أعمال 1:7-53

أعمال 1:7-53 الكتاب المقدس (AVD)

فَقَالَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ: «أَتُرَى هَذِهِ ٱلْأُمُورُ هَكَذَا هِيَ؟». فَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْآبَاءُ، ٱسْمَعُوا! ظَهَرَ إِلَهُ ٱلْمَجْدِ لِأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ في حَارَانَ، وَقَالَ لَهُ: ٱخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُرِيكَ. فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ ٱلْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ، بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ، إِلَى هَذِهِ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمُ ٱلْآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا. وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثًا وَلَا وَطْأَةَ قَدَمٍ، وَلَكِنْ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَهَا مُلْكًا لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَعْدُ وَلَدٌ. وَتَكَلَّمَ ٱللهُ هَكَذَا: أَنْ يَكُونَ نَسْلُهُ مُتَغَرِّبًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ، فَيَسْتَعْبِدُونَهُ وَيُسِيئُوا إِلَيْهِ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ، وَٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا سَأَدِينُهَا أَنَا، يَقُولُ ٱللهُ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ وَيَعْبُدُونَنِي فِي هَذَا ٱلْمَكَانِ. وَأَعْطَاهُ عَهْدَ ٱلْخِتَانِ، وَهَكَذَا وَلَدَ إِسْحَاقَ وَخَتَنَهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ. وَإِسْحَاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ وَلَدَ رُؤَسَاءَ ٱلْآبَاءِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ. وَرُؤَسَاءُ ٱلْآبَاءِ حَسَدُوا يُوسُفَ وَبَاعُوهُ إِلَى مِصْرَ، وَكَانَ ٱللهُ مَعَهُ، وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ ضِيقَاتِهِ، وَأَعْطَاهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً أَمَامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَأَقَامَهُ مُدَبِّرًا عَلَى مِصْرَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِهِ. «ثُمَّ أَتَى جُوعٌ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ وَكَنْعَانَ، وَضِيقٌ عَظِيمٌ، فَكَانَ آبَاؤُنَا لَا يَجِدُونَ قُوتًا. وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ فِي مِصْرَ قَمْحًا، أَرْسَلَ آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱسْتَعْرَفَ يُوسُفُ إِلَى إِخْوَتِهِ، وَٱسْتَعْلَنَتْ عَشِيرَةُ يُوسُفَ لِفِرْعَوْنَ. فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَٱسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ، خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْسًا. فَنَزَلَ يَعْقُوبُ إِلَى مِصْرَ وَمَاتَ هُوَ وَآبَاؤُنَا، وَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ وَوُضِعُوا فِي ٱلْقَبْرِ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ بِثَمَنٍ فِضَّةٍ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ. وَكَمَا كَانَ يَقْرُبُ وَقْتُ ٱلْمَوْعِدِ ٱلَّذِي أَقْسَمَ ٱللهُ عَلَيْهِ لِإِبْرَاهِيمَ، كَانَ يَنْمُو ٱلشَّعْبُ وَيَكْثُرُ فِي مِصْرَ، إِلَى أَنْ قَامَ مَلِكٌ آخَرُ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ. فَٱحْتَالَ هَذَا عَلَى جِنْسِنَا وَأَسَاءَ إِلَى آبَائِنَا، حَتَّى جَعَلُوا أَطْفَالَهُمْ مَنْبُوذِينَ لِكَيْ لَا يَعِيشُوا. «وَفِي ذَلِكَ ٱلْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلًا جِدًّا، فَرُبِّيَ هَذَا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ. وَلَمَّا نُبِذَ، ٱتَّخَذَتْهُ ٱبْنَةُ فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ٱبْنًا. فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي ٱلْأَقْوَالِ وَٱلْأَعْمَالِ. وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَإِذْ رَأَى وَاحِدًا مَظْلُومًا حَامَى عَنْهُ، وَأَنْصَفَ ٱلْمَغْلُوبَ، إِذْ قَتَلَ ٱلْمِصْرِيَّ. فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ ٱللهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ، فَسَاقَهُمْ إِلَى ٱلسَّلَامَةِ قَائِلًا: أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَنْتُمْ إِخْوَةٌ. لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ فَٱلَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلًا: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسِ ٱلْمِصْرِيَّ؟ فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هَذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، وَصَارَ غَرِيبًا فِي أَرْضِ مَدْيَانَ، حَيْثُ وَلَدَ ٱبْنَيْنِ. «وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً، ظَهَرَ لَهُ مَلَاكُ ٱلرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ ٱلْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ، صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ ٱلرَّبِّ: أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ. فَٱرْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: ٱخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ، لِأَنَّ ٱلْمَوْضِعَ ٱلَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. إِنِّي لَقَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي ٱلَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ ٱلْآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ. «هَذَا مُوسَى ٱلَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيسًا وَقَاضِيًا؟ هَذَا أَرْسَلَهُ ٱللهُ رَئِيسًا وَفَادِيًا بِيَدِ ٱلْمَلَاكِ ٱلَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي ٱلْعُلَّيْقَةِ. هَذَا أَخْرَجَهُمْ صَانِعًا عَجَائِبَ وَآيَاتٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، وَفِي ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ، وَفِي ٱلْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً. «هَذَا هُوَ مُوسَى ٱلَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ. لَهُ تَسْمَعُونَ. هَذَا هُوَ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْكَنِيسَةِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، مَعَ ٱلْمَلَاكِ ٱلَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ، وَمَعَ آبَائِنَا. ٱلَّذِي قَبِلَ أَقْوَالًا حَيَّةً لِيُعْطِيَنَا إِيَّاهَا. ٱلَّذِي لَمْ يَشَأْ آبَاؤُنَا أَنْ يَكُونُوا طَائِعِينَ لَهُ، بَلْ دَفَعُوهُ وَرَجَعُوا بِقُلُوبِهِمْ إِلَى مِصْرَ، قَائِلِينَ لِهَارُونَ: ٱعْمَلْ لَنَا آلِهَةً تَتَقَدَّمُ أَمَامَنَا، لِأَنَّ هَذَا مُوسَى ٱلَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لَا نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ! فَعَمِلُوا عِجْلًا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ وَأَصْعَدُوا ذَبِيحَةً لِلصَّنَمِ، وَفَرِحُوا بِأَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ. فَرَجَعَ ٱللهُ وَأَسْلَمَهُمْ لِيَعْبُدُوا جُنْدَ ٱلسَّمَاءِ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ ٱلْأَنْبِيَاءِ: هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَقَرَابِينَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟ بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ مُولُوكَ، وَنَجْمَ إِلَهِكُمْ رَمْفَانَ، ٱلتَّمَاثِيلَ ٱلَّتِي صَنَعْتُمُوهَا لِتَسْجُدُوا لَهَا. فَأَنْقُلُكُمْ إِلَى مَا وَرَاءَ بَابِلَ. «وَأَمَّا خَيْمَةُ ٱلشَّهَادَةِ فَكَانَتْ مَعَ آبَائِنَا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، كَمَا أَمَرَ ٱلَّذِي كَلَّمَ مُوسَى أَنْ يَعْمَلَهَا عَلَى ٱلْمِثَالِ ٱلَّذِي كَانَ قَدْ رَآهُ، ٱلَّتِي أَدْخَلَهَا أَيْضًا آبَاؤُنَا إِذْ تَخَلَّفُوا عَلَيْهَا مَعَ يَشُوعَ فِي مُلْكِ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱللهُ مِنْ وَجْهِ آبَائِنَا، إِلَى أَيَّامِ دَاوُدَ ٱلَّذِي وَجَدَ نِعْمَةً أَمَامَ ٱللهِ، وَٱلْتَمَسَ أَنْ يَجِدَ مَسْكَنًا لِإِلَهِ يَعْقُوبَ. وَلَكِنَّ سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتًا. لَكِنَّ ٱلْعَلِيَّ لَا يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ ٱلْأَيَادِي، كَمَا يَقُولُ ٱلنَّبِيُّ: ٱلسَّمَاءُ كُرْسِيٌّ لِي، وَٱلْأَرْضُ مَوْطِئٌ لِقَدَمَيَّ. أَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِي؟ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَأَيٌّ هُوَ مَكَانُ رَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي صَنَعَتْ هَذِهِ ٱلْأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟ «يَا قُسَاةَ ٱلرِّقَابِ، وَغَيْرَ ٱلْمَخْتُونِينَ بِٱلْقُلُوبِ وَٱلْآذَانِ! أَنْتُمْ دَائِمًا تُقَاوِمُونَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذَلِكَ أَنْتُمْ! أَيُّ ٱلْأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ؟ وَقَدْ قَتَلُوا ٱلَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ ٱلْبَارِّ، ٱلَّذِي أَنْتُمُ ٱلْآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ، ٱلَّذِينَ أَخَذْتُمُ ٱلنَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ مَلَائِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ».

أعمال 1:7-53 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

فقالَ رَئيسُ الكَهنَةِ لإستِفانوسَ: «أهذا صحيحٌ؟» فأجابَ: «إسمَعوا، أيّها الإخوَةُ والآباءُ: «ظهَرَ إلهُ المجدِ لأبـينا إبراهيمَ وهوَ في ما بَينَ النّهرين، قَبلَ أنْ يَسكُنَ في حَرّانَ، وقالَ لَه: أُترُكْ أرضَكَ وعَشيرَتَك واَرحَلْ إلى الأرضِ التي أُريكَ. فتَركَ بلادَ الكَلدانيّـينَ وسكَنَ في حَرّانَ. وبَعدَما ماتَ أبوهُ، نقَلَهُ اللهُ مِنها إلى هذِهِ الأرضِ التي تَسكُنونَ فيها الآنَ، مِنْ غَيرِ أنْ يُعطيَهُ فيها ميراثًا أو مَوضِعَ قَدَمٍ. إلاّ أنّ اللهَ وعَدَهُ بأنْ يَجعَلَها مُلكًا لَه ولِنسلِهِ مِنْ بَعدِهِ، معَ أنّهُ ما كانَ لَه ولَدٌ. وقالَ اللهُ: سَيَسكُنُ نَسلُكَ في بِلادٍ غريبَةٍ، فيكونونَ عَبـيدًا ويُعانونَ الذّلّ مُدّةَ أربعمِئةِ سنَةٍ». وقالَ اللهُ: «ولكنّي سأَدينُ الشّعبَ الذي يَستَعبِدُكُم، ثُمّ يَخرُجونَ مِنْ تِلكَ البِلادِ ويَعبُدوني هُنا في هذا المكانِ». وأعطى اللهُ إبراهيمَ عَهدَ الخِتانِ، فــوَلدَ إبراهيمُ اَبنَهُ إسحقَ وختَنَهُ في اليومِ الثامِنِ. وختَنَ إسحقُ يَعقوبَ، ويَعقوبُ ختَنَ الآباءَ الاثنَي عشَرَ. وحسَدَ الآباءُ الأوّلونَ يوسُفَ فَباعوهُ، فَجيءَ بِه إلى مِصرَ. وكانَ اللهُ معَهُ، فخَلّصَهُ مِنْ جميعِ مَصائِبِه، ووهَبَهُ نِعمةً وحِكمةً عِندَ فِرعونَ ملِكِ مِصرَ، فــوَلاّهُ فِرعونُ على مِصرَ وعلى قَصرِهِ. ووَقَعت في مِصرَ كُلّها وأرضِ كَنعانَ مَجاعةٌ وضيقٌ شديدٌ، فاَحتاجَ آباؤُنا إلى القُوتِ. وسَمِعَ يَعقوبُ أنّ في مِصرَ قَمحًا، فأرسَلَ آباءَنا إلى هُناكَ أوّلَ مرّةٍ، وفي المرّةِ الثانيَةِ تَعرّفَ يوسُفُ إلى إخوتِهِ، وتَبَــيّنَ أصلُهُ لِفرعونَ، فاَستدعى يوسُفُ أباهُ يَعقوبَ وجميعَ عَشيرَتِهِ، وكانوا خَمسةً وسَبعينَ شَخصًا. فنَزَلَ يَعقوبُ إلى مِصْرَ وماتَ فيها هوَ وآباؤُنا. فنَقَلوهُم إلى شَكيمَ ودَفَنوهُم في القَبرِ الذي اَشتَراهُ إبراهيمُ مِنْ بَني حَمورَ في شَكيمَ بمبَلغٍ مِنَ المالِ. وكانَ كُلّما اَقترَبَ تَحقيقُ الوَعدِ الذي وَعَدَ اللهُ بِه إبراهيمَ، كَثُرَ شَعبُنا واَزدادَ في مِصْرَ، إلى أنْ قامَ مَلِكٌ آخَرُ في مِصْرَ لا يَعرِفُ يوسُفَ، فمكَرَ بِشَعبِنا وأذَلّ آباءَنا، حتى جَعَلَهُم يَنبُذونَ أطفالَهُم فلا يَعيشونَ. وفي تِلكَ الأيّامِ وُلِدَ موسى. وكانَ جَميلاً جدّا. فتَربّــى ثلاثَةَ أشهُرٍ في بَيتِ أبـيهِ. ولمّا نبَذَهُ أهلُهُ تَبَنّتهُ اَبنةُ فِرعونَ ورَبّتْهُ، فتَعلّمَ حِكمةَ المِصريّـينَ كُلّها، وكانَ مُقتدِرًا في القولِ والعَمَلِ. ولمّا بلَغَ الأربعينَ، خطَرَ لَهُ أنْ يَتَفقّدَ إخوانَهُ بَني إِسرائيلَ. فرأى مِصريّا يَعتَدي على واحدٍ مِنهُم، فدافَعَ عَنِ المَظلومِ وقتَلَ المِصريّ اَنتقامًا مِنهُ. وظَنّ موسى أنّ إخوانَهُ سيَفهَمونَ أنّ اللهَ يُخَلّصُهُم على يَدِهِ، فما فَهِموا. ورأى في الغَدِ اَثنَينِ مِنهُم يَتَقاتلانِ، فدَعاهُما إلى الصُلحِ. وقالَ: «أيّها الرّجُلانِ، أنتُما أخَوانِ، فلِماذا يُؤذي أحَدُكُما الآخَرَ؟» فدفَعَهُ المُعتَدي مِنهُما على قريبِهِ وقالَ: «مَنْ جَعَلكَ رَئيسًا وقاضيًا علَينا؟ أتُريدُ أنْ تَقتُلَني مِثلَما قَتَلْتَ المِصريّ أمسِ؟» فلمّا سَمِعَ موسى هذا الكلامَ هَرَبَ وسكَنَ في أرضِ مِديانَ. وهُناكَ ولَدَ اَبنَينِ. وبَعدَ أربعينَ سنَةً، ظهَرَ لَهُ ملاكٌ في برّيّةِ جبَلِ سيناءَ، في عُلّيقَةٍ تَشتَعِلُ فيها النّارُ. فتَعَجّبَ موسى عِندَما رأى هذِهِ الرُؤيا، وتقَدّمَ لينَظُرَ عَنْ قُربٍ، فَناداهُ صوتُ الرّبّ: «أنا إلهُ آبائِكَ، إلهُ إبراهيمَ وإسحقَ ويَعقوبَ». فاَرتَعدَ موسى وما تَجاسَرَ أنْ يَنظُرَ. فقالَ لَه الرّبّ: «إخلَعْ حِذاءَكَ، لأنّ المكانَ الذي أنتَ واقِفٌ فيهِ أرضٌ مُقَدّسَةٌ. أنا نَظَرْتُ إلى مَذَلّةِ شَعبـي في مِصْرَ وسَمِعتُ أنينَهُ، فنَزَلتُ لأُخَلّصَهُ. فتَعالَ أُرسِلُكَ إلى مِصْرَ». فموسى الذي أنكَرَهُ شَعبُهُ وقالوا لَه: مَنْ جعَلَكَ رَئيسًا وَقاضيًا علَينا، هوَ الذي أرسَلَهُ اللهُ رئيسًا ومُخَلّصًا بِمَعونَةِ المَلاكِ الذي ظهَرَ لَه في العُلّيقَةِ، فأخرَجَ شَعبَهُ مِنْ مِصْرَ بِما صنَعَهُ مِنَ العجائبِ والآياتِ في أرضِ مِصْرَ وفي البحرِ الأحمرِ وفي البرّيّةِ مُدّةَ أربعينَ سنَةً، وهوَ نَفسُهُ الذي قالَ لبَني إِسرائيلَ: «سيُــقيمُ اللهُ لكُم مِنْ بَينِ شَعبِكُم نَبـيّا مِثلي». وموسى هوَ الذي كانَ معَ جَماعةِ بَني إِسرائيلَ في البرّيّةِ وسيطًا بَينَ آبائِنا وبـينَ الملاكِ الذي كَلّمَهُ على جبَلِ سيناءَ، فتَلقّى كَلماتِ الحياةِ ليَنقُلَها إلَينا. ولكنّ آباءَنا رفَضوا أنْ يُطيعوهُ، فأزاحوهُ وتَلفّتَت قُلوبُهُم إلى مِصْرَ، فقالوا لهارونَ: «اَصنَعْ لنا آلهةً تَسيرُ أمامَنا، لأنّنا لا نَعرِفُ ما حَلّ بموسى هذا الذي أخرَجَنا مِنْ مِصْرَ». فصَنَعُوا في ذلِكَ الوقتِ صَنَمًا في صورةِ عِجْلٍ، وقَدّموا لَه الذّبائِـحَ، واَبتَهَجوا بِما هوَ مِنْ صُنعِ أيديهِم. فأعرَضَ اللهُ عَنهُم وأسلَمَهُم لِعِبادَةِ النّجومِ، كما جاءَ في كُتبِ الأنبـياءِ: «يا بَني إِسرائيلَ! هل قَدّمتُم إليّ الذّبائِـحَ والقَرابـينَ مُدّةَ أربعينَ سنَةً في البرّيّةِ؟ لا بل حَمَلتُم خَيمةَ مُولُوخَ ونَجمةَ إِلهِكُم رَمْفانَ: أَصنامًا صنَعْتُموها لِلعِبادَةِ. فسأَنفيكُم إلى ما وراءِ بابلَ». وكانَ معَ آبائِنا في البرّيّةِ خَيمةُ الشّهادَةِ التي صَنَعها موسى، كما أمرَهُ اللهُ، على المِثالِ الذي رآهُ. فتَسَلّمَها آباؤُنا وفَتَحوا بِها بلادَ الأُمَمِ التي طَرَدَها اللهُ أمامَهُم بِقيادَةِ يَشوعَ. وبَقِـيَت هُناكَ إلى أيّامِ داوُدَ. ونالَ داوُدُ رِضى اللهِ، فسألَهُ أنْ يَبني مَسكِنًا لإلهِ يَعقوبَ، إلاّ أنّ سُليمانَ هوَ الذي بَنى لَه البَيتَ. لكنّ اللهَ العلَيّ لا يَسكُنُ بُيوتًا صَنَعتها الأيدي، كما قالَ النّبـيّ: «يقولُ الرّبّ: السّماءُ عَرشي، والأرضُ مَوطِـئُ قَدَمَيّ. أيّ بَيتٍ تَبنُونَ لي؟ بل أينَ مكانُ راحتي؟ أما صَنَعَت يَداي هذا كُلّهُ؟» يا قُساةَ الرِقابِ والقُلوبِ ويا صُمّ الآذانِ! أنتُم مِثلُ آبائِكُم، ما زِلتُم تُقاوِمونَ الرّوحَ القُدُسَ. أما اَضطَهَدوا كُلّ نَبـيّ، وقَتلوا الذينَ أنبأُوا بِمَجيءِ البارّ الذي أسلَمْتُموهُ وقَتَلْتُموهُ؟ أنتُم تَسَلّمتُم شريعةَ اللهِ مِنْ أيدي الملائكةِ وما عَمِلتُم بِها».

أعمال 1:7-53 كتاب الحياة (KEH)

وَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ اسْتِفَانُوسَ: «هَلْ هَذِهِ الاتِّهَامَاتُ صَحِيحَةٌ؟» فَأَجَابَ: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ، اسْمَعُوا: ظَهَرَ إِلهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي بِلادِ مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَ أَنْ يَرْحَلَ لِيَسْكُنَ فِي حَارَانَ، وَقَالَ لَهُ: اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ، وَارْحَلْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرْشِدُكَ إِلَيْهَا. فَأَطَاعَ وَرَحَلَ مِنْ بِلادِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَسَكَنَ فِي حَارَانَ، وَبَقِيَ فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتَ أَبُوهُ، فَجَاءَ اللهُ بِهِ إِلَى هَذَا الْبَلَدِ الَّذِي تَسْكُنُونَ فِيهِ الآنَ، وَلَمْ يُعْطِهِ هُنَا مِلْكاً، وَلا مَوْطِئَ قَدَمٍ. وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ وَقْتَئِذٍ بِلا وَلَدٍ، فَإِنَّ اللهَ وَعَدَهُ بِأَنْ يُعْطِيَ هَذَا الْبَلَدَ لَهُ وَلِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. فَقَدْ قَالَ اللهُ: إِنَّ أَحْفَادَهُ سَيُقَاسُونَ الْغُرْبَةَ فِي بِلادٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، مُدَّةَ أَرْبَعِ مِئَةِ سَنَةٍ يُلاقُونَ خِلالَهَا الْعُبُودِيَّةَ وَسُوءَ الْمُعَامَلَةِ؛ وَلَكِنِّي أُنْزِلُ الْعِقَابَ بِالشَّعْبِ الَّذِي يَسْتَعْبِدُهُمْ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ وَيَجِيئُونَ لِيَعْبُدُونِي فِي هَذَا الْمَكَانِ. وَطَلَبَ اللهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَخْتِنَ الذُّكُورَ فِي عَائِلَتِهِ عَلامَةً عَلَى الْعَهْدِ الَّذِي أَبْرَمَهُ لَهُ. فَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ عُمْرِهِ. وَخَتَنَ إِسْحَاقُ ابْنَهُ يَعْقُوبَ، وَخَتَنَ يَعْقُوبُ أَوْلادَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ هُمُ الآبَاءُ الأَوَّلُونَ. وَحَسَدَ الآبَاءُ الأَوَّلُونَ يُوسُفَ وَبَاعُوهُ، فَأَصْبَحَ عَبْداً فِي مِصْرَ. وَلَكِنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ، وَأَنْقَذَهُ مِنْ جَمِيعِ الْمِحَنِ الَّتِي مَرَّ بِها، وَوَهَبَهُ نِعْمَةً وَحِكْمَةً عِنْدَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ، فَوَلّاهُ عَلَى مِصْرَ، وَعَلَى شُؤُونِ بَيْتِهِ. وَحَدَثَتْ بَعْدَ ذَلِكَ مَجَاعَةٌ فِي مِصْرَ وَكَنْعَانَ، فَقَاسَى آبَاؤُنَا مِنْ ضِيقٍ شَدِيدٍ، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الطَّعَامَ. وَلَمَّا سَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّ فِي مِصْرَ قَمْحاً أَرْسَلَ إِلَيْهَا آبَاءَنَا أَوَّلَ مَرَّةٍ. وَعِنْدَمَا أَرْسَلَهُمْ مَرَّةً ثَانِيَةً عَرَّفَهُمْ يُوسُفُ بِنَفْسِهِ، وَتَبَيَّنَ لِفِرْعَوْنَ أَصْلُ يُوسُفَ. وَاسْتَدْعَى يُوسُفُ وَالِدَهُ يَعْقُوبَ، وَإِخْوَتَهُ وَعَائِلاتِهِمْ، إِلَى مِصْرَ وَكَانُوا خَمْسَةً وَسَبْعِينَ شَخْصاً. فَجَاءَ يَعْقُوبُ وَآبَاؤُنَا إِلَى مِصْرَ، وَأَقَامُوا فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتُوا، فَنُقِلُوا إِلَى شَكِيمَ حَيْثُ دُفِنُوا فِي الْقَبْرِ الَّذِي اشْتَرَاهُ إِبْرَاهِيمُ مِنْ قَبِيلَةِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِبَعْضِ الْفِضَّةِ. وَفِيمَا كَانَ يَقْتَرِبُ إِتْمَامُ الْوَعْدِ الَّذِي قَطَعَهُ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ، كَانَ الشَّعْبُ فِي مِصْرَ يَتَكَاثَرُونَ وَيَزْدَادُونَ عَدَداً. ثُمَّ قَامَ عَلَى مِصْرَ مَلِكٌ جَدِيدٌ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ أَمْرَ يُوسُفَ. فَغَدَرَ بِشَعْبِنَا، وَأَسَاءَ مُعَامَلَةَ آبَائِنَا، حَتَّى أَجْبَرَهُمْ عَلَى التَّخَلِّي عَنْ أَطْفَالِهِمْ لِيَمُوتُوا. فِي تِلْكَ الْفَتْرَةِ وُلِدَ مُوسَى. وَكَانَ جَمِيلاً جِدّاً، فَرَبَّاهُ وَالِدَاهُ فِي بَيْتِهِمَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، وَلَكِنَّهُمَا اضْطُرَّا أَخِيراً إِلَى التَّخَلِّي عَنْهُ، فَأَنْقَذَتْهُ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ وَتَبَنَّتْهُ وَرَبَّتْهُ. فَتَثَقَّفَ مُوسَى بِعُلُومِ مِصْرَ كُلِّهَا، حَتَّى صَارَ مُقْتَدِراً فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ. وَلَمَّا بَلَغَ الأَرْبَعِينَ مِنَ الْعُمْرِ خَطَرَ بِقَلْبِهِ أَنْ يَتَفَقَّدَ أَحْوَالَ إِخْوَتِهِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَى وَاحِداً مِنْهُمْ يَعْتَدِي عَلَيْهِ مِصْرِيٌّ، فَتَدَخَّلَ لِيُدَافِعَ عَنِ الْمَظْلُومِ، وَانْتَقَمَ لَهُ فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ، عَلَى أَمَلِ أَنْ يُدْرِكَ إِخْوَتُهُ أَنَّ اللهَ سَيُنْقِذُهُمْ عَلَى يَدِهِ. غَيْرَ أَنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا! وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي وَجَدَ اثْنَيْنِ مِنْ إِخْوَتِهِ يَتَعَارَكَانِ، فَحَاوَلَ أَنْ يُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، قَائِلاً: أَنْتُمَا أَخَوَانِ، فَلِمَاذَا يَعْتَدِي أَحَدُكُمَا عَلَى الآخَرِ؟ فَمَا كَانَ مِنَ الْمُعْتَدِي عَلَى قَرِيبِهِ إِلّا أَنْ دَفَعَهُ بَعِيداً، وَقَالَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ الْمِصْرِيَّ أَمْسِ؟ وَهُنَا هَرَبَ مُوسَى مِنْ مِصْرَ إِلَى بِلادِ مَدْيَانَ، وَعَاشَ فِيهَا غَرِيباً. وَهُنَاكَ أَنْجَبَ وَلَدَيْنِ. وَبَعْدَمَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً كَانَ مُوسَى فِي صَحْرَاءِ جَبَلِ سِينَاءَ، عِنْدَمَا ظَهَرَ لَهُ مَلاكُ الرَّبِّ فِي لَهِيبِ نَارٍ مِنْ عُلَّيقَةٍ تَشْتَعِلُ وَأَثَارَ الْمَنْظَرُ دَهْشَةَ مُوسَى، فَاقْتَرَبَ لِيَسْتَطْلِعَ الأَمْرَ، وَإذَا صَوْتُ الرَّبِّ يُنَادِيهِ: أَنَا إِلَهُ آبَائِكَ، إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ! فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَعُدْ يَجْرُؤُ عَلَى أَنْ يَنْظُرَ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اخْلَعْ نَعْلَيْكَ لأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي تَقِفُ عَلَيْهِ هُوَ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ! إِنِّي رَأَيْتُ الْعَذَابَ الَّذِي يُعَانِيهِ شَعْبِي فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. وَالآنَ، هَيَّا أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ! فَمُوسَى الَّذِي رَفَضَهُ شَعْبُهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً عَلَيْنَا؟ هُوَ نَفْسُهُ أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَمُحَرِّراً، يُؤَيِّدُهُ الْمَلاكُ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ! وَقَدْ أَخْرَجَ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ وَهُوَ يُجْرِي عَجَائِبَ وَمُعْجِزَاتٍ فِيهَا، وَفِي الْبَحْرِ الأَحْمَرِ، وفِي الصَّحْرَاءِ مُدَّةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وَمُوسَى هَذَا هُوَ الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: سَيَبْعَثُ اللهُ لَكُمْ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِكُمْ نَبِيًّا مِثْلِي. وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُودُ جَمَاعَةَ الشَّعْبِ فِي الصَّحْرَاءِ، وَقَدْ قَامَ بِدَوْرِ الْوَسِيطِ بَيْنَ الْمَلاكِ الَّذِي كَلَّمَهُ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَآبَائِنَا، فَنَقَلَ إِلَيْكُمْ وَصَايَا اللهِ الْحَيَّةَ. وَلَكِنَّ آبَاءَنَا رَفَضُوا أَنْ يُطِيعُوا مُوسَى، وَلَمْ يَعْتَرِفُوا بِقِيَادَتِهِ، وَحَنَّتْ قُلُوبُهُمْ لِلرُّجُوعِ إِلَى مِصْرَ، وَقَالُوا لِهَرُونَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَهْدِينَا فِي سَيْرِنَا، فَإِنَّنَا لَا نَعْلَمُ مَاذَا جَرَى لِمُوسَى هَذَا الَّذِي أَخْرَجَنَا مِنْ بِلادِ مِصْرَ! فَصَنَعُوا صَنَماً عَلَى صُورَةِ عِجْلٍ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَقَدَّمُوا لَهُ ذَبِيحَةً، وَابْتَهَجُوا بِمَا صَنَعَتْ أَيْدِيهِمْ. فَتَحَوَلَّ اللهُ عَنْهُمْ وَتَرَكَهُمْ يَعْبُدُونَ كَوَاكِبَ السَّمَاءِ، كَمَا جَاءَ فِي كِتَابِ الأَنْبِيَاءِ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، هَلْ قَرَّبْتُمْ لِي ذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ طَوَالَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الصَّحْرَاءِ؟ لا، بَلْ حَمَلْتُمْ خَيْمَةَ الصَّنَمِ مُولُوكَ، وَكَوْكَبَ الإِلَهِ رَمْفَانَ، التِّمْثَالَيْنِ اللَّذَيْنِ صَنَعْتُمَاهُمَا لِتَسْجُدُوا لَهُمَا! لِذلِكَ سَأَنْفِيكُمْ إِلَى أَبْعَدَ مِنْ بَابِلَ! وَقَدْ حَمَلَ آبَاؤُنَا مَعَهُمْ فِي الصَّحْرَاءِ خَيْمَةَ الشَّهَادَةِ. وَكَانَ اللهُ قَدْ أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُقِيمَهَا عَلَى الْمِثَالِ الَّذِي أَطْلَعَهُ عَلَيْهِ؛ ثُمَّ دَخَلُوا بِها إِلَى هَذِهِ الْبِلادِ الَّتِي فَتَحُوهَا بِقِيَادَةِ يَشُوعَ، بَعْدَمَا طَرَدَ اللهُ مِنْ أَمَامِهِمِ الشُّعُوبَ السَّاكِنَةَ فِيهَا. وَظَلَّ آبَاؤُنَا يَعْبُدُونَ اللهَ فِي الْخَيْمَةِ حَتَّى أَيَّامِ دَاوُدَ، الَّذِي نَالَ قُبُولاً لَدَى اللهِ، فَسَعَى أَنْ يَجِدَ بَيْتاً لإِلَهِ يَعْقُوبَ. وَتَحَقَّقَتْ هذِهِ الرَّغْبَةُ عَلَى يَدِ سُلَيْمَانَ الَّذِي بَنَى الْهَيْكَلَ. إِلّا أَنَّ الْعَلِيَّ لَا يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ تَصْنَعُهَا أَيْدِي الْبَشَرِ، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ: السَّمَاءُ عَرْشِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ. فَأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونُ لِي؟ يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَيَّ مَكَانٍ تُعِدُّونَ لِرَاحَتِي؟ أَلَيْسَتْ يَدِي قَدْ صَنَعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا؟» ثُمَّ قَالَ اسْتِفَانُوسُ: «يَا أَصْحَابَ الرِّقَابِ الصُّلْبَةِ وَالْقُلُوبِ وَالآذَانِ غَيْرِ الْمَخْتُونَةِ! إِنَّكُمْ دَائِماً تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ. وَكَمَا فَعَلَ آبَاؤُكُمْ تَفْعَلُونَ! فَأَيُّ نَبِيٍّ نَجَا مِنِ اضْطِهَادِهِمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ أَنْبَأُوا بِمَجِيءِ البَارِّ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَقَتَلْتُمُوهُ! فَأَنْتُمْ أَخَذْتُمُ الشَّرِيعَةَ مِنْ أَيْدِي الْمَلائِكَةِ، وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تُطِيعُوهَا!»

أعمال 1:7-53 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

فَسأَلَه عَظيمُ الكَهَنَة: «أَهٰذا صَحيح؟» فأَجابَ: «أَيُّها الإِخوَةُ والآباء، اِسمَعوا: إِنَّ إِلٰهَ المَجدِ تَراءَى لأَبِينا إِبراهيم، وهُو في الجَزيرَةِ ما بَينَ النَّهرَين قَبلَ أَن يُقيمَ في حَرَّان، وقالَ له: «أُخرُجْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتِكَ، وٱذهَبْ إِلى الأَرْضِ الَّتي أُريكَ». فخَرَجَ مِن أَرضِ الكَلدانِيِّين وأَقامَ في حَرَّان. ثُمَّ نَقَلَه مِنها بَعدَ وَفاةِ أَبيهِ إِلى هٰذهِ الأَرضِ الَّتي أَنتُمُ الآنَ مُقيمونَ فيها، ولَم يُعطِه فيها مِلكًا ولا مَوطِئَ قَدَم، ولٰكِن وَعَدَه بِأَن يُمَلِّكَه إِيَّاها، ونَسْلَه مِن بَعدِه، معَ أَنَّه لم يَكُنْ لَه وَلَد. وقالَ الله: «سيَنزِلُ نَسْلُه في أَرضٍ غَريبة، فتُستَعبَدُ وتُعامَلُ بِالسُّوءِ مُدَّةَ أَربَعمائةِ سَنة. وقالَ الله: أَمَّا الأُمَّةُ الَّتي تَستَعبِدُهم، فإِنِّي أَدينُها، ويَخرُجونَ بَعدَ ذٰلك فيَعبُدوني في هٰذا المَكان». وأَعطاهُ عَهدَ الخِتان. فوَلَدَ إِسحَقَ وخَتَنَه في اليَومِ الثَّامِن. وإِسحٰقُ خَتَنَ يَعْقوب ويَعْقوبُ خَتَنَ آباءَ الأَسْباطِ الِٱثنَيْ عَشَر. وحَسَدَ آباءُ الأَسْباطِ يُوسُف فباعوه فسيرَ به إِلى مِصْر، وكانَ اللهُ معَه، فأَنقَذَه مِن جَميعِ شَدائِدِه، وآتاهُ الحُظْوَةَ والحِكمَةَ عِندَ فِرعَونَ مَلِكِ مِصْر. فأَقامَه والِيًا على مِصْرَ وعلى جَميعِ بَيتِه. وأَصابَ مِصْرَ كُلَّها وأَرضَ كَنعانَ مَجاعَةٌ وضِيقٌ شَديد، فلَم يَجِدْ آباؤُنا قوتًا. وسَمِعَ يَعْقوبُ أَنَّ في مِصْرَ رِزْقًا، فأَرسَلَ آباءَنا أَوَّلَ مَرَّة، وفي المَرَّةِ الثَّانِيَة تَعَرَّفَ يوسُفُ إِلى إِخوَتِه، وظَهَرَ أَصْلُه لِفِرعَون، فأَرسَلَ يوسُف وٱستَدْعى أَباهُ يَعْقوبَ وعَشيرَتَه جَميعًا، وكانوا خَمسَةً وسَبعينَ نَفْسًا. فنَزَلَ يَعْقوبُ إِلى مِصْرَ وماتَ فيها هو وآباؤُنا، فحُمِلوا إِلى شَكيم ووُضِعوا في القَبْرِ الَّذي ٱشتَراهُ إِبراهيمُ مِن بني حَمورَ أَبي شَكيمَ بِمِقدارٍ مِنَ الفِضَّة. وكُلَّما كانَ يَقتَرِبُ زمانُ الوَعدِ الَّذي وَعَدَ اللهُ بِه إِبراهيم، كانَ الشَّعْبُ في مِصْرَ يَنْمو ويَكثُر، إِلى أَن قامَ مَلِكٌ آخرُ لم يَعْرِفْ يوسُف، فمَكَرَ بِأُمَّتِنا وعامَلَ آباءَنا بِالسُّوء، حتَّى أَلجَأَهُم إِلى نَبْذِ أَطفالِهم لِكي لا يَعيشوا. في ذٰلك الوَقْتِ وُلِدَ موسى، وكانَ حَسَنًا في عَينِ الله. فرُبِّيَ ثَلاثَةَ أَشهُرٍ في بَيتِ أَبيه. ولَمَّا نُبِذَ ٱلتَقَطَتْه بِنتُ فِرعَون ورَبَّته كأَنَّه ٱبنٌ لها. ولُقِّنَ موسى حِكمَةَ المِصرِيِّينَ كُلَّها، وكانَ مُقتَدِرًا في أَقوالِه وأَعمالِه. ولمَّا بَلَغَ الأَربَعين، خَطَرَ له أَن يَتَفَقَّدَ إِخوانَه بَني إِسرائيل. فرأَى أَحدَهم يُعتَدى علَيه، فدافَعَ عنه وٱنتَصَرَ لِلمَظْلوم فقَتلَ المِصرِيّ. وظَنَّ أَنَّ إِخوانَه سيُدرِكونَ أَنَّ اللهَ يَهَبُ لَهمُ الخَلاصَ عن يَدِه، ولٰكِنَّهُم لم يُدرِكوا. ووُجِدَ في اليَومِ الثَّاني بَينَ ٱثنَينِ يَتضارَبان، فَدَعاهما إِلى الصُّلْحِ قال: «أَيُّها الرَّجُلان، أَنتُما أَخَوان، فلِمَ يَتَعَدَّى أَحَدُكما على الآخَر؟» فرَدَّه المُعْتَدي على قَريبِه وقال: «مَن أَقامَكَ علَينا رئيسًا وقاضِيًا؟ أَتُريدُ أَن تَقتُلَني كما قَتَلتَ المِصرِيَّ أَمْس؟» فهَرَبَ موسى عِندَ هٰذا الكَلام، ونَزَلَ في أَرضِ مِدْيَن، فولَدَ فيها ٱبنَين. وبَعدَ أَربَعينَ سَنَة تَراءَى لَه مَلاكٌ في بَرِّيَّةِ جَبَلِ سيناء، في لَهيبِ نارٍ مِن عُلَّيقَةٍ تَشتَعِل. فعَجِبَ موسى عِندَ رُؤيَتِه هٰذا المَنظَر، وتَقَدَّمَ لِيُمعِنَ النَّظَرَ فيه، فٱنطَلَقَ صَوتُ الرَّبِّ يَقول: «أَنا إِلٰهُ آبائِكَ، إِلٰهُ إِبراهيمَ وإِسْحٰقَ ويَعْقوب». فَأَخذَت موسى الرِّعدَة، ولَم يَجرُؤْ على إِمْعانِ النَّظَر فيه. فقالَ له الرَّبّ: «إِخلَعْ نَعلَ قَدَمَيكَ، فإِنَّ المَكان الَّذي أَنتَ قائِمٌ فيه أَرضٌ مُقدَّسة. إِنِّي نَظَرتُ فرَأَيتُ شَقاءَ شَعْبي في مِصْر، وسَمِعتُ أَنينَه، فنَزَلتُ لأُنقِذَه. فتَعالَ الآنَ أُرسِلُكَ إِلى مِصْر». فموسى هٰذا الَّذي أَنكَروهُ وقالوا له: مَن أَقامَكَ رئيسًا وقاضِيًا، هو الَّذي أَرسَلَه اللهُ رئيسًا ومُحَرِّرًا يُؤَيِّدُه المَلاكُ الَّذي تَراءَى له في العُلَّيقَة، وهُو الَّذي أخرَجَهم بِما أَتى به مِنَ الأَعاجيبِ والآياتِ في أَرضِ مِصْرَ وفي البَحرِ الأَحمَر وفي البَرِّيَّةِ مُدَّةَ أَربَعينَ سَنَة. هٰذا موسى الَّذي قالَ لِبَني إِسرائيل: سَيُقيمُ اللهُ لَكم مِن بَينِ إِخوَتِكُم نَبِيًّا مِثْلي، هٰذا الَّذي كانَ لَدى الجَماعَةِ في البَرِّيَّةِ وَسيطًا بَينَ الملاكِ الَّذي كلَّمَه على جَبِلِ سيناء وبَينَ آبائِنا، فتَلَقَّى كَلِماتِ الحَياة لِيُبَلِّغَنا إِيَّاها، فلَم يَشَأْ آباؤُنا أَن يَنقادوا لَه، بل رَدُّوه، وتَلَفَّتَت قُلوبُهم نَحوَ مِصْر، فقالوا لهارون: «إِصنَعْ لَنا آلِهَةً تَسيرُ أَمامَنا لأَنَّ موسى هٰذا الَّذي أَخرَجَنا مِن أَرضِ مِصْرَ لا نَعلَمُ ماذا أَصابَه». فصاغوا في تِلكَ الأَيَّامِ عِجْلاً، ثُمَّ قَرَّبوا ذَبيحةً لِلصَّنَم، وٱبتَهَجوا بِصُنعِ أَيديهم. فأَعرَضَ اللهُ عَنهُم، وأَسلَمَهم لِعِبادَةِ جَيشِ السَّماء، كما كُتِبَ في سِفْرِ الأَنبِياء: «يا بَيتَ إِسرائيل، هل قَرَّبتم لِيَ الضَّحايا والذَّبائِحَ أَربَعينَ سَنةً في البَرِّيَّة؟ فقَد حَملتُم خَيمَةَ مولَك وكَوكَبَ إِلٰهِكم رِفان، التِّمثالَينِ اللَّذَينِ صَنَعتُم لِتَسجُدوا لَهما. فسأَجليكم إِلى ما وَراءَ بابِل». وكانَ مَع آبائِنا في البَرِّيَّةِ خَيمَةُ الشَّهادة، كما أَمَرَ الَّذي كلَّمَ موسى بأَن يَعمَلَها على الطِّرازِ الَّذي رآه، فتَسلَّمَها آباؤُنا ودَخَلوا بِها، يَقودُهُم يَشوع، بِلادَ الأُمَمِ الَّتي طَرَدَها اللهُ مِن أَمامِهم. وبَقِيَت فيها إِلى أَيَّامِ داود. ونالَ داودُ حُظوَةً عِندَ الله، فٱلتَمَسَ مِنه أَن يَجِدَ مُقامًا لِبَيتِ يَعْقوب، ولٰكِنَّ سُلَيمانَ هو الَّذي بَنى له بَيتًا. على أَنَّ العَلِيَّ لا يَسكُنُ في بُيوتٍ صَنَعَتها الأَيدي كما يَقولُ النَّبِيّ: يَقولُ الرَّبّ: «السَّماءُ عَرْشي، والأَرضُ مَوطِئُ قَدَمَيَّ. أَيَّ بَيتٍ تَبنونَ لي؟ أَم أَيًّا يَكونُ مَكانُ راحَتي؟ أَلَيسَت يَدي قد صَنَعَت هٰذه كُلَّها؟». يا صِلابَ الرِّقاب، ويا غُلْفَ القُلوبِ والآذان، إِنَّكُم تُقاوِمونَ الرُّوحَ القُدُسَ دائمًا أَبَدًا، وكما كانَ آباؤُكم فَكذٰلِكَ أَنتُم. أَيًّا مِنَ الأَنبِياءِ لم يَضطَهِدْهُ آباؤكم، فقَد قتَلوا الَّذينَ أَنبَأُوا بِمَجيءِ البارِّ ولَه أَصبَحتُم أَنتُمُ الآنَ خَوَنَةً وقَتَلَة. فقَد أَخذتُمُ الشَّريعَةَ الَّتي أَعلَنَها المَلائِكَة ولَم تَحفَظوها».