البشارة كما دوّنها يوحنا 25:12-50

البشارة كما دوّنها يوحنا 25:12-50 المشتركة

مَنْ أحبّ نَفسَهُ خَسِرَها، ومَنْ أنكَرَ نَفسَهُ في هذا العالَمِ حَفِظَها للحَياةِ الأبديّةِ. مَنْ أرادَ أنْ يَخدُمَني، فليَتْبَعْني، وحَيثُ أكونُ أنا يكونُ خادِمي. ومَنْ خَدَمَني أكرَمَهُ الآبُ. الآنَ نَفسي مُضطَرِبَةٌ، فماذا أقولُ؟ هَلْ أقولُ: يا أبـي، نَجّني مِنْ هذِهِ السّاعةِ؟ ولكنّي لِهذا جِئتُ. يا أبـي، مَجّدِ اَسمَكَ!» فقالَ صوتٌ مِنَ السّماءِ: «مَجّدتُهُ وسأمَجّدُهُ!» فسَمِعَهُ الحاضِرونَ، فقالوا: «هذا دَوِيّ رَعدٍ!» وقالَ بَعضُهُم: «كَلّمَهُ مَلاكٌ!» فقالَ يَسوعُ: «ما كانَ هذا الصوتُ لأجلي، بل لأجلِكُم. اليومَ دَينونَةُ هذا العالَمِ. واليومَ يُطرَدُ سيّدُ هذا العالَمِ. وأنا متى اَرتَفَعتُ مِنْ هذِهِ الأرضِ، جَذَبتُ إليّ النّاسَ أجمعينَ». قالَ هذا مُشيرًا إلى الميتَةِ التي سيَمُوتُها. فأجابَهُ الجَمعُ: «علّمَتْنا الشّريعةُ أنّ المَسيحَ يَبقى إلى الأبَدِ. فكيفَ تَقولُ: لا بُدّ لاَبنِ الإنسانِ أنْ يرتَفِـعَ؟ فمَنْ هوَ اَبنُ الإنسانِ هذا؟» فقالَ لهُم يَسوعُ: «سيَبقى النّورُ مَعكُــم وقـتًا قليــلاً، فاَمشُوا ما دامَ لكُمُ النّورُ، لِئَلاّ يُباغِتَكُمُ الظّلامُ. والذي يَمشي في الظّلامِ لا يَعرِفُ إلى أينَ يَتّجِهُ. آمِنوا بالنّورِ، ما دامَ لكُمُ النّورُ، فتكونوا أبناءَ النّورِ». واَبتعَدَ يَسوعُ عَنْ أنظارِهِم، بَعدَما قالَ لهُم هذا الكلامَ. ومع أنّهُ عَمِلَ لهُم كُلّ هذِهِ الآياتِ، فما آمَنوا بِه، لِـيَتِمّ ما قالَ النّبـيّ إشَعيا: «يا رَبّ، مَنِ الذي آمَنَ بِكلامِنا؟ ولِمَنْ ظَهَرَت يَدُ الرّبّ؟» وما قَدِروا أنْ يُؤمِنوا بِه، لأنّ إشَعيا قالَ أيضًا: «أعمى اللهُ عُيونَهُم وقَسّى قُلوبَهُم، لِئَلاّ يُبصِروا بِعيونِهِم ويَفهَموا بِقلوبِهِم ويَتوبوا فأشفيَهُم». قالَ إشَعيا هذا الكلامَ لأنّهُ رأى مَجدَهُ وتَحدّثَ عَنهُ. غيرَ أنّ كثيرًا مِنْ رُؤساءِ اليَهودِ أنفُسِهِم آمَنوا بـيَسوعَ، ولكنّهُم ما أعلَنُوا إيمانَهُم مُسايَرةً لِلفَرّيسيّـينَ، لِئَلاّ يُطرَدوا مِنَ المَجمَعِ. كانوا يُحبّونَ رِضى النّاسِ أكثَرَ مِنْ رِضى اللهِ. فرَفَعَ يَسوعُ صوتَهُ، قالَ: «مَنْ آمنَ بـي لا يُؤمِنُ بـي أنا، بل يُؤمِنُ بالذي أرسَلَني. ومَنْ رَآني رأى الذي أرْسَلَني. جِئْتُ نُورًا إلى العالَمِ، فمَنْ آمَنَ بـي لا يُقيمُ في الظّلامِ، ومَنْ سمِعَ أقوالي وما آمَنَ بِها لا أدينُهُ، لأنّي ما جِئتُ لأَدينَ العالَمَ بل لأُخلّصَ العالَمَ. مَنْ رَفَضَني وما قَبِلَ كلامي، فلَهُ مَنْ يدينُهُ. الكلامُ الذي قُلتُهُ يدينُهُ في اليومِ الآخِرِ، لأنّي ما تكَلّمْتُ بشيءٍ مِنْ عِندي، بَلِ الآبُ الذي أرسَلني أَوصاني بِما أقولُ وأتكَلّمُ. أنا أعرِفُ أنّ وصيّتَهُ حياةٌ أبديّةٌ. فالكلامُ الذي أقولُهُ أقولُهُ كما قالَهُ ليَ الآبُ».