متّى 15:24-41
متّى 15:24-41 ت.ك.ع
«فإِذا رَأَيتُمُ المُخَرِّبَ الشَّنيعَ الَّذي تَكَلَّمَ عليه النَّبِيُّ دانيال قائمًا في المَكانِ المُقَدَّس (لِيَفهَمِ القارئ)، فَلْيَهْرُبْ إِلى الجِبالِ مَن كانَ عِندَئِذٍ في اليَهودِيَّة. ومَن كانَ على السَّطْح، فلا يَنْزِلْ لِيَأخُذَ ما في بَيتِه. ومَن كانَ في الحَقْل، فلا يَرتَدَّ إِلى الوَراءِ لِيَأخُذَ رِداءَه. الوَيلُ لِلْحَوامِلِ والمُرضِعاتِ في تلكَ الأَيَّام. صلُّوا لِئَلاَّ يَكونَ هَرَبُكم في الشِّتاء أَو في السَّبْت. فستَحدُثُ عِندَئِذٍ شِدَّةٌ عَظيمة لم يَحدُثْ مِثلُها مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ إِلى اليَوم، ولن يَحدُث. ولو لم تُقَصَّرْ تِلكَ الأَيَّام، لَما نَجا أَحَدٌ مِنَ البَشر. ولٰكِن مِن أَجلِ المُختارين، ستُقصَّرُ تلكَ الأَيَّام. فإِذا قالَ لَكم عِندَئذٍ أَحدٌ مِنَ النَّاس: «هاهُوَذا المَسيحُ هُنا» بل «هُنا»، فلا تُصَدِّقوه. فسَيَظْهَرُ مُسَحاءُ دَجَّالون وأَنبِياءُ كَذَّابون، يَأتونَ بِآياتٍ عَظيمَةٍ وأَعاجيبَ حتَّى إِنَّهم يُضِلُّونَ المُختارينَ أَنفُسَهم لو أَمكَنَ الأَمر. فها إِنِّي قد أَنْبَأتُكم. «فإِن قيلَ لَكم: «ها هُوَذا في البَرِّيَّة»، فلا تَخرُجوا إِليها، أَو «ها هُوَذا في المخابئ»، فلا تُصَدِّقوا. وكما أَنَّ البَرقَ يَخرُجُ مِنَ المَشرِقِ ويَلمَعُ حتَّى المَغرِب، فكذٰلِك يَكونُ مَجيءُ ٱبنِ الإِنسان. وحيثُ تَكونُ الجيفَةُ تَتَجَمَّعُ النُّسور. وعلى أَثرِ الشِّدَّةِ في تِلكَ الأَيَّام، تُظلِمُ الشَّمس، والقَمَرُ لا يُرسِلُ ضَوءَه، وتَتَساقَطُ النُّجومُ مِنَ السَّماء، وتَتَزَعزَعُ قُوَّاتُ السَّمَوات. وتَظهَرُ عِندَئِذٍ في السَّماءِ آيةُ ٱبنِ الإِنسان. فتَنتَحِبُ جميعُ قبائِلِ الأَرض، وتَرى ٱبنَ الإِنسانِ آتِيًا على غَمامِ السَّماء في تَمامِ العِزَّةِ والجَلال. ويُرسِلُ ملائِكَتَه ومَعَهُمُ البُوقُ الكَبير، فيَجمَعونَ الَّذينَ ٱختارَهم مِن جِهاتِ الرِّياحِ الأَربَع، مِن أَطرافِ السَّمَواتِ إِلى أَطرافِها الأُخرى. «مِنَ التِّينَةِ خُذُوا العِبْرة: فإِذا لانَت أَغصانُها ونبَتَت أَوراقُها، عَلِمتُم أَنَّ الصَّيفَ قَريب. وكذٰلكَ أَنتُم، إِذا رَأَيتُم هٰذِهِ الأُمورَ كُلَّها، فَٱعلَموا أَنَّ ٱبنَ الإِنسانِ قَريبٌ على الأَبواب. الحَقَّ أَقولُ لَكم: لَن يَزولَ هٰذا الجيلُ حتَّى تَحدُثَ هٰذِه الأُمورُ كُلُّها. السَّماءُ والأَرضُ تَزولان، وكلامي لن يَزول. فَأَمَّا ذٰلكَ اليومُ وتلكَ السَّاعَة، فما مِن أَحَدٍ يَعلَمُهما، لا مَلائكةُ السَّمَواتِ ولا الِٱبنُ إِلاَّ الآبُ وَحْدَه. «وكما كانَ الأَمرُ في أَيَّامِ نوح، فكذٰلكَ يكونُ عِندَ مَجيءِ ٱبنِ الإِنسان. فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّامِ التي تَقَدَّمَتِ الطُّوفان، يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتَزوَّجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إِلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة، وما كانوا يَتَوَقَّعونَ شَيئًا، حتَّى جاءَ الطُّوفانُ فجَرَفهم أَجمَعين، فكذٰلكَ يَكونُ مَجيءُ ٱبنِ الإِنسان: يَكونُ عِندَئِذٍ رَجُلانِ في الحَقْل، فيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر. وتكونُ ٱمرأَتانِ تَطحَنانِ بِالرَّحَى فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى.