لوقا 1:9-27
لوقا 1:9-27 ت.ك.ع
ودَعا الِٱثنَيْ عَشَر، فَأَولاهُم قُدرَةً وسُلطانًا على جَميعِ الشَّياطين، وعلى الأَمراضِ لِشِفاءِ النَّاسِ مِنها. ثُمَّ أَرسَلَهم لِيُعلِنوا مَلَكوتَ اللهِ ويُبرِئوا المَرضى. وقالَ لَهم: «لا تَحمِلوا لِلطَّريقِ شَيئًا، لا عصًا ولا مِزوَدًا ولا خُبزًا ولا مالاً، ولا يَكُنْ لأَحَدٍ مِنكُم قَميصان. وأَيَّ بَيتٍ دَخَلتُم، فأَقيموا فيه ومِنه ٱرحَلوا. وأَمَّا الَّذينَ لا يَقبَلونَكم، فٱخرُجوا مِن مَدينَتِهِم، وٱنفُضوا الغُبارَ عن أَقدامِكم شَهادَةً علَيهم». فمَضَوا وساروا في القُرى، يُبَشِّرونَ ويَشفونَ المَرضى في كُلِّ مَكان. وسَمِعَ أَميرُ الرُّبْعِ هيرودُس بِكُلِّ ما كانَ يَجري، فحارَ في الأَمر، لأَنَّ بَعضَ النَّاسِ كانوا يَقولون: «إِنَّ يوحنَّا قامَ مِن بَينِ الأَموات»، وبَعضَهم: «إنِّ إِيلِيَّا ظَهَر»، وغَيرَهم: «إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنبِياءِ الأَوَّلينَ قام». على أَنَّ هيرودُسَ قال: «أَمَّا يوحنَّا فَقَد قَطَعتُ أَنا رَأسَه. فمَن هٰذا الَّذي أَسمَعُ عنه مِثلَ هٰذِه الأُمور؟» وكان يُحاوِلُ أَن يَراه. ولمَّا رَجَعَ الرُّسُل أَخبَروا يسوعَ بِكُلِّ ما عَمِلوا، فمَضى بِهِم وٱعتَزَلَ وإِيَّاهم عندَ مَدينَةٍ يُقالُ لَها بَيتَ صَيدا، لٰكِنَّ الجُموعَ عَلِموا بِالأَمْرِ فتَبِعوه، فٱستَقبَلَهم وكَلَّمَهُم على مَلَكوتِ الله، وأَبرأَ الَّذينَ يَحتاجونَ إِلى الشِّفاء. وأَخَذَ النَّهارُ يَميل، فدَنا إِلَيهِ الِٱثنا عَشَر وقالوا لَه: «إِصرِفِ الجَمعَ لِيَذهَبوا إِلى القُرى والمَزارِعِ المُجاوِرَة، فيَبيتوا فيها ويَجِدوا لَهم طَعامًا، لأَنَّنا هُنا في مَكانٍ قَفْر». فقالَ لَهم: «أَعطوهُم أَنتُم ما يَأكُلون». فقالوا: «لا يَزيدُ ما عِندَنا على خَمسَةِ أَرغِفَةٍ وسَمَكَتَيْن، إِلاَّ إِذا مَضَينا نَحنُ فَٱشتَرَينا لِجَميعِ هٰذا الشَّعْبِ طَعامًا». وكانوا نَحوَ خَمسَةِ آلافِ رَجُل. فقالَ لِتَلاميذِه: «أَقعِدوهُم فِئَةً فِئَةً، في كُلِّ واحِدةٍ مِنها نَحوُ الخَمسين». ففَعلوا فَأَقعَدوهُم جَميعًا. فأَخَذَ الأَرغِفَةَ الخَمسَةَ والسَّمَكَتَيْن، ورَفَعَ عَينَيهِ نَحوَ السَّماء، ثُمَّ بارَكَها وكَسَرَها وجَعَلَ يُناوِلُها تَلاميذَه لِيُقَدِّموها للْجَمْع. فأَكَلوا كُلُّهم حتَّى شَبِعوا، ورُفِعَ ما فَضَلَ عَنْهم: إِثنَتا عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الكِسَر. وٱتَّفَقَ أَنَّه يُصَلِّي في عُزلَةٍ والتَّلاميذُ مَعَهُ فَسأَلَهم: «مَن أَنا في قَولِ الجُموع؟» فأَجابوا: «يوحَنَّا المَعمَدان». وبَعضُهم يَقول: «إِيلِيَّا». وبَعضُهم: «نَبِيٌّ منَ الأَوَّلينَ قام». فقالَ لَهم: «ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟» فأَجابَ بُطرس: «مسيحُ الله». فنَهاهم بِشِدَّةٍ أَن يُخبِروا أَحدًا بِذٰلك. وقال: «يَجِبُ على ٱبنِ الإِنسانِ أَن يُعانِيَ آلامًا شَديدة، وأَن يَرذُلَه الشُّيوخُ وعُظَماءُ الكَهَنَةِ والكَتَبَة، وأَن يُقتَلَ ويقومَ في اليَومِ الثَّالِث». وقالَ لِلنَّاسِ أَجمَعين: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسِه ويَحمِلْ صَليبَه كُلَّ يَومٍ ويَتبَعْني. لأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حياتَه يَفقِدُها. وأَمَّا الَّذي يَفقِدُ حَياتَه في سَبيلي فإِنَّه يُخَلِّصُها. فماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟ لأَنَّ مَن يَستَحْيِي بي وبِكَلامي يَستَحْيِي بِه ٱبنُ الإِنْسان، متى جاءَ في مَجدِه ومَجدِ الآبِ والمَلائِكَةِ الأَطهار. وبِحَقٍّ أَقولُ لَكم: في جُملَةِ الحاضِرينَ هٰهُنا مَن لا يَذوقونَ المَوتَ حتَّى يُشاهِدوا مَلكوتَ الله».