مَتَّى 6:16-19

مَتَّى 6:16-19 ت ع م

وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «احْذَرُوا وَاحْتَرِسُوا مِنْ خَمِيرَةِ الفِرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُوقِيِّينَ.» فَابْتَدَأ التَّلَامِيذُ يَتَحَدَّثُونَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «لَكِنَّنَا لَمْ نُحْضِرْ خُبْزًا!» فَعَرَفَ يَسُوعُ مَا كَانُوا يَقُولُونَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «يَا قَلِيلِي الإيمَانِ، لِمَاذَا تَتَجَادَلُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ حَوْلَ عَدَمِ وُجودِ خُبْزٍ؟ ألَمْ تُدْرِكُوا بَعْدُ؟ ألَا تَذْكُرُونَ الأرْغِفَةَ الخَمْسَةَ لِلخَمْسَةِ آلَافٍ، وَكَمْ سَلَّةً جَمَعْتُمْ مِنَ الكِسَرِ؟ ألَا تَذْكُرُونَ الأرْغِفَةَ السَّبعَةَ لِلأرْبَعَةِ آلَافٍ، وَكَمْ سَلَّةً جَمَعْتُمْ مِنَ الكِسَرِ؟ لِمَاذَا لَا تَفْهَمُونَ أنَّنِي لَمْ أكُنْ أتَكَلَّمُ مَعَكُمْ عَنِ الخُبْزِ العَادِيِّ؟ بَلْ كُنْتُ أُحَذِّرُكُمْ لِكَي تَحْفَظُوا أنْفُسَكُمْ مِنْ خَمِيرَةِ الفِرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُوقِيِّينَ.» حِينَئِذٍ فَهِمَ تَلَامِيذُهُ أنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ أنْ يُحَذِّرَهُمْ مِنْ خَمِيرَةِ الخُبْزِ، بَلْ مِنْ تَعْلِيمِ الفِرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُوقِيِّينَ. وَعِنْدَمَا أتَى يَسُوعُ إلَى إقْلِيمِ قَيصَرِيَّةِ فِيلِبُّسَ، سَألَ تَلَامِيذَهُ: «مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إنِّي أنَا، ابْنَ الإنْسَانِ؟» فَأجَابَ تَلَامِيذُهُ: «بَعْضُهُمْ يَقُولُ إنَّكَ يُوحَنَّا المَعْمَدَانُ، وَآخَرُونَ إنَّكَ إيلِيَّا، وَآخَرُونَ إنَّكَ إرمِيَا، أوْ نَبِيٌّ كَبَاقِي الأنْبِيَاءِ.» فَقَالَ لَهُمْ: «وَأنْتُمْ، مَنْ أنَا فِي رَأيِكُمْ؟» فَأجَابَ سِمْعَانُ بُطرُسُ: «أنْتَ هُوَ المَسِيحُ، ابْنُ اللهِ الحَيِّ.» فَأجَابَهُ يَسُوعُ: «هَنِيئًا لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، لِأنَّ مَنْ أعْلَنَ لَكَ ذَلِكَ لَيْسَ إنْسَانٌ، بَلْ هُوَ أبِي الَّذِي فِي السَّمَاءِ. وَأقُولُ لَكَ إنَّكَ بُطرُسُ، وَعَلَى هَذِهِ الصَّخرَةِ أبنِي كَنِيسَتِي، وَأبوَابُ الهَاوِيَةِ لَنْ تَقْدِرَ أنْ تَهْزِمَهَا. وَسَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأرْضِ فَإنَّ اللهَ سَيَرْبِطُهُ فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأرْضِ، فَإنَّ اللهَ سَيَحُلُّهُ فِي السَّمَاءِ.»