يشوع بن نون 12:6-27
يشوع بن نون 12:6-27 ت.ك.ع
ثُمَّ بَكَّرَ يَشوعُ في الصَّباح، وحَمَلَ الكَهَنَةُ تابوتَ الرَّبّ، والسَّبعَةُ الكَهَنَةُ، حامِلو سَبعةِ أَبْواقٍ مِن قُرونِ الكِباشِ قُدَّامَ تابوتِ الرَّبّ، يَسيرونَ ويَنفُخونَ في الأَبْواق والمُسَلَّحونَ سائرونَ أَمامَهم، والمُؤَخَّرةُ سائِرةٌ وَراءَ تابوتِ الرَّبّ، تَمْشي وتَنفُخُ في الأَبواق. في اليَومِ الثَّاني، طافوا حَولَ المَدينَةِ مَرَّةً واحِدَة، ثُمَّ عادوا إِلى المُخَيَّم. وفَعَلوا كذٰلك سِتَّةَ أَيَّام. ولَمَّا كانَ اليَومُ السَّابِع، بَكَّروا عِندَ طُلوعِ الفَجْر، وطافوا حَولَ المَدينةِ على هٰذا المِنْوالِ سَبعَ مَرَّات. في ذٰلك اليَومِ فقَط طافوا حَولَ المَدينةِ سَبعَ مَرَّات. فلَمَّا كانَتِ المَرَّةُ السَّابِعَة، نَفَخَ الكَهَنَةُ في الأَبْواق. فقالَ يَشوعُ لِلشَّعْب: «إِهتِفوا، فقَد أَسلَمَ الرَّبُّ المَدينَةَ إِلَيكم. ولٰتَكُنِ المَدينةُ بِكُلِّ ما فيها مُحَرَّمةً لِلرَّبّ، ولٰكِنَّ راحابَ الزَّانِيَةَ تَحْيا وجَميعَ مَن معَها في بَيتِها، لأَنَّها أَخفَتِ الرَّسولَينِ اللَّذَينِ بَعَثْناهما. أَمَّا أَنتُم فٱحذَروا المُحَرَّمَ لِئَلاَّ تَستَهوِيَكمُ الشَّهوَةُ فتأخُذوا شَيئًا مِنَ المُحَرَّم، فتَجعَلوا مُخَيَّمَ إِسْرائيلَ مُحَرَّمًا وتَجلُبوا لَه النَّحْس. وكُلُّ فِضَّةٍ وذَهَبٍ وآنِيَةِ نُحاسٍ أَو حَديد، فهو قُدسٌ لِلرَّبّ، يَدخُلُ خِزانَةَ الرَّبّ». فهَتَفَ الشَّعبُ ونَفَخَ في الأَبْواق، فكانَ عِندَ سَماعِ الشَّعبِ صَوتَ البوق أَنَ الشَعبَ هَتَفَ هُتافًا شَديدًا، فسَقَطَ السُّورُ في مَكانِه. فصَعِدَ الشَّعبُ إِلى المَدينة، كُلُّ واحِدٍ على وَجهِه، وٱستَولَوا على المَدينَة. وحَرَّموا كُلَّ ما في المَدينةِ مِنَ الرَّجُلِ وحَتَّى المَرأَة، ومِنَ الشَّابِّ وحَتَّى الشَّيخ، حتَّى البَقَرَ والغَنَمَ والحَمير، فقَتَلوهم بِحَدِّ السَّيف. وقالَ يَشوعُ لِلرَّجُلَينِ اللَّذَينِ تَجَسَّسا الأَرْض: «أُدخُلا بَيتَ المَرأَةِ الزَّانِيَة، وأَخرِجا مِنه المَرأَةَ وكُلَّ ما هو لَها، كما حَلَفتُما لَها». فدَخَلَ الشَّابَّانِ الجاسوسان، وأَخرَجا راحابَ وأَباها وأُمَّها وإِخوَتَها وكُلَّ ما هو لَها وسائِرَ عَشيرَتِها، وأَقاموهم في خارِجِ مُخَيَّم إِسْرائيل. وأَحرَقوا المَدينةَ وكُلَّ ما فيها بِالنَّار، إِلاَّ الفضَّةَ والذَّهَبَ وآنِيَةَ النُّحاسِ والحَديد، فإنَّهم جَعَلوها في خِزانَة بَيتِ الرَّبّ. وراحابُ الزَّانِيَةُ وبَيتُ أَبيها وكُلُّ ما هو لَها أَبْقى يَشوعُ علَيهم. وأَقامَت بَينَ بَني إِسْرائيلَ إِلى هٰذا اليَوم، لأَنَّها أَخفَتِ الرَّسولَينِ اللَّذَينِ أَرسَلَهما يَشوعُ لِتَجَسُّسِ أَريحا. وأَقسَمَ يَشوعُ في ذٰلكَ الوَقتِ قائلًا: «مَلْعونٌ لَدى الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذي يَنهَضُ ويَبْني هٰذه المَدينةَ أَريحا: بِحَياةِ بِكرِه يُؤَسِّسُها وبِحَياةِ أصغَرِ بَنيه يَنصِبُ أَبْوابَها». وكانَ الرَّبُّ مع يَشوع، وذاعَ خَبَرُه في الأَرْضِ كُلِّها.