لوقا 40:22-65

لوقا 40:22-65 SAB

وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى الْمَكَانِ، قَالَ لَهُمْ: ”صَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي مِحْنَةٍ.“ ثُمَّ ابْتَعَدَ عَنْهُمْ قَلِيلًا، وَرَكَعَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى وَقَالَ: ”يَا أَبِي، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ، أَبْعِدْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، لَكِنْ لِتَكُنْ إِرَادَتُكَ أَنْتَ لَا إِرَادَتِي أَنَا.“ وَظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَكَانَ فِي صِرَاعٍ شَدِيدٍ، فَأَخَذَ يُصَلِّي بِحَرَارَةٍ أَكْثَرَ، وَصَارَ عَرَقُهُ مِثْلَ نُقَطِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الْأَرْضِ. فَلَمَّا قَامَ مِنَ الصَّلَاةِ، وَرَجَعَ إِلَى التَّلَامِيذِ، وَجَدَهُمْ نَائِمِينَ مِنَ الْحُزْنِ. فَقَالَ لَهُمْ: ”لِمَاذَا أَنْتُمْ نَائِمُونَ؟ قُومُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي مِحْنَةٍ.“ وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ، جَاءَتْ عِصَابَةٌ يَقُودُهَا الْمَدْعُوُّ يَهُوذَا الَّذِي هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الـ12 وَاقْتَرَبَ مِنْ عِيسَى لِيُقَبِّلَهُ. فَقَالَ لَهُ عِيسَى: ”يَا يَهُوذَا، هَلْ بِقُبْلَةٍ تَخُونُ الَّذِي صَارَ بَشَرًا؟“ فَلَمَّا رَأَى أَتْبَاعُ عِيسَى مَا سَيَحْدُثُ، قَالُوا: ”هَلْ نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ يَا مَوْلَانَا؟“ وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ خَادِمَ رَئِيسِ الْأَحْبَارِ، فَقَطَعَ أُذُنَهُ الْيُمْنَى. فَقَالَ عِيسَى: ”كُفَّ عَنْ هَذَا!“ وَلَمَسَ أُذُنَ الرَّجُلِ وَشَفَاهُ. ثُمَّ قَالَ عِيسَى لِرُؤَسَاءِ الْأَحْبَارِ وَقَادَةِ حَرَسِ بَيْتِ اللهِ وَالشُّيُوخِ الَّذِينَ جَاءُوا عَلَيْهِ: ”هَلْ أَنَا لِصٌّ، حَتَّى خَرَجْتُمْ عَلَيَّ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ؟ كُنْتُ مَعَكُمْ فِي سَاحَةِ بَيْتِ اللهِ كُلَّ يَوْمٍ، فَلَمْ تَقْبِضُوا عَلَيَّ. هَذِهِ سَاعَتُكُمْ! الْآنَ يَتَسَلَّطُ الظَّلَامُ!“ فَقَبَضُوا عَلَيْهِ وَسَاقُوهُ وَأَحْضَرُوهُ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْأَحْبَارِ. وَتَبِعَهُ بُطْرُسُ مِنْ بَعِيدٍ. فَلَمَّا أَشْعَلُوا نَارًا فِي وَسَطِ السَّاحَةِ وَجَلَسُوا مَعًا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. فَرَأَتْهُ خَادِمَةٌ مِنْ خِلَالِ ضَوْءِ النَّارِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَتَفَرَّسَتْ فِيهِ وَقَالَتْ: ”هَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا كَانَ مَعَ عِيسَى.“ لَكِنَّهُ أَنْكَرَ وَقَالَ: ”يَا امْرَأَةُ، أَنَا لَا أَعْرِفُهُ.“ وَبَعْدَ قَلِيلٍ رَآهُ وَاحِدٌ آخَرُ وَقَالَ: ”وَأَنْتَ أَيْضًا وَاحِدٌ مِنْهُمْ.“ لَكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ: ”كَلَّا يَا رَجُلُ!“ وَبَعْدَ حَوَالَيْ سَاعَةٍ، أَصَرَّ وَاحِدٌ آخَرُ وَقَالَ: ”بِالتَّأْكِيدِ هَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا كَانَ مَعَ عِيسَى، لِأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ.“ لَكِنَّ بُطْرُسَ قَالَ: ”يَا رَجُلُ، أَنَا لَا أَعْرِفُ مَا تَقُولُ.“ وَبَيْنَمَا هُوَ مَا زَالَ يَتَكَلَّمُ، صَاحَ الدِّيكُ. فَالْتَفَتَ مَوْلانَا عِيسَى وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلَامَ الْمَوْلَى وَكَيْفَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: ”قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ الْيَوْمَ، تُنْكِرُنِي 3 مَرَّاتٍ.“ فَخَرَجَ وَبَكَى بِحُرْقَةٍ. وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا يَحْرُسُونَ عِيسَى، أَخَذُوا يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَضْرِبُونَهُ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: ”تَنَبَّأْ، مَنْ ضَرَبَكَ؟“ وَوَجَّهُوا إِلَيْهِ شَتَائِمَ أُخْرَى كَثِيرَةً.