التكوين 1:30-39
التكوين 1:30-39 المشتركة
ولمَّا رأت راحيلُ أنَّها لم تَلِدْ ليعقوبَ غارتْ مِنْ أُختِها وقالت لِـيعقوبَ: «أعطِني أولادا، وإلاَّ أموتُ!» فاحتدَّ يعقوبُ على راحيلَ وقالَ: «هل أنا مكانَ اللهِ؟ هوَ الّذي حرَمَكِ ثمَرةَ البَطنِ». قالت: «هذِهِ جاريتي بِلْهةَ، أُدخُلْ علَيها فتلِدَ على رُكبتَيَّ، ويكونَ لي منها بَنونَ». فأعطت يعقوبَ جاريتَها بِلْهةَ زوجةً، فدخلَ علَيها. فحَبِلت بِلْهةُ وولدت ليعقوبَ ابنا. فقالت راحيلُ: «دانني اللهُ، فسمِعَ لصوتي ورزَقَني ابنا». وسَمَّتْهُ دانَ. وحَبِلت أيضا بِلْهةُ جاريةُ راحيلَ وولدتِ ابنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت راحيلُ: «خِداعا عظيما خَدعتُ أُختي وغلَبْتُ». وسَمَّتْهُ نفتالي. ورأت لَيئةُ أنَّها توقَّفَت عنِ الولادةِ، فأخذت زِلفةَ جاريتَها وأعطَتْها ليعقوبَ زوجةً. فولَدَت زِلفةُ ليعقوبَ ابنا، فقالت لَيئةُ: «يا لمَجدي» وسَمَّتْهُ جادَ. وولدت زِلفةُ ابنا ثانيا ليعقوبَ، فقالت لَيئةُ: «يا لَسروري، لأنَّ جميعَ النِّساءِ ستهنِّئُني». وسَمَّتْهُ أشيرَ. وخرجَ رَأوبـينُ في أيّامِ حَصادِ الحِنطةِ فوجدَ لُفَّاحا في الحَقلِ فجاءَ بِهِ إلى أُمِّهِ لَيئةَ. فقالت راحيلُ لِلَيئةَ: «أعطيني مِنْ لفَّاحِ ابنِكِ». فقالت لها: «أمَا كفاكِ أنْ أخذتِ زوجي حتّى تأخذي لُفَّاحَ ابني أيضا؟» قالت راحيلُ: «إذا، ينامُ يعقوبُ عِندَكِ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاح ابنِكِ!» فلمَّا رجَعَ يعقوبُ مِنَ الحقلِ عندَ الغُروبِ خرجت لَيئةُ للقائِه وقالت لَه: «أُدخُلْ عليَّ اللَّيلةَ بَدلَ لُفَّاحِ ابني!» فنامَ عِندَها تلكَ اللَّيلةَ. وسَمِعَ اللهُ دُعاءَ لَيئةَ فَحَبِلت وولدت ليعقوبَ ابنا خامِسا، فقالت لَيئةُ: «جزاني اللهُ خَيرا لأنِّي أعطيتُ جاريتي لزوجي». وسمَّتْهُ يَسَّاكرَ. وحَبِلت أيضا لَيئةُ وولدتِ ابنا سادسا ليعقوبَ، فقالت: «وهبَني اللهُ هِبَةً حسَنةً، فالآنَ يَحتَمِلُني زوجي لأنِّي وَلَدْتُ لَه ستَّةَ بَنينَ». وسمَّتْهُ زبولونَ. ثُمَّ وَلَدتِ ابنةً فسَمَّتها دينَةَ. وذكَرَ اللهُ راحيلَ وسَمِعَ لها وجعَلَها وَلودا، فحبِلَت وولدتِ ابنا فقالت: «أزالَ اللهُ عاري». وسمَّتْهُ يوسُفَ وقالت: «يَزيدُني الرّبُّ ابنا آخرَ». فلمَّا ولدت راحيلُ يوسُفَ قالَ يعقوبُ للابانَ: «دعني أذهبُ إلى أرضي. أعطني أولادي وزوجاتي اللَّواتي خدَمْتُكَ بِهِنَّ فأذهبَ. أنتَ تعلمُ كم خدَمْتُكَ». فقالَ لَه لابانُ: «إنْ كنتَ راضيا عليَّ فأقِمْ عِندي. أنتَ فألُ خَيرٍ والرّبُّ باركَني بِسبَبِكَ. عَيِّنْ لي أُجرتَكَ فأُعطيَكَ». فأجابَه يعقوبُ: «أنتَ تعرِفُ كيفَ خدَمْتُك، وكيفَ كانت حالُ مَواشيكَ معي. فالقليلُ الّذي كانَ لكَ قَبلَ مجيئي زادَ كثيرا، وباركَكَ الرّبُّ بَعدَ مجيئي. والآنَ فمتى أعمَلُ أنا أيضا لبـيتي؟» قالَ: «ماذا عليَّ أنْ أُعطيَكَ؟» فقالَ يعقوبُ: «لا تُعطني شيئا، لكِن إذا فعَلْتَ ما أقترِحُه علَيكَ، فأنا أعودُ لأرعى غنمَكَ وأسهرَ علَيها: دعني أعبرُ اليومَ بـينَ غنَمِك كُلِّها، وأعزِلُ منها كُلَّ أرقطَ وأبلقَ وأسودَ مِنَ الخرافِ، وكُلَّ أرقطَ وأبلقَ مِنَ المَعَزِ، فيكونَ ذلِكَ أجرَتي. وغدا تشهَدُ أنِّي صادقٌ معَكَ، إذا جِئتَ وتحقَّقْتَ عنْ أُجرَتي هذِهِ، فكُلُّ ما هوَ غيرُ أرقطَ أو أبلقَ مِنَ المَعَزِ وأسودَ مِنَ الخِرافِ، يكونُ مسروقا عندي». فقالَ لابانُ: «نعم، فليَكنْ مِثلمَا قلتَ». وفرَزَ لابانُ في ذلِكَ اليومِ مِنَ القطيعِ جميعَ التُّيوسِ المُخَطَّطةِ والبَلقاءِ وكُلَّ عَنْزٍ رقطاءَ وبلقاءَ، أي كُلَّ ما فيه بَياضٌ، وكُلَّ أسودَ مِنَ الخِرافَ، وسلَّمَها إلى أيدي بنيه. وابتعد هوَ وقطيعُهُ مسيرَةَ ثلاثةِ أيّامٍ عَنْ يعقوبَ، ورعى يعقوبُ غنَمَ لابانَ الباقيةَ. وأخذَ يعقوبُ قُضبانَ حَورٍ خُضرا ولوزٍ ودِلْبٍ، وقشَّرَ فيها خُطوطا تكشِفُ عَنْ بـياضِ القُضبانِ، وأوقفَ القُضبانَ المُقشَّرَةَ تُجاهَ الغنَمِ في أحواضِ مجاري الماءِ، حيثُ كانَت ترِدُ الغنَمُ لِتشربَ. فكانَت تـتوحَّمُ الغنَمُ على القُضبانِ، فتَلِدُ ما هوَ مُخَطَّطٌ وأرقطُ وأبلقُ.