العبرانيّين 1:4-11
العبرانيّين 1:4-11 ت.ك.ع
فَلْنَخْشَ إِذًا أَن يَثبُتَ على أَحَدِكُم أَنَّه مُتَأَخِّر، ما دامَ هُناكَ مَوعِدُ الدُّخولِ في راحَتِه. فقَد بُشِّرْنا بِه نَحنُ أَيضًا كما بُشِّرَ بِه أُولٰئِكَ، ولٰكِنَّهم لم يَنتَفِعوا بالكَلِمَةِ الَّتي سَمِعوها، لأَنَّهم لم يَتَّحِدوا في الإِيمانِ بِالَّذينَ كانوا يَسمَعون. فإِنَّنا نَحنُ المُؤمِنينَ نَدخُلُ الرَّاحَة، على ما قال: «فأقسَمتُ في غَضَبي أَن لن يَدخُلوا راحَتي». أَجَل، إِنَّ أَعمالَه قد تَمَّت مُنْذُ إِنْشاءِ العالَم. فقَد قالَ في مَكانٍ مِنَ الكِتابِ في شأنِ اليَومِ السَّابِع: «وٱستَراحَ اللهُ في اليَومِ السَّابِعِ مِن جَميعِ أَعمالِه». وقالَ أَيضًا في المَكانِ نَفْسِه: «لن يَدخُلوا راحَتي». ولَمَّا ثَبُتَ أَنَّ بَعضَهم يَدخُلونَها، والَّذينَ بُشِّروا بِها أَوَّلاً لم يَدخُلوا بِسَبَبِ عِصْيانِهِم، فإِنَّ اللهَ عادَ إِلى تَوقيتِ يَومٍ هو «اليَوم» في قَولِه بلِسانِ داوُد، بَعدَ زَمَنٍ طَويل، ما تَقَدَّمَ ذِكرُه: «اليَوم، إِذا سَمِعتُم صَوتَه، فلا تُقَسُّوا قُلوبَكم». فلَو كانَ يَشوعُ قد أَراحَهم، لَما ذَكَرَ اللهُ بَعدَ ذٰلِك يَومًا آخَر. فبَقِيَت إِذًا لِشَعْبِ اللهِ راحَةُ السَّبْت، لأَنَّ مَن دَخَلَ راحَتَه يَستَريحُ هو أَيضًا مِن أَعمالِه كَما ٱستَراحَ اللهُ مِن أَعمالِه. فلْنُبادِرْ إِلى الدُّخولِ في تِلكَ الرَّاحَةِ لِئَلاَّ يَسقُطَ أَحَدٌ لاِتِّباعِه هٰذا المِثالَ مِنَ العِصْيان.