2 أخْبَار 12:18-26
2 أخْبَار 12:18-26 ت ع م
وَقَالَ الرَّسُولُ الَّذِي ذَهَبَ لِإحْضَارِ مِيخَا لَهُ: «هَا قَدْ رَدَّدَ كُلُّ الأنْبِيَاءِ الكَلَامَ نَفْسَهُ، إذْ قَالُوا إنَّ المَلِكَ سَيَنْجَحُ. فَقُلْ مَا قَالُوهُ، وَبِهَذَا تُحسِنُ القَولَ وَتَفْعَلُ خَيْرًا.» لَكِنَّ مِيخَا قَالَ: «أُقْسِمُ بِاللهِ الحَيِّ، لَا أقُولَ إلَّا مَا يَقُولُهُ إلَهِي.» فَلَمَّا جَاءَ مِيخَا، وَقَفَ أمَامَ المَلِكِ. فَسَألَهُ المَلِكُ: «يَا مِيخَا، بِمَ تَنْصَحُنَا؟ أنَذْهَبُ أنَا وَالمَلِكُ يَهوشَافَاطُ بِجَيْشَينَا لِمُقَاتَلَةِ جَيْشِ أرَامَ فِي رَامُوثَ الَّتِي فِي جَلْعَادَ؟» فَأجَابَ مِيخَا سَاخِرًا: «نَعَمْ! اذهَبَا وَقَاتِلَاهُمُ الآنَ، فَتَنْتَصِرَانِ.» فَأجَابَ أخآبُ: «أنْتَ تَسْخَرُ مِنِّي، وَتُجِيبُ مِنْ عِندِكَ. كَمْ مَرَّةً يَنْبَغِي أنْ أستَحْلِفَكَ أنْ لَا تَقُولَ إلَّا مَا يَقُولُهُ اللهُ؟» فَأجَابَ مِيخَا: «لَقَدْ أرَانِي اللهُ كُلَّ مَا سَيَحْدُثُ. فَرَأيْتُ جَيْشَ إسْرَائِيلَ مُشَتَّتًا عَلَى الجِبَالِ. رَأيْتُهُمْ كَخِرَافٍ فَقَدَتْ رَاعِيَهَا. وَهَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: ‹لَيْسَ لِهَؤُلَاءِ قَائِدٌ، فَلْيَرْجِعُوا بِأمَانٍ إلَى بُيُوتِهِمْ.›» فَقَالَ أخآبُ لِيَهُوشَافَاطَ: «أتَرَى؟ أمَا قُلْتُ لَكَ؟ لَا يَقُولُ هَذَا النَّبِيُّ عَنِّي شَيْئًا حَسَنًا، وَإنَّمَا بِالسُّوءِ وَبِمَا لَا أُحِبُّ سَمَاعَهُ!» حِينَئِذٍ، قَالَ مِيخَا: «مَا دُمْتَ تَقُولُ هَذَا، فَاسْمَعْ إذًا مَا يَقُولُهُ اللهُ! فَقَدْ رَأيْتُ اللهَ جَالِسًا عَلَى عَرْشِهِ فِي السَّمَاءِ. وَرَأيْتُ المَلَائِكَةَ وَاقِفِينَ عِنْدَهُ، بَعْضٌ عَنْ يَمِينهِ وَبَعْضٌ عَنْ شِمَالِهِ. فَقَالَ اللهُ: ‹مَنْ يَخْدَعُ أخآبَ مَلِكَ إسْرَائِيلَ، فَيُقْنِعَهُ بِالهُجُومِ عَلَى مَدِينَةِ رَامُوثَ الَّتِي فِي جَلْعَادَ لكَي يُقتَلَ هُنَاكَ؟› فَقَالَ مَلَائِكَةٌ مُختَلِفُونَ أشْيَاءَ مُختَلِفَةً. ثُمَّ جَاءَ رُوحٌ وَوَقَفَ فِي حَضْرَةِ اللهِ وَقَالَ: ‹أنَا سَأخدَعُ أخآبَ.› فَسَألَهُ اللهُ: ‹كَيْفَ سَتَفْعَلُ هَذَا؟› فَأجَابَ: ‹سَأخْرُجُ وَأصِيرُ رُوحَ كَذبٍ وَضَلَالٍ فِي أفوَاهِ أنْبِيَاءِ أخآبَ.› فَقَالَ اللهُ: ‹سَتَنْجَحُ فِي خِدَاعِهِ. فَاذهَبْ وَافْعَلْ ذَلِكَ.›» وَأضَافَ مِيخَا: «فَهَذَا هُوَ تَمَامًا مَا حَدَثَ هُنَا. فَقَدْ جَعَلَ اللهُ أنْبِيَاءَكَ يَكْذِبُونَ عَلَيْكَ. فَاللهُ نَفْسُهُ يَنْوِي أنْ يُنْزِلَ بِكَ الشَّرَّ.» فَاقْتَرَبَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ مِنْ مِيخَا وَلَكَمَهُ عَلَى فَكِّهِ. وَقَالَ صِدْقِيَّا: «مِنْ أيِّ طَرِيقٍ ذَهَبَ الرُّوحُ المُرسَلُ مِنَ اللهِ عِنْدَمَا ذَهَبَ منّي لِيَتَكَلَّمَ إلَيْكَ؟» فَأجَابَ مِيخَا: «سَتَرَى قَرِيبًا جِدًّا أنِّي إنَّمَا أقُولُ الصِّدْقَ. سَتَرَى ذَلِكَ عِنْدَمَا تَهْرُبُ مِنْ غُرفَةٍ إلَى غُرْفَةٍ لِتَخْتَبِئَ!» فَأمَرَ أخآبُ أحَدَ رِجَالِهِ بِالقَبْضِ عَلَى مِيخَا، وَقَالَ: «اقبِضُوا عَلَيْهِ وسلِّمُوهُ إلَى أمُّونَ، وَالِي المَدِينَةِ، وَإلَى الأمِيرِ يُوآشَ. وَقُولُوا لِأمُّونَ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ المَلِكُ: ضَعْ مِيخَا فِي السِّجْنِ. وَلَا تُعْطِهِ إلَّا قَليلًا جِدًّا مِنَ المَاء إلَى أنْ أعُودَ مِنَ المَعْرَكَةِ سَالِمًا.›»