التثنية 3:4-49

التثنية 3:4-49 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

رأت عيونُكُم ما فعَلَ الرّبُّ ببَعَْلِ فَغورَ. فكُلُّ مَنِ ا‏تَّبَعَ بَعلَ فَغورَ‌ أزالَهُ الرّبُّ إلهُكُم مِنْ بَينِكُم، وأمَّا أنتمُ الّذينَ تمسَّكوا بالرّبِّ إلهِكُم، فكُلُّكُم أحياءٌ اليومَ. علَّمتُكُم سُنَنا وأحكاما، كما أمرَني الرّبُّ إلهي، لِتعمَلوا بها في الأرضِ الّتي أنتُم ذاهبونَ إليها لِتمتَلِكوها. فا‏حْفظوها وا‏عمَلوا بها لأنَّها تُظهِرُ حِكمَتَكُم وفهمَكُم في عُيونِ الأمَمِ الّذينَ إذا سَمِعوا بها يقولونَ: «هذا الشَّعبُ العظيمُ شعبٌ حكيمٌ فهيمٌ حقًّا». فأيَّةُ أمَّةٍ كبـيرةٍ لها آلهةٌ قريـبةٌ مِنها كالرّبِّ إلهِنا حينما ندعوهُ؟ وأيَّةُ أمَّةٍ كبـيرةٍ لها سُنَنٌ وأحكامٌ صادِقةٌ مِثلُ هذِهِ الشَّريعةِ الّتي أنا أتلُوها علَيكُمُ اليومَ؟ لَكنِ ا‏نتبهوا، وا‏نتبهوا جِدًّا لِئلاَّ تَنسَوا الأمورَ الّتي رأتْها عيونُكُم لا تدعوها تزولُ مِنْ قلوبِكُم كُلَّ أيّامِ حياتِكُم، بل علِّموها لبَنيكُم وبَني بَنيكُم. يومَ وقفتُم أمامَ الرّبِّ إلهِكُم في حوريـبَ حينَ قالَ ليَ الرّبُّ: «إجمعْ ليَ الشَّعبَ حتّى أُسمِعَهُم كلامي ليتعلَّموا مخافتي طُولَ الأيّامِ الّتي يَحيَونها على وجهِ الأرضِ ويُعلِّموها بَنيهِم». فا‏قتربتُم ووقفتُم في أسفلِ الجبَلِ والجبَلُ مُضْطَرمٌ بالنَّارِ إلى أعالي السَّماءِ وعليهِ الظَّلامُ والسَّحابُ والضَّبابُ. فكلَّمَكُمُ الرّبُّ مِنْ وسَطِ النَّارِ، فسَمِعتُم صوتا ولَكنْ لم تَرَوا صورةً‌، وأخبرَكُم بعَهدِهِ الّذي أمرَكُم أنْ تعمَلوا بهِ، وهوَ الوصايا العَشرُ الّتي كتبَها على لوحَينِ مِنْ حجَرٍ‌. وأمرَني الرّبُّ في ذلِكَ الوقتِ بأنْ أُعلِّمَكُم حُقوقا وواجباتٍ تعمَلونَ بها في الأرضِ الّتي أنتُم تعبُرونَ إليها لِترثُوها. فا‏نتبهوا جِدًّا لأنَّ الرّبَّ حينَ خاطبَكُم في حوريـبَ مِنْ وسَطِ النَّارِ لم تَرَوا لَه صورةً لِئلاَّ تَفسُدوا وتعمَلوا لكُم تِمثالا‌ مَنحوتا على شكلِ صورةٍ ما مِنْ ذَكَرٍ أو أُنثى، أو شكلِ شيءٍ مِنَ البَهائمِ الّتي على الأرضِ أو شكلِ طائرٍ مُجنَّحٍ مِمَّا يطيرُ في السَّماءِ، أو شكلِ شيءٍ ممَّا يَدِبُّ على وجهِ الأرضِ، أو شيءٍ مِنَ السَّمكِ، مِمَّا في الماءِ تَحتَ الأرضِ‌، ولِئلاَّ ترفَعوا عيونَكُم إلى السَّماءِ فتنظروا الشَّمسَ والقمرَ والكواكبَ وسائرَ نُجومِ السَّماءِ، مِمَّا جعَلَهُ الرّبُّ إلهُكُم نصيـبا لجميعِ الشُّعوبِ الّتي تَحتَ السَّماءِ، فتندَفِعوا وتسجُدوا لها وتعبدوها، وأنتُمُ الّذينَ ا‏ختاركُمُ الرّبُّ وأخرجَكُم مِنْ أتونِ الحديدِ، مِنْ مِصْرَ، لتكونوا شعبَهُ الخاصَّ بهِ كما في هذا اليومِ‌. والرّبُّ غضِبَ عليَّ بِسبَبِكُم وأقسمَ أنْ لا أعبُرَ الأردنَّ ولا أدخلَ الأرضَ الطَّيـبةَ الّتي يُعطيها الرّبُّ إلهُكُم مُلْكا لكُم‌. فأنا أموتُ في هذِهِ الأرضِ، لا أعبُرُ الأردُنَّ، وأنتُم تعبرُونَهُ وتمتلِكونَ الأرضَ الطيَّبةَ. فا‏نتبهوا لِئلاَّ تَنسَوا عَهدَ الرّبِّ إلهِكُم الّذي قطَعَهُ معَكُم، فتصنَعوا لكُم تِمثالا مَنحوتا على شكلِ صورةٍ مِمَّا نهاكُم عَنهُ، لأنَّ إلهَكُم إلهٌ غيورٌ، نارٌ آكلةٌ‌. وإذا ولَدْتُم بَنينَ وبَني بَنينَ وطالت أيّامُكُم في الأرضِ، ففسَدْتُم وعَمِلْتُم تِمثالا مَنحوتا على شكلِ صورةٍ ما، وفعَلتُم ما هوَ سيِّئٌ في نظرِ الرّبِّ إلهِكُم وكدَّرْتُموهُ فأنا مِنَ اليومِ أُشهِدُ علَيكُمُ السَّماءَ والأرضَ بِأنَّكُم تَبـيدونَ سريعا مِنْ على الأرضِ الّتي أنتُم عابرونَ الأردنَّ إليها لِتمتَلِكوها. لا تطولُ أيّامُكُم علَيها بل تزولونَ لا مَحالةَ ويُشتِّتُكُمُ الرّبُّ فيما بَينَ الأمَمِ حتى تَبقوا جماعةً مَعدودةً في الأمَمِ الّذينَ يسوقُكُمُ الرّبُّ إليهِم، وتعبدونَ هُناكَ آلهةً صَنعَتها أيدي البشَرِ مِنْ خشَبٍ وحجَرٍ، مِمَّا لا يَرى ولا يسمَعُ ولا يأكلُ ولا يشُمُّ‌. وتطلبونَ هُناكَ الرّبَّ إلهَكُم فتجدونَهُ إذا التمَستُموهُ بِكُلِّ قلوبِكُم وكُلِّ نفوسِكُم‌. وإذا نزَلَ بِكُم ضيقٌ وأصابتْكُم هذِهِ الأمورُ كُلُّها في آخرِ الأيّامِ ترجِعونَ إلى الرّبِّ إلهِكُم وتسمَعونَ لِصوتِهِ لأنَّ الرّبَّ إلهَكُم رحومٌ لا يخذُلُكُم ولا يُهلِكُكُم ولا ينسى عَهدَهُ لآبائِكُمُ الّذي أقسمَ بهِ لهُم. والآنَ فا‏سألوا عنِ الأيّامِ الأولى مِنْ قَبلِكُم، مُنذُ خَلقَ اللهُ الإنسانَ على الأرضِ، مِنْ أقصى السَّماءِ إلى أقصاها، هل كانَ مِثلُ هذا الأمرِ العظيمِ أو هل سمِعَ أحدٌ بمثلِهِ؟ هل سمِعَ شعبٌ صوتَ اللهِ يتكلَّمُ مِنْ وسَطِ النَّارِ كما سَمِعتُم أنتُم وبقيَ على قيدِ الحياةِ؟ أو هل أقدمَ إلهٌ غيري على أنْ يتَّخِذَ لَه أُمَّةً مِنْ بَينِ أُمَّةٍ أخرى، بِمِحَنٍ ومُعجِزاتٍ وعجائبَ وحروبٍ ويَدٍ قديرةٍ وذراعٍ مرفوعةٍ ومخاوِفَ عظيمةٍ، مِثلَما فعَلَ لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم في مِصْرَ أمامَ عيونِكُم‌؟ والرّبُّ أراكُم ذلِكَ كُلَّهُ لتعلَموا أنَّهُ هوَ الإلهُ ولا إلهٌ سِواهُ. مِنَ السَّماءِ أسمَعَكُم صوتَهُ لِـيُؤدِّبَكُم، وعلى الأرضِ أراكم نارَهُ العظيمةَ وسَمِعتُم كلامَهُ مِنْ وسَطِ النَّارِ. لأنَّهُ أحبَّ آباءَكُم وا‏ختارَ نسلَهُم مِنْ بَعدِهِم، أخرجَكُم أمامَهُ بقدرتِهِ العظيمةِ مِنْ مِصْرَ لِـيَطرُدَ مِنْ أمامِكُم أُمَما أشدَّ وأعظمَ مِنكُم، ويُدخِلَكُم أرضَهُم ويُعطيهَا مُلْكا لكُم، كما ترونَ اليومَ. فا‏علموا الآنَ ورَدِّدوا في قلوبِكُم أنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ في السَّماءِ مِنْ فَوقُ وفي الأرضِ منْ أسفلُ، ولا إلهَ سِواهُ. وا‏حْفظوا سُنَنَهُ ووصاياهُ الّتي أنا آمُرُكُم بها اليومَ لِتنالوا خَيرا أنتُم وبَنوكُم مِنْ بَعدِكُم، ولِتَطولَ أيّامُكُم على الأرضِ الّتي يُعطيكُمُ الرّبُّ إلهُكُم كُلَّ الأيّامِ. ثُمَّ فرزَ موسى ثَلاثَ مُدُنٍ في عَبرِ الأردُنِّ شرقا ليهربَ إليها كُلُّ قاتلٍ يقتلُ أحدا بغيرِ قَصدٍ، وهوَ غيرُ مُبغِضٍ لَه مِنْ قَبلُ. يهربُ إلى إحدى تِلكَ المُدُنِ فينجو بحياتِهِ. وهذِهِ المُدُنُ هيَ باصَرُ في البَرِّيَّةِ في أرضِ السَّهل لبَني رَأوبـينَ، وراموتُ في جلعادَ لبَني جادَ، وجولانُ في باشانَ لبَني منَسَّى. وهذِهِ هيَ الشَّريعةُ الّتي وضَعَها موسى لبَني إِسرائيلَ‌ معَ الفرائضِ والسُّننِ والأحكامِ الّتي كلَّمَ بها موسى بَني إِسرائيلَ عِندَ خُروجِهِم مِنْ مِصْرَ ونُزولِهِم عَبرَ الأردنِّ في الوادي شرقا تُجاهَ بـيتَ فَغورَ، في أرضِ سيحونَ مَلِكِ الأموريِّينَ الّذي كانَ مُقيما بحشبونَ قَبلَ أنْ هزَمَهُ موسى وبَنو إِسرائيلَ بَعدَ خُروجِهِم مِنْ مِصْرَ‌ وا‏متلكوا أرضَهُ وأرضَ عُوجَ مَلِكِ باشانَ، وهُما مَلِكا الأموريِّينَ اللَّذانِ في عَبرِ الأردنِّ شرقا. وهيَ مِنْ عروعيرَ الّتي على حافَّةِ وادي أرنونَ إلى جبَلِ سيؤونَ الّذي هوَ حرمونُ وتشمُلُ جميعَ صحراءِ العرَبةِ في عَبرِ الأردنِّ شرقا إلى البحرِ المَيتِ الّذي تَحتَ سُفوحِ الفسْجةِ.

التثنية 3:4-49 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

رأت عيونُكُم ما فعَلَ الرّبُّ ببَعَْلِ فَغورَ. فكُلُّ مَنِ ا‏تَّبَعَ بَعلَ فَغورَ‌ أزالَهُ الرّبُّ إلهُكُم مِنْ بَينِكُم، وأمَّا أنتمُ الّذينَ تمسَّكوا بالرّبِّ إلهِكُم، فكُلُّكُم أحياءٌ اليومَ. علَّمتُكُم سُنَنا وأحكاما، كما أمرَني الرّبُّ إلهي، لِتعمَلوا بها في الأرضِ الّتي أنتُم ذاهبونَ إليها لِتمتَلِكوها. فا‏حْفظوها وا‏عمَلوا بها لأنَّها تُظهِرُ حِكمَتَكُم وفهمَكُم في عُيونِ الأمَمِ الّذينَ إذا سَمِعوا بها يقولونَ: «هذا الشَّعبُ العظيمُ شعبٌ حكيمٌ فهيمٌ حقًّا». فأيَّةُ أمَّةٍ كبـيرةٍ لها آلهةٌ قريـبةٌ مِنها كالرّبِّ إلهِنا حينما ندعوهُ؟ وأيَّةُ أمَّةٍ كبـيرةٍ لها سُنَنٌ وأحكامٌ صادِقةٌ مِثلُ هذِهِ الشَّريعةِ الّتي أنا أتلُوها علَيكُمُ اليومَ؟ لَكنِ ا‏نتبهوا، وا‏نتبهوا جِدًّا لِئلاَّ تَنسَوا الأمورَ الّتي رأتْها عيونُكُم لا تدعوها تزولُ مِنْ قلوبِكُم كُلَّ أيّامِ حياتِكُم، بل علِّموها لبَنيكُم وبَني بَنيكُم. يومَ وقفتُم أمامَ الرّبِّ إلهِكُم في حوريـبَ حينَ قالَ ليَ الرّبُّ: «إجمعْ ليَ الشَّعبَ حتّى أُسمِعَهُم كلامي ليتعلَّموا مخافتي طُولَ الأيّامِ الّتي يَحيَونها على وجهِ الأرضِ ويُعلِّموها بَنيهِم». فا‏قتربتُم ووقفتُم في أسفلِ الجبَلِ والجبَلُ مُضْطَرمٌ بالنَّارِ إلى أعالي السَّماءِ وعليهِ الظَّلامُ والسَّحابُ والضَّبابُ. فكلَّمَكُمُ الرّبُّ مِنْ وسَطِ النَّارِ، فسَمِعتُم صوتا ولَكنْ لم تَرَوا صورةً‌، وأخبرَكُم بعَهدِهِ الّذي أمرَكُم أنْ تعمَلوا بهِ، وهوَ الوصايا العَشرُ الّتي كتبَها على لوحَينِ مِنْ حجَرٍ‌. وأمرَني الرّبُّ في ذلِكَ الوقتِ بأنْ أُعلِّمَكُم حُقوقا وواجباتٍ تعمَلونَ بها في الأرضِ الّتي أنتُم تعبُرونَ إليها لِترثُوها. فا‏نتبهوا جِدًّا لأنَّ الرّبَّ حينَ خاطبَكُم في حوريـبَ مِنْ وسَطِ النَّارِ لم تَرَوا لَه صورةً لِئلاَّ تَفسُدوا وتعمَلوا لكُم تِمثالا‌ مَنحوتا على شكلِ صورةٍ ما مِنْ ذَكَرٍ أو أُنثى، أو شكلِ شيءٍ مِنَ البَهائمِ الّتي على الأرضِ أو شكلِ طائرٍ مُجنَّحٍ مِمَّا يطيرُ في السَّماءِ، أو شكلِ شيءٍ ممَّا يَدِبُّ على وجهِ الأرضِ، أو شيءٍ مِنَ السَّمكِ، مِمَّا في الماءِ تَحتَ الأرضِ‌، ولِئلاَّ ترفَعوا عيونَكُم إلى السَّماءِ فتنظروا الشَّمسَ والقمرَ والكواكبَ وسائرَ نُجومِ السَّماءِ، مِمَّا جعَلَهُ الرّبُّ إلهُكُم نصيـبا لجميعِ الشُّعوبِ الّتي تَحتَ السَّماءِ، فتندَفِعوا وتسجُدوا لها وتعبدوها، وأنتُمُ الّذينَ ا‏ختاركُمُ الرّبُّ وأخرجَكُم مِنْ أتونِ الحديدِ، مِنْ مِصْرَ، لتكونوا شعبَهُ الخاصَّ بهِ كما في هذا اليومِ‌. والرّبُّ غضِبَ عليَّ بِسبَبِكُم وأقسمَ أنْ لا أعبُرَ الأردنَّ ولا أدخلَ الأرضَ الطَّيـبةَ الّتي يُعطيها الرّبُّ إلهُكُم مُلْكا لكُم‌. فأنا أموتُ في هذِهِ الأرضِ، لا أعبُرُ الأردُنَّ، وأنتُم تعبرُونَهُ وتمتلِكونَ الأرضَ الطيَّبةَ. فا‏نتبهوا لِئلاَّ تَنسَوا عَهدَ الرّبِّ إلهِكُم الّذي قطَعَهُ معَكُم، فتصنَعوا لكُم تِمثالا مَنحوتا على شكلِ صورةٍ مِمَّا نهاكُم عَنهُ، لأنَّ إلهَكُم إلهٌ غيورٌ، نارٌ آكلةٌ‌. وإذا ولَدْتُم بَنينَ وبَني بَنينَ وطالت أيّامُكُم في الأرضِ، ففسَدْتُم وعَمِلْتُم تِمثالا مَنحوتا على شكلِ صورةٍ ما، وفعَلتُم ما هوَ سيِّئٌ في نظرِ الرّبِّ إلهِكُم وكدَّرْتُموهُ فأنا مِنَ اليومِ أُشهِدُ علَيكُمُ السَّماءَ والأرضَ بِأنَّكُم تَبـيدونَ سريعا مِنْ على الأرضِ الّتي أنتُم عابرونَ الأردنَّ إليها لِتمتَلِكوها. لا تطولُ أيّامُكُم علَيها بل تزولونَ لا مَحالةَ ويُشتِّتُكُمُ الرّبُّ فيما بَينَ الأمَمِ حتى تَبقوا جماعةً مَعدودةً في الأمَمِ الّذينَ يسوقُكُمُ الرّبُّ إليهِم، وتعبدونَ هُناكَ آلهةً صَنعَتها أيدي البشَرِ مِنْ خشَبٍ وحجَرٍ، مِمَّا لا يَرى ولا يسمَعُ ولا يأكلُ ولا يشُمُّ‌. وتطلبونَ هُناكَ الرّبَّ إلهَكُم فتجدونَهُ إذا التمَستُموهُ بِكُلِّ قلوبِكُم وكُلِّ نفوسِكُم‌. وإذا نزَلَ بِكُم ضيقٌ وأصابتْكُم هذِهِ الأمورُ كُلُّها في آخرِ الأيّامِ ترجِعونَ إلى الرّبِّ إلهِكُم وتسمَعونَ لِصوتِهِ لأنَّ الرّبَّ إلهَكُم رحومٌ لا يخذُلُكُم ولا يُهلِكُكُم ولا ينسى عَهدَهُ لآبائِكُمُ الّذي أقسمَ بهِ لهُم. والآنَ فا‏سألوا عنِ الأيّامِ الأولى مِنْ قَبلِكُم، مُنذُ خَلقَ اللهُ الإنسانَ على الأرضِ، مِنْ أقصى السَّماءِ إلى أقصاها، هل كانَ مِثلُ هذا الأمرِ العظيمِ أو هل سمِعَ أحدٌ بمثلِهِ؟ هل سمِعَ شعبٌ صوتَ اللهِ يتكلَّمُ مِنْ وسَطِ النَّارِ كما سَمِعتُم أنتُم وبقيَ على قيدِ الحياةِ؟ أو هل أقدمَ إلهٌ غيري على أنْ يتَّخِذَ لَه أُمَّةً مِنْ بَينِ أُمَّةٍ أخرى، بِمِحَنٍ ومُعجِزاتٍ وعجائبَ وحروبٍ ويَدٍ قديرةٍ وذراعٍ مرفوعةٍ ومخاوِفَ عظيمةٍ، مِثلَما فعَلَ لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم في مِصْرَ أمامَ عيونِكُم‌؟ والرّبُّ أراكُم ذلِكَ كُلَّهُ لتعلَموا أنَّهُ هوَ الإلهُ ولا إلهٌ سِواهُ. مِنَ السَّماءِ أسمَعَكُم صوتَهُ لِـيُؤدِّبَكُم، وعلى الأرضِ أراكم نارَهُ العظيمةَ وسَمِعتُم كلامَهُ مِنْ وسَطِ النَّارِ. لأنَّهُ أحبَّ آباءَكُم وا‏ختارَ نسلَهُم مِنْ بَعدِهِم، أخرجَكُم أمامَهُ بقدرتِهِ العظيمةِ مِنْ مِصْرَ لِـيَطرُدَ مِنْ أمامِكُم أُمَما أشدَّ وأعظمَ مِنكُم، ويُدخِلَكُم أرضَهُم ويُعطيهَا مُلْكا لكُم، كما ترونَ اليومَ. فا‏علموا الآنَ ورَدِّدوا في قلوبِكُم أنَّ الرّبَّ هوَ الإلهُ في السَّماءِ مِنْ فَوقُ وفي الأرضِ منْ أسفلُ، ولا إلهَ سِواهُ. وا‏حْفظوا سُنَنَهُ ووصاياهُ الّتي أنا آمُرُكُم بها اليومَ لِتنالوا خَيرا أنتُم وبَنوكُم مِنْ بَعدِكُم، ولِتَطولَ أيّامُكُم على الأرضِ الّتي يُعطيكُمُ الرّبُّ إلهُكُم كُلَّ الأيّامِ. ثُمَّ فرزَ موسى ثَلاثَ مُدُنٍ في عَبرِ الأردُنِّ شرقا ليهربَ إليها كُلُّ قاتلٍ يقتلُ أحدا بغيرِ قَصدٍ، وهوَ غيرُ مُبغِضٍ لَه مِنْ قَبلُ. يهربُ إلى إحدى تِلكَ المُدُنِ فينجو بحياتِهِ. وهذِهِ المُدُنُ هيَ باصَرُ في البَرِّيَّةِ في أرضِ السَّهل لبَني رَأوبـينَ، وراموتُ في جلعادَ لبَني جادَ، وجولانُ في باشانَ لبَني منَسَّى. وهذِهِ هيَ الشَّريعةُ الّتي وضَعَها موسى لبَني إِسرائيلَ‌ معَ الفرائضِ والسُّننِ والأحكامِ الّتي كلَّمَ بها موسى بَني إِسرائيلَ عِندَ خُروجِهِم مِنْ مِصْرَ ونُزولِهِم عَبرَ الأردنِّ في الوادي شرقا تُجاهَ بـيتَ فَغورَ، في أرضِ سيحونَ مَلِكِ الأموريِّينَ الّذي كانَ مُقيما بحشبونَ قَبلَ أنْ هزَمَهُ موسى وبَنو إِسرائيلَ بَعدَ خُروجِهِم مِنْ مِصْرَ‌ وا‏متلكوا أرضَهُ وأرضَ عُوجَ مَلِكِ باشانَ، وهُما مَلِكا الأموريِّينَ اللَّذانِ في عَبرِ الأردنِّ شرقا. وهيَ مِنْ عروعيرَ الّتي على حافَّةِ وادي أرنونَ إلى جبَلِ سيؤونَ الّذي هوَ حرمونُ وتشمُلُ جميعَ صحراءِ العرَبةِ في عَبرِ الأردنِّ شرقا إلى البحرِ المَيتِ الّذي تَحتَ سُفوحِ الفسْجةِ.

التثنية 3:4-49 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

«قَدْ رَأيْتُمْ مَا عَمِلَهُ اللهُ فِي الإلَهِ المُزَيَّفِ بَعلِ فَغُورَ. وَكَيْفَ أبَادَ إلَهُكُمْ مِنْ بَينِكُمْ كُلَّ مَنْ تَبِعَ بَعلَ فَغُورَ. أمَّا أنْتُمُ الَّذِينَ تَمَسَكتُمْ بإلَهِكُمْ فَمَا زِلْتُمْ أحيَاءَ. «هَا قَدْ عَلَّمتُكُمْ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ كَمَا أمَرَنِي إلَهِي ، لِتَعْمَلُوا بِهَا فِي الأرْضِ الَّتِي سَتَدْخُلُونَ لِتَمْتَلِكُوهَا. فَاحْرِصُوا عَلَى إطَاعَتِهَا. لِأنَّ هَذَا سَيَكُونُ دَلِيلًا عَلَى حِكمَتِكُمْ وَفَهمِكُمْ أمَامَ الشُّعُوبِ الَّتِي حِينَ تَسْمَعُ بِكُلِّ هَذِهِ الفَرَائِضِ، سَتَقُولُ حَقًّا إنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ عَظِيمَةٌ، وَأهْلَهَا حُكَمَاءٌ وَفُهَمَاءٌ. «فَهَلْ مِنْ أُمَّةٍ بِهَذِهِ العَظَمَةِ، لَهَا آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهَا كَإلَهِنَا حِينَ نَدْعُوهُ؟ أمْ هَلْ مِنْ أُمَّةٍ بِهَذِهِ العَظَمَةِ، لَهَا فَرَائِضُ وَشَرَائِعُ عَادِلَةٌ كَالشَّرِيعَةِ الَّتِي أضَعُهَا أمَامَكُمُ اليَوْمَ؟ لَكِنِ احتَرِسُوا وَانتَبِهُوا لِئَلَّا تَنْسَوْا الأُمُورَ الَّتِي رَأتْهَا أعيُنُكُمْ فَلَا تَزُولَ مِنْ أذهَانِكُمْ كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِكُمْ. وَعَلِّمُوهَا لِأوْلَادِكُمْ وَلِأحفَادِكُمْ. «لَا تَنْسَوْا الأُمُورَ الَّتِي رَأيْتُمُوهَا يَوْمَ وَقَفتُمْ أمَامَ إلَهِكُمْ فِي جَبَلِ حُورِيبَ، حِينَ قَالَ لِيَ اللهُ: ‹اجْمَعِ الشَّعْبَ إلَيَّ لِأُسمِعَهُمْ كَلَامِي، فَيَتَعَلَّمُوا أنْ يَهَابُونِي كُلَّ أيَّامِ حَيَاتِهِمْ عَلَى الأرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أوْلَادَهُمْ أيْضًا.› فَقَدِ اقْتَرَبْتُمْ وَوَقَفتُمْ أسفَلَ الجَبَلِ، وَكَانَ الجَبَلُ مُشتَعِلًا بِنَارٍ إلَى السَّمَاءِ! وَكَانَ هُنَاكَ ظَلَامٌ وَغُيُومٌ كَثِيفَةٌ. وَتَكَلَّمَ اللهُ إلَيكُمْ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، وَقَدْ سَمِعْتُمْ صَوْتَ كَلَامِهِ، لَكِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا لَهُ هَيئَةً، بَلْ كُنْتُمْ تَسْمَعُونَ صَوْتًا فَقَطْ. وَقَدْ أعْلَنَ لَكُمْ عَهْدَهَ، وَأمَرَكُمْ بِأنْ تَحْفَظُوا الوَصَايَا العَشَرَ الَّتِي نَحَتَهَا عَلَى لَوحَينِ مِنْ حِجَارَةٍ. فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، أمَرَنِي اللهُ بِأنْ أُعَلِّمَكُمُ الشَّرَائِعَ وَالفَرَائِضَ لِتَحْفَظُوهَا وَتُطَبِّقُوهَا فِي الأرْضِ الَّتِي سَتَعْبُرُونَ لِامتِلَاكِهَا. «انتَبِهُوا جَيِّدًا! أنْتُمْ لَمْ تَرَوْا أيَّ شَكلٍ يَوْمَ كَلَّمَكُمُ اللهُ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مَنْ وَسَطِ النَّارِ. لِكَي لَا تُهلِكُوا أنْفُسَكُمْ بَصُنعِ تِمثَالٍ بِأيِّ شَكلٍ ذَكَرًا كَانَ أمْ أُنثَى، أوْ عَلَى شَكْلِ حَيَوَانٍ يَمْشِي عَلَى الأرْضِ، أوْ شَكْلِ طَيرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيهِ فِي السَّمَاءِ، أوْ شَكْلِ زَاحِفٍ عَلَى الأرْضِ، أوْ شَكْلِ سَمَكَةٍ فِي المَاءِ تَحْتَ الأرْضِ. فَإنْ نَظَرْتُمْ إلَى السَّمَاءِ وَرأيتُمُ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَكُلَّ الأجرَامِ السَّمَاوِيَّةِ، فَلَا تُخْدَعُوا بِهَا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَتَعْبُدُوهَا، فَإنَّ إلَهَكَمْ أعْطَاهَا لِكُلِّ الأُمَمِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ. وَأمَّا أنْتُمْ فَقَدِ اخْتَارَكُمُ اللهُ وَأخرَجَكُمْ مِنْ فُرْنِ الحَدِيدِ فِي مِصْرٍ، لِتَكُونُوا شَعْبَهُ كَمَا هُوَ حَالُكُمُ اليَوْمَ. «وَلَكِنَّ اللهَ غَضِبَ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَأقْسَمَ أنْ لَا أعبُرَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ، وَبِأنِّي لَنْ أدخُلَ الأرْضَ الصَّالِحَةَ الَّتِي سَيُعْطِيهَا إلَهُكُمْ مِلْكًا لَكُمْ. أنَا سَأمُوتُ فِي هَذِهِ الأرْضِ مِنْ غَيْرِ أنْ أعبُرَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. وَأمَّا أنْتُمْ فَسَتَعْبُرُونَ وَتَمْتَلِكُونَ الأرْضَ الطَّيِّبَةَ. «احذَرُوا أنْ تَنْسَوْا العَهْدَ الَّذِي قَطَعَهُ إلَهُكُمْ مَعَكُمْ وَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمثَالًا بِأيِّ شَكلٍ مِنَ الأشكَالِ الَّتِي نَهَاكُمْ إلَهُكُمْ عَنْهَا. لِأنَّ إلَهَكُمْ نَارٌ آكِلَةٌ، إلَهٌ يَغَارُ عَلَى مَجْدِهِ. «فَحِينَ يُصْبِحُ لَدَيْكُمْ أوْلَادٌ وَأحفَادٌ، وَتَكُونُونَ قَدْ سَكَنْتُمْ مُدَّةً طَوِيلَةً فِي هَذِهِ الأرْضِ، ثُمَّ فَسَدتُمْ بِصُنعِ تِمثَالٍ مَنحُوتٍ بِأيِّ شَكلٍ، وَفَعَلْتُمُ الشَّرَّ أمَامَ إلَهِكُمْ فَأغضَبتُمُوهُ، فَإنِّي أُشْهِدُ عَلَيكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأرْضَ أنَّكُمْ سَتَهْلِكُونَ هَلَاكًا مِنَ الأرْضِ الَّتِي سَتَعْبُرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ لِتَمْتَلِكُوهَا. وَلَنْ تَعِيشُوا طَوِيلًا فِي تِلْكَ الأرْضِ، بَلْ سَتُبَادُونَ تَمَامًا. سَيُشَتِّتُكُمُ اللهُ بَيْنَ الأُمَمِ. قَليلُونَ مِنْكُمْ سَيَبْقَوْنَ وَسَطَ الأُمَمِ الَّتِي سَيُرْسِلُكُمُ اللهُ إلَيْهَا. وَسَتَعْبُدُونَ هُنَاكَ آلِهَةً مَصْنُوعَةً بِأيدِي البَشَرِ مِنْ خَشَبٍ وَحِجَارَةٍ، لَا تَرَى وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تَأْكُلُ وَلَا تَشُمُّ. وَسَتَطْلُبُونَ إلَهَكُمْ هُنَاكَ، فَتَجِدُونَهُ إنْ طَلَبتُمُوهُ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ. فَعِنْدَمَا تَكُونُونَ فِي ضِيقٍ، وَتَحْدُثُ لَكُمْ كَلُّ هَذِهِ الأُمُورِ فِي المُسْتَقْبَلِ، حِينَئِذٍ، سَتَعُودُونَ إلَى إلَهِكُمْ وَتُطِيعُونَهُ. وَلِأنَّ إلَهَكُمْ إلَهٌ رَحِيمٌ، فَإنَّهُ لَنْ يَتْرُكَكُمْ وَلَنْ يُهلِكَكُمْ، وَلَنْ يَنْسَى العَهْدَ الَّذِي أقْسَمَ لِآبَائِكُمْ عَلَيْهِ. «فَاسألُوا عَنِ الأزمِنَةِ السَّابِقَةِ الَّتِي كَانَتْ قَبلَكُمْ بِزَمَانٍ طَوِيلٍ. مُنْذُ أنْ خَلَقَ اللهُ النَّاسَ عَلَى الأرْضِ، فَمَلأُوا الأرْضَ كلَّهَا. هَلْ حَدَثَ مِثْلُ هَذَا الأمْرِ العَظِيمِ قَطُّ؟ أمْ هَلْ سَمِعَ أحَدٌ بِمِثْلِهِ؟ هَلْ سَمِعَتْ أُمَّةٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتُمْ أنْتُمْ، وَبَقِيَتْ حَيَّةً؟ أمْ هَلْ حَاوَلَ إلَهٌ آخَرُ أنْ يَذْهَبَ لِيَأْخُذَ أُمَّةً مِنْ وَسَطِ أُمَّةٍ أُخْرَى بِتَحَدِّيَاتٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَربٍ، بِيَدٍ جَبَّارَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، كَمَا عَمِلَ إلَهُكُمْ فِي مِصْرٍ لِأجْلِكُمْ وَأمَامَ عُيُونَكُمْ؟ «قَدْ أُظْهِرَتْ لَكُمْ هَذِهِ الأُمُورُ لِتَعْرِفُوا أنَّ يهوه هُوَ اللهُ الحَقِيقِيُّ، وَلَا أحَدَ سِوَاهُ. وَقَدْ أسمَعَكُمْ صَوْتَهُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُعَلِّمَكُمْ، وَأرَاكُمْ نَارَهُ العَظِيمَةَ عَلَى الأرْضِ، وَسَمِعْتُمْ كَلَامَهُ مِنْ وَسْطِ النَّارِ. وَلِأنَّهُ قَدْ أحَبَّ آبَاءَكُمْ، وَاخْتَارَ نَسْلَهُمْ مِنْ بَعدِهِمْ، أخْرَجَكُمْ مِنْ مِصْرٍ بِنَفْسِهِ وَبِقُوَّتِهِ العَظِيمَةِ، لِيَطْرُدَ مِنْ أمَامِكُمْ أُمَمًا أعْظَمَ مِنْكُمْ وَأقوَى، وَيُعطِيَكُمْ أرْضَهُمْ مِيرَاثًا لَكُمْ، كَمَا حَدَثَ فِي هَذَا اليَوْمِ. «فَاعلَمُوا وَتَذَكَّرُوا أنَّ يهوه هُوَ اللهُ الحَقِيقِيُّ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوقُ، وَعَلَى الأرْضِ مَنْ تَحْتُ، وَلَيْسَتْ هُنَاكَ آلِهَةٌ سِوَاهُ. فَاحفَظُوا شَرَائِعَهُ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أُوْصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَنْجَحُوا أنْتُمْ وَنَسْلُكُمْ مِنْ بَعدِكُمْ، وَتَسْكُنُوا مُدَّةً طَوِيلَةً عَلَى الأرْضِ الَّتِي سَيُعْطِيهَا إلَهُكُمْ لَكُمْ إلَى الأبَدِ.» وَاخْتَارَ مُوسَى ثَلَاثَ مُدُنٍ فِي الجِهَةِ الشَّرقِيَّةِ مِنْ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، لِيَهْرُبَ إلَيْهَا مَنْ يَقْتُلُ بِغَيرِ قَصْدٍ، وَدُونَ أنْ تَكُونَ بَيْنَهُمَا عَدَاوَةٌ سَابِقِةٌ. فَيُمكِنُ لِهَذَا الشَّخصِ أنْ يَهْرُبَ إلَى إحْدَى تِلْكَ المُدُنِ وَيَبْقَى حَيًّا. فَاخْتَارَ مُوسَى مَدِينَةَ بَاصَرَ فِي السُّهُولِ المُرْتَفِعَةِ الَّتِي لِلرَأُوبَيْنِيِّينَ، وَرَامُوثَ فِي جِلعَادَ فِي مِنْطَقَةِ الجَادِيِّينَ، وَجُولَانَ فِي بَاشَانَ فِي مِنْطَقَةِ المَنَسِّيِّينَ. هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي أعْطَاهَا مُوسَى لِبَنِي إسْرَائِيلَ. وَهَذِهِ هِيَ الأحكَامُ وَالشَّرَائِعُ وَالفَرَائِضُ الَّتِي كَلَّمَ مُوسَى بِهَا بَنِي إسْرَائِيلَ حِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرٍ، وَهُمْ فِي الجِهَةِ الشَّرقِيَّةِ مِنْ نَهْرِ الأردُنِ، فِي الوَادِي القَرِيبِ مِنْ بَيْتِ فَغُورَ، فِي أرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ يَحْكُمُ مَدِينَةَ حَشبُونَ. وَقَدْ هَزَمَهُ مُوسَى وَبَنُو إسْرَائِيلَ حِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرٍ. وَأخَذَ بَنُو إسْرَائِيلَ أرْضَهُ وَأرْضَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِّ الأمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ كَانَا مُقِيمَينِ فِي الجِهَةِ الشَّرقِيَّةِ مِنْ نَهْرِ الأردُنِّ. وَكَانَتْ هَذِهِ الأرْضُ تَمْتَدُّ مِنْ عَرُوعِيرَ عَلَى حَافَّةِ وَادِي أرنُونَ إلَى جَبَلِ سِيئونَ – أيْ جَبَلِ حَرمُونَ – مَعَ كُلِّ وَادِي الأُرْدُنِّ شَرقِيِّ النَّهرِ وَحَتَّى بَحْرِ عَرَبَةَ جَنُوبًا عِنْدَ سُفُوحِ جَبَلِ الفِسجَةِ.

التثنية 3:4-49 كتاب الحياة (KEH)

لَقَدْ شَهِدَتْ أَعْيُنُكُمْ مَا أَنْزَلَ الرَّبُّ بِبَعْلِ فَغُورَ، إِذْ أَبَادَ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلَّ مَنْ غَوَى وَرَاءَ بَعْلِ فَغُورَ. وَأَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَعَلَّقْتُمْ بِالرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءُ الْيَوْمَ. انْظُرُوا، هَا أَنَا قَدْ عَلَّمْتُكُمْ شَرَائِعَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلَهِي لِتَعْمَلُوا بِمُوْجِبِهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. فَاحْفَظُوهَا وَطَبِّقُوهَا، لأَنَّهَا هِيَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ لَدَى الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ عَنْ هَذِهِ الشَّرَائِعِ، فَيَقُولُوا: إِنَّ هَذَا الشَّعْبَ الْعَظِيمَ هُوَ حَقّاً شَعْبٌ حَكِيمٌ فَطِنٌ. لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا فِي كُلِّ مَا نَدْعُوهُ؟ وَأَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا عَظُمَ، لَدَيْهِ شَرَائِعُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ نَظِيرُ هَذِهِ الشَّرَائِعِ الَّتِي أَضَعُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ؟ إِنَّمَا احْتَرِزُوا وَاحْذَرُوا لِئَلّا تَنْسَوْا الأُمُورَ الَّتِي شَهِدَتْهَا أَعْيُنُكُمْ فَلا تَنْمَحِي مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ. وَعَلِّمُوهَا لأَوْلادِكُمْ وَلأَحْفَادِكُمْ. فَفِي الْيَوْمِ الَّذِي مَثَلْتُمْ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي جَبَلِ حُورِيبَ، حِينَ قَالَ لِي الرَّبُّ: اجْمَعْ لِيَ الشَّعْبَ حَتَّى أُسْمِعَهُمْ كَلامِي، فَيَتَعَلَّمُوا مَخَافَتِي طَوَالَ أَيَّامِ حَيَاتِهِمْ عَلَى الأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلادَهُمْ أَيْضاً. فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ الْمُشْتَعِلِ بِنَارٍ امْتَدَّتْ أَلْسِنَةُ لَهَبِهَا إِلَى كَبِدِ السَّمَاءِ، وَتَلَفَّعَتْ بِسُحُبٍ دَاكِنَةٍ وَضَبَابٍ. فَخَاطَبَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ، فَسَمِعْتُمْ صَوْتَ كَلِمَاتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُبْصِرُوا لَهُ صُورَةً. وَأَعْلَنَ لَكُمْ عَهْدَهُ، الْوَصَايَا الْعَشَرَ الَّتِي نَقَشَهَا عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ، وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِها. كَمَا أَمَرَنِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ شَرَائِعَهُ وَأَحْكَامَهُ لِتُطَبِّقُوهَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ مَاضُونَ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا. فَاحْذَرُوا لأَنْفُسِكُمْ جِدّاً، فَأَنْتُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا حِينَ خَاطَبَكُمُ الرَّبُّ فِي جَبَلِ حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. لِئَلّا تَفْسَدُوا فَتَنْحَتُوا لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا لِمِثَالِ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ. أَوْ شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلَى الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ طَيْرٍ مَا مِنْ طُيُورِ السَّمَاءِ. أَوْ شِبْهَ كَائِنٍ مَا مِنْ زَوَاحِفِ الأَرْضِ، أَوْ شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي الْمَاءِ تَحْتَ الأَرْضِ. أَوْ لِئَلّا تَتَطَلَّعُوا إِلَى السَّمَاءِ فَتُشَاهِدُوا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالأَجْرَامَ السَّمَاوِيَّةَ الَّتِي وَزَّعَهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، فَتَغْوُوا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَتَعْبُدُوهَا. أَمَّا أَنْتُمْ فَقَدِ اخْتَارَكُمُ الرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ أَتُونِ الْحَدِيدِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ لِتَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثِهِ، كَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ مِنْ أَجْلِكُمْ وَأَقْسَمَ أَلّا أَعْبُرَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ وَلا أَطَأَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ نَصِيباً. كَذَلِكَ فَأَنَا أَمُوتُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ مِنْ غَيْرِ أَنْ أَجْتَازَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَهُ وَتَرِثُونَ تِلْكَ الأَرْضَ الْخَصِيبَةَ. وَلَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ الرَّبِّ إِلَهِكُمُ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَنْحَتُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةٍ مَا مِمَّا نَهَاكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ عَنْهُ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ وَإِلَهٌ غَيُورٌ. وَإذَا أَنْجَبْتُمْ بَنِينَ وَأَحْفَاداً وَمَكَثْتُمْ طَوِيلاً فِي الأَرْضِ، ثُمَّ غَوَيْتُمْ فَنَحَتُّمْ لَكُمْ تِمْثَالاً لِصُورَةِ شَيْءٍ مَا، وَارْتَكَبْتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لإِثَارَةِ غَيْظِهِ، فَإِنَّنِي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، أَنَّكُمْ تَنْقَرِضُونَ سَرِيعاً مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ نَهْرَ الأُرْدُنِّ إِلَيْهَا لِتَرِثُوهَا، وَلَنْ تَطُولَ بِكُمُ الأَيَّامُ عَلَيْهَا، إِذْ لابُدَّ أَنَّكُمْ حِينَئِذٍ هَالِكُونَ. وَيُشَتِّتُكُمُ الرَّبُّ بَيْنَ الأُمَمِ فَتُصْبِحُونَ أَقَلِّيَّةً بَيْنَ الشُّعُوبِ الَّتِي يَسُوقُكُمْ إِلَيْهَا. وَهُنَاكَ تَعْبُدُونَ آلِهَةً مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِنْ صَنْعَةِ أَيْدِي النَّاسِ، مِمَّا لَا يُبْصِرُ وَلا يَسْمَعُ وَلا يَأْكُلُ وَلا يَشُمُّ. وَلَكِنْ إِنْ طَلَبْتُمْ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ، مُلْتَمِسِينَهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَهُ. فَعِنْدَمَا يَكْتَنِفُكُمُ الضِّيقُ وَتُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ جَمِيعُ هَذِهِ الأُمُورِ، عِنْدَئِذٍ تَرْجِعُونَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ وَتُطِيعُونَ أَوَامِرَهُ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ إِلَهٌ رَحِيمٌ لَا يَنْبِذُكُمْ وَلا يُفْنِيكُمْ، وَلا يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكُمُ الَّذِي أَقْسَمَ لَهُمْ عَلَيْهِ. فَاسْأَلُوا عَنِ الأَيَّامِ الْغَابِرَةِ الَّتِي انْقَضَتْ قَبْلَكُمْ، مُنْذُ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلَى الأَرْضِ. اسْأَلْ مِنْ أَقْصَى السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَاهَا: هَلْ حَدَثَ قَطُّ مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ؟ وَهَلْ سَمِعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهِ؟ هَلْ سَمِعَتْ أُمَّةٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتُمْ أَنْتُمْ، وَعَاشَتْ؟ وَهَلْ حَاوَلَ إِلَهٌ قَطُّ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْباً مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ آخَرَ مُجْرِياً تَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَمُعْجِزَاتٍ وَحُرُوباً وَقُدْرَةً فَائِقَةً وَقُوَّةً شَدِيدَةً وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةً كَمَا صَنَعَ مَعَكُمُ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي مِصْرَ عَلَى مَرْأَى مِنْكُمْ؟ لَقَدِ اطَّلَعْتُمْ عَلَى هَذِهِ كُلِّهَا لِتَعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ، وَلَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. فَقَدْ أَسْمَعَكُمْ صَوْتَهُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُنْذِرَكُمْ. وَأَرَاكُمْ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ عَلَى الْأَرْضِ، وَسَمِعْتُمْ صَوْتَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. وَلأَنَّهُ قَدْ أَحَبَّ آبَاءَكُمْ، وَاخْتَارَ ذُرِّيَّتَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكُمْ بِنَفْسِهِ وَبِقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ، وَطَرَدَ مِنْ أَمَامِكُمْ أُمَماً أَكْبَرَ مِنْكُمْ وَأَعْظَمَ، لِيَأْتِيَ بِكُمْ إِلَى أَرْضِهِمْ وَيُوَرِّثَكُمْ إِيَّاهَا، كَمَا حَدَثَ فِي هَذَا الْيَوْمِ. فَاعْتَرِفُوا الْيَوْمَ وَرَدِّدُوا فِي قُلُوبِكُمْ قَائِلِينَ: إِنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلَهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَلَيْسَ إِلَهٌ سِوَاهُ. فَاحْفَظُوا الْيَوْمَ مَا أُوْصِيكُمْ بِهِ مِنْ شَرَائِعِهِ وَأَحْكَامِهِ لِيُحْسِنَ الرَّبُّ إِلَيْكُمْ وَإِلَى أَوْلادِكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَيُطِيلَ أَيَّامَكُمْ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي وَهَبَكُمْ إِيَّاهَا إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ خَصَّصَ مُوسَى ثَلاثَ مُدُنٍ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، لِيَلْجَأَ إِلَيْهَا الْقَاتِلُ غَيْرُ الْمُتَعَمِّدِ، الَّذِي لَا يَضْمِرُ عَدَاءً سَابِقاً لِلْقَتِيلِ، فَيَجِدُ فِي إِحْدَى تِلْكَ الْمُدُنِ مَلْجَأً وَيَحْيَا. أَمَّا هَذِهِ الْمُدُنُ فَكانَتْ: بَاصَرَ فِي الصَّحْرَاءِ فِي أَرْضِ السَّهْلِ فِي دِيَارِ الرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ فِي بِلادِ الْجَادِيِّينَ، وَجُولانَ فِي بَاشَانَ فِي مِنْطَقَةِ الْمَنَسِّيِّينَ. وَهَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي وَضَعَهَا أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهَذِهِ هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ الَّتِي خَاطَبَ بِها مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ، وَهُمْ مُخَيِّمُونَ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْوَادِي بِجِوَارِ بَيْتِ فَغُورَ فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ مُقِيماً فِي حَشْبُونَ، فَقَضَى عَلَيْهِ مُوسَى وَالإِسْرَائِيلِيُّونَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. فَامْتَلَكُوا بِلادَهُ وَبِلادَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ كَانَا مُقِيمَيْنِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، مِنْ عَرُوعِيرَ الْوَاقِعَةِ عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ، إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ الَّذِي هُوَ حَرْمُونُ، وَكُلَّ وَادِي الْعَرَبَةِ شَرْقِيَّ نَهْرِ الأُرْدُنِّ، حَتَّى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ عِنْدَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ.

التثنية 3:4-49 الكتاب المقدس (AVD)

أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّبُّ بِبَعْلَ فَغُورَ. إِنَّ كُلَّ مَنْ ذَهَبَ وَرَاءَ بَعْلَ فَغُورَ أَبَادَهُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ وَسَطِكُمْ، وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْمُلْتَصِقُونَ بِٱلرَّبِّ إِلَهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ ٱلْيَوْمَ. اُنْظُرْ. قَدْ عَلَّمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَامًا كَمَا أَمَرَنِي ٱلرَّبُّ إِلَهِي، لِكَيْ تَعْمَلُوا هَكَذَا فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا. فَٱحْفَظُوا وَٱعْمَلُوا. لِأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هَذِهِ ٱلْفَرَائِضِ، فَيَقُولُونَ: هَذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْعَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ. لِأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَٱلرَّبِّ إِلَهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟ وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ مِثْلُ كُلِّ هَذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ ٱلْيَوْمَ؟ «إِنَّمَا ٱحْتَرِزْ وَٱحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلَّا تَنْسَى ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلَّا تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلَادَكَ وَأَوْلَادَ أَوْلَادِكَ. فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي وَقَفْتَ فِيهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي حُورِيبَ حِينَ قَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ٱجْمَعْ لِي ٱلشَّعْبَ فَأُسْمِعَهُمْ كَلَامِي، لِكَيْ يَتَعَلَّمُوا أَنْ يَخَافُونِي كُلَّ ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي هُمْ فِيهَا أَحْيَاءٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ. فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ ٱلْجَبَلِ، وَٱلْجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِٱلنَّارِ إِلَى كَبِدِ ٱلسَّمَاءِ، بِظَلَامٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ. فَكَلَّمَكُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلَامٍ، وَلَكِنْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً بَلْ صَوْتًا. وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ ٱلَّذِي أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِ، ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَشَرِ، وَكَتَبَهُ عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ. وَإِيَّايَ أَمَرَ ٱلرَّبُّ فِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَامًا لِكَيْ تَعْمَلُوهَا فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. «فَٱحْتَفِظُوا جِدًّا لِأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ ٱلرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ. لِئَلَّا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لِأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، صُورَةَ مِثَالٍ مَّا، شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى، شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَّا مِمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، شِبْهَ طَيْرٍ مَّا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي ٱلسَّمَاءِ، شِبْهَ دَبِيبٍ مَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، شِبْهَ سَمَكٍ مَّا مِمَّا فِي ٱلْمَاءِ مِنْ تَحْتِ ٱلْأَرْضِ. وَلِئَلَّا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي قَسَمَهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا. وَأَنْتُمْ قَدْ أَخَذَكُمُ ٱلرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ كُورِ ٱلْحَدِيدِ مِنْ مِصْرَ، لِكَيْ تَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثٍ كَمَا فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ. وَغَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَأَقْسَمَ إِنِّي لَا أَعْبُرُ ٱلْأُرْدُنَّ وَلَا أَدْخُلُ ٱلْأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ يُعْطِيكَ نَصِيبًا. فَأَمُوتُ أَنَا فِي هَذِهِ ٱلْأَرْضِ، لَا أَعْبُرُ ٱلْأُرْدُنَّ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَ وَتَمْتَلِكُونَ تِلْكَ ٱلْأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ. اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ ٱلرَّبِّ إِلَهِكُمُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ، وَتَصْنَعُوا لِأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ. لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلَهٌ غَيُورٌ. «إِذَا وَلَدْتُمْ أَوْلَادًا وَأَوْلَادَ أَوْلَادٍ، وَأَطَلْتُمُ ٱلزَّمَانَ فِي ٱلْأَرْضِ، وَفَسَدْتُمْ وَصَنَعْتُمْ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا صُورَةَ شَيْءٍ مَّا، وَفَعَلْتُمُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلَهِكُمْ لِإِغَاظَتِهِ، أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ ٱلْأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. لَا تُطِيلُونَ ٱلْأَيَّامَ عَلَيْهَا، بَلْ تَهْلِكُونَ لَا مَحَالَةَ. وَيُبَدِّدُكُمُ ٱلرَّبُّ فِي ٱلشُّعُوبِ، فَتَبْقَوْنَ عَدَدًا قَلِيلًا بَيْنَ ٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي يَسُوقُكُمُ ٱلرَّبُّ إِلَيْهَا. وَتَصْنَعُونَ هُنَاكَ آلِهَةً صَنْعَةَ أَيْدِي ٱلنَّاسِ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِمَّا لَا يُبْصِرُ وَلَا يَسْمَعُ وَلَا يَأْكُلُ وَلَا يَشُمُّ. ثُمَّ إِنْ طَلَبْتَ مِنْ هُنَاكَ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ تَجِدْهُ إِذَا ٱلْتَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ. عِنْدَمَا ضُيِّقَ عَلَيْكَ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هَذِهِ ٱلْأُمُورِ فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ، تَرْجِعُ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلَهِكَ وَتَسْمَعُ لِقَوْلِهِ، لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ إِلَهٌ رَحِيمٌ، لَا يَتْرُكُكَ وَلَا يُهْلِكُكَ وَلَا يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكَ ٱلَّذِي أَقْسَمَ لَهُمْ عَلَيْهِ. «فَٱسْأَلْ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأُولَى ٱلَّتِي كَانَتْ قَبْلَكَ، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱللهُ فِيهِ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَمِنْ أَقْصَاءِ ٱلسَّمَاءِ إِلَى أَقْصَائِهَا. هَلْ جَرَى مِثْلُ هَذَا ٱلْأَمْرِ ٱلْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ هَلْ سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ ٱللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ كَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ، وَعَاشَ؟ أَوْ هَلْ شَرَعَ ٱللهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ، بِتَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَرْبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ، مِثْلَ كُلِّ مَا فَعَلَ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ؟ إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلْإِلَهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَسْمَعَكَ صَوْتَهُ لِيُنْذِرَكَ، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ أَرَاكَ نَارَهُ ٱلْعَظِيمَةَ، وَسَمِعْتَ كَلَامَهُ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ. وَلِأَجْلِ أَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكَ وَٱخْتَارَ نَسْلَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكَ بِحَضْرَتِهِ بِقُوَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ مِنْ مِصْرَ، لِكَيْ يَطْرُدَ مِنْ أَمَامِكَ شُعُوبًا أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَيَأْتِيَ بِكَ وَيُعْطِيَكَ أَرْضَهُمْ نَصِيبًا كَمَا فِي هَذَا ٱلْيَوْمِ. فَٱعْلَمِ ٱلْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلْإِلَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ. وَٱحْفَظْ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ لِكَيْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَإِلَى أَوْلَادِكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَلِكَيْ تُطِيلَ أَيَّامَكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ يُعْطِيكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ». حِينَئِذٍ أَفْرَزَ مُوسَى ثَلَاثَ مُدُنٍ فِي عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا ٱلْقَاتِلُ ٱلَّذِي يَقْتُلُ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. يَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ ٱلْمُدُنِ فَيَحْيَا. بَاصِرَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ ٱلسَّهْلِ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ لِلْجَادِيِّينَ، وَجُولَانَ فِي بَاشَانَ لِلْمَنَسِّيِّينَ. وَهَذِهِ هِيَ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي وَضَعَهَا مُوسَى أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. هَذِهِ هِيَ ٱلشَّهَادَاتُ وَٱلْفَرَائِضُ وَٱلْأَحْكَامُ ٱلَّتِي كَلَّمَ بِهَا مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ فِي عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ فِي ٱلْجِوَاءِ مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ، فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلْأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِي كَانَ سَاكِنًا فِي حَشْبُونَ، ٱلَّذِي ضَرَبَهُ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ وَٱمْتَلَكُوا أَرْضَهُ وَأَرْضَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِ ٱلْأَمُورِيِّينَ، ٱللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ. مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ ٱلَّذِي هُوَ حَرْمُونُ وَكُلَّ ٱلْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ ٱلْأُرْدُنِّ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ ٱلْفِسْجَةِ.

التثنية 3:4-49 الكتاب الشريف (SAB)

أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ بِعُيُونِكُمْ مَا عَمِلَهُ اللهُ فِي بَعْلَ فَغُورَ. إِنَّ الْمَوْلَى إِلَهَكُمْ أَفْنَى مِنْ بَيْنِكُمْ كُلَّ مَنْ تَبِعَ بَعْلَ فَغُورَ. أَمَّا أَنْتُمُ الَّذِينَ تَمَسَّكْتُمْ بِالْمَوْلَى إِلَهِكُمْ، فَكُلُّكُمْ أَحْيَاءٌ الْيَوْمَ. اُنْظُرُوا إِنَّي عَلَّمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ، كَمَا أَمَرَنِي الْمَوْلَى إِلَهِي، لِتَعْمَلُوا بِهَا فِي الْأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ إِلَيْهَا لِتَمْلِكُوهَا. فَأَطِيعُوهَا وَاعْمَلُوا بِهَا، لِأَنَّهَا تُبَيِّنُ لِلشُّعُوبِ الْأُخْرَى أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَفُهَمَاءُ. فَعِنْدَمَا يَسْمَعُونَ بِكُلِّ هَذِهِ الْفَرَائِضِ يَقُولُونَ: ”هَذَا الشَّعْبُ الْعَظِيمُ هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَهِيمٌ.“ لِأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا كَانَ عَظِيمًا، لَهُ إِلَهٌ قَرِيبٌ مِنْهُ مِثْلُ الْمَوْلَى إِلَهِنَا فِي كُلِّ صَلَاتِنَا لَهُ؟ وَأَيُّ شَعْبٍ، مَهْمَا كَانَ عَظِيمًا، لَهُ فَرَائِضُ وَشَرَائِعُ صَالِحَةٌ مِثْلُ كُلِّ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَضَعُهَا الْيَوْمَ أَمَامَكُمْ؟ اِنْتَبِهُوا وَاحْذَرُوا جِدًّا، لِكَيْ لَا تَنْسُوا الْأَشْيَاءَ الَّتِي رَأَتْهَا عُيُونُكُمْ، وَلَا تَجْعَلُوهَا تَزُولُ مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكُمْ، بَلْ عَلِّمُوهَا لِأَوْلَادِكُمْ وَأَحْفَادِكُمْ. تَذَكَّرِ الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ وَقَفْتَ أَمَامَ الْمَوْلَى إِلَهِكَ فِي حُورِيبَ لَمَّا قَالَ لِي: ”اِجْمَعْ لِيَ الشَّعْبَ، لِأُسْمِعَهُمْ كَلَامِي، لِكَيْ يَتَعَلَّمُوا أَنْ يَخَافُونِي طُولَ حَيَاتِهِمْ فِي الْأَرْضِ وَلِكَيْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ نَفْسَ الشَّيْءِ.“ فَاقْتَرَبْتُمْ وَوَقَفْتُمْ عِنْدَ سَفْحِ الْجَبَلِ، وَالْجَبَلُ مُشْتَعِلٌ بِنَارٍ امْتَدَّتْ إِلَى أَعَالِي السَّمَاءِ، وَعَلَيْهِ سَحَابٌ أَسْوَدُ وَظَلَامٌ شَدِيدٌ. وَكَلَّمَكُمُ اللهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ صَوْتَ كَلَامِهِ، لَكِنْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً. كَانَ هُنَاكَ صَوْتٌ فَقَطْ. وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ، أَيِ الْوَصَايَا الْـ10 الَّتِي أَوْصَاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، ثُمَّ كَتَبَهَا عَلَى لَوْحَيْنِ مِنْ حَجَرٍ. وَأَمَرَنِي اللهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَنْ أُعَلِّمَكُمُ الْفَرَائِضَ وَالشَّرَائِعَ الَّتِي يَجِبُ أَنْ تَعْمَلُوهَا فِي الْأَرْضِ الَّتِي سَتَعْبُرُونَ الْأُرْدُنَّ لِتَمْلِكُوهَا. فَانْتَبِهُوا جِدًّا لِأَنَّهُ لَمَّا كَلَّمَكُمُ اللهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ فِي حُورِيبَ، لَمْ تَرَوْا لَهُ صُورَةً، لِئَلَّا تَفْسُدُوا وَتَصْنَعُوا لَكُمْ صَنَمًا عَلَى شَكْلِ تِمْثَالٍ مِنْ أَيِّ نَوْعٍ: تِمْثَالٍ لِرَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ، أَوْ حَيَوَانٍ عَلَى الْأَرْضِ، أَوْ طَيْرٍ يَطِيرُ فِي الْهَوَاءِ، أَوْ شَيْءٍ يَزْحَفُ عَلَى الْأَرْضِ، أَوْ سَمَكٍ فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتُ. وَلِئَلَّا تَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ وَتَرَوْا الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْكَائِنَاتِ السَّمَائِيَّةَ الَّتِي وَزَّعَهَا الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ عَلَى جَمِيعِ الْأُمَمِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، فَتَنْخَدِعُوا وَتَسْجُدُوا لَهَا وَتَعْبُدُوهَا. فَقَدِ اخْتَارَكُمُ اللهُ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ مِصْرَ، مِنْ فُرْنِ صَهْرِ الْحَدِيدِ، لِتَكُونُوا شَعْبَهُ وَنَصِيبَهُ كَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ. وَغَضِبَ اللهُ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَحَلَفَ إِنِّي لَا أَعْبُرُ الْأُرْدُنَّ وَلَا أَدْخُلُ الْأَرْضَ الطَّيِّبَةَ الَّتِي أَعْطَاهَا الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ نَصِيبًا لَكُمْ. فَأَمُوتُ أَنَا فِي هَذِهِ الْأَرْضِ وَلَا أَعْبُرُ الْأُرْدُنَّ، أَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَهُ وَتَمْلِكُونَ تِلْكَ الْأَرْضَ الطَّيِّبَةَ. إِيَّاكُمْ أَنْ تَنْسُوا عَهْدَ الْمَوْلَى إِلَهِكُمُ الَّذِي عَمِلَهُ مَعَكُمْ. لَا تَصْنَعُوا لَكُمْ صَنَمًا عَلَى أَيِّ شَكْلٍ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ. لِأَنَّ الْمَوْلَى إِلَهَكُمْ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، هُوَ إِلَهٌ غَيُورٌ. إِنْ أَنْجَبْتُمْ أَبْنَاءَ وَأَحْفَادًا وَأَقَمْتُمْ فِي الْأَرْضِ طَوِيلًا، ثُمَّ فَسَدْتُمْ وَعَمِلْتُمْ صَنَمًا عَلَى أَيِّ شَكْلٍ، وَعَمِلْتُمْ مَا هُوَ شَرٌّ فِي نَظَرِ الْمَوْلَى إِلَهِكُمْ وَأَغْضَبْتُمُوهُ، فَإِنِّي الْيَوْمَ أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ، بِأَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعًا مِنَ الْأَرْضِ الَّتِي سَتَعْبُرُونَ الْأُرْدُنَّ لِتَمْلِكُوهَا، فَلَنْ تَعِيشُوا فِيهَا طَوِيلًا بَلْ لَا بُدَّ تَفْنَوْنَ. وَيُشَتِّتُكُمُ اللهُ بَيْنَ الشُّعُوبِ، فَتُصْبِحُونَ أَقَلِيَّةً بَيْنَ الشُّعُوبِ الَّتِي يَسُوقُكُمُ اللهُ إِلَيْهَا. وَهُنَاكَ تَعْبُدُونَ آلِهَةً يَعْمَلُهَا النَّاسُ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ، لَا تَرَى وَلَا تَسْمَعُ وَلَا تَأْكُلُ وَلَا تَشُمُّ. لَكِنْ إِنْ طَلَبْتُمُ الْمَوْلَى إِلَهَكُمْ مِنْ هُنَاكَ، إِنْ كُنْتُمْ تَلْتَمِسُونَهُ بِكُلِّ قَلْبِكُمْ وَكُلِّ نَفْسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَهُ. وَعِنْدَمَا يَحِلُّ بِكُمْ ضِيقٌ وَتَأْتِي عَلَيْكُمْ كُلُّ هَذِهِ الْأُمُورِ فِي الْأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ، عِنْدَ ذَلِكَ تَرْجِعُونَ إِلَى الْمَوْلَى إِلَهِكُمْ وَتُطِيعُونَهُ. لِأَنَّ الْمَوْلَى إِلَهَكُمْ إِلَهٌ رَحِيمٌ، لَا يَتْرُكُكُمْ وَلَا يُهْلِكُكُمْ وَلَا يَنْسَى عَهْدَهُ مَعَ آبَائِكُمْ، فَقَدْ حَلَفَ لَهُمْ عَلَيْهِ. اِسْأَلُوا عَنِ الْأَيَّامِ الْأُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَكُمْ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي خَلَقَ اللهُ فِيهِ الْإِنْسَانَ عَلَى الْأَرْضِ. اِسْأَلُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ تَحْتَ السَّمَاءِ. هَلْ جَرَى مِثْلُ هَذَا الْأَمْرِ الْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سَمِعَ أَحَدٌ بِمِثْلِهِ؟ هَلْ سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتُمْ أَنْتُمْ، وَبَقِيَ عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ؟ هَلْ حَاوَلَ إِلَهٌ آخَرُ أَنْ يَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْبًا مِنْ وَسْطِ شَعْبٍ آخَرَ، وَذَلِكَ بِمِحَنٍ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحُرُوبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ قَدِيرَةٍ وَأَعْمَالٍ عَظِيمَةٍ مُخِيفَةٍ، مِثْلَ كُلِّ مَا فَعَلَهُ الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ؟ إِنَّهُ أَرَاكُمْ هَذَا لِتَعْلَمُوا أَنَّ الْمَوْلَى هُوَ اللهُ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. مِنَ السَّمَاءِ أَسْمَعَكُمْ صَوْتَهُ لِيُعَلِّمَكُمْ، وَعَلَى الْأَرْضِ أَرَاكُمْ نَارَهُ الْعَظِيمَةَ، وَسَمِعْتُمْ كَلَامَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. وَلِأَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكُمْ، وَاخْتَارَ نَسْلَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، لِذَلِكَ هُوَ بِنَفْسِهِ أَخْرَجَكُمْ مِنْ مِصْرَ بِقُدْرَتِهِ الْعَظِيمَةِ. لِيَطْرُدَ أَمَامَكُمْ أُمَمًا أَعْظَمَ وَأَقْوَى مِنْكُمْ، وَيَأْتِيَ بِكُمْ إِلَى أَرْضِهِمْ، وَيُعْطِيَهَا لَكُمْ نَصِيبًا كَمَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ. فَاعْلَمُوا الْيَوْمَ وَتَأَمَّلُوا فِي قُلُوبِكُمْ، أَنَّ الْمَوْلَى هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى الْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ. لَا إِلَهَ غَيْرُهُ. اِعْمَلُوا بِفَرَائِضِهِ وَوَصَايَاهُ الَّتِي أُوصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ، لِكَيْ تَنْجَحُوا أَنْتُمْ وَأَوْلَادُكُمْ مِنْ بَعْدِكُمْ، وَيَطُولَ عُمْرُكُمْ فِي الْأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيهَا لَكُمُ الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ إِلَى الْأَبَدِ. وَخَصَّصَ مُوسَى 3 مُدُنٍ فِي شَرْقِ الْأُرْدُنِّ، لِيَهْرُبَ إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ قَتَلَ شَخْصًا عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ، وَكَانَ لَا يَكْرَهُهُ مِنْ قَبْلُ. فَيَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى هَذِهِ الْمُدُنِ وَيَنْجُو بِحَيَاتِهِ. وَهَذِهِ هِيَ الْمُدُنُ: بَاصِرُ فِي سَهْلِ الصَّحْرَاءِ لِلرَّأُوبِينِيِّينَ، وَرَامُوتُ فِي جِلْعَادَ لِلْجَادِيِّينَ، وَجُولَانُ فِي بَاشَانَ لِلْمَنَسِّيِّينَ. هَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ الَّتِي أَعْطَاهَا مُوسَى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ. هَذِهِ هِيَ الشُّرُوطُ وَالْفَرَائِضُ وَالشَّرَائِعُ الَّتِي أَعْطَاهَا مُوسَى لَهُمْ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ. وَكَانُوا فِي شَرْقِ الْأُرْدُنِّ، فِي الْوَادِي مُقَابِلَ بَيْتَ فَغُورَ، فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الْأَمُورِيِّينَ الَّذِي كَانَ فِي حَشْبُونَ وَهَزَمَهُ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ. وَمَلَكُوا أَرْضَهُ وَأَرْضَ عُوجَ مَلِكِ بَاشَانَ، مَلِكَيِّ الْأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ كَانَا فِي شَرْقِ الْأُرْدُنِّ. وَامْتَدَّتْ هَذِهِ الْأَرْضُ مِنْ عَرُوعِيرَ الَّتِي عَلَى حَافَّةِ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ سِرْيُونَ، وَتَشْمَلُ كُلَّ وَادِي الْعَرَبَةِ فِي شَرْقِ الْأُرْدُنِّ، إِلَى الْبَحْرِ الْمَيِّتِ تَحْتَ سُفُوحِ جَبَلِ فِسْجَةَ.

التثنية 3:4-49 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

إِنَّ عُيونَكم قد رأَت ما صَنَعَ الرَّبُّ بِبَعلَ فَغور، فإِنَّ كُلَّ مَن سارَ وَراءَ بَعلَ فَغور أَبادَه الرَّبُّ مِن وَسْطِكم. وأَمَّا أَنتُمُ المُتَعَلِّقونَ بِالرَّبِّ إِلٰهكم، فكُلُّكم أَحْياءٌ اليَوم. أُنظُرْ: إِنِّي قد عَلَّمتُكم فرائِضَ وأَحْكامًا كما أَمَرَني الرَّبُّ إِلٰهي، لِتَعمَلوا بِها في وَسَطِ الأَرضِ الَّتي أَنتُم داخِلونَ إِلَيها لِتَرِثوها. فٱحفَظوها وٱعمَلوا بِها، فإِنَّها حِكمَتُكم وفَهمُكم أَمامَ عُيونِ الشُّعوبِ الَّتي، إِذا سَمِعَت بِهٰذه الفَرائِض، تَقول: لا شَكَّ أَنَّ هٰذه الأُمَّةَ العَظيمةَ هي شَعبٌ حَكيمٌ فَهيم. لأَنَّه أَيَّةُ أُمَّةٍ عَظيمةٍ لَها آلِهةٌ قَريبةٌ مِنها كالرَّبِّ إِلٰهِنا في كُلِّ ما نَدْعوه؟ وأَيَّةُ أُمَّةٍ عَظيمةٍ لَها فَرائِضُ وأَحْكامٌ بارَّةٌ ككُلِّ هٰذه الشَّريعةِ الَّتي أَضَعُها اليَومَ أَمامَكم؟ إِنَّما تَنَبَّهْ وٱحفَظْ نَفسَكَ جِدًّا، كَيلا تَنْسى الأُمورَ الَّتي رَأَتْها عَيناكَ ولا تَبتَعِدَ عن قَلبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَياتِكَ، بل عَلِّمْها بَنيكَ وبَني بَنيكَ. يَومَ وَقَفتَ أَمامَ الرَّبِّ إِلٰهِكَ في حوريب، حينَ قالَ لِيَ الرَّبّ: إِجْمَعْ لِيَ الشَّعْبَ حتَّى أُسمِعَه كَلامي، لِكَي يَتَعَلَّموا أَن يَخافوني طولَ الأَيَّامِ الَّتي يَعيشونَها على الأَرضِ ويُعَلِّموا بَنيهم ذٰلك، اِقتَرَبتُم وَوَقَفتُم أَسفَلَ الجَبَل، والجَبَلُ مُشتَعِلٌ بِالنَّارِ إِلى كَبِدِ السَّماءِ وعلَيه ظَلامٌ وغَيمٌ وغَمامٌ مُظلِم. فكَلَّمَكمُ الرَّبُّ مِن وَسَطِ النَّار، فكُنتُم تَسمَعونَ صَوتَ الكَلام ولم تَرَوا صورَةً، بل كانَ هُناكَ صَوتٌ فقَط. وأَوحى بِعَهدِه الَّذي أَمَركم أَن تَعمَلوا به، أَيِ الكَلِماتِ العَشْرِ الَّتي كَتَبَها على لَوحَينِ مِن حَجَر. وأَمَرَني الرَّبُّ في ذٰلك الوَقتِ بِأَن أُعَلِّمَكم فَرائِضَ وأَحْكامًا تَعمَلونَ بِها في الأَرضِ الَّتي أَنتُم عابِرونَ إِلَيها لِتَرثوها. فتَنَبَّهوا لأَنفُسِكم جِدًّا، فإِنَّكم لم تَرَوا صورَةً ما يَومَ كَلَّمَكمُ الرَّبُّ في حوريب مِن وَسَطِ النَّار، لِئَلاَّ تَفسُدوا وتَصنَعوا لَكم تِمْثالًا مَنْحوتًا على شَكْلِ صورةٍ ما مِن ذَكَرٍ أَو أُنْثى، أَو شَكْلِ شَيءٍ مِنَ البَهائِمِ الَّتي على الأَرض، أَو شَكْلِ طائِرٍ ذي جَناحٍ مِمَّا يَطيرُ في السَّماء، أَو شَكْلِ شَيءٍ مِمَّا يَدِبُّ على الأَرض، أَو شَكلِ شَيءٍ مِنَ السَّمَكِ مِمَّا في الماءِ تَحتَ الأَرض، وكَيلا تَرفَعَ عَينَيكَ إِلى السَّماء فتَرى الشَّمسَ والقَمَرَ والكَواكِب، جَميعَ قُوَّاتِ السَّماء، مِمَّا جَعَلَه الرَّبُّ إِلٰهُك نَصيبًا لِجَميعِ الشُّعوبِ الَّتي تَحتَ السَّماء فتُجتَذَبَ وتَسجُدَ لَها وتَعبُدَها. وأَنتُم قد أَخَذَكمُ الرَّبُّ وأَخرَجَكم مِن أَتُّونِ الحَديدِ مِن مِصْر، لِتَكونوا لَه شَعبَ ميراثٍ كما في هٰذا اليَوم. وقَد غَضِبَ الرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكم وأَقسَمَ أَن لا أَعبُرَ الأُردُنّ ولا أَدخُلَ الأَرضَ الطَّيِّبَةَ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلْهُكَ إِيَّاها ميراثًا. فأنا أَموتُ في هٰذه الأَرضِ ولا أَعبُرُ الأُردُنّ، وأَنتُم تَعبُرونَه وتَرِثونَ تِلكَ الأَرضَ الطَّيِّبَة. فَتَنَبَّهوا لأَنفُسِكم مِن أَن تَنسَوا عَهدَ الرَّبِّ إِلٰهِكمُ الَّذي قَطَعَه معَكم، فتَصنَعوا لَكم تِمْثالًا مَنْحوتًا لِشَيءٍ مِمَّا نَهاكَ عنه الرَّبُّ إِلٰهُكَ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَك هو نارٌ آكِلَةٌ وإِلٰهٌ غَيُور. وإِذا وَلَدتَ بَنينَ وبَني بَنين، وشِختُم في الأَرضِ ففَسَدتُم وصَنَعتُم تِمْثالًا مَنْحوتًا لِشَيءٍ ما، وفَعَلتُمُ الشَّرَّ في عَينَيِ الرَّبِّ إِلْهِكم وأَسخَطتُموه، فإِنِّي مُنذُ اليَومِ أُشهِدُ علَيكمُ السَّماءَ والأَرضَ بِأَنَّكم تَهلِكونَ سَريعًا مِن على الأَرضِ الَّتي أَنتُم عابِرونَ الأُردُنَّ إِلَيها لِتَرِثوها. لا تَطولُ أَيَّامُكم علَيها، بل تُبادونَ إِبادةً، ويُشَتِّتُكمُ الرَّبُّ في الشُّعوب، فتَبقَونَ جَماعةً مَعْدودةً في الأُمَمِ الَّتي يَسوقُكمُ الرَّبُّ إِلَيها، وتَعبُدونَ هُناكَ آلِهَةً صُنْعَ أَيدي بَشَر، مِن خَشَبٍ وحَجَر، لا تُبصِرُ ولا تَسمَعُ، لا تَأكُلُ ولا تَشتَمّ. وتَطلُبونَ مِن هُناكَ الرَّبَّ إِلٰهَكَ، فتَجِدُه إِذا ٱلتَمَستَه بِكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ. وإِذا ضُيِّقَ عَلَيكَ وأَصابَتكَ هٰذه الأُمورُ كُلُّها في آخِرِ الأَيَّام، تَرجِعُ إِلى الرَّبِّ إِلٰهِكَ وتَسمَعُ لِصَوتِه، لأَنَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ إِلٰهٌ رَحوم، لا يُهمِلُكَ ولا يُهلِكُكَ ولا يَنْسى عَهدَ آبائِكَ الَّذي أَقسَمَ بِه لَهم. والآن فسَلْ عنِ الأَيَّامِ الأُولى الَّتي كانَت مِن قَبْلِكَ، مُنذُ يَومَ خَلَقَ الرَّبُّ الإِنْسانَ على الأَرض، مِن أَقْصى السَّماءِ إِلى أَقْصاها: هل كانَ مِثْلُ هٰذا الأَمرِ العَظيم أَو هل سُمِعَ بِمِثْلِه؟ وهل سَمِعَ شَعبٌ صَوتَ إِلٰهٍ يَتَكَلَّمُ مِن وَسَطِ النَّار، كما سَمِعتَ أَنتَ، وبَقِيَ على قَيدِ الحَياة، أَو هل حاوَلَ إِلٰهٌ أَن يَأتِيَ ويَتَّخِذَ لَه أُمَّةً من وَسْطِ أُمَّةٍ بِتَجارِبَ وآياتٍ وخَوارِقَ وحُروبٍ ويَدٍ قَوِيَّةٍ وذِراعٍ مَبْسوطةٍ ومَخاوفَ عَظيمة، مِثلِ كُلِّ ما صَنَعَ لَكمُ الرَّبُّ إِلٰهُكم بِمِصرَ أَمامَ عَينَيكَ؟ فقَد أُريتَ ذٰلك لِتَعلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هو الإلٰه وأَن لَيسَ آخَرُ سِواه. مِنَ السَّماءِ أَسمَعَكَ صَوتَه لِيُؤَدِّبَكَ، وعلى الأَرضِ أَراكَ نارَه العَظيمة، ومِن وَسَطِ النَّارِ سَمِعتَ كَلامَه. وذٰلكَ أَنَّه أَحَبَّ آباءَكَ وٱختارَ نَسلَهم مِن بَعدِهم وأَخرَجَكَ بِحَضرَتِه وبِقُوَّتِه العَظيمة مِن مِصرَ، لِيَطرُدَ أُمَمًا أَعظَمَ وأَقْوى مِنكَ مِن أَمامِ وَجهِكَ، ويُدخِلَكَ أَرضَهم ويُعطِيَكَ إِيَّاها ميراثًا كما هو اليَوم. فٱعلَمِ اليَومَ وَرَدِّدْ في قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هو الإِلٰهُ في السَّماءِ مِن فَوقُ وفي الأَرضِ مِن تَحتُ وأَنْ لَيسَ سِواه. وٱحفَظْ فَرائِضَه ووَصاياه الَّتي أَنا آمُرُكَ بِها اليَومَ، لِكَي تُصيبَ خَيرًا أَنتَ وبَنوكَ مِن بَعدِكَ ولِكَي تُطيلَ أَيَّامَكَ في الأَرضِ الَّتي يُعْطيكَ الرَّبُّ إِلٰهُكَ إِيَّاها جَميعَ الأَيَّام». حينَئِذٍ أَفرَدَ موسى ثَلاثَ مُدُنٍ في عِبرِ الأُردُنِّ نَحوَ مَشرِقِ الشَّمْس، لِيَهرُبَ إِلَيها كُلُّ قاتِلٍ يَقتُلُ قَريبَه بِغَيرِ قَصْد، وهو غَيرُ مُبغِضٍ لَه مِن أَمْسِ فما قَبْلُ، فيَهرُبُ إِلى إِحْدى تِلكَ المُدُنِ فيَحْيا. وهي: باحَرُ في البَرِّيَّة، في أَرضِ الهَضْبَة، لِلرَّأُوبِنِيِّين، وراموتُ في جِلْعادَ لِلْجادِيِّين، وجَولانُ في باشانَ لِلمَنَسِّيِّين. هٰذه هي الشَّريعةُ الَّتي وَضَعَها موسى أَمامَ بَني إِسْرائيل، وهٰذه هي الشَّهادةُ والفَرائِضُ والأَحْكامُ الَّتي كَلَّمَ بِها موسى بَني إِسْرائيلَ عِندَ خُروجِهم مِن مصر، في عِبرِ الأُردُنِّ في الوادي تُجاهَ بَيتَ فَغور في أَرضِ سيحون، مَلِكِ الأَمورِيِّينَ، الَّذي كانَ مُقيمًا بِحَشْبون والَّذي ضَرَبَه موسى بَنو إِسْرائيلَ عِندَ خُروجِهم مِن مِصْر، ووَرِثوا أَرضَه وأَرضَ عوجٍ، مَلِكِ باشان، وهُما مَلِكا الأَمورِيِّينَ الَّذينَ في عِبرِ الأُردُنِّ إِلى مَشْرِقِ الشَّمْس، مِن عَروعيرَ الَّتي على شَفيرِ وادي أَرْنون، إِلى جَبَلِ سيؤُونَ الَّذي هو حَرْمون، وكُلَّ العَرَبَةَ في عِبرِ الأُردُنِّ شَرقًا، إِلى بَحرِ العَرَبَةِ تَحتَ سُفوحِ الفِسْجَة.