آيات مشهورة من الكتاب المقدس منكورنتوس الثانية 4

شارك

لذلِكَ فنَحنُ لا نُبالي بما نَراهُ مِن مَتاعِبَ في هذِهِ الدُّنيا، بل نَشتاقُ إلى ما يَنتَظِرُنا عِندَ رَبِّنا. فما هذِهِ الدُّنيا إلاّ سَرابٌ، وما لا نَراهُ هو الأبَديُّ المُقيمُ.

ولذلِكَ لن يَضعُف عَزمُنا، مَعَ أنّ كِيانَنا الخارِجيَّ يَفنى، ولكنّ اللهَ يُجَدِّدُ دَواخِلَنا يومًا بَعدَ يومٍ. وإنّ الضّيقَ الّذي نواجهُهُ في هذِهِ الدُّنيا هَيِّنٌ عابِرٌ، يُهيِّئُ لنا مَجدًا عَظيمًا أبَديًّا يَتَجاوزُ التَّصَوُّرَ.

ونَحنُ نُواجِهُ الصُّعوباتِ مِن كُلِّ النَّواحي، لكنّنا لا نَنهارُ. وعِندَما يُعارِضُنا النّاسُ نَنزَعِجُ، ولكنّنا لا نَيأسُ! يَضطَهِدُنا النّاسُ، لكنَّ اللهَ لا يَتَخَلَّى عنّا أبَدًا. يَضرِبونَنا، لكنّنا لا نَتَحَطَّمُ.

وما نَحنُ إلاّ آنيَةٌ مِن فَخّارٍ تَحوي هذا النّورَ الرّبّانيَّ، ليُظهِرَ أن قوَّتَنا الخارِقةَ مَصدَرُها اللهُ لا نَحنُ.

فالشَّيطانُ الّذي يَطغى على هذِهِ الدُّنيا قد أعمى عُقولَ الرّافِضينَ وبَصائرَهُم فصاروا في ظُلمةِ لا يَفقَهونَ البُشرى بالمَسيحِ. إنّ في هذِهِ الرِّسالةِ بَهاءَ السَّيِّدِ المَسيحِ، وهو ظِلُّ اللهِ في الأرضِ.

إنّ اللهَ الّذي أشرقَ بنورِهِ مِن الظَّلامِ حينَ خَلَقَ الكَونَ، أشرَقَ بنورِهِ في قُلوبِنا أيضًا حتّى نَعرِفَ بَهاءَهُ تَعالى، بَهاءً ونورًا رأيناهُ في وَجهِ سَيِّدِنا المسيحِ.