الجامعة 1:9-18

الجامعة 1:9-18 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

هذا كُلُّهُ تأمَّلْتُهُ في قلبـي وبحَثـتُهُ، فوَجَدْتُ أنَّ الصِّدِّيقينَ والحُكماءَ وأعمالَهُم في يَدِ اللهِ. الإنسانُ لا يَعرِفُ حُبًّا ولا بُغضا. كُلُّ شيءٍ في عينَيهِ ككُلِّ شيءٍ. ما دامَ المصيرُ واحدا للصِّدِّيقِ وللشِّرِّيرِ، للصَّالِحِ والطَّالِحِ، للطَّاهرِ والنَّجسِ، لِمَنْ يُقرِّبُ الذَّبائحَ ولِمَنْ لا يُقرِّبُ الذَّبائحَ، وما دامَ الصَّالحُ مِثلَ الخاطئِ، والّذي يَحلِفُ مِثلَ الّذي يَهابُ أنْ يَحلِفَ. وهُناك الشَّرُّ كامِنٌ في كُلِّ عملٍ تَحتَ الشَّمسِ، وهوَ أنْ يكونَ المصيرُ واحدا للجميعِ. فتمتلئُ قلوبُ بني البشَرِ مِنَ السُّوءِ وصدورُهُم مِنَ الجُنونِ في حياتِهِم وبَعدَ المَماتِ. ولكِنْ كُلُّ ما يُشارِكُ الأحياءَ في حياتِهِم يكونُ لَه رجاءٌ. فالكلبُ الحَيُّ خَيرٌ من الأسدِ المَيْتِ. والأحياءُ يعرِفونَ أنَّهُم سيَمُوتونَ. أمَّا الأمواتُ فلا يعرِفُونَ شيئا ولا جَزاءَ لهُم بَعدُ، وذِكْرُهُم طَواهُ النِّسيانُ. حُبُّهُم وبُغضُهُم وحسَدُهُم زالَ جميعا، ولا حَظَّ لهُم بَعدُ في شيءٍ ممَّا يَجري تَحتَ الشَّمسِ. فا‏ذهَبْ كُلْ خبزَكَ بِفرَحٍ وا‏شرَبْ خَمرَكَ بِقلبٍ مسرورٍ، فما تعمَلُهُ رَضِيَ اللهُ سَلَفا عَنهُ. وَلتكُن ثيابُكَ بـيضاءَ في كُلِّ حينٍ، ولا يُعوِزُ رأسَكَ الطِّيـبُ. تمَتَّعْ بالعَيشِ معَ المرأةِ الّتي تُحِبُّها كُلَّ أيّامِ حياتِكَ الباطِلةِ الّتي وهَبَها اللهُ لكَ تَحتَ الشَّمسِ. فهذا حظُّكَ مِنَ الحياةِ ومِنْ تعَبِكَ الّذي تُعانيهِ تَحتَ الشَّمسِ‌. كُلُّ ما تقَعُ علَيهِ يَدُكَ مِنْ عمَلٍ فا‏عمَلْهُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، فلا عمَلٌ ولا تَفكيرٌ ولا معرِفَةٌ ولا حِكمةٌ في عالمِ الأمواتِ الّتي أنتَ صائِرٌ إليهِ. وا‏لتَفَتُّ فرَأيتُ تَحتَ الشَّمسِ أنَّ السَّبْقَ لا يكونُ للسَّبَّاقينَ، ولا النَّصرَ في القِتالِ للأقوياءِ، ولا الخبزَ للحُكَماءِ، ولا الغِنَى للفُهَماءِ، ولا الخبزَ للعُلَماءِ، فهُم جميعا تَحتَ رحمةِ الزَّمانِ والقَدَرِ. فالإنسانُ لا يعرِفُ متى تَحينُ ساعَتُهُ، فهوَ كالأسماكِ الّتي تُؤخَذُ بِشَبكةٍ غادِرةٍ وكالعصافيرِ الّتي تُمسِكُها الفِخاخُ، تَصطادُهُ المَصائِبُ بَغتَةً في زمَنِ الشَّرِّ. ورأيتُ مثَلا آخَرَ على الحِكمةِ تَحتَ الشَّمسِ وكانَ عظيما في نَظري: مدينةٌ صغيرةٌ فيها رِجالٌ قليلونَ، هاجَمَها مَلِكٌ عظيمٌ وحاصَرَها وبنى عليهَا حُصونا مَنيعَةً‌. وكانَ فيها رَجُلٌ مِسكينٌ حكيمٌ فأنقَذَها بِـحِكمتِهِ. وفيما بَعدُ لم يَذكُرْ أحدٌ ذلِكَ الرَّجلَ المِسكينَ. فقُلتُ إنَّ الحِكمةَ خَيرٌ مِنَ القُوَّةِ، ومعَ ذلِكَ فحِكمةُ المِسكينِ مُحتَقَرَةٌ وكَلامُهُ غَيرُ مَسموعٍ. كَلامُ الحُكماءِ المَسموعُ في الهُدوءِ أفضَلُ مِنْ صُراخِ الحاكمِ بَينَ الجُهَّالِ. والحِكمةُ خَيرٌ مِنْ آلاتِ الحربِ، وخاطئٌ واحدٌ يُتلِفُ خَيرا كثيرا.

الجامعة 1:9-18 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

هذا كُلُّهُ تأمَّلْتُهُ في قلبـي وبحَثـتُهُ، فوَجَدْتُ أنَّ الصِّدِّيقينَ والحُكماءَ وأعمالَهُم في يَدِ اللهِ. الإنسانُ لا يَعرِفُ حُبًّا ولا بُغضا. كُلُّ شيءٍ في عينَيهِ ككُلِّ شيءٍ. ما دامَ المصيرُ واحدا للصِّدِّيقِ وللشِّرِّيرِ، للصَّالِحِ والطَّالِحِ، للطَّاهرِ والنَّجسِ، لِمَنْ يُقرِّبُ الذَّبائحَ ولِمَنْ لا يُقرِّبُ الذَّبائحَ، وما دامَ الصَّالحُ مِثلَ الخاطئِ، والّذي يَحلِفُ مِثلَ الّذي يَهابُ أنْ يَحلِفَ. وهُناك الشَّرُّ كامِنٌ في كُلِّ عملٍ تَحتَ الشَّمسِ، وهوَ أنْ يكونَ المصيرُ واحدا للجميعِ. فتمتلئُ قلوبُ بني البشَرِ مِنَ السُّوءِ وصدورُهُم مِنَ الجُنونِ في حياتِهِم وبَعدَ المَماتِ. ولكِنْ كُلُّ ما يُشارِكُ الأحياءَ في حياتِهِم يكونُ لَه رجاءٌ. فالكلبُ الحَيُّ خَيرٌ من الأسدِ المَيْتِ. والأحياءُ يعرِفونَ أنَّهُم سيَمُوتونَ. أمَّا الأمواتُ فلا يعرِفُونَ شيئا ولا جَزاءَ لهُم بَعدُ، وذِكْرُهُم طَواهُ النِّسيانُ. حُبُّهُم وبُغضُهُم وحسَدُهُم زالَ جميعا، ولا حَظَّ لهُم بَعدُ في شيءٍ ممَّا يَجري تَحتَ الشَّمسِ. فا‏ذهَبْ كُلْ خبزَكَ بِفرَحٍ وا‏شرَبْ خَمرَكَ بِقلبٍ مسرورٍ، فما تعمَلُهُ رَضِيَ اللهُ سَلَفا عَنهُ. وَلتكُن ثيابُكَ بـيضاءَ في كُلِّ حينٍ، ولا يُعوِزُ رأسَكَ الطِّيـبُ. تمَتَّعْ بالعَيشِ معَ المرأةِ الّتي تُحِبُّها كُلَّ أيّامِ حياتِكَ الباطِلةِ الّتي وهَبَها اللهُ لكَ تَحتَ الشَّمسِ. فهذا حظُّكَ مِنَ الحياةِ ومِنْ تعَبِكَ الّذي تُعانيهِ تَحتَ الشَّمسِ‌. كُلُّ ما تقَعُ علَيهِ يَدُكَ مِنْ عمَلٍ فا‏عمَلْهُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، فلا عمَلٌ ولا تَفكيرٌ ولا معرِفَةٌ ولا حِكمةٌ في عالمِ الأمواتِ الّتي أنتَ صائِرٌ إليهِ. وا‏لتَفَتُّ فرَأيتُ تَحتَ الشَّمسِ أنَّ السَّبْقَ لا يكونُ للسَّبَّاقينَ، ولا النَّصرَ في القِتالِ للأقوياءِ، ولا الخبزَ للحُكَماءِ، ولا الغِنَى للفُهَماءِ، ولا الخبزَ للعُلَماءِ، فهُم جميعا تَحتَ رحمةِ الزَّمانِ والقَدَرِ. فالإنسانُ لا يعرِفُ متى تَحينُ ساعَتُهُ، فهوَ كالأسماكِ الّتي تُؤخَذُ بِشَبكةٍ غادِرةٍ وكالعصافيرِ الّتي تُمسِكُها الفِخاخُ، تَصطادُهُ المَصائِبُ بَغتَةً في زمَنِ الشَّرِّ. ورأيتُ مثَلا آخَرَ على الحِكمةِ تَحتَ الشَّمسِ وكانَ عظيما في نَظري: مدينةٌ صغيرةٌ فيها رِجالٌ قليلونَ، هاجَمَها مَلِكٌ عظيمٌ وحاصَرَها وبنى عليهَا حُصونا مَنيعَةً‌. وكانَ فيها رَجُلٌ مِسكينٌ حكيمٌ فأنقَذَها بِـحِكمتِهِ. وفيما بَعدُ لم يَذكُرْ أحدٌ ذلِكَ الرَّجلَ المِسكينَ. فقُلتُ إنَّ الحِكمةَ خَيرٌ مِنَ القُوَّةِ، ومعَ ذلِكَ فحِكمةُ المِسكينِ مُحتَقَرَةٌ وكَلامُهُ غَيرُ مَسموعٍ. كَلامُ الحُكماءِ المَسموعُ في الهُدوءِ أفضَلُ مِنْ صُراخِ الحاكمِ بَينَ الجُهَّالِ. والحِكمةُ خَيرٌ مِنْ آلاتِ الحربِ، وخاطئٌ واحدٌ يُتلِفُ خَيرا كثيرا.

الجامعة 1:9-18 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

تَأمَّلْتُ هَذَا كُلَّهُ وَتَفَحَّصْتُهُ. رَأيْتُ أنَّ حيَاةَ الصَّالِحِينَ وَالحُكَمَاءِ وَأعْمَالَهُمْ فِي يَدِ اللهِ. لَا يَعْلَمُ النَّاسُ إنْ كَانُوا سَيُحَبُّونَ أمْ سَيُبغَضُونَ. كُلُّ مَا سَيَحْدُثُ مَعَهُمْ فَارِغٌ. وَمَصِيرٌ وَاحِدٌ لِلجَمِيعِ! لِلأخيَارِ وَلِلأشْرَارِ، لِلأنقِيَاءِ وَغَيرِ الأنقِيَاءِ. لِمَنْ يُقَدِّمُونَ الذَّبَائِحَ وَمَن لَا يُقَدِّمُونَ. الصَّالِحُونَ كَالخُطَاةِ! وَالنَّاذِرُ نُذُورًا كَمَنْ يَتَجَنَّبُونَ النُّذُورَ. أسوَأُ مَا فِي هَذِهِ الدُّنيَا أنَّ مَصِيرًا وَاحِدًا يَنْتَظِرُ الجَمِيعَ. وَمَعَ هَذَا يُفَكِّرُونَ عَلَى الدَّوَامِ أفكَارَ الشَّرِّ وَالحَمَاقَةِ. وَهَذِهِ الأفكَارُ عَاقِبَتُهَا المَوْتُ. لَكِنْ، لَا أحَدَ يُسْتَثْنَى مِنَ المَوْتِ؟ لَكِنْ لَا يُوجَدُ لِأيِّ حَيٍّ رَجَاءٌ. وَصَدَقَ مَنْ قَالَ: كَلْبٌ حَيٌّ، خَيْرٌ مِنْ أسَدٍ مَيِّتٍ. يَعْرِفُ النَّاسُ الأحيَاءُ الآنَ أنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ. أمَّا المَوْتَى فَلَا يَعْرِفُوُنَ شَيْئًا. وَلَنْ يَنَالُوا بَعْدُ مَا يَنَالُهُ البَشَرُ مِنْ مُكَافَآتٍ، ثُمَّ يَنسَاهُمُ النَّاسُ. لَنْ يَعُودُوا قَادِرِينَ عَلَى الحُبِّ وَالبُغضِ وَالغَيْرَةِ. وَلَنْ يَشْتَرِكُوا مَرَّةً أُخْرَى فِي خِبْرَاتِ هَذِهِ الدُّنيَا. فَاذهَبْ وَكُلْ طَعَامَكَ وَتَمَتَّعْ بِهِ، وَاشْرَبْ نَبِيذَكَ وَافرَحْ، فَهَذِهِ مَقبُولَةٌ عِنْدَ اللهِ. البِسْ مَلَابِسَ جَمِيلَةً نَظِيفَةً، وَاظهَرْ بِمَظهَرٍ حَسَنٍ. تَمَتَّعْ بِحَيَاتِكَ مَعَ زَوْجَتِكَ، حَبِيبَةِ عُمْرِكَ. تَمَتَّعْ بِكُلِّ يَوْمٍ مِنْ أيَّامِ حَيَاتِكَ الزَّائِلَةِ الَّتِي أعطَاكَ إيَّاهَا اللهُ. فَهَذَا كُلُّ مَا سَتَنَالُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا. فَتَمَتَّعْ بِمَا تَعْمَلُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا. إنْ عَمِلْتَ شَيْئًا، فَأتْقِنْهُ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِكَ. فَفِي الهَاوِيَةِ حَيْثُ سَنَذْهَبُ كُلُّنَا، لَنْ تَخْتَبِرَ العَمَلَ وَالتَّفكِيرَ وَالمَعْرِفَةَ وَالحِكْمَةِ. وَرَأيْتُ أيْضًا فِي هَذِهِ الدُّنيَا أنَّ الأسْرَعَ لَا يَكْسِبُ السِّبَاقَ دَائِمًا، وَأنَّ الأقوَى لَا يَرْبَحُ المَعَارِكَ دَائِمًا. رَأيْتُ حَكِيمًا بِلَا طَعَامٍ، وَذَكِيًّا بِلَا مَالٍ، وَمَاهِرًا بِلَا تَقْدِيرٍ. فَتَقَلُّبَاتُ الزَّمَنِ وَأحْدَاثُهُ تُصِيبُهُمْ جَمِيعًا! لَا يَعْرِفُ المَرءُ مَوْعِدَ المُصِيبَةِ التَّالِيَةِ. فَهُوَ أشبَهُ بِسَمَكَةٍ تُصطَادُ فِي شَبَكَةٍ فَجْأةً. وَهُوَ أشبَهُ بِالعَصَافِيرِ الَّتِي تَقَعُ فِي مَصَائِدَ فَجْأةً. هَكَذَا الإنْسَانُ الَّذِي يَقَعُ فِي فَخِّ المَصَائِبِ. رَأيْتُ أيْضًا رَجُلًا يَفْعَلُ شَيْئًا حَكِيمًا فِي هَذِهِ الدُّنيَا. وَقَدَّرْتُ مَا فَعَلَهُ كَثِيرًا. كَانَتْ هُنَاكَ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ قَلِيلَةُ السُّكَّانِ، فَجَاءَ مَلِكٌ عَظِيمٌ وَحَاصَرَهَا. وَكَانَ فِي تِلْكَ المَدِينَةِ رَجُلٌ حَكِيمٌ فَقِيرٌ، فَحَرَّرَ المَدِينَةَ بِحِكْمَتَهِ. لَكِنْ نَسِيَ النَّاسُ ذَلِكَ الرَّجُلَ. لِذَلِكَ أقُولُ إنَّ الحِكْمَةَ أفْضَلُ مِنَ القُوَّةِ. لَكِنَّ النَّاسَ يَحْتَقِرُونَ حِكمَةَ الفَقِيرِ، وَلَا يُصغُونَ إلَى كَلَامِهِ. كَلِمَاتٌ قَلِيلَةٌ يَقُولُهَا حَكِيمٌ بِهُدُوءٍ، أفْضَلُ مِنْ كَلِمَاتٍ صَارِخَةٍ يُطلِقُهَا حَاكِمٌ أحْمَقُ. الحِكْمَةُ أقوَى مِنَ الأسلِحَةِ، لَكِنَّ خَاطِئًا وَاحِدًا يَقْدِرُ أنْ يُخَرِّبَ خَيْرًا كَثِيرًا.

الجامعة 1:9-18 كتاب الحياة (KEH)

هَذَا كُلُّهُ ادَّخَرْتُهُ فِي قَلْبِي وَاخْتَبَرْتُهُ: أَنَّ الأَبْرَارَ وَالْحُكَمَاءَ، وَمَا يَصْدُرُ عَنْهُمْ مِنْ أَعْمَالٍ، فِي يَدِ اللهِ، وَلا أَحَدَ يَدْرِي مَا يَنْتَظِرُهُ، حُبّاً كَانَ أَمْ بُغْضاً، إِذِ الْجَمِيعُ مُعَرَّضُونَ لِنَفْسِ الْمَصِيرِ، الصَّالِحُونَ وَالطَّالِحُونَ، الأَخْيَارُ وَالأَشْرَارُ، الطَّاهِرُ وَالنَّجِسُ، الْمُقَرِّبُ لِلذَّبَائِحِ وَغَيْرُ الْمُقَرِّبِ. فَالصَّالِحُ كَالطَّالِحِ سِيَّانِ، وَالْحَالِفُ كَمَنْ يَخْشَى الْحَلْفَ. وَأَشَرُّ مَا يَجْرِي تَحْتَ الشَّمْسِ أَنَّ الْجَمِيعَ يَلْقَوْنَ نَفْسَ الْمَصِيرِ، وَأَنَّ قُلُوبَ بَنِي الْبَشَرِ مُفْعَمَةٌ بِالشَّرِّ، وَفِي حَيَاتِهِمْ تَمْتَلِئُ صُدُورُهُمْ بِالْحَمَاقَةِ، ثُمَّ يَمُوتُونَ! أَمَّا مَنْ لَا يَزَالُ حَيًّا مَعَ الأَحْيَاءِ فَلَهُ رَجَاءٌ، لأَنَّ كَلْباً حَيًّا خَيْرٌ مِنْ أَسَدٍ مَيْتٍ. لأَنَّ الأَحْيَاءَ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الأَمْوَاتُ فَلا يَعْلَمُونَ شَيْئاً، وَلَيْسَ لَهُمْ ثَوَابٌ بَعْدُ، إِذْ قَدْ يُنْسَى ذِكْرُهُمْ. فَقَدْ بَادَ حُبُّهُمْ وَبُغْضُهُمْ وَغَيْرَتُهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُمْ نَصِيبٌ فِيمَا يَجْرِي تَحْتَ الشَّمْسِ. فَامْضِ وَتَمَتَّعْ بِأَكْلِ طَعَامِكَ، وَاشْرَبْ خَمْرَكَ بِقَلْبٍ مُنْشَرِحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ رَضِيَ الآنَ عَنْ أَعْمَالِكَ. لِتَكُنْ ثِيَابُكَ دَائِماً بَيْضَاءَ، وَلا يُعْوِزَنَّ رَأْسَكَ الطِّيبُ. تَمَتَّعْ طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِكَ الْبَاطِلَةِ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا الرَّبُّ تَحْتَ الشَّمْسِ مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا، لأَنَّ ذَلِكَ هُوَ حَظُّكَ مِنَ الْحَيَاةِ وَمِنْ عَنَاءِ تَعَبِكَ الَّذِي تُكَابِدُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ. وَكُلُّ مَا تَحْصُلُ عَلَيْهِ مِنْ عَمَلٍ، فَاعْمَلْهُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، إِذْ لَنْ تَجِدَ فِي الْهَاوِيَةِ الَّتِي أَنْتَ مَاضٍ إِلَيْهَا أَيَّ عَمَلٍ أَوِ ابْتِكَارٍ أَوْ مَعْرِفَةٍ أَوْ حِكْمَةٍ. وَتَطَلَّعْتُ فَرَأَيْتُ شَيْئاً آخَرَ تَحْتَ الشَّمْسِ: إِنَّ الْفَوْزَ فِي السِّبَاقِ لَيْسَ لِلسَّرِيعِ، وَالظَّفَرَ فِي الْمَعْرَكَةِ لَيْسَ لِلأَقْوِيَاءِ، وَلا الْخُبْزَ مِنْ نَصِيبِ الْحُكَمَاءِ، وَلا الغِنَى لِذَوِي الْفَهْمِ، وَلا الْحُظْوَةَ لِلْعُلَمَاءِ، لأَنَّهُمْ كَافَّةً مُعَرَّضُونَ لِتَقَلُّبَاتِ الأَوْقَاتِ وَالْمُفَاجَآتِ، فَالْمَرْءُ لَا يَعْلَمُ مَتَى يَحِينُ وَقْتُهُ، فَكَمَا تَقَعُ الأَسْمَاكُ فِي شَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، أَوْ تَعْلَقُ الْعَصَافِيرُ بِالْفِخَاخِ، هَكَذَا تَقْتَنِصُ الأَيَّامُ الرَّدِيئَةُ بَنِي الْبَشَرِ، إِذْ تُفَاجِئُهُمْ عَلَى حِينِ غِرَّةٍ. وَشَاهَدْتُ أَيْضاً تَحْتَ الشَّمْسِ هَذِهِ الْحِكْمَةَ الَّتِي أَثَارَتْ إِعْجَابِي الْمُفْرِطَ: كَانَتْ هُنَاكَ مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ فِيهَا نَفَرٌ قَلِيلٌ مِنَ الرِّجَالِ، أَقْبَلَ عَلَيْهَا مَلِكٌ قَوِيٌّ وَحَاصَرَهَا وَبَنَى حَوْلَهَا أَبْرَاجاً عَظِيمَةً. وَكَانَ يُقِيمُ فِي تِلْكَ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِسْكِينٌ حَكِيمٌ أَنْقَذَ الْمَدِينَةَ بِفَضْلِ حِكْمَتِهِ. وَلَكِنَّ أَحَداً لَمْ يَذْكُرْهُ. فَقُلْتُ: إِنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ الْقُوَّةِ. غَيْرَ أَنَّ حِكْمَةَ الْمِسْكِينِ مُحْتَقَرَةٌ وَكَلامَهُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ. كَلامُ الْحُكَمَاءِ الْمَسْمُوعُ فِي الهُدُوءِ خَيْرٌ مِنْ صُرَاخِ الْحُكَّامِ بَيْنَ الْجُهَّالِ. الْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنْ آلاتِ الْحَرْبِ، وَخَاطِئٌ وَاحِدٌ يُفْسِدُ خَيْراً جَزِيلاً.

الجامعة 1:9-18 الكتاب المقدس (AVD)

لِأَنَّ هَذَا كُلَّهُ جَعَلْتُهُ فِي قَلْبِي، وَٱمْتَحَنْتُ هَذَا كُلَّهُ: أَنَّ ٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلْحُكَمَاءَ وَأَعْمَالَهُمْ فِي يَدِ ٱللهِ. ٱلْإِنْسَانُ لَا يَعْلَمُ حُبًّا وَلَا بُغْضًا. ٱلْكُلُّ أَمَامَهُمُ. ٱلْكُلُّ عَلَى مَا لِلْكُلِّ. حَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لِلصِّدِّيقِ وَلِلشِّرِّيرِ، لِلصَّالِحِ وَلِلطَّاهِرِ وَلِلنَّجِسِ، لِلذَّابِحِ وَلِلَّذِي لَا يَذْبَحُ، كَٱلصَّالِحِ ٱلْخَاطِئُ. ٱلْحَالِفُ كَٱلَّذِي يَخَافُ ٱلْحَلْفَ. هَذَا أَشَرُّ كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ: أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً لِلْجَمِيعِ. وَأَيْضًا قَلْبُ بَنِي ٱلْبَشَرِ مَلْآنُ مِنَ ٱلشَّرِّ، وَٱلْحَمَاقَةُ فِي قَلْبِهِمْ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَبَعْدَ ذَلِكَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلْأَمْوَاتِ. لِأَنَّهُ مَنْ يُسْتَثْنَى؟ لِكُلِّ ٱلْأَحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ، فَإِنَّ ٱلْكَلْبَ ٱلْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ ٱلْأَسَدِ ٱلْمَيْتِ. لِأَنَّ ٱلْأَحْيَاءَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا ٱلْمَوْتَى فَلَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا، وَلَيْسَ لَهُمْ أَجْرٌ بَعْدُ لِأَنَّ ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَمَحَبَّتُهُمْ وَبُغْضَتُهُمْ وَحَسَدُهُمْ هَلَكَتْ مُنْذُ زَمَانٍ، وَلَا نَصِيبَ لَهُمْ بَعْدُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، فِي كُلِّ مَا عُمِلَ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ. اِذْهَبْ كُلْ خُبْزَكَ بِفَرَحٍ، وَٱشْرَبْ خَمْرَكَ بِقَلْبٍ طَيِّبٍ، لِأَنَّ ٱللهَ مُنْذُ زَمَانٍ قَدْ رَضِيَ عَمَلَكَ. لِتَكُنْ ثِيَابُكَ فِي كُلِّ حِينٍ بَيْضَاءَ، وَلَا يُعْوِزْ رَأْسَكَ ٱلدُّهْنُ. اِلْتَذَّ عَيْشًا مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ ٱلَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا تَحْتَ ٱلشَّمْسِ، كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ، لِأَنَّ ذَلِكَ نَصِيبُكَ فِي ٱلْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ ٱلَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ. كُلُّ مَا تَجِدُهُ يَدُكَ لِتَفْعَلَهُ فَٱفْعَلْهُ بِقُوَّتِكَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَمَلٍ وَلَا ٱخْتِرَاعٍ وَلَا مَعْرِفَةٍ وَلَا حِكْمَةٍ فِي ٱلْهَاوِيَةِ ٱلَّتِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهَا. فَعُدْتُ وَرَأَيْتُ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ: أَنَّ ٱلسَّعْيَ لَيْسَ لِلْخَفِيفِ، وَلَا ٱلْحَرْبَ لِلْأَقْوِيَاءِ، وَلَا ٱلْخُبْزَ لِلْحُكَمَاءِ، وَلَا ٱلْغِنَى لِلْفُهَمَاءِ، وَلَا ٱلنِّعْمَةَ لِذَوِي ٱلْمَعْرِفَةِ، لِأَنَهُ ٱلْوَقْتُ وَٱلْعَرَضُ يُلَاقِيَانِهِمْ كَافَّةً. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ أَيْضًا لَا يَعْرِفُ وَقْتَهُ. كَٱلْأَسْمَاكِ ٱلَّتِي تُؤْخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَالْعَصَافِيرِ ٱلَّتِي تُؤْخَذُ بِٱلشَّرَكِ، كَذَلِكَ تُقْتَنَصُ بَنُو ٱلْبَشَرِ فِي وَقْتِ شَرٍّ، إِذْ يَقَعُ عَلَيْهِمْ بَغْتَةً. هَذِهِ ٱلْحِكْمَةُ رَأَيْتُهَا أَيْضًا تَحْتَ ٱلشَّمْسِ، وَهِيَ عَظِيمَةٌ عِنْدِي: مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ فِيهَا أُنَاسٌ قَلِيلُونَ، فَجَاءَ عَلَيْهَا مَلِكٌ عَظِيمٌ وَحَاصَرَهَا وَبَنَى عَلَيْهَا أَبْرَاجًا عَظِيمَةً. وَوُجِدَ فِيهَا رَجُلٌ مِسْكِينٌ حَكِيمٌ، فَنَجَّى هُوَ ٱلْمَدِينَةَ بِحِكْمَتِهِ. وَمَا أَحَدٌ ذَكَرَ ذَلِكَ ٱلرَّجُلَ ٱلْمِسْكِينَ! فَقُلْتُ: «ٱلْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنَ ٱلْقُوَّةِ». أَمَّا حِكْمَةُ ٱلْمِسْكِينِ فَمُحْتَقَرَةٌ، وَكَلَامُهُ لَا يُسْمَعُ. كَلِمَاتُ ٱلْحُكَمَاءِ تُسْمَعُ فِي ٱلْهُدُوءِ، أَكْثَرَ مِنْ صُرَاخِ ٱلْمُتَسَلِّطِ بَيْنَ ٱلْجُهَّالِ. اَلْحِكْمَةُ خَيْرٌ مِنْ أَدَوَاتِ ٱلْحَرْبِ. أَمَّا خَاطِئٌ وَاحِدٌ فَيُفْسِدُ خَيْرًا جَزِيلًا.

الجامعة 1:9-18 الكتاب الشريف (SAB)

هَذَا كُلُّهُ تَأَمَّلْتُهُ فِي قَلْبِي، وَفَهِمْتُ أَنَّ الصَّالِحِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَأَعْمَالَهُمْ فِي يَدِ اللهِ، وَالْإِنْسَانَ لَا يَعْلَمُ مَاذَا يَنْتَظِرُهُ هَلْ حُبٌّ أَمْ كَرَاهِيَةٌ. الْكُلُّ لَهُمْ مَصِيرٌ وَاحِدٌ، لِلصَّالِحِ وَالشِّرِّيرِ، لِلطَّيِّبِ وَالرَّدِيءِ، لِلطَّاهِرِ وَالنَّجِسِ، لِلْمُتَدَيِّنِ وَغَيْرِ الْمُتَدَيِّنِ. فَالطَّيِّبُ كَالْخَاطِئِ، وَمَنْ يَحْلِفُ كَمَنْ يَخَافُ أَنْ يَحْلِفَ. إِنَّ أَكْبَرَ مَأْسَاةٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، هِيَ أَنَّ الْكُلَّ يُلَاقُونَ نَفْسَ الْمَصِيرِ، وَأَنَّ قَلْبَ النَّاسِ مَمْلُوءٌ بِالشَّرِّ، وَأَنَّ الْجُنُونَ كَامِنٌ فِي الْقَلْبِ طُولَ الْحَيَاةِ، وَأَنَّهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ يَمُوتُونَ! مَنْ لَا يَزَالُ حَيًّا لَهُ رَجَاءٌ، فَالْكَلْبُ الْحَيُّ أَحْسَنُ مِنَ الْأَسَدِ الْمَيِّتِ. وَالْأَحْيَاءُ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ، أَمَّا الْأَمْوَاتُ فَلَا يَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلَا أَجْرَ لَهُمْ هُنَا، بَلْ حَتَّى ذِكْرَهُمْ نُسِيَ. وَانْتَهَتْ مَحَبَّتُهُمْ وَكَرَاهِيَتُهُمْ وَغِيرَتُهُمْ، وَلَا نَصِيبَ لَهُمْ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَجْرِي فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. فَاذْهَبْ كُلْ خُبْزَكَ بِفَرَحٍ وَاشْرَبْ نَبِيذَكَ بِقَلْبٍ مَسْرُورٍ، لِأَنَّ اللهَ رَضِيَ عَنْ أَعْمَالِكَ. لِتَكُنْ ثِيَابُكَ بَيْضَاءَ دَائِمًا، وَلَا يُعْوِزُ رَأْسَكَ الْعِطْرُ. تَمَتَّعْ بِالْحَيَاةِ مَعَ زَوْجَتِكَ الَّتِي تُحِبُّهَا، كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ الَّتِي بِلَا مَعْنَى وَالَّتِي أَعْطَاهَا لَكَ اللهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، لِأَنَّ هَذَا نَصِيبُكَ مِنَ الْحَيَاةِ، وَمِنْ تَعَبِكَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا. كُلُّ مَا تَقُومُ بِهِ مِنْ عَمَلٍ اعْمَلْهُ بِكُلِّ قُوَّتِكَ، لِأَنَّ الْقَبْرَ الَّذِي أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَيْهِ لَا يُوجَدُ فِيهِ عَمَلٌ وَلَا تَخْطِيطٌ وَلَا مَعْرِفَةٌ وَلَا حِكْمَةٌ. وَرَأَيْتُ أَمْرًا آخَرَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، وَهُوَ أَنَّ الْفَوْزَ فِي السِّبَاقِ لَيْسَ لِلسَّرِيعِ، وَلَا النَّصْرَ فِي الْحَرْبِ لِلْقَوِيِّ، وَلَا الْخُبْزَ لِلْحُكَمَاءِ، وَلَا الْغِنَى لِلْفُهَمَاءِ، وَلَا التَّنَعُّمَ لِلْعُلَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ جَمِيعًا تَحْتَ رَحْمَةِ الظُّرُوفِ وَالْقَدَرِ. وَالْإِنْسَانُ لَا يَعْرِفُ مَتَى تَحِينُ سَاعَتُهُ، بَلْ كَمَا تُصَادُ الْأَسْمَاكُ بِشَبَكَةٍ مُهْلِكَةٍ، وَكَمَا تَقَعُ الْعَصَافِيرُ فِي الْفَخِّ، كَذَلِكَ تَقْتَنِصُهُ الْمَصَائِبُ فَجْأَةً فِي زَمَنِ الشَّرِّ. وَرَأَيْتُ أَيْضًا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، مَثَلًا آخَرَ لِلْحِكْمَةِ أَعْجَبَنِي جِدًّا: مَدِينَةٌ صَغِيرَةٌ فِيهَا عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ، جَاءَ عَلَيْهَا مَلِكٌ قَوِيٌّ وَحَاصَرَهَا، وَبَنَى حَوْلَهَا أَبْرَاجًا عَظِيمَةً. وَكَانَ فِيهَا رَجُلٌ مِسْكِينٌ حَكِيمٌ، فَأَنْقَذَ الْمَدِينَةَ بِحِكْمَتِهِ. لَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ ذَلِكَ الرَّجُلَ الْمِسْكِينَ. فَقُلْتُ: ”الْحِكْمَةُ أَحْسَنُ مِنَ الْقُوَّةِ.“ لَكِنَّ حِكْمَةَ الْمِسْكِينِ مُحْتَقَرَةٌ، وَكَلَامَهُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ. كَلَامُ الْحُكَمَاءِ الْهَادِئُ مَسْمُوعٌ أَكْثَرُ مِنْ صُرَاخِ الْحَاكِمِ بَيْنَ الْجُهَّالِ. الْحِكْمَةُ أَحْسَنُ مِنْ أَسْلِحَةِ الْحَرْبِ، وَخَاطِئٌ وَاحِدٌ يُفْسِدُ خَيْرًا كَثِيرًا.

الجامعة 1:9-18 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

هٰذا كُلُّه وَجَّهتُ قَلْبي إِلَيه، وٱختَبَرتُهُ كُلَّه: أَنَّ الأَبْرارَ والحُكَماءَ وأَعْمالَهم في يَدِ الله، حتَّى إِنَّ الإِنْسانَ لا يَعرِفُ الحُبَّ أَوِ البُغْض، فكِلاهُما باطِلٌ أَمامَه، لِلجَميعِ مَصيرٌ واحِد: لِلبارِّ والشِّرِّير: لِلصَّالِحِ والطَّالِح، لِلطَّاهِرِ والنَّجِس، لِلذَّابِحِ ولِغَيرِ الذَّابِح. الصَّالِحُ مِثلُ الخاطِئ والَّذي يَحلِفُ كالَّذي يَتَّقي الحَلِف. وشَرُّ ما يَجْري تَحتَ الشَّمْسِ أَن يَكونَ لِلجَميعِ مَصيرٌ واحِد، فتَمتَلِئُ قُلوبُ بَني البَشَرِ مِنَ الخُبْث، وصُدورُهم مِنَ الجُنونِ في حَياتِهم، وفيما بَعدُ يَصيرونَ إِلى الأَمْوات. مع أَنَّ الَّذي لَه صِلَةٌ بِجَميعِ الأَحْياء لَه رَجاء، لأَنَّ الكَلْبَ الحَيَّ خَيرٌ مِنَ الأَسَدِ المَيْت. والأَحْياءُ يَعلَمونَ أَنَّهم سيَموتون أَمَّا الأَمْواتُ فلا يَعلَمونَ شَيئًا، ولم يَبقَ لَهم جَزاءٌ، إِذ قد نُسِيَ ذِكرُهم. حُبُّهم وبُغضُهم وغَيرَتُهم قد هَلَكَت، ولَيسَ لَهم نَصيبٌ لِلأَبَد في كُلِّ ما يَجْري تَحتَ الشَّمْس. فٱذهَبْ وكُلْ خُبزَكَ بِفَرَح، وٱشرَبْ خَمرَكَ بِقَلبٍ مَسْرور، لأَنَّ اللهَ قد رَضِيَ عن أَعْمالِكَ. لِتَكُنْ ثِيابُكَ بَيضاءَ في كُلِّ حين، ولا يَنقُصِ الطِّيبُ عن رَأسِكَ. تَمَتَّعْ بِالعَيشِ مع المَرأَةِ الَّتي أَحبَبتَها جَميعَ أَيَّامِ حَياتِكَ الباطِلَة، الَّتي أُوتيتَها تَحتَ الشَّمس، جَميعَ أَيَّامِكَ الباطِلَة، فإِنَّ ذٰلك نَصيبُكَ في الحياة، وفي التَّعَبِ الَّذي تُعانيه تَحتَ الشَّمْس. كُلُّ ما تَصِلُ إِلَيه يَدُكَ مِن عَمَل فٱعمَلْه بِقُوَّتِكَ، فإِنَّه لا عَمَلَ ولا حُسْبانَ ولا عِلمَ ولا حِكمَةَ في مَثْوى الأَمْواتِ الَّذي أَنتَ صائِرٌ إِلَيه. إِلتَفَتُّ فرَأَيتُ تَحتَ الشَّمْس أَن لَيسَ الجَرْيُ لِلخَفيف، ولا القِتالُ لِلأَبْطال ولا الخُبزُ لِلحُكَماء، ولا الغِنى لِذَوي الفِطنَة ولا الحُظْوَةُ لِلعُلَماء: لأَنَّ الآوِنَةَ والطَّوارِئَ تُفاجِئُهم كافَّةً. إِنَّ الإِنْسانَ لا يَعلَمُ وَقتَه فإِنَّه كالأَسْماكِ الَّتي تُؤخَذُ بِشَبَكَةٍ مُهلِكَة، وكالعَصافيرِ الَّتي تُصْطادُ بِفِخاخ، كذٰلك يُؤخَذُ بَنو البَشَرِ في وَقتِ السُّوء حينَ يَقَعُ علَيهم بَغتَةً. رَأَيتُ أَيضًا حِكمةً تَحتَ الشَّمس، وكانَت عَظيمةٌ لَدَيَّ: مَدينةٌ صَغيرةٌ فيها رِجالٌ قَليلون، أَقبَلَ علَيها مَلِكٌ عَظيمٌ وحاصَرَها، وبَنى علَيها حُصونًا كَبيرة، فوَجَدَ فيها رَجُلًا مِسْكينًا حَكيمًا، فنَجَّى المَدينَةَ بِحِكمَتِه، ثُمَّ لم يَذكُرْ أَحَدٌ ذٰلك الرَّجُلَ المِسْكين. فقُلتُ: «إِنَّ الحِكمَةَ خَيرٌ مِنَ القُوَّة، ومعَ ذٰلك فحِكمَةُ المِسْكينِ مُزْدراة، وكَلامُه غَيرُ مَسْموع. كَلامُ الحُكَماءِ المَسْموعُ في السَّكينَة أَفضَلُ مِن صُراخِ ذي السُّلْطانِ بَينَ الجُهَّال. الحِكمَةُ خَيرٌ مِن آلاتِ الحَرْب. وخاطِئٌ واحِدٌ يُضيعُ خَيرًا جَزيلًا.