ملوك الثاني 1:19-37

ملوك الثاني 1:19-37 الكتاب المقدس (AVD)

فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذَلِكَ، مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَدَخَلَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ. وَأَرْسَلَ أَلِيَاقِيمَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَشِبْنَةَ ٱلْكَاتِبَ وَشُيُوخَ ٱلْكَهَنَةِ مُتَغَطِّينَ بِمِسْحٍ إِلَى إِشَعْيَا ٱلنَّبِيِّ ٱبْنِ آمُوصَ، فَقَالُوا لَهُ: «هَكَذَا يَقُولُ حَزَقِيَّا: هَذَا ٱلْيَوْمُ يَوْمُ شِدَّةٍ وَتَأْدِيبٍ وَإِهَانَةٍ، لِأَنَّ ٱلْأَجِنَّةَ قَدْ دَنَتْ إِلَى ٱلْمَوْلِدِ وَلَا قُوَّةَ لِلْوِلَادَةِ. لَعَلَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ يَسْمَعُ جَمِيعَ كَلَامِ رَبْشَاقَى ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُهُ لِيُعَيِّرَ ٱلْإِلَهَ ٱلْحَيَّ، فَيُوَبِّخَ عَلَى ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي سَمِعَهُ ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ. فَٱرْفَعْ صَلَاةً مِنْ أَجْلِ ٱلْبَقِيَّةِ ٱلْمَوْجُودَةِ». فَجَاءَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا إِلَى إِشَعْيَا، فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَا: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِسَيِّدِكُمْ: هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لَا تَخَفْ بِسَبَبِ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي سَمِعْتَهُ، ٱلَّذِي جَدَّفَ عَلَيَّ بِهِ غِلْمَانُ مَلِكِ أَشُّورَ. هَأَنَذَا أَجْعَلُ فِيهِ رُوحًا فَيَسْمَعُ خَبَرًا وَيَرْجِعُ إِلَى أَرْضِهِ، وَأُسْقِطُهُ بِٱلسَّيْفِ فِي أَرْضِهِ». فَرَجَعَ رَبْشَاقَى وَوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُحَارِبُ لِبْنَةَ، لِأَنَّهُ سَمِعَ أَنَّهُ ٱرْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ. وَسَمِعَ عَنْ تُرْهَاقَةَ مَلِكِ كُوشٍ قَوْلًا: «قَدْ خَرَجَ لِيُحَارِبَكَ». فَعَادَ وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هَكَذَا تُكَلِّمُونَ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَائِلِينَ: لَا يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ ٱلَّذِي أَنْتَ مُتَّكِلٌ عَلَيْهِ قَائِلًا: لَا تُدْفَعُ أُورُشَلِيمُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. إِنَّكَ قَدْ سَمِعْتَ مَا فَعَلَ مُلُوكُ أَشُّورَ بِجَمِيعِ ٱلْأَرَاضِي لِإِهْلَاكِهَا، وَهَلْ تَنْجُو أَنْتَ؟ هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ هَؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ أَهْلَكَهُمْ آبَائِي، جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدَنَ ٱلَّذِينَ فِي تَلَاسَّارَ؟ أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعِوَّا؟». فَأَخَذَ حَزَقِيَّا ٱلرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي ٱلرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ ٱلرَّبِّ. وَصَلَّى حَزَقِيَّا أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، ٱلْجَالِسُ فَوْقَ ٱلْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ هُوَ ٱلْإِلَهُ وَحْدَكَ لِكُلِّ مَمَالِكِ ٱلْأَرْضِ. أَنْتَ صَنَعْتَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلْأَرْضَ. أَمِلْ يَا رَبُّ أُذُنَكَ وَٱسْمَعْ. اِفْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَٱنْظُرْ، وَٱسْمَعْ كَلَامَ سَنْحَارِيبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ لِيُعَيِّرَ ٱللهَ ٱلْحَيَّ. حَقًّا يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ خَرَّبُوا ٱلْأُمَمَ وَأَرَاضِيَهُمْ، وَدَفَعُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى ٱلنَّارِ. وَلِأَنَّهُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، بَلْ صَنْعَةُ أَيْدِي ٱلنَّاسِ: خَشَبٌ وَحَجَرٌ، فَأَبَادُوهُمْ. وَٱلْآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُنَا خَلِّصْنَا مِنْ يَدِهِ، فَتَعْلَمَ مَمَالِكُ ٱلْأَرْضِ كُلُّهَا أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ وَحْدَكَ». فَأَرْسَلَ إِشَعْيَا بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: قَدْ سَمِعْتُ. هَذَا هُوَ ٱلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ: ٱحْتَقَرَتْكَ وَٱسْتَهْزَأَتْ بِكَ ٱلْعَذْرَاءُ ٱبْنَةُ صِهْيَوْنَ، وَنَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ٱبْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ؟ وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا؟ وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى ٱلْعَلَاءِ عَيْنَيْكَ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! عَلَى يَدِ رُسُلِكَ عَيَّرْتَ ٱلسَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلْوِ ٱلْجِبَالِ، إِلَى عِقَابِ لُبْنَانَ وَأَقْطَعُ أَرْزَهُ ٱلطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلْوِهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا غَرِيبَةً، وَأُنَشِّفُ بِأَسْفَلِ قَدَمَيَّ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ ٱلْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ، مُنْذُ ٱلْأَيَّامِ ٱلْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. ٱلْآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. فَسُكَّانُهَا قِصَارُ ٱلْأَيْدِي قَدِ ٱرْتَاعُوا وَخَجِلُوا، صَارُوا كَعُشْبِ ٱلْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ ٱلْأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ ٱلسُّطُوحِ وَكَمَلْفُوحٍ قَبْلَ نُمُوِّهِ. وَلَكِنِّي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. لِأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَلِجَامِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جِئْتَ فِيهِ. «وَهَذِهِ لَكَ عَلَامَةٌ: تَأْكُلُونَ هَذِهِ ٱلسَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ خِلْفَةً. وَأَمَّا ٱلسَّنَةُ ٱلثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. وَيَعُودُ ٱلنَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، ٱلْبَاقُونَ، يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلُ وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. لِأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ ٱلْبَقِيَّةُ، وَٱلنَّاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا. «لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لَا يَدْخُلُ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةَ، وَلَا يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلَا يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجِعُ، وَإِلَى هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لَا يَدْخُلُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. وَأُحَامِي عَنْ هَذِهِ ٱلْمَدِينَةِ لِأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي». وَكَانَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ أَنَّ مَلَاكَ ٱلرَّبِّ خَرَجَ وَضَرَبَ مِنْ جَيْشِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلْفٍ وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا. وَلَمَّا بَكَّرُوا صَبَاحًا إِذَا هُمْ جَمِيعًا جُثَثٌ مَيْتَةٌ. فَٱنْصَرَفَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَذَهَبَ رَاجِعًا وَأَقَامَ فِي نِينَوَى. وَفِيمَا هُوَ سَاجِدٌ فِي بَيْتِ نِسْرُوخَ إِلَهِهِ، ضَرَبَهُ أَدْرَمَّلَكُ وَشَرَآصَرُ ٱبْنَاهُ بِٱلسَّيْفِ، وَنَجَوَا إِلَى أَرْضِ أَرَارَاطَ. وَمَلَكَ آسَرْحَدُّونُ ٱبْنُهُ عِوَضًا عَنْهُ.

ملوك الثاني 1:19-37 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

فلمَّا سَمِعَ المَلِكُ حَزَقيَّا هذا الكلامَ مَزَّقَ ثيابَهُ ولَبِسَ ثوبَ الحِدادِ، ودخَلَ بَيتَ هَيكلِ الرّبِّ. وأرسلَ ألياقيمَ مُديرَ القصرِ، وكِبارَ الكهَنةِ إلى إشعيا النَّبـيِّ ا‏بنِ آموصَ وهُم لابِسونَ ثيابَ الحِدادِ فقالوا لَه: «يقولُ حَزَقيَّا: اليومُ يومُ الضِّيقِ والعِقابِ والذُلِّ، ونحنُ كامرأةٍ حانَ وقتُها لتَلِدَ ولا قُوَّةَ لها على الوِلادةِ. فلَيتَ الرّبَّ إلهَكَ يسمَعُ كلامَ مُعاونِ رئيسِ الأركانِ الّذي أرسلَهُ مَلِكُ أشُّورَ سيِّدُهُ، ليُهينَ الإلهَ الحَيَّ، فيُعاقِبَهُ على كلامِهِ. فا‏رفَعْ صلاةً إلى الرّبِّ إلهِكَ مِنْ أجلِ البقيَّةِ الباقيةِ مِنَ الشَّعبِ». فلمَّا تلَقَّى إشعيا مِنْ رُسُلِ المَلِكِ حَزَقيَّا هذِهِ الرِّسالَةَ قالَ لهُم: «هذا ما تقولونَهُ لِسيِّدِكُم: يقولُ الرّبُّ: لا تخَفْ مِنَ الكلامِ الّذي جَدَّفَ بهِ عليَّ قادةُ مَلِكِ أشُّورَ. فأنا أبعَثُ إليهِ بِـخبَرٍ كاذِبٍ، فيَرجِـعَ إلى أرضِهِ، وهُناكَ يسقُطُ بِالسَّيفِ»‌. ورجَعَ مُعاوِنُ رئيسِ الأركانِ إلى لَخيشَ فوجَدَ مَلِكَ أشُّورَ يُحاصِرُ مدينةَ لُبنَةَ‌، فذهَبَ إليهِ. ثُمَّ قيلَ لِلمَلِكِ إنَّ تُرهاقَةَ الكوشيَّ خرَجَ لِمُقاتَلَتِهِ، فعادَ وأرسَلَ وفدا إلى حَزَقيَّا يقولُ: «لا تَدَعْ إلهَكَ الّذي أنتَ مُتَّكِلٌ علَيهِ يَخدَعُكَ بِقولٍ: لن تسقُطَ أورُشليمُ في يَدِ مَلِكِ أشُّورَ. فأنتَ سَمِعْتَ ما فعَلَ مُلوكُ أشُّورَ بِـجميعِ البُلدانِ وكيفَ دَمَّروها، فكيفَ تأمُلُ النَّجاةَ، وهل أنقَذَتِ الآلِهَةُ الأمَمَ الّتي أهلَكَها آبائي كجُوزانَ وحارانَ ورَصْفَ وأبناءِ عادانَ الّذينَ في تَلاسَّارَ؟ أينَ مُلوكُ مُدُنِ حماةَ وأرفادَ وسَفرَوايمَ وهَينَعَ وعِوَّا؟»‌. فأخذَ حَزَقيَّا الرِّسالَةَ مِنْ رُسُلِ مَلِكِ أشُّورَ فقرَأها، ثُمَّ صَعِدَ إلى الهَيكلِ وفتَحَها أمامَ الرّبِّ وصلَّى إليهِ: «أيُّها الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ الجالسُ على الكروبـيمِ‌، أنتَ وحدَكَ إلهُ مَمالِكِ الأرضِ. أنتَ صنَعْتَ السَّماواتِ والأرضَ. أمِلْ أُذُنَيكَ يا ربُّ وا‏سمَعْ. إفتَحْ عَينَيكَ وا‏نظُرْ وا‏ستَمِعْ إلى جميعِ أقوالِ سَنحاريـبَ الّتي أرسلَ يُهينُكَ بِها أيُّها الإلهُ الحَيُّ. حقًّا يا ربُّ إنَّ مُلوكَ أشُّورَ دَمَّروا جميعَ الأُمَمِ وبُلدانِهِم وألقَوا آلِهَتَهُم في النَّارِ وأبادوها لأنَّها آلِهةٌ باطِلَةٌ صنَعَتْها أيدي النَّاسِ مِنْ خشَبٍ وحجارةٍ. والآنَ أيُّها الرّبُّ إلهُنا، خلِّصْنا مِنْ يدَيهِ لِتَعلَمَ ممالِكُ الأرضِ كُلُّها أنَّكَ أنتَ الرّبُّ الإلهُ وحدَكَ‌». فأرسلَ إشعيا بنُ آموصَ إلى حَزَقيَّا المَلِكِ يقولُ لَه: «إستَجابَ الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ لِصلاتِكَ، وهذا هوَ كلامُهُ على سَنحاريـبَ مَلِكِ أشُّورَ: سَخِرَت مِنكَ وا‏حتَقَرَتْكَ بَتولَةُ بِنتُ صِهيَونَ بِكَ هزَأت، وبِرَأسِها عَنكَ مالَت بِنتُ أورُشليمَ. عَيَّرْتَ وجَدَّفْتَ، فعلى مَنْ رفَعْتَ صوتَكَ، على قُدُّوسِ إِسرائيلَ تطاوَلْتَ بِرَسولِكَ عَيَّرْتَ الرّبَّ ولَه قُلتَ بِمَركباتي صَعِدْتُ أعلى الجِبالِ وشَواهِقَ لبنانَ، أعلى أرزِهِ قَطَعْتُ وأرفَعَ سَروِهِ، أقصى ا‏رتِفاعاتِهِ وجَنَّاتِ وَعْرِهِ بَلَغْتُ، فيَبِسَتِ الأرضُ، مياهَ الأُمَمِ شَرِبْتُ وخُلجانَ مِصْرَ كُلَّها بِأقدامي نَشَّفْتُ. أمَا سَمِعْتَ بِأفعالي: مِنْ أقدَمِ الأيّامِ تصَوَّرْتُ ما يَحدُثُ اليومَ، مُدُنٌ حصينةٌ تَندَكُّ وخرابا تصيرُ. قِصارُ الأيدي سُكَّانُها، خائِفونَ وعاجِزونَ كعُشبِ الحَقلِ صاروا كنَباتٍ أخضَرَ، كحَشيشِ السُّطوحِ تَحرُقُهُ النَّارُ قَبلَ النُّموِّ. بِكُلِّ شيءٍ عالِمٌ أنا: بِـجُلوسِكَ وخُروجِكَ. بِقُدومِكَ وبِثَورَتِكَ عليَّ. فثَورَتُكَ عليَّ وتشامُخُكَ بَلَغا أذُني، في أنفِكَ أَغْرِزُ حلْقَةً وفي فَمِكَ لِجاما وإلى الطَّريقِ الّتي جِئْتَ مِنها أُعيدُكَ، أنا الرّبُّ. ثُمَّ قالَ إشعيا لِحَزَقيَّا: «وهذِهِ علامَةٌ لكَ: تأكلونَ هذِهِ السَّنةَ حِنطةً برِّيَّةً، والسَّنةَ الثَّانيةَ ما يَبقى مِنها، وأمَّا في السَّنةِ الثَّالثةِ فتَزرَعونَ وتَحصِدونَ وتَغرِسونَ كُروما وتَأْكلونَ ثِمارَها. ويعودُ النَّاجونَ مِنْ بَيتِ يَهوذا، وكأشجارٍ يغرِسونَ جُذورَها في الأرضِ ويُخرِجونَ الثَّمرَ. فمِنْ أورُشليمَ تخرُجُ البَقيَّةُ الباقيةُ، ومِنْ جبَلِ صِهيَونَ يخرُجُ النَّاجونَ. فالرّبُّ القديرُ بِمَحبَّتِهِ يفعَلُ ذلِكَ. وهذا ما قالَهُ الرّبُّ على مَلِكِ أشُّورَ: لن يدخُلَ هذِهِ المدينةَ، ولن يَرميَها بِسَهْمٍ، ولن يتَقَدَّمَ نَحوَها بِتُرْسٍ، ولن يَنصُبَ علَيها بُرْجا. لكِنْ في الطَّريقِ الّتي جاءَ مِنها يعودُ، وإلى هذِهِ المدينةِ لن يدخُلَ. فأحمي هذِهِ المدينةَ وأُخَلِّصُها مِنْ أجلي ومِنْ أجلِ داوُدَ عبدي». وفي اللَّيلِ جاءَ مَلاكُ الرّبِّ وقتَلَ مِنْ جيشِ أشُّورَ مئَةً وخمسةً وثمانينَ ألفا. فلمَّا طلَعَ الصباحُ، كانوا جُثَثا هامِدةً. فا‏نصَرَفَ سَنحاريـبُ مَلِكُ أشُّورَ راجِعا إلى عاصِمتِهِ نينَوى. وفيما هوَ ساجِدٌ في مَعبَدِ نِسروخَ إلهِهِ، قتَلَهُ أدْرَمَّلَكُ وشَرَآصِرُ ا‏بناهُ بِالسَّيفِ وهرَبا إلى أرضِ أراراطَ‌. وملَكَ أسَرحَدُّونُ ا‏بنُهُ مكانَهُ‌.

ملوك الثاني 1:19-37 كتاب الحياة (KEH)

وَعِنْدَمَا سَمِعَ الْمَلِكُ حَزَقِيَّا ذَلِكَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَارْتَدَى مُسُوحاً وَلَجَأَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. ثُمَّ أَرْسَلَ أَلْيَاقِيمَ مُدِيرَ شُؤُونِ الْقَصْرِ وَشِبْنَةَ الْكَاتِبَ وَرُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَهُمْ مُرْتَدُونَ الْمُسُوحَ إِلَى النَّبِيِّ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ، فَقَالُوا لَهُ: «هَذَا مَا يَقُولُهُ حَزَقِيَّا: هَذَا الْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ ضِيقٍ وَإِهَانَةٍ وَكَرْبٍ، فَإِنَّنَا كَالأَجِنَّةِ الْمُشْرِفَةِ عَلَى الْوِلادَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَتَوَافَرَ لَهَا الْقُوَّةُ عَلَى ذَلِكَ. فَلَعَلَّ الرَّبَّ إِلَهَكَ يَسْمَعُ وَعِيدَ الْقَائِدِ الأَشُّورِيِّ الَّذِي أَوْفَدَهُ سَيِّدُهُ مَلِكُ أَشُّورَ، لِيُهِينَ الإِلَهَ الْحَيَّ فَيُعَاقِبَهُ الرَّبُّ إِلَهُكَ عَلَى مَا صَدَرَ مِنْهُ مِنْ تَعْيِيرٍ، فَصَلِّ مِنْ أَجْلِ الْبَقِيَّةِ النَّاجِيَةِ مِنَّا». فَجَاءَ رِجَالُ الْمَلِكِ حَزَقِيَّا لإِشَعْيَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ إِشَعْيَاءُ: «بَلِّغوا سَيِّدَكُمْ: هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ: لَا تَجْزَعْ مِمَّا سَمِعْتَهُ مِنْ تَجْدِيفِ رِجَالِ مَلِكِ أَشُورَ عَلَيَّ. فَهَا خَبَرٌ سَيِّئٌ يَرِدُ إِلَيْهِ مِنْ بِلادِهِ يَحْمِلُهُ عَلَى الْعَوْدَةِ إِلَيْهَا حَيْثُ أَقْضِي عَلَيْهِ بِحَدِّ السَّيْفِ فِي عُقْرِ دَارِهِ». وَعِنْدَمَا عَلِمَ قَائِدُ الْجَيْشِ الأَشُورِيُّ بِأَنَّ مَلِكَ أَشُورَ قَدِ ارْتَحَلَ عَنْ لَخِيشَ وَشَرَعَ فِي مُحَارَبَةِ لِبْنَةَ، انْسَحَبَ هُوَ أَيْضاً وَانْضَمَّ إِلَيْهِ هُنَاكَ. وَبَلَغَ مَلِكُ أَشُورَ أَنَّ تُرْهَاقَةَ مَلِكَ كُوشٍ قَدْ خَرَجَ لِمُحَارَبَتِهِ، فَبَعَثَ مَرَّةً أُخْرَى رُسُلاً إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً: «هَذَا مَا تُبَلِّغُونَهُ إِلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: لَا يَخْدَعْكَ إِلَهُكَ الَّذِي تَتَّكِلُ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَقُولُ لَنْ تَسْقُطَ أُورُشَلِيمُ فِي قَبْضَةِ مَلِكِ أَشُورَ، فَهَا أَنْتَ قَدْ عَلِمْتَ بِمَا أَلْحَقَهُ مُلُوكُ أَشُورَ بِكُلِّ الْبُلْدَانِ مِنْ تَدْمِيرٍ كَامِلٍ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَنْجُوَ أَنْتَ؟ هَلْ أَنْقَذَتْ آلِهَةُ الأُمَمِ الأُخْرَى أَهْلَ جُوزَانَ وَحَارَانَ وَرَصْفَ وَبَنِي عَدَنَ الَّذِينَ فِي تَلَسَّارَ الَّذينَ أَفْنَاهُمْ آبَائِي؟ أَيْنَ مَلِكُ حَمَاةَ وَمَلِكُ أَرْفَادَ وَمَلِكُ مَدِينَةِ سَفْرَوَايِمَ وَهَيْنَعَ وَعَوَّا؟» فَتَنَاوَلَ حَزَقِيَّا الْكِتَابَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهُ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَبَسَطَهُ أَمَامَهُ. وَصَلَّى قَائِلاً: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ، الْمُتَرَبِّعُ فَوْقَ الْكَرُوبِيمَ، أَنْتَ وَحْدَكَ إِلَهُ كُلِّ مَمَالِكِ الأَرْضِ. أَنْتَ وَحْدَكَ خَلَقْتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. أَرْهِفْ يَا رَبُّ أُذُنَيْكَ وَاسْتَمِعْ. افْتَحْ يَا رَبُّ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ، وَاسْمَعْ كُلَّ تَهْدِيدَاتِ سَنْحَارِيبَ الَّتِي أَرْسَلَهَا لِيُعَيِّرَ اللهَ الْحَيَّ. حَقّاً يَا رَبُّ إِنَّ مُلُوكَ أَشُّورَ قَدْ أَهْلَكُوا الأُمَمَ وَدَمَّرُوا دِيَارَهُمْ، وَطَرَحُوا آلِهَتَهُمْ إِلَى النَّارِ وَأَبَادُوهَا لأَنَّهَا لَيْسَتْ فِعْلاً آلِهَةً بَلْ خَشَباً وَحِجَارَةً مِنْ صَنْعَةِ أَيْدِي النَّاسِ، فَخَلِّصْنَا الآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا مِنْ يَدِهِ، فَتُدْرِكَ مَمَالِكُ الأَرْضِ بِأَسْرِهَا أَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ الرَّبُّ الإِلَهُ». فَبَعَثَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلاً: «هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَضَرَّعْتَ إِلَيْهِ لِيُنْقِذَكَ مِنْ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: قَدْ سَمِعْتُ». وَهَذَا هُوَ رَدُّ الرَّبِّ عَلَيْهِ: «هَا الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ قَدِ احْتَقَرَتْكَ وَاسْتَهْزَأَتْ بِكَ، وَهَزَّتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا سُخْرِيَةً مِنْكَ. مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ عَلَيْهِ؟ وَعَلَى مَنْ رَفَعْتَ صَوْتاً وَشَمَخْتَ بِعَيْنَيْكَ زَهْواً؟ أَعَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ؟ لَقَدْ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ عَلَى لِسَانِ رُسُلِكَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى أَعَالِي الْجِبَالِ، وَبَلَغْتُ أَقَاصِي لُبْنَانَ قَاطِعاً أَطْوَلَ أَرْزِهِ وَخِيَارَ سَرْوِهِ وَاخْتَرَقْتُ أَبْعَدَ رُبُوعِهِ وأَفْضَلَ غَابَاتِهِ. قَدْ حَفَرْتُ آبَاراً فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ وَشَرِبْتُ مِيَاهاً، وَبِبَاطِنِ قَدَمَيَّ جَفَّفْتُ جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ قَدَّرْتُ ذَلِكَ. مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ قَرَّرْتُهُ وَهَا أَنَا الآنَ أُحَقِّقُهُ، إِذْ أَقَمْتُكَ لِتَدْمِيرِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ فَتُحَوِّلُهَا إِلَى رَوَابِي خَرِبَةٍ. وَقَدْ خَارَتْ قُوَى أَهْلِهَا فَأَصْبَحُوا مُرْتَاعِينَ خَجِلِينَ، صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ، كَالنَّبَاتِ اللَّيِّنِ وَكَحَشِيشِ السُّطُوحِ الذَّاوِي قَبْلَ نُمُوِّهِ. وَلَكِنِّي مُطَّلِعٌ عَلَى حَرَكَاتِكَ وَسَكَنَاتِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. وَلأَنَّ ثَوْرَتَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ بَلَغَتَا مَسَامِعِي، فَإِنِّي سَأَشْكُمُكَ بِخِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ، وَأَضَعُ لِجَامِي فِي فَمِكَ، وَأُعِيدُكَ فِي نَفْسِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَقْبَلْتَ مِنْهُ. وَهَذِهِ عَلامَةٌ لَكَ يَا حَزَقِيَّا: فِي هَذِهِ السَّنَةِ تَأْكُلُونَ مِمَّا نَبَتَ مِنْ نَفْسِهِ، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ تَأْكُلُونَ مِمَّا يَنْبُتُ عَنْهُ، وَأَمَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ فَتَزْرَعُونَ فِيهَا وَتَحْصُدُونَ وَتَغْرِسُونَ كُروُماً وَتَجْنُونَ أَثْمَارَهَا. وَيَعُودُ النَّاجُونَ الْبَاقُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا، فَتَتَأَصَّلُ جُذُورُهُمْ فِي الأَرْضِ، وَيَحْمِلُونَ أَثْمَاراً عَلَى أَغْصَانِهِمْ، لأَنَّ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ الْبَقِيَّةُ، وَمِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ يَأْتِي النَّاجُونَ، فَغَيْرَةُ الرَّبِّ الْقَدِيرِ تَصْنَعُ هَذَا. لِذَلِكَ فَهَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُورَ: لَنْ يَدْخُلَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ وَلَنْ يُطْلِقَ عَلَيْهَا سَهْماً أَوْ يَتَقَدَّمَ نَحْوَهَا بِتُرْسٍ وَلَنْ يُقِيمَ عَلَيْهَا مِقْلاعاً. بَلْ يَرْجِعَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ مِنْهُ، وَلَنْ يَدْخُلَ هَذِهِ الْمَدِينَةَ، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّنِي أُدَافِعُ عَنْهَا، وَأُنْقِذُهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَإِكْرَاماً لِدَاوُدَ عَبْدِي». وَحَدَثَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ قَتَلَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفاً مِنْ جَيْشِ الأَشُورِيِّينَ، فَمَا إِنْ طَلَعَ الصَّبَاحُ حَتَّى كَانَتِ الْجُثَثُ الْمَيْتَةُ تَمْلأُ الْمَكَانَ. فَانْسَحَبَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُورَ وَارْتَدَّ إِلَى بِلادِهِ وَمَكَثَ فِي نِينَوَى. وَفِيمَا هُوَ يَتَعَبَّدُ فِي هَيْكَلِ إِلَهِهِ نِسْرُوخَ، اغْتَالَهُ ابْنَاهُ، أَدْرَمَّلَكُ وَشَرَآصِرُ، وَفَرَّا إِلَى أَرْضِ أَرَارَاطَ، فَخَلَفَهُ ابْنُهُ آسَرْحَدُّونُ عَلَى الْعَرْشِ.

ملوك الثاني 1:19-37 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

فلَمَّا سَمِعَ المَلِكُ حِزقِيَّا، مَزَّقَ ثِيابَه ولَبِسَ مِسحًا ودَخَلَ بَيتَ الرَّبّ، وأَرسَلَ أَلْياقيمَ، قَيِّمَ البَيت، وشَبنَةَ الكاتِب، وشُيوخَ الكَهَنَةِ، لابِسينَ المُسوح، إِلى أَشَعْيا النَّبِيِّ ٱبنِ آموص. فقالوا لَه: «هٰكذا قالَ حِزقِيَّا: اليَومَ يَومُ الشِّدَّةِ والعِقاب، يَومُ الهَوان، وقَد بَلَغَتِ الأَجِنَّةُ فَرجَ الرَّحِم، ولا قُوَّةَ لِلوِلادة. فلَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يَسمَعُ كُلَّ كَلامِ رَئيسِ السُّقاةِ الَّذي أَرسَلَه مَلِكُ أَشُّورَ سَيِّدُه لِيَشتِمَ الإلٰهَ الحَيَّ، ولَعَلَّ الرَّبَّ إِلٰهَكَ يُعاقِبُ الكَلامَ الَّذي سَمِعَه! فٱرْفَعْ صَلاةً مِن أَجلِ البَقِيَّةِ الَّتي بَقِيَت». فلَمَّا وَصَلَ خُدَّامَ المَلِكِ حِزقِيَّا إِلى أَشَعْيا، قالَ لَهم أَشَعْيا: «هٰكذا تَقولونَ لِسَيِّدِكم: هٰكذا يَقولُ الرَّبّ: لا تَخَفْ بِسَبَبِ الكَلامِ الَّذي سَمِعتَه، مِمَّا جَدَّفَ بِه علَيَّ عَبيدُ مَلِكِ أَشُّور، فهاءَنَذا أَجعَلُ فيه روحًا، فيَسمَعُ خَبَرًا فيَرجِعُ إِلى أَرضِه، وأُسقِطُه بِالسَّيفِ في أَرضِه». ورَجَعَ رَئيسُ السُّقاة، فوَجَدَ مَلِكَ أَشُّورَ يُقاتِلُ لِبنَة، لأَنَّه سَمِعَ أَنَّه قد رَحَلَ مِن لاكيش. ذٰلك أَنَّه سَمِعَ في شأنِ تِرْهاقَة، مَلِكِ كوش، هٰذا الخَبَر: «قد خَرَجَ لِيُقاتِلَكَ». فعادَ سَنْحاريبُ وأَرسَلَ رُسُلًا إِلى حِزقِيَّا يَقول: «هٰكذا تُكَلِّمونَ حِزقِيَّا، مَلِكَ يَهوذا، قائلين: لا يَخدَعْكَ إِلٰهُكَ الَّذي أَنتَ مُتَّكِلٌ علَيه قائلًا: إِنَّ أُورَشَليمَ لا تُسلَمُ إِلى يَدِ مَلِكِ أَشُّور. فإِنَّكَ قد سَمِعتَ ما صَنَعَ مُلوكُ أَشُّورَ بِجَميعِ البُلْدانِ وكَيفَ حَرَّموها. أَفأَنتَ تَنْجو؟ أَلَعَلَّ الأُمَمَ الَّتي دَمَّرَها آبائي قد أَنقَذَها آلِهَتُها، كجوزانَ وحارانَ وراصَف، وأَبْناءِ عادانَ الَّذينَ في تَلْأَسَّار؟ أَينَ مَلِكُ حَماة، ومَلِكُ أَرْفاد، ومَلِكُ مَدينَةِ سَفَرْوائيمَ وهيناعَ وعُوَّة؟». فأَخَذَ حِزقِيَّا الرِّسالَةَ مِن يَدِ الرُّسُلِ فقَرَأَها. ثُمَّ صَعِدَ إِلى بَيتِ الرَّبِّ وبَسَطَ الرِّسالَةَ قُدَّامَ الرَّبّ، وصَلَّى أَمامَ الرَّبِّ وقال: «أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرائيل، الجالِسُ على الكَروبين، أَنتَ وَحدَكَ إِلٰهُ جَميعِ مَمالِكِ الأَرْض. أَنتَ صَنَعتَ السَّمَواتِ والأَرْض. أَمِلْ أُذُنَيكَ يا رَبِّ وأَصْغِ. إِفْتَحْ يا رَبِّ عَينَيكَ وٱنظُرْ وٱستَمِعْ قَولَ سَنْحاريبَ الَّذي أَرسَلَ يَشتِمُ اللهَ الحَيّ. حَقًّا، يا رَبّ، أَنَّ مُلوكَ أَشُّورَ قد دَمَّروا الأُمَمَ وأَراضِيَها، وأَلقَوا آلِهَتَها في النَّار، لأَنَّها لَيسَت بِآلِهَة، بل هي من صُنعِ أَيدي النَّاس، خَشَبٌ وحِجارَةٌ، فأَبادوها. والآن، أَيُّها الرَّبُّ إِلٰهُنا، خَلِّصْنا مِن يَدَيه، لِتَعلَمَ مَمالِكُ الأَرضِ كُلُّها أَنَّكَ أَنتَ الرَّبُّ الإِلٰهُ وَحدَكَ». فأَرسَلَ أَشَعْيا بنُ آموصَ إِلى حِزقِيَّا وقال: «هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرائيل: ما صَلَّيتَه إِلَيَّ بِشأنِ سَنْحاريب، مَلِكِ أَشُّور، قد سَمِعتُه. هٰذا هو الكَلامُ الَّذي تَكَلَّمَ بِه الرَّبُّ علَيه: إِحتَقَرَتكَ وسَخِرَت مِنكَ العَذْراءُ ٱبنَةُ صِهْيون، وهَزَّت رَأسَها وَراءَكَ بِنتُ أُورَشَليم. مَن شَتَمتَ وعلى مَن جَدَّفتَ، وعلى مَن رَفَعتَ صَوتَكَ، ورَفَعتَ عَينَيكَ إِلى العَلاء؟ على قُدُّوسِ إِسْرائيل! على لِسانِ رُسُلِكَ شَتَمتَ السَّيِّد، وقُلتَ: بِرُكوبِ مَركَباتي، صَعِدتُ إِلى رُؤُوسِ الجِبال، وإِلى أَقْصى قِمَمِ لُبْنان، فقَطَعتُ أَرفَعَ أَرزِه وخِيارَ سَروِه، ودَخَلتُ أَقصى مَنزِلِه وشَجِرَ جَنَّتِه. حَفَرتُ وشَرِبتُ مِياهًا غَريبَة، وجَفَّفتُ بِأَخامِصِ قَدَمَيَّ جَميعَ أَنيالِ مِصرَ. أَما سَمِعتَ أَنِّي مِنَ القَديمِ صَنَعتُ ذٰلك، مُنذُ الأَيَّامِ القَديمةِ فَرَضتُه والآنَ حَقَّقتُه لِتَحويلِ المُدُنِ المُحَصَّنَةِ إِلى تِلالِ رَدْم. سُكَّانُها قِصارُ الأَيدي، مَذْعورونَ ومُخزَون كعُشبِ الحَقلِ يَكونون، وكَخضِرِ المُروجِ وحَشيشِ السُّطوح، وكالمَلْفوحِ بِالرِّيحِ قَبلَ البُلوغ. إِن قُمتَ أَو جَلَستَ إِن خَرَجتَ أَو دَخَلتَ فأَنا عارِفٌ بِه وكذٰلك عِندَما تَغْتاظُ علَيَّ، فَلأَنَّكَ ٱغتَظتَ علَيَّ ولأَنَّ وَقاحَتَكَ قدِ ٱرتَفَعَت إِلى أُذُنَيَّ. فأَنا جاعِلٌ خِزامَتي في أَنفِكَ ولِجامي في شَفَتَيكَ، وَرادُّكَ في الطَّريقِ الَّتي جِئتَ مِنها. وهٰذه تَكونُ آيَةً لَكَ: يأكُلونَ هٰذه السَّنَةَ خِلفَةً، والسَّنَةَ الثَّانِيَةَ ما لم يُزْرَعْ، والسَّنَةَ الثَّالِثَةَ تَزرَعونَ وتَحصُدونَ وتَغرِسونَ كُرومًا وتأكُلونَ ثِمَارَها. ويَعودُ النَّاجونَ مِن بَيتِ يَهوذا الَّذينَ بَقوا يَتَأَصَّلونَ إِلى أَسفَلُ ويُثمِرونَ إِلى فَوقُ، لأَنَّه مِن أُورَشَليمَ تَخرُجُ بَقِيَّةٌ، وناجونَ مِن جَبَلِ صِهْيون. غَيرَةُ رَبِّ القُوَّاتِ تَفعَلُ هٰذا. لِذٰلِك هٰكذا يَقولُ الرَّبُّ في مَلِكِ أَشُّور: «إِنَّه لا يَدخُلُ هٰذه المَدينة ولا يَرْمي إِلَيها سَهمًا ولا يَتَقَدَّمُ علَيها بِتُرْسٍ ولا يَنصِبُ علَيها مَرْدومًا. لٰكِنَّ في الطَّريقِ الَّتي جاءَ مِنها يَرجِع وإِلى هٰذه المَدينةِ لا يَدخُل، يَقولُ الرَّبّ. فأَحْمي هٰذه المَدينَة، وأُخَلِّصُها بِسَبَبي وبِسَبَب داوُدَ عَبْدي». وكانَ في تِلكَ اللَّيلَةِ أَن خَرَجَ مَلاكُ الرَّبِّ وقَتَلَ مِن عَسكَرِ أَشُّورَ مِئَةَ أَلفٍ وخَمسَةً وثَمانينَ أَلفًا. فلَمَّا بَكَّروا صَباحًا، إِذا هم جَميعًا جُثَثُ أَمْوات. فرَحَلَ سَنْحاريب، مَلِكُ أَشُّور، ومَضى راجِعًا وأَقامَ في نينَوى. وفيما هو ساجِدٌ في بَيتِ نِصْروكَ إِلٰهِه، قَتَلَه أَدْرَمَّلِكُ وشَرْآصَرُ ٱبْناه بِالسَّيف، وهَرَبا إِلى أَرضِ أَراراط. ومَلَكَ آسَرحَدُّونُ ٱبنُه مَكانَه.