سفر مراثي ارميا ‮المقدمة‬

المقدمة
الأناشيد الخمسة الّتي في هذا الكتيـب تدور على موضوع واحد: تدمير أورشليم على يد الجيش البابلي سنة 587قم. هذه الكارثة الّتي أنهت مملكة يهوذا كدولة مستقلة، بدت وكأنها تعارض وعد الله لداود: واحد من نسلك يملك بعدك إلى الأبد، لأن السلطة الملكية ستبقى ثابتة في بـيتك (رج 2صم 7‏:16).
تحدثنا هذه الأناشيد عن حصار المدينة وما رافق هذا الحصار من آلام وفظائع: (2‏:20؛ 4‏:10؛ 1‏:11‏،15‏،19؛ 2‏:11‏-12‏،19؛ 4‏:4‏-5‏،9)، عن سقوط المدينة والسلب والنهب وحرق الهيكل وضياع الأمة: (1‏:4‏-10؛ 2‏:2‏-9‏،13‏،20‏-22؛ 4‏:20) عن السبـي والمنفى والعبودية: (1‏:3‏،5‏-7‏،18‏؛ 2‏:9)، عن عزلة أورشليم الّتي تخلى عنها الجميع، فما وجدت من يعزيها (1‏:2‏-9‏،17‏-21)، عن هزء الأعداء (1‏:7؛ 2‏:15‏-16؛ 3‏:14‏،46‏،61‏-63)، عن الألم والدموع (1‏:12؛ 2‏:10‏،18‏-19؛ 3‏:1‏-19‏،48‏-49)، عن عظم الخطايا والإقرار بها: (1‏:5‏،8‏-9‏،14‏،18‏،20؛ 3‏:42‏؛ 4‏:6‏،13؛ 5‏:16)، عن الدعوة إلى الانتقام: (1‏:21‏-22؛ 3‏:60‏-66؛ 4‏:21‏-22)، والرجاء: خير أن ينتظر الإنسان خلاص الرّبّ بالصمت (3‏:26).
إن الّذين ظلوا أحياء بعد الكارثة الّتي حلت بأورشليم، يتذكرون الأحداث المؤلمة الّتي مروا بها ويحاولون معرفة من هو المسؤول عن هذه المآسي، هل كان الرّبّ عدو شعبه؟ ولكنهم سيعودون إلى ربهم ويقرون بخطاياهم هاتفين: «رأفة الرّبّ لا تنقطع ومراحمه أبدا لا تزول. هي جديدة كل صباح فما أعظم أمانته! الرّبّ حظي فأرجوه، هكذا قالت نفسي». (3‏:22‏-24).
نسب التقليد اليهودي وبعده التقليد المسيحي المراثي إلى إرميا النبـي بناء لما جاء في 2اخ 35‏:25. ولكن إذا كان ارميا هو كاتب المراثي أم غيره، فمما لا شك فيه، هو أنها كتبت في وقت قريـب من الأحداث، لأن الشعب نشرها قبل الرجوع من بابل سنة 538ق م.

تمييز النص

شارك

نسخ

None

هل تريد حفظ أبرز أعمالك على جميع أجهزتك؟ قم بالتسجيل أو تسجيل الدخول