يُوحَنَّا 8:9-34
يُوحَنَّا 8:9-34 ت ع م
فَرَآهُ جِيرَانُهُ وَالَّذِينَ اعتَادُوا رُؤْيَتَهُ وَهُوَ يَسْتَعْطِي فَقَالُوا: «ألَيْسَ هَذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» فَقَالَ بَعْضُهُمْ: «إنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ!» وَقَالَ آخَرُونَ: «لَا، لَيْسَ هُوَ، بَلْ يُشْبِهُهُ.» أمَّا هُوَ فَقَالَ: «أنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أعْمَى.» حِينَئِذٍ قَالُوا لَهُ: «فَكَيْفَ أبْصَرْتَ؟» فَأجَابَ: «صَنَعَ رَجُلٌ اسْمُهُ يَسُوعُ طِينًا، وَوَضَعَهُ عَلَى عَينَيَّ، وَقَالَ لِي: ‹اذْهَبْ إلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ.› فَذَهَبْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأبْصَرْتُ.» فَقَالُوا لَهُ: «وَأينَ هُوَ الآنَ؟» قَالَ: «لَا أدْرِي.» فَأخَذُوا الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ أعْمَى إلَى الفِرِّيسِيِّينَ. وَكَانَ يَسُوعُ قَدْ صَنَعَ الطِّينَ وَفَتَحَ عَينَيِّ الرَّجُلِ يَوْمَ السَّبْتِ. فَبَدَأ الفِرِّيسِيُّونَ أيْضًا يَسْألُونَهُ كَيْفَ نَالَ بَصَرَهُ. فَقَالَ لَهُمْ: «وَضَعَ يَسُوعُ طِينًا عَلَى عَينَيَّ ثُمَّ اغتَسَلْتُ، وَأنَا الآنَ أُبْصِرُ.» فَقَالَ بَعْضُهُمْ: «لَيْسَ هَذَا الرَّجُلُ مِنَ اللهِ، فَهُوَ لَا يُرَاعِي السَّبْتَ.» وَقَالَ آخَرُونَ: «كَيْفَ يُمْكِنُ لإنْسَانٍ خَاطِئٍ أنْ يَصْنَعَ مُعْجِزَاتٍ كَهَذِهِ؟» فَحَدَثَ خِلَافٌ بَيْنَهُمْ. فَعَادُوا يَسْألُونَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ أعْمَى: «الآنَ وَقَدْ فَتَحَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَيْنَيْكَ، مَا رَأيُكَ فِيهِ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: «هُوَ نَبِيٌّ!» وَلَمْ يَشَأ قَادَةُ اليَهُودِ أنْ يُصَدِّقُوا أنَّهُ كَانَ أعْمَى وَأبْصَرَ. فَاسْتَدْعُوا وَالِدَيِّ الرَّجُلِ الَّذِي نَالَ بَصَرَهُ وَسَألُوهُمَا: «أهَذَا ابْنُكُمَا الَّذِي تَقُولَانِ إنَّهُ وُلِدَ أعْمَى؟ فَكَيْفَ يَقْدِرُ أنْ يُبْصِرَ الآنَ؟» فَأجَابَ وَالِدَاهُ: «نَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ هَذَا هُوَ ابْنُنَا، وَأنَّهُ وُلِدَ أعْمَى. أمَّا كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أنْ يُبْصِرَ الآنَ، أوْ مَنِ الَّذِي جَعَلَهُ يُبْصِرُ، فَلَا نَعْلَمُ! اسْألُوهُ فَهُوَ رَجُلٌ بَالِغٌ، وَيُمْكِنُهُ أنْ يَتَحَدَّثَ عَنْ نَفْسِهِ.» قَالَ وَالِدَاهُ ذَلِكَ لِأنَّهُمَا كَانَا يَخْشَيَانِ قَادَةَ اليَهُودِ، إذْ كَانُوا قَدْ قَرَّرُوا أنَّ كُلَّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِأنَّ يَسُوعَ هُوَ المَسِيحُ يُحْرَمُ مِنْ دُخُولِ المَجْمَعِ. لِذَلِكَ قَالَا: «هُوَ رَجُلٌ بَالِغٌ فَاسْألُوهُ!» فَاسْتَدْعَى قَادَةُ اليَهُودِ ثَانِيَةً الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ أعْمَى وَقَالُوا لَهُ: «مَجِّدِ اللهَ بِصِدْقِكَ، فَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ ذَلِكَ الإنْسَانَ خَاطِئٌ.» فَأجَابَهُمْ: «لَا أدرِي إنْ كَانَ خَاطِئًا أمْ لَا، لَكِنِّي أعْلَمُ شَيْئًا وَاحِدًا: كُنْتُ أعْمَى وَأنَا الآنَ أُبْصِرُ!» فَسَألُوهُ: «مَاذَا فَعَلَ بِكَ؟ كَيْفَ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» أجَابَهُمْ: «لَقَدْ سَبَقَ أنْ أخبَرْتُكُمْ، لَكِنَّكُمْ رَفَضْتُمْ أنْ تَسْمَعُونِي! فَلِمَاذَا تُرِيدُونَ أنْ تَسْمَعُوا الآنَ؟ أتُرِيدُونَ أنْ تُصْبِحُوا أتبَاعًا لَهُ؟» فَشَتَمُوهُ وَقَالُوا: «أنْتَ تَابِعٌ لَهُ! أمَّا نَحْنُ فَأتبَاعُ مُوسَى. نَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ اللهَ كَلَّمَ مُوسَى، لَكِنَّنَا لَا نَعْلَمُ مِنْ أيْنَ هَذَا الرَّجُلُ.» فَأجَابَهُمْ: «مَا أغرَبَ هَذَا! فَأنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ مِنْ أيْنَ هُوَ، وَمَعَ هَذَا فَقَدْ فَتَحَ عَينَيَّ! وَنَحْنُ نَعْلَمُ أنَّ اللهَ لَا يَسْتَمِعُ لِلخُطَاةِ، بَلْ يَسْتَمِعُ لِمَنْ يَتَّقِيهِ وَيَعْمَلُ إرَادَتَهُ. وَلَمْ يَسْمَعْ أحَدٌ مِنْ قَبْلُ أنَّ شَخْصًا أعْطَى بَصَرًا لإنْسَانٍ وُلِدَ أعْمَى. فَلَوْ لَمْ يَكُنْ هَذَا الرَّجُلُ مِنَ اللهِ، لَمَا أمكَنَهُ أنْ يَفْعَلَ شَيْئًا.» فَقَالُوا لَهُ: «أنْتَ كُلُّكَ مَولُودٌ فِي الخَطَايَا، وَرُغْمَ ذَلِكَ تُعَلِّمُنَا؟» وَطَرَدُوهُ خَارِجًا.