التكوين 1:37-28
التكوين 1:37-28 المشتركة
وأقامَ يعقوبُ في أَرضِ كنعانَ، حيثُ تغرَّبَ أَبوهُ. وهذِهِ سيرةُ بَني يعقوبَ: كانَ يوسُفُ، وهوَ فتىً في السَّابعَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمرِه، يرعَى الغنَمَ معَ إخوتِهِ بَني بِلْهَةَ وبَني زِلفَةَ زوجَتي أبـيهِ، فأخبرَ أبَاه بِما يُشاعُ عَنْ مَساوِئِهِم. وكان يعقوبُ يُحِبُّ يوسُفَ أكثرَ مِنْ سائِرِ بَنيهِ لأنَّه ابنُ شَيخوخَتِهِ. فصنَعَ لَه قميصا مُلَوَّنا. ورأَى إخوتُهُ أنَّ أبَاهُم يُحِبُّه أكثرَ مِنهُم جميعا. فأَبغَضوهُ حتى لم يقدِروا أنْ يُكَلِّموهُ بِمَوَدَّةٍ. ورأى يوسُفُ حُلُما، فلمَّا أخبَرَ بِهِ إخوتَه زادَ بُغضُهم لَه. قالَ لهُم: «إسْمعوا هذا الحُلُمَ الّذي رأيتُه. رأيتُ كأنَّنا نحزِمُ حُزَما في الحقلِ، فوَقَفَت حُزمَتي بَغتَةً وانتَصَبَت ثُمَّ أحاطَت بِها حُزمُكُم وسجَدَت لها». فقالَ لَه إخوَتُه: «أتَظنُّ أنَّكَ تَملِكُ وتـتَسَلَّطُ علَينا؟» وزادَ بُغضُهُم لَه لأجلِ أحلامِهِ وكلامِهِ. ورأى حُلُما آخرَ، فَقَصَّهُ على إخوتِهِ قالَ: «رأيتُ حُلُما آخرَ، كأنَّ الشَّمسَ ساجِدةٌ لي والقمرَ وأحدَ عَشَرَ كوكبا». ولمَّا قَصَّهُ على أبـيهِ وإخوتِهِ إنتَهرَه أبوهُ وقالَ لَه: «ما هذا الحُلُمُ الّذي رأيتَه؟ أنَجيءُ أنا وأمُّكَ وإخوتُكَ فنسجُدَ لكَ إلى الأرضِ؟» فحَسدَهُ إخوتُه. وأمَّا أبوه فحفِظَ هذا الكلامَ في قلبهِ. وذَهَبَ إخوةُ يوسُفَ ليرعَوا غنَمَ أبـيهِم عِندَ شكيمَ، فقالَ يعقوبُ ليوسُفَ: «إخوتُكَ يرعَونَ الغنَمَ عِندَ شكيمَ، فتَعالَ أُرسِلُكَ إليهِم». قالَ: «نعم، ها أنا». فقالَ لَه: «اذهبْ وانظُرْ كيفَ حالُ إخوتِكَ وحالُ الغنَمِ وجِئْني بالخبَرِ!» وأَرسلَه مِنْ وادي حَبرونَ، فجاءَ إلى شكِيمَ. وصادَفَه رَجُلٌ وهوَ تائِهٌ في البرِّيَّةِ، فسألَه: «ماذا تطلُبُ؟» فأجابَ: «أَطلبُ إخوتي. أخبِرني أينَ يَرعَونَ». فقالَ الرَّجُلُ: «رَحلوا مِنْ هُنا، وسَمِعْتُهُم يقولونَ: نذهبُ إلى دُوثانَ». فسعَى يوسُفُ وراءَ إخوتِه، فوَجَدَهُم في دُوثانَ. فلمَّا رأَوه عَنْ بُعدٍ وهوَ يقتربُ مِنهُم تآمَروا ليقتُلُوه. فقالَ بعضُهم لِبعضٍ: «ها صاحبُ الأحلامِ مُقبلٌ نحوَنا. تَعالوا نقتُلْه ونَطرَحْهُ في بِئرٍ ونقولُ: «وَحشٌ شَرِسٌ أكَلَهُ، ونرى ماذا تنفَعُ أحلامُهُ». فسَمِـعَ رَأوبـينُ، فأنقَذهُ مِنْ أَيديهِم وقالَ: «لا نقتُلُه!» ثُمَّ قالَ لهُم رَأُوبـينُ: «لا تسفُكُوا دَما. إطرَحوهُ في هذِهِ البِئرِ الّتي في البرِّيَّةِ ولا ترفَعوا أيدِيَكُم علَيه». قالَ هذا لِـينقِذَه مِنْ أيديهم ويَرُدَّهُ إلى أَبـيهِ. فلمَّا وصَلَ يوسُفُ إلى إخوتِهِ نزَعُوا عَنه القميصَ المُلوَّنَ الّذي يَلبسُهُ وأخذُوه وطَرَحوهُ في البِئرِ، وكانَتِ البِئرُ فارِغَةً لا ماءَ فيها، ثُمَّ جَلَسوا يأكُلون. ورَفَعُوا عُيونَهم فرأَوا قافِلَةً مِن الإسماعيليِّينَ مُقبِلَةً مِنْ جِلْعادَ، وجِمالُهُم مُحَمَّلَةٌ صُمْغا وبَلْسَما ومُرًّا، وهُم في طريقِ نُزُولِهم إلى مِصْرَ. فقالَ يَهوذا لإخوتِهِ: «ما الفائِدَةُ مِنْ أنْ نقتُلَ أخانا ونُخفيَ دَمَهُ؟ تعالَوا نبـيعُه لِلإِسماعيليِّينَ ولا نرفَعُ أيديَنا علَيهِ، فهُوَ أخونا مِنْ لَحمِنا ودَمِنا». فسَمِـعَ لَه إخوَتُهُ. ومَرَّ تُجَّارٌ مديانيُّونَ فأمسَكُوا يوسُفَ وأصعدُوه مِنَ البِئرِ وباعُوه لِلإِسماعيليِّينَ بِــعِشْرينَ مِنَ الفِضَّةِ، فجاؤوا بهِ إلى مِصْرَ