كورنثوس الثانية 4:11-33

كورنثوس الثانية 4:11-33 الترجمة العربية المشتركة مع الكتب اليونانية (المشتركة)

فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُــبَــشّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الذي بَشّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ التي تَلقّيتُموها. لكُنتُم اَحتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنّ أنّي أقَلّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ «الرّسُلِ العِظامِ!» فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلّ شيءٍ. فهَلْ أَخطَأتُ حينَ حَمَلْتُ إلَيكُم مَجّانًا بِشارَةَ اللهِ وأذْلَلْتُ نَفسي لِتَرتَفِعوا أنتُم؟ حَرَمتُ كنائِسَ أُخْرى وأخَذتُ مِنها النّفقَةَ لِخِدمَتِكُم. وما ثَقّلتُ على أحدٍ مِنكُم حينَ كانَت بـي حاجَةٌ وأنا بَينَكُم، فالإخوَةُ الذينَ جاؤُوا مِنْ مكدونِـيّةَ سَدّوا حاجَتي. وهكذا حَرَصتُ أنْ لا أُثَقّلَ علَيكُم في شيءٍ وسأحرِصُ أيضًا. وبِحقّ المَسيحِ فِـيّ، لَنْ يَسلُبَني أحدٌ هذِهِ المَفخَرَةَ في بلادِ آخائيةَ. ولِماذا؟ ألأنّي لا أُحِبّكُم؟ اللهُ يَعلَمُ كَمْ أنا أُحِبّكُم. وما أعمَلُهُ الآنَ سأعمَلُهُ حتى أُبطِلَ دَعوى الذينَ يُحاوِلونَ أنْ يَدّعوا فيما يُفاخِرونَ بِه أنّهُم يَعمَلونَ مِثلَما نَعمَلُ. هُمْ رُسُلٌ كَذّابونَ وعامِلونَ مُخادِعونَ يَظهَرونَ بِمَظهَرِ رُسُلِ المَسيحِ. ولا عَجَبَ، فالشّيطانُ نَفسُهُ يَظهَرُ بِمَظهَرِ مَلاكِ النّورِ، فلا أقَلّ مِنْ أنْ يَظهَرَ خَدَمُهُ بِمَظهَرِ الخَدَمِ الصّالِحينَ. هَؤلاءِ عاقِبَــتُهُم على قَدْرِ أعمالِهِم. أُكَرّرُ القَولَ: لا يَظُنّ أحدٌ أنّي جاهِلٌ، وإلاّ فاَقبَلوني ولَو كَجاهِلٍ لِـيكونَ لي شيءٌ أُفاخِرُ بِه. ما أقولُهُ هُنا لا أَقولُهُ وَفْقًا للرّبِّ، بَلْ أقولُهُ كجاهِلٍ لَه الجُرأةُ أنْ يُفاخِرَ. ولكِنْ ما دامَ كثيرٌ مِنكُم يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشرِيّةً، فلي أنا أيضًا أنْ أُفاخِرَ. وأنتُمُ العُقَلاءُ تَحتَمِلونَ الجُهَلاءَ بِسُرورٍ. نعَمْ، تَحتَمِـلـونَ كُـلّ مَــــنْ يَستَعبِـدُكُم ويَنهَبُكُم ويَسلُبُكُم ويَتكَبّرُ علَيكُم ويَلطِمُكُم. فيا لَلخَجَلِ! يَظهرُ أنّنا كُنّا ضُعفاءَ في هذا السّبـيلِ. فالذي يُباهونَ بِه - وكلامي كلامُ جاهِلٍ - أُباهي بِه أيضًا. إنْ كانوا عِبرانيّينَ فأنا عِبرانِـيّ، أو إِسرائيليّينَ فأنا إِسرائيليّ، أو مِنْ ذُرِيّةِ إبراهيمَ فأنا مِنْ ذُرِيّةِ إبراهيمَ. وإنْ كانوا خَدَمَ المَسيحِ - أقولُ هذا كأحمقَ - فأنا أفوقُهُم: في الجِهادِ جاهَدْتُ أكثرَ مِنهُم، في دُخولِ السّجونِ قاسَيتُ أكثرَ مِنهُم، في الضّرْبِ تَحمّلْتُهُ أكثَرَ مِنهُم بِكثيرٍ وتَعرّضتُ لِلمَوتِ مِرارًا، جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرّاتٍ تِسعًا وثَلاثينَ جلدَةً. وضرَبَني الرّومانيّونَ بِالعِصِيّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ورَجَمَني النّاسُ مَرّةً واحدةً، واَنكسَرَتْ بـيَ السّفينَةُ ثلاثَ مَرّاتٍ، وقَضَيتُ نَهارًا ولَيلَةً في عَرْضِ البَحرِ. وفي أسفاري المُتَعَدّدةِ تَعرّضتُ لِخَطَرِ الأنهارِ واللّصوصِ، ولِخطَرِ اليَهودِ وغَيرِ اليَهودِ، وواجَهْتُ أخطارًا في المُدُنِ، وأخطارًا في البَراري، وأخطارًا في البَحرِ، وأخطارًا مِنَ الإخوَةِ الكَذّابـينَ. عانَيتُ الكَدّ والتّعَبَ والسّهَرَ الدّائِمَ، والجُوعَ والعَطَشَ والصّومَ الكثيرَ والبَردَ والعُريَ. وهذا كُلّهُ إلى جانِبِ ما أُعانيهِ كُلّ يومٍ مِن اَهتمامٍ بِجميعِ الكنّائِسِ. فمَنْ يَضعُفُ وأنا لا أضعُفُ معَهُ، ومَنْ يقَعُ في الخَطيئَةِ وأنا لا أحتَرِقُ مِنَ الحُزنِ علَيهِ. إنْ كانَ لا بُدّ مِنَ الافتخارِ، فأنا أفتَخِرُ بِضُعفي. واللهُ أبو رَبّنا يَسوعَ - تَباركَ إلى الأبَدِ - يَعرِفُ أنّي لا أكذِبُ، وأنّ والي المَلِكِ الحارِثِ على دِمشقَ أمَرَ بِحراسَةِ المدينةِ لِلقَبضِ علَيّ. ولكِنّ الإخوَةَ وضَعوني في قُفّةٍ وأنزَلوني مِنْ كُــوّةٍ في السّورِ، فنَجَوتُ مِنْ يَدَيْه.

كورنثوس الثانية 4:11-33 الترجمة العربية المشتركة (المشتركة)

فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُــبَــشّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الذي بَشّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ التي تَلقّيتُموها. لكُنتُم اَحتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنّ أنّي أقَلّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ «الرّسُلِ العِظامِ!» فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلّ شيءٍ. فهَلْ أَخطَأتُ حينَ حَمَلْتُ إلَيكُم مَجّانًا بِشارَةَ اللهِ وأذْلَلْتُ نَفسي لِتَرتَفِعوا أنتُم؟ حَرَمتُ كنائِسَ أُخْرى وأخَذتُ مِنها النّفقَةَ لِخِدمَتِكُم. وما ثَقّلتُ على أحدٍ مِنكُم حينَ كانَت بـي حاجَةٌ وأنا بَينَكُم، فالإخوَةُ الذينَ جاؤُوا مِنْ مكدونِـيّةَ سَدّوا حاجَتي. وهكذا حَرَصتُ أنْ لا أُثَقّلَ علَيكُم في شيءٍ وسأحرِصُ أيضًا. وبِحقّ المَسيحِ فِـيّ، لَنْ يَسلُبَني أحدٌ هذِهِ المَفخَرَةَ في بلادِ آخائيةَ. ولِماذا؟ ألأنّي لا أُحِبّكُم؟ اللهُ يَعلَمُ كَمْ أنا أُحِبّكُم. وما أعمَلُهُ الآنَ سأعمَلُهُ حتى أُبطِلَ دَعوى الذينَ يُحاوِلونَ أنْ يَدّعوا فيما يُفاخِرونَ بِه أنّهُم يَعمَلونَ مِثلَما نَعمَلُ. هُمْ رُسُلٌ كَذّابونَ وعامِلونَ مُخادِعونَ يَظهَرونَ بِمَظهَرِ رُسُلِ المَسيحِ. ولا عَجَبَ، فالشّيطانُ نَفسُهُ يَظهَرُ بِمَظهَرِ مَلاكِ النّورِ، فلا أقَلّ مِنْ أنْ يَظهَرَ خَدَمُهُ بِمَظهَرِ الخَدَمِ الصّالِحينَ. هَؤلاءِ عاقِبَــتُهُم على قَدْرِ أعمالِهِم. أُكَرّرُ القَولَ: لا يَظُنّ أحدٌ أنّي جاهِلٌ، وإلاّ فاَقبَلوني ولَو كَجاهِلٍ لِـيكونَ لي شيءٌ أُفاخِرُ بِه. ما أقولُهُ هُنا لا أَقولُهُ وَفْقًا للرّبِّ، بَلْ أقولُهُ كجاهِلٍ لَه الجُرأةُ أنْ يُفاخِرَ. ولكِنْ ما دامَ كثيرٌ مِنكُم يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشرِيّةً، فلي أنا أيضًا أنْ أُفاخِرَ. وأنتُمُ العُقَلاءُ تَحتَمِلونَ الجُهَلاءَ بِسُرورٍ. نعَمْ، تَحتَمِـلـونَ كُـلّ مَــــنْ يَستَعبِـدُكُم ويَنهَبُكُم ويَسلُبُكُم ويَتكَبّرُ علَيكُم ويَلطِمُكُم. فيا لَلخَجَلِ! يَظهرُ أنّنا كُنّا ضُعفاءَ في هذا السّبـيلِ. فالذي يُباهونَ بِه - وكلامي كلامُ جاهِلٍ - أُباهي بِه أيضًا. إنْ كانوا عِبرانيّينَ فأنا عِبرانِـيّ، أو إِسرائيليّينَ فأنا إِسرائيليّ، أو مِنْ ذُرِيّةِ إبراهيمَ فأنا مِنْ ذُرِيّةِ إبراهيمَ. وإنْ كانوا خَدَمَ المَسيحِ - أقولُ هذا كأحمقَ - فأنا أفوقُهُم: في الجِهادِ جاهَدْتُ أكثرَ مِنهُم، في دُخولِ السّجونِ قاسَيتُ أكثرَ مِنهُم، في الضّرْبِ تَحمّلْتُهُ أكثَرَ مِنهُم بِكثيرٍ وتَعرّضتُ لِلمَوتِ مِرارًا، جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرّاتٍ تِسعًا وثَلاثينَ جلدَةً. وضرَبَني الرّومانيّونَ بِالعِصِيّ ثلاثَ مَرّاتٍ، ورَجَمَني النّاسُ مَرّةً واحدةً، واَنكسَرَتْ بـيَ السّفينَةُ ثلاثَ مَرّاتٍ، وقَضَيتُ نَهارًا ولَيلَةً في عَرْضِ البَحرِ. وفي أسفاري المُتَعَدّدةِ تَعرّضتُ لِخَطَرِ الأنهارِ واللّصوصِ، ولِخطَرِ اليَهودِ وغَيرِ اليَهودِ، وواجَهْتُ أخطارًا في المُدُنِ، وأخطارًا في البَراري، وأخطارًا في البَحرِ، وأخطارًا مِنَ الإخوَةِ الكَذّابـينَ. عانَيتُ الكَدّ والتّعَبَ والسّهَرَ الدّائِمَ، والجُوعَ والعَطَشَ والصّومَ الكثيرَ والبَردَ والعُريَ. وهذا كُلّهُ إلى جانِبِ ما أُعانيهِ كُلّ يومٍ مِن اَهتمامٍ بِجميعِ الكنّائِسِ. فمَنْ يَضعُفُ وأنا لا أضعُفُ معَهُ، ومَنْ يقَعُ في الخَطيئَةِ وأنا لا أحتَرِقُ مِنَ الحُزنِ علَيهِ. إنْ كانَ لا بُدّ مِنَ الافتخارِ، فأنا أفتَخِرُ بِضُعفي. واللهُ أبو رَبّنا يَسوعَ - تَباركَ إلى الأبَدِ - يَعرِفُ أنّي لا أكذِبُ، وأنّ والي المَلِكِ الحارِثِ على دِمشقَ أمَرَ بِحراسَةِ المدينةِ لِلقَبضِ علَيّ. ولكِنّ الإخوَةَ وضَعوني في قُفّةٍ وأنزَلوني مِنْ كُــوّةٍ في السّورِ، فنَجَوتُ مِنْ يَدَيْه.

كورنثوس الثانية 4:11-33 الكِتاب المُقَدَّس: التَّرْجَمَةُ العَرَبِيَّةُ المُبَسَّطَةُ (ت ع م)

إذْ يَبدُو أنَّكُمْ مُسْتَعِدُّونَ لِقُبُولِ مَنْ يَأتِي إلَيكُمْ مُبَشِّرًا بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نُبَشِّر بِهِ، وَرُوحٍ آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ مِنَّا! وَأنَا لَا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شَأنًا فِي شَيءٍ مِنْ هَؤُلَاءِ «الرُّسُلِ العِظَامِ» الَّذِينَ يَأْتُونَ إلَيكُمْ. رُبَّمَا أكُونُ مَحدُودَ القُدرَةِ فِي الكَلَامِ، غَيْرَ أنِّي لَسْتُ مَحدُودًا فِي المَعْرِفَةِ! وَقَدْ بَرهَنَّا لَكُمْ هَذَا بِوُضُوحٍ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ وَفِي كُلِّ أمرٍ. أمْ لَعَلِّي ارتَكَبتُ خَطِيَّةً بِإنزَالِ مَقَامِي، إذْ بَشَّرتُكُمْ دُونَ مُقَابِلٍ، لِكَي يَرْتَفِعَ مَقَامُكُمْ؟ فَقَدْ أثقَلتُ عَلَى كَنَائِسَ أُخْرَى مَادِّيًا، لِكَي أتَمَكَّنَ مِنْ خِدمَتِكُمْ. وَلَمَّا كُنْتُ أحتَاجُ إلَى شَيءٍ وَأنَا مَعَكُمْ، لَمْ أُثقِلْ عَلَى أحَدٍ مِنْكُمْ. بَلْ إنَّ الإخوَةَ الَّذِينَ وَصَلُوا مِنْ مَكدُونِيَّةَ هُمُ الَّذِينَ سَدُّوا حَاجَتِي. وَفِي كُلِّ شَيءٍ لَمْ أسمَحْ لِنَفْسِي، وَلَنْ أسمَحَ لَهَا، بِأنْ تَكُونَ عِبئًا عَلَيْكُمْ. وَمَا دَامَ حَقُّ المَسِيحِ فِي دَاخِلي، لَنْ يَمْنَعَنِي أحَدٌ مِنَ الافتِخَارِ بِهَذَا فِي كُلِّ مُقَاطَعَةِ أخَائِيَّةَ. لِمَاذَا؟ ألِأنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ يَعْلَمُ اللهُ كَمْ أُحِبُّكُمْ! لَكِنِّي سَأُواصِلُ مَا أعمَلُهُ، لِكَي لَا أترُكَ مَجَالًا لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَفْتَخِرُونَ بِأنَّ عَمَلَهُمْ مُسَاوٍ لِعَمَلِنَا. فَمِثْلُ هَؤُلَاءِ هُمْ رُسُلٌ زَائِفُونَ، عُمَّالٌ مُخَادِعُونَ، يَتَنَكَّرُونَ فِي صُورَةِ رُسُلٍ لِلمَسِيحِ. وَلَا عَجَبَ فِي ذَلِكَ، فَالشَّيطَانُ نَفْسُهُ يَتَنَكَّرُ فِي صُورَةِ مَلَاكِ نُورٍ! فَلَيْسَ صَعبًا أنْ يَتَنَكَّرَ خُدَّامُهُ فِي صُورَةِ خُدَّامٍ لِلبِرِّ، لَكِنَّهُمْ سَيَنَالُونَ فِي النِّهَايَةِ مَا يَسْتَحِقُّونَهُ جَزَاءَ مَا فَعَلُوا. وَهَا أنَا أقُولُ مِنْ جَدِيدٍ: لَا يَظُنَّ أحَدٌ أنِّي أحمَقُ! لَكِنْ إنْ ظَنَنتُمْ هَذَا، فَاقبَلُونِي عَلَى أنِّي أحمَقُ، لِكَي أتَمَكَّنَ مِنَ الافتِخَارِ قَلِيلًا. وَأنَا لَا أقُولُ مَا أقُولُهُ الآنَ كَمَا لَوْ أنَّ الرَّبَّ يُرِيدُنِي أنْ أقُولَ ذَلِكَ، بَلْ كَأحمَقَ يَجرؤُ عَلَى الافتِخَارِ! يَفْتَخِرُ كَثِيرُونَ بِنَجَاحِهِمُ الدُّنيَوِيِّ، فَسَأفتَخِرُ أنَا أيْضًا! فَأنْتُمُ العُقَلَاءُ تَحْتَمِلُونَ الحَمْقَى بِسُرُورٍ. تَحْتَمِلُونَ أنْ يَسْتَعْبِدَكُمْ أحَدٌ، أوْ أنْ يَسْتَغِلَّكُمْ أحَدٌ، أوْ أنْ يَنْتَفِخَ عَلَيْكُمْ أحَدٌ، أوْ أنْ يَصْفَعَكُمْ أحَدٌ عَلَى وُجُوهِكُمْ! فَيَا لِلخَجَلِ! كَمْ كُنَّا ضُعَفَاءَ مَعَكُمْ! لَكِنْ حَيْثُ إنِّي أتَكَلَّمُ بِحُمقٍ، إنْ كَانَ أحَدٌ يَجْرُؤُ عَلَى الافتِخَارِ، فَسَأفتَخِرُ أنَا أيْضًا. هَلْ هُمْ عِبرَانِيُّونَ؟ فَأنَا عِبرَانِيٌّ كَذَلِكَ. هَلْ هُمْ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ؟ فَأنَا كَذَلِكَ. هَلْ هُمْ مِنْ أوْلَادِ إبرَاهِيمَ؟ فَأنَا كَذَلِكَ. هَلْ هُمْ خُدَّامُ المَسِيحِ؟ أقُولُ كَمُختَلِّ العَقلِ، إنِّي أفُوقُهُمْ فِي ذَلِكَ! فَقَدْ جَاهَدتُ أكْثَرَ، وَسُجِنتُ أكْثَرَ، وَتَعَرَّضتُ لِلضَّربِ الشَّدِيدِ، وَوَاجَهتُ خَطَرَ المَوْتِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً. جَلَدَنِي اليَهُودُ خَمْسَ مَرَّاتٍ، تِسعًا وَثَلَاثِينَ جَلدَةً فِي كُلِّ مَرَّةٍ. وَضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَرُجِمتُ مَرَّةً، وَتَحَطَّمَتْ بِي السَّفِينَةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، وَأمضَيتُ نَهَارًا وَلَيلَةً فِي مِيَاهِ البَحْرِ. سَافَرتُ بَرًّا أسفَارًا كَثِيرَةً. وَتَعَرَّضتُ لِمَخَاطِرِ السُّيُولِ، وَمَخَاطِرِ اللُّصُوصِ، وَمَخَاطِرَ مِنَ اليَهُودِ وَمِنْ غَيْرِ اليَهُودِ، وَمَخَاطِرَ فِي المَدِينَةِ، وَمَخَاطِرَ فِي الرِّيفِ، وَمَخَاطِرَ فِي البَحْرِ، وَمَخَاطِرَ مِنَ الإخوَةِ الزَّائِفِينَ. عِشتُ وَسَطَ الكَدِّ وَالتَّعَبِ. وَفِي لَيَالٍ كَثِيرَةٍ لَمْ أعرِف طَعمَ النَّومِ. جُعتُ وَعَطِشتُ. وَبَقِيتُ دُونَ طَعَامٍ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً، وَقَاسَيتُ البَردَ دُونَ مَلَابِسَ. وَفَضلًا عَنْ هَذِهِ المَشَاكِلِ كُلِّهَا، عَلَيَّ ضُغُوطٌ يَوْمِيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِالِاهْتِمَامِ بِأُمُورِ كُلِّ الكَنَائِسِ. فَمَنْ يَضْعُفُ وَلَا أُشَارِكُهُ ضَعفَهُ؟ وَمَنْ يَسْقُطُ فِي خَطِيَّةٍ وَلَا ألتَهِبُ؟ فَإنْ كَانَ لَا بُدَّ لِي أنْ أفتَخِرَ، فَسَأفتَخِرُ بِمَا يُظْهِرُ ضَعفِي. وَيَعْلَمُ إلَهُ الرَّبِّ يَسُوعَ وَأبُوهُ المُبَارَكُ إلَى الأبَدِ، أنِّي لَا أكذِبُ. فَعِنْدَمَا كُنْتُ فِي دِمَشقَ، أمَرَ الوَالِي الَّذِي يَعْمَلُ تَحْتَ سُلطَةِ المَلِكِ الحَارِثِ بِحِرَاسَةِ المَدِينَةِ لِكَي يَقْبِضَ عَلَيَّ. لَكِنَّ الإخوَةَ أنزَلُونِي فِي سَلِّةٍ مِنْ نَافِذَةٍ فِي سُورِ المَدِينَةِ، فَنَجَوتُ مِنْ يَدِهِ.

كورنثوس الثانية 4:11-33 كتاب الحياة (KEH)

فَإِذَا كَانَ مَنْ يَأْتِيكُمْ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نُبَشِّرْ بِهِ نَحْنُ أَوْ كُنْتُمْ تَنَالُونَ رُوحاً آخَرَ لَمْ تَنَالُوهُ، أَوْ تَقْبَلُونَ إِنْجِيلاً لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَإِنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ ذَلِكَ بِكُلِّ سُرُورٍ. فَإِنِّي أَعْتَبِرُ نَفْسِي غَيْرَ مُتَخَلِّفٍ فِي شَيْءٍ عَنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ الْمُتَفَوِّقِينَ. فَمَعَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ كَلامَ الْعَامَّةِ غَيْرَ الْفَصِيحِ، فَلا تَنْقُصُنِي الْمَعْرِفَةُ. وَإِنَّمَا أَظْهَرْنَا لَكُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَ الْجَمِيعِ. أَيَكُونُ ذَنْبِي إِذَنْ، أَنِّي بَشَّرْتُكُمْ بِالإِنْجِيلِ دُونَ أُجْرَةٍ مِنْكُمْ، فَأَنْقَصْتُ قَدْرِي لِيَزْدَادَ قَدْرُكُمْ؟ ظَلَمْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى بِتَحْمِيلِهَا نَفَقَةَ خِدْمَتِكُمْ. وَحِينَ كُنْتُ عِنْدَكُمْ وَاحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ. إِذْ سَدَّ حَاجَتِي الإِخْوَةُ الَّذِينَ جَاءُوا مِنْ مُقَاطَعَةِ مَقِدُونِيَّةَ. وَقَدْ حَفِظْتُ نَفْسِي، وَسَأَحْفَظُهَا أَيْضاً، مِنْ أَنْ أَكُونَ ثَقِيلاً عَلَيْكُمْ فِي أَيِّ شَيْءٍ. وَمَادَامَ حَقُّ الْمَسِيحِ فِيَّ، لَنْ يُوقِفَ أَحَدٌ افْتِخَارِي هَذَا فِي بِلادِ أَخَائِيَةَ كُلِّهَا! لِمَاذَا؟ أَلأَنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ اللهُ يَعْلَمُ! وَلَكِنْ، سَأَفْعَلُ مَا أَنَا فَاعِلُهُ الآنَ لأُسْقِطَ حُجَّةَ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ حُجَّةً تُبَيِّنُ أَنَّهُمْ مِثْلُنَا فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. فَإِنَّ أَمْثَالَ هَؤُلاءِ هُمْ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عُمَّالٌ مَاكِرُونَ، يُظْهِرُونَ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ رُسُلِ الْمَسِيحِ. وَلا عَجَبَ! فَالشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُظْهِرُ نَفْسَهُ بِمَظْهَرِ مَلاكِ نُورٍ. فَلَيْسَ كَثِيراً إِذَنْ أَنْ يُظْهِرَ خُدَّامُهُ أَنْفُسَهُمْ بِمَظْهَرِ خُدَّامِ الْبِرِّ. وَإِنَّ عَاقِبَتَهُمْ سَتَكُونُ عَلَى حَسَبِ أَعْمَالِهِمْ. أَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى: لَا يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ وَإلَّا، فَاقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، كَيْ أَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضاً قَلِيلاً! وَمَا أَتَكَلَّمُ بِهِ هُنَا، لَا أَتَكَلَّمُ بِهِ وَفْقاً لِلرَّبِّ، بَلْ كَأَنِّي فِي الْغَبَاوَةِ، وَلِي هذِهِ الثِّقَةُ الَّتِي تَدْفَعُنِي إِلَى الافْتِخَارِ: بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ بِمَا يُوَافِقُ الْجَسَدَ، فَأَنَا أَيْضاً سَأَفْتَخِرُ. فَلأَنَّكُمْ عُقَلاءُ، تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ بِسُرُورٍ! فَإِنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ كُلَّ مَنْ يَسْتَعْبِدُكُمْ، وَيَفْتَرِسُكُمْ، وَيَسْتَغِلُّكُمْ، وَيَتَكَبَّرُ عَلَيْكُمْ، وَيَلْطِمُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ. يَالَلْمَهَانَةِ! كَمْ كُنَّا ضُعَفَاءَ فِي مُعَامَلَتِنَا لَكُمْ! وَلَكِنْ، مَادُمْتُ أَتَكَلَّمُ فِي غَبَاوَةٍ، فَكُلُّ مَا يَتَجَرَّأُ عَلَيْهِ هَؤُلاءِ، أَتَجَرَّأُ عَلَيْهِ أَنَا أَيْضاً. فَإِنْ كَانُوا عِبْرَانِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ إِسْرَائِيلِيِّينَ، فَأَنَا كَذَلِكَ؛ أَوْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ؛ فَأَنَا كَذَلِكَ! وَإِنْ كَانُوا خُدَّامَ الْمَسِيحِ، أَتَكَلَّمُ كَأَنِّي فَقَدْتُ صَوَابِي، فَأَنَا مُتَفَوِّقٌ عَلَيْهِمْ: فِي الأَتْعَابِ أَوْفَرُ مِنْهُمْ جِدّاً، فِي الْجَلْدَاتِ فَوْقَ الْحَدِّ، فِي السُّجُونِ أَوْفَرُ جِدّاً، فِي التَّعَرُّضِ لِلْمَوْتِ أَكْثَرُ مِرَاراً. مِنَ الْيَهُودِ تَلَقَّيْتُ الْجَلْدَ خَمْسَ مَرَّاتٍ، كُلَّ مَرَّةٍ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلّا وَاحِدَةً. ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. رُجِمْتُ بِالْحِجَارَةِ مَرَّةً. تَحَطَّمَتْ بِيَ السَّفِينَةُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. قَضَّيْتُ فِي عَرْضِ الْبَحْرِ يَوْماً بِنَهَارِهِ وَلَيْلِهِ. سَافَرْتُ أَسْفَاراً عَدِيدَةً؛ وَوَاجَهَتْنِي أَخْطَارُ السُّيُولِ الْجَارِفَةِ، وَأَخْطَارُ قُطَّاعِ الطُّرُقِ، وَأَخْطَارٌ مِنْ بَنِي جِنْسِي، وَأَخْطَارٌ مِنَ الْوَثَنَيِّينَ، وَأَخْطَارٌ فِي الْمُدُنِ، وَأَخْطَارٌ فِي الْبَرَارِي، وَأَخْطَارٌ فِي الْبَحْرِ، وَأَخْطَارٌ بَيْنَ إِخْوَةٍ دَجَّالِينَ. وَكَمْ عَانَيْتُ مِنَ التَّعَبِ وَالْكَدِّ وَالسَّهَرِ الطَّوِيلِ، وَالْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَالصَّوْمِ الْكَثِيرِ، وَالْبَرْدِ وَالْعُرْيِ. وَفَضْلاً عَنْ هَذِهِ الْمَخَاطِرِ الْخَارِجِيَّةِ، يَزْدَادُ عَلَيَّ الضَّغْطُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ، إِذْ أَحْمِلُ هَمَّ جَمِيعِ الْكَنَائِسِ. أَهُنَالِكَ مَنْ يَضْعُفُ وَلا أَضْعُفُ أَنَا، وَمَنْ يَتَعَثَّرُ وَلا أَحْتَرِقُ أَنَا؟ إِنْ كَانَ لابُدَّ مِنَ الافْتِخَارِ، فَإِنِّي سَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. وَيَعْلَمُ اللهُ، أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ، الْمُبَارَكُ إِلَى الأَبَدِ، أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ: فَإِنَّ الْحَاكِمَ الَّذِي أَقَامَهُ الْمَلِكُ الْحَارِثُ عَلَى وِلايَةِ دِمَشْقَ، شَدَّدَ الْحِرَاسَةَ عَلَى مَدِينَةِ دِمَشْقَ، رَغْبَةً فِي الْقَبْضِ عَلَيَّ، وَلَكِنِّي تَدَلَّيْتُ فِي سَلَّةٍ مِنْ نَافِذَةٍ فِي السُّورِ، فَنَجَوْتُ مِنْ يَدِهِ.

كورنثوس الثانية 4:11-33 الكتاب المقدس (AVD)

فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ ٱلْآتِي يَكْرِزُ بِيَسُوعَ آخَرَ لَمْ نَكْرِزْ بِهِ، أَوْ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ رُوحًا آخَرَ لَمْ تَأْخُذُوهُ، أَوْ إِنْجِيلًا آخَرَ لَمْ تَقْبَلُوهُ، فَحَسَنًا كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ! لِأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئًا عَنْ فَائِقِي ٱلرُّسُلِ. وَإِنْ كُنْتُ عَامِّيًّا فِي ٱلْكَلَامِ، فَلَسْتُ فِي ٱلْعِلْمِ، بَلْ نَحْنُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَاهِرُونَ لَكُمْ بَيْنَ ٱلْجَمِيعِ. أَمْ أَخْطَأْتُ خَطِيَّةً إِذْ أَذْلَلْتُ نَفْسِي كَيْ تَرْتَفِعُوا أَنْتُمْ، لِأَنِّي بَشَّرْتُكُمْ مَجَّانًا بِإِنْجِيلِ ٱللهِ؟ سَلَبْتُ كَنَائِسَ أُخْرَى آخِذًا أُجْرَةً لِأَجْلِ خِدْمَتِكُمْ، وَإِذْ كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَكُمْ وَٱحْتَجْتُ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَحَدٍ. لِأَنَّ ٱحْتِيَاجِي سَدَّهُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ أَتَوْا مِنْ مَكِدُونِيَّةَ. وَفِي كُلِّ شَيْءٍ حَفِظْتُ نَفْسِي غَيْرَ ثَقِيلٍ عَلَيْكُمْ، وَسَأَحْفَظُهَا. حَقُّ ٱلْمَسِيحِ فِيَّ. إِنَّ هَذَا ٱلِٱفْتِخَارَ لَا يُسَدُّ عَنِّي فِي أَقَالِيمِ أَخَائِيَةَ. لِمَاذَا؟ أَلِأَنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ ٱللهُ يَعْلَمُ. وَلَكِنْ مَا أَفْعَلُهُ سَأَفْعَلُهُ لِأَقْطَعَ فُرْصَةَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً كَيْ يُوجَدُوا كَمَا نَحْنُ أَيْضًا فِي مَا يَفْتَخِرُونَ بِهِ. لِأَنَّ مِثْلَ هَؤُلَاءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ ٱلْمَسِيحِ. وَلَا عَجَبَ. لِأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلَاكِ نُورٍ! فَلَيْسَ عَظِيمًا إِنْ كَانَ خُدَّامُهُ أَيْضًا يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ كَخُدَّامٍ لِلْبِرِّ. ٱلَّذِينَ نِهَايَتُهُمْ تَكُونُ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ. أَقُولُ أَيْضًا: لَا يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. وَإِلَّا فَٱقْبَلُونِي وَلَوْ كَغَبِيٍّ، لِأَفْتَخِرَ أَنَا أَيْضًا قَلِيلًا. ٱلَّذِي أَتَكَلَّمُ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ بِحَسَبِ ٱلرَّبِّ، بَلْ كَأَنَّهُ فِي غَبَاوَةٍ، فِي جَسَارَةِ ٱلِٱفْتِخَارِ هَذِهِ. بِمَا أَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضًا. فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ ٱلْأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلَاءُ! لِأَنَّكُمْ تَحْتَمِلُونَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْكُلُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْخُذُكُمْ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَرْتَفِعُ! إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَضْرِبُكُمْ عَلَى وُجُوهِكُمْ! عَلَى سَبِيلِ ٱلْهَوَانِ أَقُولُ: كَيْفَ أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ! وَلَكِنَّ ٱلَّذِي يَجْتَرِئُ فِيهِ أَحَدٌ، أَقُولُ فِي غَبَاوَةٍ: أَنَا أَيْضًا أَجْتَرِئُ فِيهِ. أَهُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ نَسْلُ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. أَهُمْ خُدَّامُ ٱلْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمُخْتَلِّ ٱلْعَقْلِ، فَأَنَا أَفْضَلُ: فِي ٱلْأَتْعَابِ أَكْثَرُ، فِي ٱلضَّرَبَاتِ أَوْفَرُ، فِي ٱلسُّجُونِ أَكْثَرُ، فِي ٱلْمِيتَاتِ مِرَارًا كَثِيرَةً. مِنَ ٱلْيَهُودِ خَمْسَ مَرَّاتٍ قَبِلْتُ أَرْبَعِينَ جَلْدَةً إِلَّا وَاحِدَةً. ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِٱلْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ٱنْكَسَرَتْ بِيَ ٱلسَّفِينَةُ، لَيْلًا وَنَهَارًا قَضَّيْتُ فِي ٱلْعُمْقِ. بِأَسْفَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، بِأَخْطَارِ سُيُولٍ، بِأَخْطَارِ لُصُوصٍ، بِأَخْطَارٍ مِنْ جِنْسِي، بِأَخْطَارٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ، بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْمَدِينَةِ، بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، بِأَخْطَارٍ فِي ٱلْبَحْرِ، بِأَخْطَارٍ مِنْ إِخْوَةٍ كَذَبَةٍ. فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ، فِي أَسْهَارٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ، فِي أَصْوَامٍ مِرَارًا كَثِيرَةً، فِي بَرْدٍ وَعُرْيٍ. عَدَا مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ: ٱلتَّرَاكُمُ عَلَيَّ كُلَّ يَوْمٍ، ٱلِٱهْتِمَامُ بِجَمِيعِ ٱلْكَنَائِسِ. مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لَا أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لَا أَلْتَهِبُ؟ إِنْ كَانَ يَجِبُ ٱلِٱفْتِخَارُ، فَسَأَفْتَخِرُ بِأُمُورِ ضَعْفِي. ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي هُوَ مُبَارَكٌ إِلَى ٱلْأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ أَكْذِبُ. فِي دِمَشْقَ، وَالِي ٱلْحَارِثِ ٱلْمَلِكِ كَانَ يَحْرُسُ مَدِينَةَ ٱلدِّمَشْقِيِّينَ، يُرِيدُ أَنْ يُمْسِكَنِي، فَتَدَلَّيْتُ مِنْ طَاقَةٍ فِي زَنْبِيلٍ مِنَ ٱلسُّورِ، وَنَجَوْتُ مِنْ يَدَيْهِ.

كورنثوس الثانية 4:11-33 الكتاب الشريف (SAB)

لِأَنَّكُمْ عَلَى أَتَمِّ الْاِسْتِعْدَادِ أَنْ تَقْبَلُوا إِنْ كَانَ وَاحِدٌ يَأْتِي إِلَيْكُمْ لِيُبَشِّرَكُمْ بِعِيسَى آخَرَ غَيْرِ الَّذِي بَشَّرْنَاكُمْ بِهِ، أَوْ لِتَنَالُوا رُوحًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي نِلْتُمُوهُ، أَوْ لِتَقْبَلُوا إِنْجِيلًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي قَبِلْتُمُوهُ! فَهَلْ أَنَا أَقَلُّ شَأْنًا مِنْ هَؤُلَاءِ ”الرُّسُلِ الْعُظَمَاءِ“؟ لَا أَظُنُّ! حَتَّى إِنْ كُنْتُ غَيْرَ فَصِيحٍ فِي الْكَلَامِ، لَكِنِّي غَيْرُ نَاقِصٍ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَنَحْنُ أَوْضَحْنَا هَذَا لَكُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَبِكُلِّ طَرِيقَةٍ. فَهَلْ أَخْطَأْتُ بِأَنِّي بَلَّغْتُكُمْ بُشْرَى اللهِ مَجَّانًا، فَأَنْزَلْتُ مِنْ مَقَامِي، لِكَيْ يَرْتَفِعَ مَقَامُكُمْ؟ كَانَتْ هُنَاكَ جَمَاعَاتٌ أُخْرَى تَعُولُنِي، فَكَأَنِّي سَلَبْتُهُمْ هُمْ، لِكَيْ أَخْدِمَكُمْ أَنْتُمْ. وَلَمَّا احْتَجْتُ إِلَى شَيْءٍ وَأَنَا عِنْدَكُمْ، لَمْ أُثَقِّلْ عَلَى أَيِّ وَاحِدٍ فِيكُمْ. لِأَنَّ الْإِخْوَةَ الَّذِينَ حَضَرُوا مِنْ شَمَالِ الْيُونَانِ أَعْطَوْنِي مَا كُنْتُ أَحْتَاجُ إِلَيْهِ. فَلَمْ أُثَقِّلْ عَلَيْكُمْ، وَلَنْ أُثَقِّلَ أَبَدًا. وَمَا دَامَ حَقُّ الْمَسِيحِ فِيَّ، لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ فِي بِلَادِ جَنُوبِ الْيُونَانِ أَنْ يَمْنَعَنِي مِنْ أَنْ أَفْتَخِرَ. لِمَاذَا؟ هَلْ لِأَنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ اللهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكُمْ. بَلْ سَأَسْتَمِرُّ فِي عَمَلِ مَا أَعْمَلُهُ الْآنَ، لِكَيْ لَا أُعْطِيَ فُرْصَةً لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ فُرْصَةً لِيَظْهَرُوا أَنَّهُمْ مُسَاوُونَ لَنَا فِي الْأُمُورِ الَّتِي يَفْتَخِرُونَ بِهَا. هَؤُلَاءِ هُمْ رُسُلٌ مُزَيَّفُونَ، عُمَّالٌ غَيْرُ أُمَنَاءَ، وَيَظْهَرُونَ كَأَنَّهُمْ رُسُلُ الْمَسِيحِ. وَلَا عَجَبَ، لِأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يَظْهَرُ وَكَأَنَّهُ مَلَاكُ نُورٍ. فَلَيْسَ مِنَ الْغَرِيبِ إِذَنْ أَنْ يَظْهَرَ خُدَّامُهُ وَكَأَنَّهُمْ خُدَّامُ الصَّلَاحِ. لَكِنْ سَتَكُونُ نِهَايَتُهُمْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ. أُكَرِّرُ مَرَّةً أُخْرَى، يَجِبُ أَنْ لَا يَظُنَّ أَحَدٌ أَنِّي غَبِيٌّ. أَمَّا إِنْ كُنْتُمْ تَظُنُّونَ أَنِّي غَبِيٌّ، إِذَنْ فَاقْبَلُونِي كَغَبِيٍّ لِكَيْ أَفْتَخِرَ وَلَوْ قَلِيلًا. فَمَا أَقُولُهُ الْآنَ، لَيْسَ مِنَ الْمَسِيحِ، بَلْ أَتَكَلَّمُ مِثْلَ وَاحِدٍ غَبِيٍّ عِنْدَهُ الْجَرَاءَةُ أَنْ يَفْتَخِرَ. لِأَنَّ كَثِيرِينَ يَفْتَخِرُونَ بِامْتِيَازَاتِهِمِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَلِمَاذَا لَا أَفْتَخِرُ أَنَا أَيْضًا؟ لَا شَكَّ أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الْعُقَلَاءُ تَحْتَمِلُونَ الْجُهَلَاءَ بِسُرُورٍ. نَعَمْ، أَنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ يَسْتَعْبِدُكُمْ، أَوْ يَسْتَغِلُّكُمْ، أَوْ يَسْلُبُكُمْ، أَوْ يَسْتَعْلِي عَلَيْكُمْ، أَوْ يَلْطِمُكُمْ عَلَى الْوَجْهِ. وَإِنِّي أَعْتَرِفُ بِخَجَلٍ، أَنَّنَا كُنَّا ضُعَفَاءَ فَلَمْ نَعْمَلْ هَذَا مَعَكُمْ! لَكِنْ بِمَا أَنِّي أَتَكَلَّمُ بِغَبَاءٍ، فَكُلُّ مَا يُرِيدُ أَنْ يَفْتَخِرَ بِهِ هَؤُلَاءِ، فَأَنَا أَيْضًا أَفْتَخِرُ بِهِ. هَلْ هُمْ عِبْرَانِيُّونَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. هَلْ هُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ فَأَنَا أَيْضًا. هَلْ هُمْ مِنْ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ؟ فَأَنَا كَذَلِكَ. هَلْ هُمْ خُدَّامُ الْمَسِيحِ؟ أَقُولُ كَمَجْنُونٍ، أَنَا أَحْسَنُ مِنْهُمْ! فَقَدْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ، وَسُجِنْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ، وَجُلِدْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ، وَتَعَرَّضْتُ لِلْمَوْتِ أَكْثَرَ مِنْهُمْ. جَلَدَنِي الْيَهُودُ 5 مَرَّاتٍ، فِي كُلِّ مَرَّةٍ 39 جَلْدَةً. ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ 3 مَرَّاتٍ. رُجِمْتُ بِالْحِجَارَةِ مَرَّةً. تَحَطَّمَتْ بِيَ السَّفِينَةُ 3 مَرَّاتٍ. قَضَيْتُ يَوْمًا كَامِلًا، بِنَهَارِهِ وَلَيْلِهِ، فِي عَرْضِ الْبَحْرِ. وَفِي سَفَرِي الْكَثِيرِ، وَاجَهْتُ مَخَاطِرَ مِنْ أَنْهَارٍ وَمَخَاطِرَ مِنْ لُصُوصٍ، مَخَاطِرَ مِنْ يَهُودٍ وَمَخَاطِرَ مِنْ غَيْرِ يَهُودٍ، مَخَاطِرَ فِي الْمُدُنِ وَمَخَاطِرَ فِي الْقَفْرِ، مَخَاطِرَ فِي الْبَحْرِ وَمَخَاطِرَ مِنْ إِخْوَةٍ مُزَيَّفِينَ. فِي تَعَبٍ وَمَشَقَّةٍ، وَفِي سَهَرٍ بِلَا نَوْمٍ. قَاسَيْتُ مِنَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ وَقِلَّةِ التَّغْذِيَةِ وَمِنَ الْبَرْدِ وَمِنْ قِلَّةِ الْمَلَابِسِ. وَبِالْإِضَافَةِ إِلَى كُلِّ هَذَا، هُنَاكَ انْشِغَالِيَ الْيَوْمِيُّ بِمَسْؤولِيَّةِ كُلِّ جَمَاعَاتِ الْمُؤْمِنِينَ. مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لَا أَضْعُفُ مَعَهُ! مَنْ يَقَعُ فِي الْخَطِيئَةِ، وَأَنَا لَا أَحْتَرِقُ مِنَ الْحُزْنِ عَلَيْهِ! إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ الْاِفْتِخَارِ، فَإِنِّي أَفْتَخِرُ بِالْأُمُورِ الَّتِي تُبَيِّنُ أَنِّي ضَعِيفٌ. اللهُ أَبُو سَيِّدِنَا عِيسَى، تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْأَبَدِ، يَعْلَمُ أَنِّي لَا أَكْذِبُ. حَاكِمُ دِمَشْقَ الَّذِي يَعْمَلُ تَحْتَ سُلْطَةِ الْمَلِكِ الْحَارِثِ، أَمَرَ بِحِرَاسَةِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ لِكَيْ يَقْبِضَ عَلَيَّ. لَكِنَّ الْإِخْوَةَ وَضَعُونِي فِي قُفَّةٍ، وَأَنْزَلُونِي مِنْ نَافِذَةٍ فِي السُّورِ، وَهَرَبْتُ مِنْهُ.

كورنثوس الثانية 4:11-33 الترجمة الكاثوليكيّة (اليسوعيّة) (ت.ك.ع)

فإِذا جاءَكُم أَحَدٌ يُنادي بِيَسوعَ آخَرَ لم نُنادِ بِه، أَو قَبِلْتُم رُوحًا غَيرَ الَّذي نِلتُموه وبِشارةً غَيرَ الَّتي قَبِلتُموها، اِحتَمَلتُموه أَحسَنَ ٱحتِمال. وأَرى أَنِّي لَستُ أَقَلَّ شَأَنًا مِن أُولٰئِكَ الرُّسُلِ الأَكابِر. وإِنِّي، وإِن كُنتُ جاهِلاً في البَلاغة، فلَستُ جاهِلاً في المَعرِفَة، وفي كُلِّ شَيءٍ أَظهَرْنا لَكم ذٰلِكَ أَمامَ جَميعِ النَّاس. أَتُراني ٱرتَكَبتُ خَطيئَةً إِذ أَعلَنتُ لَكم مَجَّانًا بِشارةَ الله واضِعًا نَفْسي لِتُرفَعوا أَنتُم؟ سَلَبتُ كَنائِسَ أُخْرَى وأَخَذتُ مِنها النَّفَقَةَ لِخِدْمَتِكُم. ولَمَّا كُنتُ بَينَكُم ورَأَيتُ أَنَّ بي حاجَة، لم أُكلِّفْ أَحَدًا شيئًا، فإِنَّ الإِخوَةَ الَّذينَ أَتَوا مِن مَقْدونِيَة سَدُّوا حاجَتي. وقَد حَرِصتُ في كُلِّ شَيءٍ أَلاَّ أُثَقِّلَ علَيكُم وسأَحرِصُ أَيضًا. وَحَقِّ المسيحِ المُقيمِ فيَّ. إِنَّ هٰذِه المَفخَرة لَن تُحجَبَ عَنِّي في بِلادِ آخائِيَة. ولِماذا؟ أَلأَنِّي لا أُحِبُّكم؟ أَللهُ أَعلَم. وما أَفعَلُه سأفعلُه أَيضًا لِأقطَعَ السَّبيلَ على الَّذينَ يَلتَمِسونَ سَبيلاً لِيَكونوا في ما بِه يُفاخِرونَ على مِثالِنا في ما بِه نُفاخِر: لأَنَّ هٰؤُلاءِ القَومَ رُسُلٌ كَذَّابونَ وعَمَلَةٌ مُخادِعونَ يَتَزَيَّونَ بِزِيِّ رُسُلِ المسيح. ولا عَجَب فالشَّيطانُ نَفْسُه يَتَزَيَّا بِزِيِّ مَلاكِ النُّور، فلَيسَ بِغَريبٍ أَن يَتزَيَّا خَدَمُه بِزِيِّ خَدَمِ البِرّ. ولٰكِنَّ عاقِبَتَهُم تَكونُ على قَدْرِ أَعمالِهِم. وأَقولُ ثانِيَةً: لا يَعُدَّني أَحَدٌ غَبِيًّا، وإِلاَّ فَٱحسَبوني شِبْهَ غَبِيٍّ لأَستَطيعَ أَنا أَيضًا أَن أَفتَخِرَ قَليلاً. وما سَأَقولُه لا أَقولُه وَفْقًا لِروحِ الرَّبّ، ولٰكِنَّه قَوْلُ غَبِيّ، وأَنا على يَقينٍ بِأَنَّ لي ما أَفتَخِرُ بِه. فلَمَّا كانَ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ يُفاخِرونَ مُفاخَرَةً بَشَرِيَّة، فسَأُفاخِرُ أَنا أَيضًا. وبِحُسْنِ الرِّضا تَحتَمِلونَ الأَغبِياء، أَنتُمُ العُقَلاء. نَعَم، تَحتَمِلونَ أَن يَستَعبِدَكُمُ النَّاسُ ويَلتَهِموكم ويَسلِبوكم ويَتَعَجرَفوا علَيكم ويُسيئوا مُعامَلَتَكم عَلَنًا. أَقولُ هٰذا وأَنا خَجِل، كأَنَّنا أَظهَرنا الضُّعْف. فالَّذي يَجرُؤُونَ علَيه - وكَلامي كَلامُ غَبِيّ - أَجرُؤُ علَيه أَنا أَيضًا. هُم عِبرانِيُّون؟ وأَنا عِبرانِيّ، هُم إِسرائيليُّون؟ وأَنا إِسرائيلِيّ، هُم مِن نَسْلِ إِبراهيم؟ وأَنا أَيضًا، هُم خَدَمُ المسيح - أَقولُ قَولَ أَحمَق - وأَنا أَفوقُهُم: أَفوقُهُم في المَتاعِب، أَفوقُهُم في دُخولِ السُّجون، أَفوقُهُم كَثيرًا جِدًّا في تَحَمُّلِ الجَلْد، في التَّعرُّضِ لأَخطارِ المَوتِ مِرارًا. جَلَدَني اليَهودُ خَمسَ مَرَّاتٍ أَربَعينَ جَلْدَةً إِلاَّ واحِدة، ضُرِبتُ بِالعِصِيِّ ثَلاثَ مَرَّات، رُجِمتُ مَرَّةً واحِدة، اِنكَسَرَت بِيَ السَّفينَةُ ثَلاثَ مَرَّات، قَضَيتُ لَيلَةً ونَهارًا في عُرْضِ البَحْر. أَسفارٌ مُتَعَدِّدة، أَخْطارٌ مِنَ الأَنهار، أَخطارٌ مِنَ اللُّصوص، أَخطارٌ مِن بَني قَومي، أَخطارٌ مِنَ الوَثَنِيِّين، أَخطارٌ في المَدينة، أَخطارٌ في البَرِّيَّة، أَخطارٌ في البَحْر، أَخطارٌ مِنَ الإِخوَةِ الكَذَّابين، جَهْدٌ وكَدّ، سَهَرٌ كَثير، جُوعٌ وَعَطَش، صَومٌ كَثير، بَرْدٌ وعُرْيٌ، فَضلاً عن سائرِ الأُمورِ مِن هَمِّي اليَومِيِّ والاِهتِمامِ بِجَميعِ الكَنائِس. فمَن يَكونُ ضَعيفًا ولا أَكونُ ضَعيفًا؟ ومَن تَزِلُّ قَدَمُه ولا أَحتَرِقُ أَنا؟ إِن كانَ لا بُدَّ مِنَ الِٱفتِخار، فسأَفتَخِرُ بِحالاتِ ضُعفي. إِنَّ اللهَ أَبا الرَّبِّ يسوعَ - تَباركَ لِلأَبَد - عالِمٌ بِأَنِّي لا أَكذِب. كانَ عامِلُ المَلِكِ الحارِثِ في دِمَشْق يَأمُرُ بِحِراسةِ المَدينةِ لِلقَبْضِ علَيَّ، ولٰكِنِّي دُلِّيتُ في زِنْبيلٍ مِن كَوَّةٍ على السُّور فنَجَوتُ مِن يَدَيه.