البشارة كما دوّنها يوحنا 12:8-47

البشارة كما دوّنها يوحنا 12:8-47 المشتركة

وعادَ يَسوعُ إلى مُخاطَبَتِهِم، فقالَ لهُم: «أنا نُورُ العالَمِ. مَنْ يَتبَعْني لا يمشي في الظّلامِ، بل يكونُ لَه نُورُ الحياةِ». فقالَ لَه الفَريسيّونَ: «أنتَ تَشهدُ لنَفسِكَ، فشَهادَتُكَ باطِلَةٌ». فأجابَهُم يَسوعُ: «نعم، أنا أشهَدُ لِنَفْسي، ولكنّ شَهادَتي صَحيحَةٌ، لأنّي أعرِفُ مِنْ أينَ جِئتُ وإلى أينَ أذهَبُ. أمّا أنتُم، فلا تَعرِفونَ مِنْ أينَ جِئتُ ولا إلى أينَ أذهَبُ. أنتُمْ تَحكُمونَ بِمقايـيسِ البشَرِ، وأنا لا أحكُمُ على أحدٍ. وإذا حكمتُ، فحُكمي صَحيحٌ لأنّي لا أحكُمُ وَحدي، بل أنا والآبُ الذي أرسَلَني. وفي شريعتِكُم أنّ شهادَةَ شاهدَينِ صَحيحةٌ: فأنا أشهَدُ لِنَفسي، والآبُ الذي أرسَلَني يَشهَدُ لي». فقالوا لَه: «أينَ أبوكَ؟» فأجابَهُم: «أنتُم لا تَعرِفوني ولا تَعرِفونَ أبـي. ولَو عَرَفتُموني لَعَرَفتُم أبـي». قالَ يَسوعُ هذا الكلامَ عِندَ صُندوقِ التّبرّعاتِ وهوَ يُعَلّمُ في الهَيكَلِ، فما أمسكَهُ أحدٌ لأنّ ساعتَهُ ما جاءَت بَعدُ. ثُمّ قالَ لهُم يَسوعُ: «أنا ذاهِبٌ وستَطلُبوني، وفي خَطيئَتِكُم تَموتونَ. وحَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا». فقالَ اليَهودُ: «لَعلّهُ سيَقتُلُ نَفسَهُ، لأنّهُ قالَ: حَيثُ أنا ذاهِبٌ لا تَقدِرونَ أنتُم أنْ تَجيئوا». وقالَ لهُم: «أنتُم مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فَمِنْ فَوقُ. أنتُم مِنْ هذا العالَمِ، وما أنا مِنْ هذا العالَمِ. لذلِكَ قُلْتُ لكُم: ستَموتونَ في خطاياكُم. نَعَم، سَتَموتونَ في خَطاياكُم، إذا كُنتُم لا تُؤمِنونَ أنّي أنا هوَ». فقالوا لَه: «مَنْ أنتَ؟» فقالَ يَسوعُ: «أخبرتُكُم مِنَ البَدءِ. عِندي أشياءُ كثيرةٌ أقولُها فيكُم، وأشياءُ كثيرةٌ أحكُمُ بِها علَيكُم. لكِنّ الذي أرَسَلني صادِقٌ، وما سَمِعْتُهُ أقولُهُ لِلعالَمِ». فما فَهِموا أنّهُ يُحدّثُهُم عَنِ الآبِ، فقالَ لهُم: «متى رفَعتُمُ اَبنَ الإنسانِ عَرَفْتُم أنّي أنا هوَ، وأنّي لا أعمَلُ شيئًا مِنْ عِندي ولا أقولُ إلا ما عَلّمَني الآبُ. والآبُ الذي أرسَلَني هوَ مَعي وما تَركني وَحدي، لأنّي في كُلّ حينٍ أعمَلُ ما يُرضيهِ». ولمّا قالَ هذا الكلامَ، آمنَ بِه كثيرٌ مِنَ النّاسِ. فقالَ يَسوعُ لِلذينَ آمنوا بِه مِنَ اليَهودِ: «إذا ثَبَتّــم في كلامي، صِرتُم في الحَقيقةِ تلاميذي: تَعرِفونَ الحقّ، والحقّ يُحرّرُكُم». قالوا لَه: «نَحنُ ذُرِيّةُ إبراهيمَ، وما كُنّا يومًا عَبـيدًا لأحدٍ! فكيفَ تَقولُ لنا: ستَصيرونَ أحرارًا؟» فأجابَهُم يَسوعُ: «الحقّ الحقّ أقولُ لكُم: مَنْ يَخطأْ كانَ عَبدًا لِلخَطيئةِ، والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ إلى الأبدِ، بَلِ الابنُ يُقيمُ إلى الأبدِ. فإذا حَرّركُمُ الابنُ، صِرتُم بِالحقيقَةِ أحرارًا. أنا أعرِفُ أنّكُم ذُرِيّةُ إبراهيمَ. ولكنّكُم تُريدونَ قَتْلي، لأنّ كلامي لا مَحلّ لَه فيكُم. أنا أتكَلّمُ بِما رأيتُ عِندَ أبـي، وأنتُم تَعمَلونَ بِما سمِعْتُم مِنْ أبـيكُم». فقالوا لَه: «أبونا هوَ إبراهيمُ». فأجابَهُم يَسوعُ: «لَو كُنتُم أبناءَ إبراهيمَ، لَعَمِلْتُم أعمالَ إبراهيمَ. ولكِنّكُمُ الآنَ تُريدونَ قَتْلي، أنا الذي كَلّمَكُم بالحقّ كما سَمِعتُهُ مِنَ اللهِ، وهذا العَمَلُ ما عَمِلَهُ إبراهيمُ. أنتُم تَعمَلونَ أعمالَ أبـيكُم». قالوا لَه: «ما نَحنُ أولادُ زِنًى، ولنا أبٌ واحدٌ هوَ اللهُ!» فقالَ لهُم يَسوعُ: «لَو كانَ اللهُ أباكُم لأحبَبتُموني. لأنّي خَرَجتُ وجِئتُ مِنْ عِندِ اللهِ، وما جِئْتُ مِنْ تِلقاءِ ذاتي، بل هوَ الذي أرسَلَني. لِماذا لا تَفهَمونَ ما أقولُهُ لكُم؟ لأنّكُم لا تُطيقونَ أنْ تَستَمِعوا إلى كلامي. فأنتُم أولادُ أبـيكُم إبليسَ، وتُريدونَ أنْ تَتّبِعوا رَغَباتِ أبـيكُم، هذا الذي كانَ مِنَ البَدءِ قاتلاً. ما ثَــبَتَ على الحقّ، لأنْ لا حَقّ فيهِ. وهوَ يكذِبُ، والكَذِبُ في طَبعِهِ، لأنّهُ كَذّابٌ وأبو الكَذِبِ. أمّا أنا، فلا تُصدّقوني لأنّي أقولُ الحقّ. فمَنْ مِنْكُم يَقدرُ أنْ يُثبِتَ عَلَيّ خَطيئةً؟ وإذا كُنتُ أقولُ الحقّ، فلِماذا لا تُصدّقوني؟ مَنْ كانَ مِنَ اللهِ سَمِعَ كلامَ اللهِ. وما أنتُم مِنَ اللهِ، لذلِكَ لا تَسمَعونَ».

خطط قرأة مجانية و مواضيع تعبدية ذات صلة بالبشارة كما دوّنها يوحنا 12:8-47