ٱلْعَبْدُ يَدَهُ تَحْتَ فَخْذِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَاهُ، وَحَلَفَ لَهُ عَلَى هَذَا ٱلْأَمْرِ. ثُمَّ أَخَذَ ٱلْعَبْدُ عَشْرَةَ جِمَالٍ مِنْ جِمَالِ مَوْلَاهُ، وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلَاهُ فِي يَدِهِ. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَرَامِ ٱلنَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ. وَأَنَاخَ ٱلْجِمَالَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ ٱلْمَاءِ وَقْتَ ٱلْمَسَاءِ، وَقْتَ خُرُوجِ ٱلْمُسْتَقِيَاتِ. وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، يَسِّرْ لِي ٱلْيَوْمَ وَٱصْنَعْ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ ٱلْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ خَارِجَاتٌ لِيَسْتَقِينَ مَاءً. فَلْيَكُنْ أَنَّ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي أَقُولُ لَهَا: أَمِيلِي جَرَّتَكِ لِأَشْرَبَ، فَتَقُولَ: ٱشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا، هِيَ ٱلَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. وَبِهَا أَعْلَمُ أَنَّكَ صَنَعْتَ لُطْفًا إِلَى سَيِّدِي». وَإِذْ كَانَ لَمْ يَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ ٱلْكَلَامِ، إِذَا رِفْقَةُ ٱلَّتِي وُلِدَتْ لِبَتُوئِيلَ ٱبْنِ مِلْكَةَ ٱمْرَأَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. وَكَانَتِ ٱلْفَتَاةُ حَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلْعَيْنِ وَمَلَأَتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ. فَرَكَضَ ٱلْعَبْدُ لِلِقَائِهَا وَقَالَ: «ٱسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ». فَقَالَتِ: «ٱشْرَبْ يَا سَيِّدِي». وَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَلَى يَدِهَا وَسَقَتْهُ. وَلَمَّا فَرَغَتْ مِنْ سَقْيِهِ قَالَتْ: «أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا حَتَّى تَفْرَغَ مِنَ ٱلشُّرْبِ». فَأَسْرَعَتْ وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا فِي ٱلْمَسْقَاةِ، وَرَكَضَتْ أَيْضًا إِلَى ٱلْبِئْرِ لِتَسْتَقِيَ، فَٱسْتَقَتْ لِكُلِّ جِمَالِهِ. وَٱلرَّجُلُ يَتَفَرَّسُ فِيهَا صَامِتًا لِيَعْلَمَ: أَأَنْجَحَ ٱلرَّبُّ طَرِيقَهُ أَمْ لَا. وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ ٱلْجِمَالُ مِنَ ٱلشُّرْبِ أَنَّ ٱلرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا نِصْفُ شَاقِلٍ وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا وَزْنُهُمَا عَشْرَةُ شَوَاقِلِ ذَهَبٍ. وَقَالَ: «بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي: هَلْ فِي بَيْتِ أَبِيكِ مَكَانٌ لَنَا لِنَبِيتَ؟» فَقَالَتْ لَهُ: «أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ٱبْنِ مِلْكَةَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِنَاحُورَ». وَقَالَتْ لَهُ: «عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا». فَخَرَّ ٱلرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلرَّبِّ، وَقَالَ: «مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي لَمْ يَمْنَعْ لُطْفَهُ وَحَقَّهُ عَنْ سَيِّدِي. إِذْ كُنْتُ أَنَا فِي ٱلطَّرِيقِ، هَدَانِي ٱلرَّبُّ إِلَى بَيْتِ إِخْوَةِ سَيِّدِي». فَرَكَضَتِ ٱلْفَتَاةُ وَأَخْبَرَتْ بَيْتَ أُمِّهَا بِحَسَبِ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ ٱسْمُهُ لَابَانُ، فَرَكَضَ لَابَانُ إِلَى ٱلرَّجُلِ خَارِجًا إِلَى ٱلْعَيْنِ. وَحَدَثَ أَنَّهُ إِذْ رَأَى ٱلْخِزَامَةَ وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْ أُخْتِهِ، وَإِذْ سَمِعَ كَلَامَ رِفْقَةَ أُخْتِهِ قَائِلَةً: «هَكَذَا كَلَّمَنِي ٱلرَّجُلُ»، جَاءَ إِلَى ٱلرَّجُلِ، وَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ عِنْدَ ٱلْجِمَالِ عَلَى ٱلْعَيْنِ. فَقَالَ: «ٱدْخُلْ يَا مُبَارَكَ ٱلرَّبِّ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا وَأَنَا قَدْ هَيَّأْتُ ٱلْبَيْتَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ؟». فَدَخَلَ ٱلرَّجُلُ إِلَى ٱلْبَيْتِ وَحَلَّ عَنِ ٱلْجِمَالِ، فَأَعْطَى تِبْنًا وَعَلَفًا لِلْجِمَالِ، وَمَاءً لِغَسْلِ رِجْلَيْهِ وَأَرْجُلِ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. وَوُضِعَ قُدَّامَهُ لِيَأْكُلَ. فَقَالَ: «لَا آكُلُ حَتَّى أَتَكَلَّمَ كَلَامِي». فَقَالَ: «تَكَلَّمْ». فَقَالَ: «أَنَا عَبْدُ إِبْرَاهِيمَ، وَٱلرَّبُّ قَدْ بَارَكَ مَوْلَايَ جِدًّا فَصَارَ عَظِيمًا، وَأَعْطَاهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَعَبِيدًا وَإِمَاءً وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَوَلَدَتْ سَارَةُ ٱمْرَأَةُ سَيِّدِي ٱبْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَ مَا شَاخَتْ، فَقَدْ أَعْطَاهُ كُلَّ مَا لَهُ. وَٱسْتَحْلَفَنِي سَيِّدِي قَائِلًا: لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ بَنَاتِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي أَرْضِهِمْ، بَلْ إِلَى بَيْتِ أَبِي تَذْهَبُ وَإِلَى عَشِيرَتِي، وَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي. فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: رُبَّمَا لَا تَتْبَعُنِي ٱلْمَرْأَةُ. فَقَالَ لِي: إِنَّ ٱلرَّبَّ ٱلَّذِي سِرْتُ أَمَامَهُ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ مَعَكَ وَيُنْجِحُ طَرِيقَكَ، فَتَأْخُذُ زَوْجَةً لِٱبْنِي مِنْ عَشِيرَتِي وَمِنْ بَيْتِ أَبِي. حِينَئِذٍ تَتَبَرَّأُ مِنْ حَلْفِي حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى عَشِيرَتِي. وَإِنْ لَمْ يُعْطُوكَ فَتَكُونُ بَرِيئًا مِنْ حَلْفِي. فَجِئْتُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْعَيْنِ، وَقُلْتُ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، إِنْ كُنْتَ تُنْجِحُ طَرِيقِي ٱلَّذِي أَنَا سَالِكٌ فِيهِ، فَهَا أَنَا وَاقِفٌ عَلَى عَيْنِ ٱلْمَاءِ، وَلْيَكُنْ أَنَّ ٱلْفَتَاةَ ٱلَّتِي تَخْرُجُ لِتَسْتَقِيَ وَأَقُولُ لَهَا: ٱسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ، فَتَقُولَ لِيَ: ٱشْرَبْ أَنْتَ، وَأَنَا أَسْتَقِي لِجِمَالِكَ أَيْضًا، هِيَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي عَيَّنَهَا ٱلرَّبُّ لِٱبْنِ سَيِّدِي. وَإِذْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْرَغْ بَعْدُ مِنَ ٱلْكَلَامِ فِي قَلْبِي، إِذَا رِفْقَةُ خَارِجَةٌ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، فَنَزَلَتْ إِلَى ٱلْعَيْنِ وَٱسْتَقَتْ. فَقُلْتُ لَهَا: ٱسْقِينِي. فَأَسْرَعَتْ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا عَنْهَا وَقَالَتِ: ٱشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا. فَشَرِبْتُ، وَسَقَتِ ٱلْجِمَالَ أَيْضًا. فَسَأَلْتُهَا وَقُلتُ: بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: بِنْتُ بَتُوئِيلَ بْنِ نَاحُورَ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ مِلْكَةُ. فَوَضَعْتُ ٱلْخِزَامَةَ فِي أَنْفِهَا وَٱلسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. وَخَرَرْتُ وَسَجَدْتُ لِلرَّبِّ، وَبَارَكْتُ ٱلرَّبَّ إِلَهَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي هَدَانِي فِي طَرِيقٍ أَمِينٍ لِآخُذَ ٱبْنَةَ أَخِي سَيِّدِي لِٱبْنِهِ. وَٱلْآنَ إِنْ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ مَعْرُوفًا وَأَمَانَةً إِلَى سَيِّدِي فَأَخْبِرُونِي، وَإِلَا فَأَخْبِرُونِي لِأَنْصَرِفَ يَمِينًا أَوْ شِمَالًا». فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ وَقَالَا: «مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ خَرَجَ ٱلْأَمْرُ. لَا نَقْدِرُ أَنْ نُكَلِّمَكَ بِشَرٍّ أَوْ خَيْرٍ.

التكوين 1:24-50 الكتاب الشريف (SAB)

وَشَاخَ إِبْرَاهِيمُ وَتَقَدَّمَ بِهِ الْعُمْرُ، وَبَارَكَهُ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ. فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِرَئِيسِ خُدَّامِهِ، وَهُوَ الْوَكِيلُ عَلَى كُلِّ أَمْلَاكِهِ: ”اِحْلِفْ لِي قَسَمًا بِاللّٰهِ رَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، أَنْ لَا تَأْخُذَ لِابْنِي زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ. بَلْ تَذْهَبَ إِلَى بَلَدِي وَإِلَى أَقَارِبِي، وَتَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي إِسْحَاقَ.“ فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ: ”رُبَّمَا لَا تَشَاءُ الْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى هَذِهِ الْبِلَادِ. هَلْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ أَرْجِعُ بِابْنِكَ إِلَى الْبَلَدِ الَّتِي خَرَجْتَ مِنْهَا؟“ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: ”إِيَّاكَ أَنْ تَرْجِعَ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ. اللهُ رَبُّ السَّمَاءِ الَّذِي أَخَذَنِي مِنْ دَارِ أَبِي وَمِنْ وَطَنِي، وَكَلَّمَنِي وَحَلَفَ لِي وَقَالَ: ’سَأُعْطِي هَذِهِ الْبِلَادَ لِنَسْلِكَ‘ هُوَ يُرْسِلُ مَلَاكَهُ قُدَّامَكَ لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ هُنَاكَ. فَإِنْ رَفَضَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَأْتِيَ مَعَكَ، تَكُونُ أَنْتَ فِي حِلٍّ مِنْ قَسَمِي هَذَا، لَكِنْ لَا تَرْجِعْ بِابْنِي إِلَى هُنَاكَ.“ فَحَلَفَ الْخَادِمُ يَمِينًا لِإِبْرَاهِيمَ سَيِّدِهِ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ. ثُمَّ أَخَذَ الْخَادِمُ 10 مِنْ جِمَالِ سَيِّدِهِ، وَأَخَذَ أَيْضًا مَعَهُ مِنْ جَمِيعِ خَيْرَاتِ سَيِّدِهِ، وَسَافَرَ إِلَى آرَامَ النَّهْرَيْنِ إِلَى الْمَدِينَةِ الَّتِي فِيهَا نَاحُورُ. وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ. وَكَانَ الْمَسَاءُ قَدِ اقْتَرَبَ، وَحَانَ وَقْتُ خُرُوجِ النِّسَاءِ لِيَأْخُذْنَ الْمَاءَ. وَقَالَ: ”اللّٰهُمَّ يَا رَبَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ، يَسِّرْ لِي أَمْرِيَ الْيَوْمَ، وَاعْمَلْ مَعْرُوفًا مَعَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ عَيْنِ الْمَاءِ، وَبَنَاتُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَخْرُجْنَ لِيَأْخُذْنَ الْمَاءَ. فَالْفَتَاةُ الَّتِي أَقُولُ لَهَا: ’أَمِيلِي جَرَّتَكِ لِأَشْرَبَ.‘ فَتَقُولُ: ’اِشْرَبْ، وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا‘ تَكُونُ هِيَ الَّتِي اخْتَرْتَهَا لِعَبْدِكَ إِسْحَاقَ. وَبِهَذَا أَعْرِفُ أَنَّكَ عَمِلْتَ مَعْرُوفًا مَعَ سَيِّدِي.“ وَقَبْلَ أَنْ يَنْتَهِيَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ، جَاءَتْ رِفْقَةُ بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ زَوْجَةِ نَاحُورَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ، وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا. وَكَانَتْ فَتَاةً جَمِيلَةً جِدًّا، وَعَذْرَاءَ لَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ. فَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلَأَتْ جَرَّتَهَا وَطَلَعَتْ. فَأَسْرَعَ خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ لِيُقَابِلَهَا، وَقَالَ: ”اِسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ.“ فَقَالَتْ: ”اِشْرَبْ يَا سَيِّدِي.“ وَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا بِسُرْعَةٍ عَلَى يَدَيْهَا وَسَقَتْهُ. وَبَعْدَمَا شَرِبَ، قَالَتْ: ”سَأُحْضِرُ مَاءً لِجِمَالِكَ أَيْضًا حَتَّى تَرْتَوِيَ.“ وَأَفْرَغَتْ جَرَّتَهَا بِسُرْعَةٍ فِي حَوْضِ الْمَاءِ وَجَرَتْ إِلَى الْبِئْرِ وَأَخَذَتْ تُحْضِرُ الْمَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ كُلُّ جِمَالِهِ. وَظَلَّ الرَّجُلُ يُرَاقِبُهَا وَهُوَ صَامِتٌ، لِيَعْلَمَ إِنْ كَانَ اللهُ قَدْ وَفَّقَهُ فِي مُهِمَّتِهِ أَمْ لَا. فَلَمَّا شَرِبَتِ الْجِمَالُ، أَخْرَجَ الرَّجُلُ حَلَقًا لِلْأَنْفِ مِنَ الذَّهَبِ وَزْنُهُ حَوَالَيْ 6 جِرَامَاتٍ، وَسِوَارَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ وَزْنُهُمَا حَوَالَيْ 120 جِرَامًا، وَسَأَلَهَا: ”بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟ أَخْبِرِينِي، هَلْ فِي دَارِ أَبِيكِ مَكَانٌ نَبِيتُ فِيهِ؟“ فَأَجَابَتْهُ: ”أَنَا بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.“ ثُمَّ قَالَتْ: ”عِنْدَنَا تِبْنٌ وَعَلَفٌ كَثِيرٌ، وَمَكَانٌ لِتَبِيتُوا أَيْضًا.“ فَرَكَعَ الرَّجُلُ وَسَجَدَ لِلّٰهِ. وَقَالَ: ”تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي لَمْ يَمْنَعْ مَعْرُوفَهُ وَوَفَاءَهُ عَنْ سَيِّدِي. الْمَوْلَى هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ إِلَى دَارِ إِخْوَةِ سَيِّدِي.“ وَجَرَتِ الْفَتَاةُ إِلَى دَارِ أُمِّهَا وَأَخْبَرَتْ بِهَذِهِ الْأُمُورِ. وَكَانَ لِرِفْقَةَ أَخٌ اسْمُهُ لَابَانُ، فَخَرَجَ لَابَانُ إِلَى الرَّجُلِ عِنْدَ الْعَيْنِ. لِأَنَّهُ رَأَى الْحَلَقَ فِي أَنْفِ أُخْتِهِ، وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا، وَسَمِعَ حَدِيثَ رِفْقَةَ عَنْ كَلَامِ الرَّجُلِ مَعَهَا. فَوَجَدَهُ وَاقِفًا عِنْدَ الْجِمَالِ بِالْقُرْبِ مِنَ الْعَيْنِ. فَقَالَ: ”تَفَضَّلْ يَا مَنْ بَارَكَهُ اللهُ، لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجًا؟ إِنِّي أَعْدَدْتُ الدَّارَ وَمَكَانًا لِلْجِمَالِ.“ فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى الدَّارِ، وَأَنْزَلُوا الْأَحْمَالَ عَنِ الْجِمَالِ. ثُمَّ قَدَّمُوا لِلْجِمَالِ تِبْنًا وَعَلَفًا، وَأَحْضَرُوا مَاءً لَهُ وَلِلرِّجَالِ الَّذِينَ مَعَهُ لِيَغْسِلُوا أَرْجُلَهُمْ. ثُمَّ وَضَعُوا قُدَّامَهُ طَعَامًا لِيَأْكُلَ لَكِنَّهُ قَالَ: ”لَا آكُلُ حَتَّى أُخْبِرَكُمْ بِالْكَلَامِ الَّذِي عِنْدِي.“ فَقَالَ لَابَانُ: ”تَكَلَّمْ.“ فَقَالَ: ”أَنَا خَادِمُ إِبْرَاهِيمَ. وَالْمَوْلَى بَارَكَ سَيِّدِي جِدًّا فَصَارَ عَظِيمًا، فَإِنَّهُ أَعْطَاهُ غَنَمًا وَبَقَرًا وَفِضَّةً وَذَهَبًا وَعَبِيدًا وَجَوَارِيَ وَجِمَالًا وَحَمِيرًا. وَوَلَدَتْ سَارَةُ زَوْجَةُ سَيِّدِي ابْنًا لِسَيِّدِي بَعْدَمَا شَاخَتْ. وَأَعْطَاهُ أَبُوهُ كُلَّ مَا يَمْلِكُ. ثُمَّ حَلَّفَنِي سَيِّدِي وَقَالَ: ’لَا تَأْخُذْ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ بَنَاتِ الْكَنْعَانِيِّينَ الَّذِينَ أَنَا سَاكِنٌ فِي بِلَادِهِمْ. بَلِ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِ أَبِي وَإِلَى عَائِلَتِي، وَخُذْ زَوْجَةً لِابْنِي.‘ فَقُلْتُ لِسَيِّدِي: ’رُبَّمَا لَا تَأْتِي الْمَرْأَةُ مَعِي!‘ فَقَالَ: ’الْمَوْلَى الَّذِي سِرْتُ فِي مَحْضَرِهِ، يُرْسِلُ مَلَاكَهُ وَيُوَفِّقُكَ فِي مُهِمَّتِكَ، لِتَأْخُذَ زَوْجَةً لِابْنِي مِنْ عَائِلَتِي وَمِنْ أَهْلِ أَبِي. فَإِنْ ذَهَبْتَ إِلَى عَائِلَتِي، وَرَفَضُوا أَنْ يُعْطُوكَ، تَكُونُ فِي حِلٍّ مِنْ قَسَمِي.‘ فَلَمَّا وَصَلْتُ الْيَوْمَ إِلَى الْعَيْنِ وَقُلْتُ: ’اللّٰهُمَّ يَا رَبَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ. أَرْجُوكَ أَنْ تُوَفِّقَنِي فِي الْمُهِمَّةِ الَّتِي جِئْتُ مِنْ أَجْلِهَا. أَنَا وَاقِفٌ عِنْدَ عَيْنِ الْمَاءِ، فَإِنْ جَاءَتْ فَتَاةٌ لِتَأْخُذَ الْمَاءَ وَقُلْتُ لَهَا: ”اِسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ مِنْ جَرَّتِكِ.“ فَتَقُولُ لِي: ”اِشْرَبْ وَأَنَا أُحْضِرُ مَاءً لِجِمَالِكَ أَيْضًا“ فَهِيَ الَّتِي اخْتَارَهَا اللهُ لِابْنِ سَيِّدِي.‘ وَقَبْلَ أَنْ أَنْتَهِيَ مِنْ هَذَا الدُّعَاءِ فِي قَلْبِي، جَاءَتْ رِفْقَةُ وَجَرَّتُهَا عَلَى كَتِفِهَا، وَنَزَلَتْ إِلَى الْعَيْنِ وَمَلَأَتِ الْجَرَّةَ. فَقُلْتُ لَهَا: ’اِسْقِينِي.‘ فَأَنْزَلَتْ جَرَّتَهَا بِسُرْعَةٍ عَنْ كَتِفِهَا، وَقَالَتْ: ’اِشْرَبْ، وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا.‘ فَشَرِبْتُ وَسَقَتْ هِيَ الْجِمَالَ أَيْضًا. فَسَأَلْتُهَا: ’بِنْتُ مَنْ أَنْتِ؟‘ فَقَالَتْ: ’بِنْتُ بَتُوئِيلَ ابْنِ مِلْكَةَ وَنَاحُورَ.‘ فَوَضَعْتُ الْحَلَقَ فِي أَنْفِهَا وَالسِّوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا. ثُمَّ رَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لِلّٰهِ، وَبَارَكْتُ اللهَ رَبَّ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ الَّذِي هَدَانِي فِي الطَّرِيقِ السَّوِيِّ لِآخُذَ حَفِيدَةَ أَخِي سَيِّدِي لِابْنِهِ. فَالْآنَ أَخْبِرُونِي إِنْ كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَعْرُوفًا مَعَ سَيِّدِي إِبْرَاهِيمَ وَتُظْهِرُونَ لَهُ الْوَفَاءَ. وَإِنْ كَانَ لَا، فَأَخْبِرُونِي لِأَذْهَبَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ.“ فَأَجَابَ لَابَانُ وَبَتُوئِيلُ: ”هَذَا الْأَمْرُ هُوَ مِنَ اللهِ، وَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ نَعَمْ أَوْ لَا.

التكوين 1:24-50 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

وشاخَ إِبْراهيمُ وطَعَنَ في السِّنّ، وكانَ الرَّبُّ قد بارَكَ إِبْراهيمَ في كُلِّ شَيء. وقالَ إِبْراهيمُ لأَقدَمِ خُدَّامِ بَيتِه، المُوَلَّى على جَميعِ ما لَه: «ضَعْ يَدَكَ تَحتَ فَخِذي. فأَستَحلِفَكَ بِالرَّبِّ، إِلٰهِ السَّماءِ وإِلٰهِ الأَرض، أَن لا تَأْخُذَ زَوجَةً لِٱبْني مِن بَناتِ الكَنْعانِيِّينَ الَّذينَ أَنا مُقيمٌ في وَسْطِهم، بل إِلى أَرْضي وإِلى عشيرتي تَذهَبُ وتأخُذُ زَوجَةً لِٱبْني إِسحٰق». فقالَ لَه الخادِم: «لَعَلَّ المَرأَةَ لا تُريدُ أَن تَتبَعَني إِلى هٰذه الأَرض، فَهَل أَرُدُّ ٱبنَكَ إِلى الأَرضِ الَّتي خَرجتَ مِنها؟» فقالَ لَه إِبْراهيم: «إِيَّاكَ أَن تَرُدَّ ٱبْني إِلى هُناكَ. إِنَّ الرَّبَّ، إِلٰهَ السَّماءِ وإِلٰهَ الأَرض، الَّذي أَخَذَني مِن بَيتِ أَبي ومِن مَسقَطِ رأسي، والَّذي كَلَّمَني والَّذي أَقسَمَ لي قائِلًا: لِنَسلِكَ أُعْطي هٰذه الأَرض، هو يُرسِلُ مَلاكَه أَمامَكَ فتأخُذُ زَوجَةً لِٱبْني مِن هُناك. وإِن لم تُرِدِ المَرأَةُ أَن تَتبَعَكَ، فأَنتَ بَريءٌ مِن قَسَمي هٰذا. أَمَّا ٱبْني فلا تَرجِعْ بِه إِلى هُناكَ». فوَضَعَ الخادِمُ يَدَه تَحتَ فَخِذِ سَيِّدِه وحَلَفَ له على ذٰلك. وأَخَذَ الخادِمُ عَشرَةَ جِمالٍ مِن جِمالِ سَيِّدِه ومضى، وفي يَدِه مِن خَيراتِ سَيِّدِه كُلِّها، وقامَ ومضى إلى أَرامِ النَّهرَين، إِلى مَدينةِ ناحور. فأَناخَ الجِمالَ خارِجَ المَدينة، بِالقُربِ مِن بِئرِ الماء، عِندَ المَساء، وَقتَ خُروجِ المُستَقِيات. وقال: «أَيُّها الرَّبّ، إِلٰهُ سَيِّدي إِبْراهيم، يَسِّرْ لِيَ اليَوم وٱصنَعْ رَحمَةً إِلى سَيِّدي إِبْراهيم! هاءَنَذا واقِفٌ بالقُربِ مِن عَينِ الماء، وبَناتُ أَهْلِ المَدينةِ خارِجاتٌ لِيَستَقينَ ماءً. فَلْيَكُنْ أَنَّ الفَتاةَ الَّتي أَقولُ لَها: أَميلي جَرَّتَكِ حتَّى أَشرَب، فتَقول: اِشْرَبْ، وأَنا أَسْقي جِمالَكَ أَيضًا، تَكونُ هي الَّتي عَيَّنتَها لِعَبدِكَ إِسحٰق، وبِذٰلك أَعلَمُ أَنَّك صَنَعتَ رَحمَةً إِلى سَيِّدي». فكانَ قَبْلَ الإِنتِهاءِ مِن كَلامِه أَن خَرَجَت رفقَةُ الَّتي وُلِدَت لِبَتوئيل، اِبْنِ مِلْكَة، اِمْرَأَةِ ناحور، أَخي إِبْراهيم، وجَرَّتُها على كَتِفِها. وكانَتِ الفتاةُ جَميلَةَ المَنظَرِ جِدًّا، عَذْراءَ لم يَعْرِفْها رَجُل. فنَزَلَت إِلى العَين وملَأَت جَرَّتَها وصَعِدَت. فأَسرَعَ الخادِمُ إِلى لِقائِها وقال: «اِسْقيني قليلًا مِن ماءِ جَرَّتِكِ». فقالت: «اِشْرَبْ يا سَيِّدي»، وأَسرَعَت فأَنْزَلَت جَرَّتَها على يَدِها وسَقَته. ولَمَّا ٱنْتَهَت مِن سَقْيِه، قالت: «أَسْتَقي لِجمالِكَ أَيضًا حتَّى تَنْتَهِيَ مِنَ الشُّرْب». وأَسْرَعَت وأَفرَغَت جَرَّتَها في المَسْقاة وأَسرَعَت أَيضًا إِلى البِئرِ لِتَستَقِيَ، فٱستَقَت لِجَميعِ جِمالِه. وبَقِيَ الرَّجُلُ مُتَأَمِّلًا إِيَّاها صامِتًا، لِيَعلَمَ هَل أَنْجَحَ اللهُ طَريقَه أَم لا. فلَمَّا فَرَغَتِ الجِمالُ مِن شُرْبها، أَخَذَ الرَّجُلُ حَلقَةَ أَنْفٍ مِن ذَهَب وَزْنُها نِصْفُ مِثْقال، وسِوارَينِ لِيَدَيها وَزْنُهما عَشْرَةُ مَثاقيلِ ذَهَب، وقال: «بِنْتُ مَن أَنتِ؟ أَخْبِريني هل في بَيتِ أَبيكِ مَوضِعٌ نَبيتُ فيه؟» فقالَت لَه: «أَنا ٱبنَةُ بَتوئيلَ ٱبنِ مِلْكَةَ الَّذي وَلَدَته لِناحور». وقالت لَه: «عِندَنا كَثيرٌ مِنَ التِّبْنِ والعَلَف ومَوضِعٌ لِلمَبيتِ أَيضًا». فٱنحَنى وسَجَدَ لِلرَّبّ، وقال: «تَبارَكَ الرَّبُّ، إِلٰهُ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي لم يَقْطَعْ رَحمَتَه ووَفاءَه عن سَيِّدي وهَداني في طَريقي إِلى بَيتِ أَخي سَيِّدي». فَرَكَضَتِ الفَتاةُ وأَخبَرَت بَيتَ أُمِّها بِهٰذِه الأُمور. وكانَ لِرِفقَةَ أَخٌ ٱسمُه لابان، فرَكَضَ لابانُ إِلى الرَّجُلِ، إِلى العَينِ، خارِجًا. وكانَ أَنَّه، إِذ رأَى الحَلقَةَ والسِّوارَينِ في يَدَي أُختِه وسَمِعَ كَلامَ رِفْقَةَ أُخْتِه قائِلةً: كذا خاطَبَني الرَّجُل، ذَهَبَ إِلَيه، فإِذا هو واقِفٌ مع الجِمالِ عِندَ العَين. فقال: «اُدخُلْ، يا مُبارَكُ الرَّبّ، لِماذا تَقِفُ خارِجًا، فإِنِّي قد هَيَّأتُ البَيتَ وموضِعًا لِلجِمال». وأَدخَلَ الرَّجُلَ إِلى البَيت وحَلَّ عنِ الجِمال وطَرَحَ لَها تِبْنًا وعَلَفًا، وأَعطى الرَّجُلَ ماءً لِيَغسِلَ رِجْلَيه وأَرجُلَ القَومِ الَّذينَ معَه. ثُمَّ وُضِعَ الطَّعامُ أَمامَه لِيأكُل، فقال: «لا آكُلُ حتَّى أَقولَ ما عِنْدي». فقالَ لَه لابان: «قُلْ». قالَ: «أَنا خادِمُ إِبْراهيم. والرَّبُّ قد بارَكَ سَيِّدي جِدًّا فصارَ غَنِيًّا: رَزَقَه غَنَمًا وبَقَرًا وفِضَّةً وذَهَبًا وخَدَمًا وخادِماتٍ وجِمالًا وحَميرًا. ووَلَدَت سارةُ ٱمرَأَةُ سَيِّدي ٱبنًا لِسَيِّدي، بَعدَ أَن شاخَت، فأعْطاه جَميعَ ما له. وقدِ ٱستَحلَفَني سَيِّدي قائلًا: لا تأخُذْ لِٱبْنِيَ ٱمرَأَةً مِن بَناتِ الكَنْعانيِّينَ الَّذينَ أَنا مُقيمٌ بأَرضِهِم، بل إِلى بَيتِ أَبي وإِلى عَشيرَتي تَذهَبُ وتأخُذُ ٱمرَأَةً لِٱبْني. فقُلتُ لِسَيِّدي: لَعَلَّ المَرأَةَ لا تَتبَعُني. فقالَ لي: إِنَّ الرَّبَّ الَّذي سِرتُ أَمامَه يُرسِلُ مَلاكَه مَعَكَ ويُنجِحُ طَريقَكَ، فتَأخُذُ ٱمرَأَةً لِٱبْني مِن عَشيرَتي ومِن بَيتِ أَبي. حينِئِذٍ تَبرَأُ مِن دُعائي علَيكَ، لأَنَّك تَكونُ قد ذَهَبتَ إِلى عَشيرَتي. وإِن هُم لم يُعْطوكَ، كُنتَ بَريئًا مِن دُعائي علَيكَ. فجئتُ اليَومَ إِلى العَينِ فقُلتُ: أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ سَيِّدي إِبْراهيم، إِن كُنتَ تُنجِحُ طَريقيَ الَّذي أَنا سائِرٌ فيه، فهاءَنَذا واقِفٌ على عَينِ الماء. فالفَتاةُ الَّتي تَخرُجُ لِتَستَقِيَ، فأَقولُ لَها: اِسقْيني قَليلًا مِنَ الماءِ مِن جَرَّتِكِ، فتَقولُ لي: اِشْرَبْ، وأنا أَستَقي لِجِمالِكَ أَيضًا، تَكونُ هِيَ المَرأَةَ الَّتي عَيَّنَها الرَّبُّ لِٱبنِ سَيِّدي. وقَبلَ أَن أَنتَهِيَ مِنَ الكَلامِ في قَلْبي، إِذا بِرِفقَةَ خارِجةٌ وجَرَّتُها على كَتِفِها، فنَزَلَت إِلى العَيْنِ وٱستَقَت. فقُلتُ لها: اِسْقيني. فأَسرَعَت وأَنزَلَت جَرَّتَها وقالَت: اِشْرَبْ، وأَنا أَسْقي جِمالَكَ أَيضًا. فشَرِبتُ، وسَقَتِ الجِمالَ أَيضًا. فسأَلْتُها وقُلتُ: بِنتُ مَن أنتِ؟ فقالَت: بِنتُ بَتوئيلَ بْنِ ناحورَ الَّذي وَلَدَته لَه مِلْكَة. فجَعَلَتُ الحَلقَةَ في أَنفِها والسِّوارَين في يَدَيها. وٱرتَمَيتُ إِلى الأَرضِ وسَجَدتُ لِلرَّبِّ وبارَكْتُ الرَّبَّ إِلٰهَ سَيِّدي إِبْراهيمَ الَّذي هَداني طريقًا صالِحًا لِآخُذَ ٱبنَةَ أَخي سَيِّدي لِٱبنِه. والآن إِن كُنتُم صانِعينَ رَحمَةً ووَفاءً إِلى سَيِّدي، فأَعلِموني بِذٰلِكَ، وإِلاَّ فأَعلِموني لِكَي أَتَّجِهَ يَمينًا أَو يَسارًا». فأَجابَه لابانُ وبَتوئيلُ وقالا: «إِنَّ الأَمرَ صادِرٌ مِن عِندِ الرَّبّ، فلَيسَ لَنا أَن نُكَلِّمَكَ فيه بِشَرٍّ أَو خَير.